رواية أباطرة الغرام (امبراطورية الدالي) بقلم أيه محمد رفعت
المحتويات
بيقول إنك مش بني آدم زينا.
زفر عصام بحنق بالغ
هي حالته ساءت أوي كدا!
حرك رأسه بايجابية يجيبه بجدية
لازم نعالجه الوفد جاي النهاردة ولازم نكون في استقباله النهاردة.
دخل عصام وخالد إلى مكتب آسر فوجداه يفتح الخزنة المالية ويدس في جيوبه المال زفر عصام غاضبا يردد بحدة
أنت رايح فين يا غبي أنت!
اجابه آسر متلعثما
رفع عصام حاجبه باستنكار ثم ردد بسخط
حرامية هنا في الشركة!
ازداد توتر آسر لتظهر حبات العرق على جبينه
هم اللي بيقولوا مش أنا.
كظم عصام غيظه يردف من بين أسنانه
قدامي يا آسر الله يهديك.
صړخ آسر پخوف
عايز تعمل فيا إيه يا عصام!
سحبه عصام دون جواب من ياقة قميصه الخلفية مرددا
لمح آسر خالد ليظهر له ما حدث فيقول بنبرة آسفة
أهلا ياخالد لحقت توصل الأخبار إني ههرب كنت بسمع إن الخېانة بتيجي من أقرب الناس لينا بس متوقعتش إنه تكون أنت أنت يا....
قاطعه عصام بصوت مخيف
أسمع يا أسر النهاردة الوفد الألماني هييجي أي غلطة هتحصل هعلقك مكان النجف اللي فوق دا سمعت!
حاضر.
ضحك خالد قائلا
يالا نلبس الزي الموحد.
نظر آسر بدهشة مرددا بسخط
ليه طالعين رحلة!
وجه عصام ضړبة إليه عند مؤخرة رأسه قفاه قائلا
انجز.
أردف آسر بتحذير
ابعد إيدك أنت وهو أنا اللي اختار الأول وأنتم ابقوا خدوا اللي يفيض.
ضحك خالد بسخرية يردد
تختار إيه يا غبي بقولك زي موحد.
نظر عصام محو خالد يردف بحزم
انطقى آسر إحدى الملابس يردد ببلاهة
هاخد ده.
تناول الآخرين ما بقي أمامهما ودلف كل منهم ليبدل ثيابه وبعد دقائق ظهر ثلاثتهم كل بأناقته عدا آسر الذي بدا وكأنه غارقا في ثيابه يكتم خالد ضحكته ولكن لم يستطع كتم إطرائه الذي رافقه بغمزة قائلا
شكلك مسخرة أوي يا آسر.
حدثه آسر بغيظ
قال ذلك مشيرا إلى عضلاتهما الضخمة والبذلات الثلاث تحمل مقاسهما في حين تبدو كبيرة جدا لآسر.
وفي صالة الاجتماعات تجلس مايا اورورا ابنة صاحب أكبر سلاسل مصانع أورورا للاستيراد والتصدير فهي المالكة الوحيدة لكل تلك المملكة مما يزيدها غرورا وتكبر أمام الجميع تجلس مع والدها يتناقشان مع أحمد الدالي ومحمد أخيه في مشروع العمل الجديد الذي ينشأ بين الشركتين.
لقد سعدت بالعمل معك سيد أحمد.
اجابه أحمد بنبرة مماثلة
وأنا أيضا شرف كبير لي أن يكون هناك عمل وتعاون مشترك مع حضرتك.
ردد جون بابتسامة عملية
أحب أن أعرفك ب ابنتي الوحيدة مايا.
أومأ برأسه مرحبا بها
أنرت مقرنا ابنتي أهلا بك تشرفت بمعرفتك.
اجابته مايا بعنجهية تعدي إحدى خصلات شعرها المتمردة عن وجهها
الشرف لي سيد أحمد.
باشر أحمد بتعريف الحضور على السيد جون وابنته قائلا
هذا خالد ابن أخي ومدير إدارة شركات الدالي للاستيراد والتصدير وهذا آسر ابني الأصغر.
حرك جون رأسه مبتسما يردد بهدوء
تشرفت بمعرفتكما... أهذا الذي يزلزل ويرعب الرجال من يطلقون عليه البوص.
اتسعت أحمد ابتسامته يحرك رأسه بنفي مرددا بتوضيح
لا البوص هو ابني الأكبر عصام هو في الخارج يجري مكالمة وسينضم إلينا.
قطع كلامهما دخول عصام بأناقته المعهودة أشار أحمد بكل فخر نحو عصام مرددا
ها هو البوص .
نهض عن مكانه ويقترب منه ليصافحه قائلا بعملية
تشرفت بمعرفتك سيد عصام لقد سمعت عنك كثيرا.
لاحظ آسر نظرات مايا تتفرس عصام وتمشط عينيها عليه بنظراتها شديدة الجرأة فهمس بأذن خالد
خالد البت هتاكل عصام بعينيها.
نظر لها خالد نظرة اشمئزاز فقد كانت تنظر لعصام بجرأة واضحة حتى أن الجميع لاحظ ذلك عقد الاجتماع وانتهى بوعد تفكير بالرد بأقرب وقت ممكن وعاد الجميع إلى القصر.
اجتمع أفراد إمبراطورية الدالي كعادتهم حول المائدة الكبيرة والتي يترأسها أحمد الدالي وإلى يمينه أخوه محمد ويساره تجلس هي زوجته التي احتفظت بجمالها رغم تقدم سنها أمال ويتتابع بعد ذلك أفراد العائلة في جو بهيج.
تناول أحمد لقمة من طبقه ثم أردف بعد أن ابتلعها بسعادة
_ أنا سعيد جدا أن ندى قررت تستقر هنا أخيرا.
وجد صدى سعادته في عيني والدتها سهير التي هزت رأسها مؤكدة لما قاله لتهتف مؤكدة
_ أيوا يا أحمد دا أنا قلبي كان بتقطع عليها مش عارفة قضت عليها سنين الغربة في وحدتها إزاي
غمزت سها بعينها لياسمين التي تجلس قبالتها تردف بمرح
_ إحنا رجعنا الثلاثي المرح تاني.
ظهرت بسمة العذبة على وجه ياسمين فتبدو كشمس مشرقة في جو ربيعي صافي تعلق بسعادة
_ الرباعي ...أنت نسيتي آسر ولا إيه
_آسر راجل.
قالتها سها لياسمين التي اتسعت ابتسامتها فهي على دراية تامة لشجارتهما الدائمة وبسبب معاملة سها بحدة معه توجه بصرها لوالدها وعمها تلقي بطلبلها على مسمعهما
_ بابا.. عمو بنفع نخرج بكره أنا و ندى نتفسح.
نظرت ندى لأخيها الذي يجلس إلى جانبها وملعقة تدور في الطبق دون أن يتناول شيئا يبدو شاردا يسبح في أفكاره ليعود إلى واقعه بعد لكزة ندى إليه بسن الشوكة تلك الحركة التي لطالما أثارت غيظه في طفولته نظى إليها بغيظ لتكمل ما قالته لحظة شروده
_يعني تصر عليا أنزل وتوعدني في خروجات وفسح وفي الآخر شكلك كده إيه يا دوك سحبنا منك الأضواء برجعتنا ولا عايش دور المضطهد المنبوذ في العيلة دي
ابتسم بوهن دون فهم مقصدها ولكن جملتها الأولى تظهر أنها تريد أن تخرج معه في نزهة فيسمع صوت عمه كحبل نجاة حتى لا يسأل عما به
_ خلاص يا ولاد بكرة هنخرج كلنا في فيلا المزرعة نقضي كم يوم هناك.
غمرت السعادة وجوه الجميع قد جاءت هذه العطلة في وقتها ليريح الجميع صخب روحه وضجيج عقله غمز آسر والدته قائلا في محاولة قلبها على والد
_ شوفتي يا آمال أبو حميد هيفسحنا في المزرعة عشان خاطر ندى وأنت كنت ھتموتي وتروحي وهو يقولك مش فاضين شايفة بيفرق بينك إزاي شكلك بقا وحش أووي يا أمولة البت ندى واخدة الأضواء من الكل مش بس من خالد.
مصمصت والدته شفتيها ثم ردد برود تحبط خطة آسر
_ وإيه يعني دي ندوش دي بنتي حبيبتي معزتها من معزة ياسو.
ضحكت الفتيات على محاولته التي باءت بالفشل فتهتف سها بسخرية شامتة
_ هدف جديد ولكن في مرمى آسر شكلك بقى وحش وأنت بتفشل توقع بين طنط وعمو.
ابتسم أحمد لما يدور حوله من مناقشات و مشاغبات بالحديث بينهم فيميل بنظره للصامت الذي يركز في طعامه فقط آلام قلبه لفقدان ابنه للروح عصام أكثر فرد في العائلة يحتاج للترويح عن نفسه ليفصل نفسه عن ضغط العمل
ويفصل عقله عن التفكير بمعشوقته الفقيدة لميس ولكن ما الذي سيفصل قلبه عنها فالقلب ما له من سلطان خرج اسمه من بين شفتي والده فيرفع رأسه بانتباه يصغي لما يطلبه منه
_ عصام ظبط أمور الشركة اليوم عشان تقعد معنا يومين تلاتة في بيت المزرعة وكمان عشان ندى تشوف الدنيا.
أومأ برأسه موافقا لأمر والده يجيبه بهدوء
_ حاضر يا بابا.
اعتلت السعادة محيا الجميع وخاصة ندى التي نهضت من مكانها راكضة نحو عمها مطوقة رقبته بذراعيها من الخلف وتطبع قبلة على إحدى وجنتيه وتشكره بسعادة
_حبيبي يا عمو ربنا يخليك ليا يارب.
انفرج شفتاه بابتسامة ليربت على كفها قائلا
_ ويخليكم ويحميكم ليا مين ليا غيركم أفضي وقتي عشانه.
ضيق آسر عينيه مصوبا إياها إلى والده وندى ويهتف بحزن مزيف
_ أخص عليك يا أبو حميد يا وحش كدا أسوره حبيبك يتحايل عليك عشان نص يوم إجازة وتيجي البت دي تأثر عليك.
ضحك من حوله لتظهر ندى طرف لسانها بسخرية منه تردف بتشفي
_ أنت رزل أووي يا آسر.
حمل آسر تفاحة من طبق الفاكهة الكبير وسط الطاولة يريد أن يصوبها نحو ندى التي أخفت رأسها خلف عمها مرددا بغيظ
_ لمي نفسك يابت بدل...
_ بتهدد مين يالا!
زمجر بها خالد يتطلع نحو أسر بحدة اعاد آسر التفاحة موضعها يجيبه متلعثما
_ إيه يا خالود بهزر.
_لا متهزرش.
هتف بها بصرامة ليعود الضحك يسيطر على وجوههم ويبدأون بمناقشة الأمور وإعداد لائحة للفتيات بتجهيز ما يلزم لمرافقتهن في الطريق إلى المزرعة غافلين عن الجسد ذو الروح الشارد يتذكرها في أحد الأيام في بيت المزرعة.
في إحدى الغرف في بيت المزرعة والتي يبدو أنها غرفة لإحدى الفتيات من طلائها الوردي الهادئ كانت لميس تتوسط الفراش بشعرها المموج وتحتضن وسادتها بين يديها عقلها شارد بمن لبى نداء قلبها العاشق فولج بخطوات هادئة ليجلس على ركبيته أمام الهيئة الملائكية التي أمامه أصابعه تتخلل خصلات شعرها وصوته الحنون يتسرب إليها عبر أحلامها
_إحنا جينا نغير جو ولا ننام
تململت في فراشها وعادت للغط في سبات لكنها أفاقت عندما نهض ليجلس على طرف السرير فجذبها لتنهض على ساقيها فتحت عينيها بانزعاج لتجد كلماته الباسمة تخبرها
_ صباح الخير يا روح قلبي إيه كل ده نوم هتجوز غيبوبة
ضحكتها الخاڤتة المشبعة بآثار نومها خطفت قلبه مجددا ليعلنها حبيبة قلبه للمرة التي لا يدري عددها اعتدلت في وقفتها وشبكت أصابعها بأصابعه وهي تردد
_ حاجة زي كدا عارف هتعمل إيه النهاردة!
ضيق عينيه في محاولة صادقة ليتذكر ما عليه فعله
_ إيه!
شهيق درامي يصدح منها فترد بنبرة ساخطة
_ أخص عليك يا عصام أنا زعلانة معقول نسيت!
نظر إليها ولحزنها الذي لاح على قسمات وجهها وقال مستفهما
_ بجد مش عارف أنت بتتكلمي على إيه!
دفعته بقبضتها وهمت بالرحيل وهي تردد باستياء
_ ماشي يا سيادة المقدم أروح أنام أحسن ما حزني يبتلعك وأنت واقف!!
طوقها بقوة وسحبها نحوه فنظرت لسماء عينيه الصافية سماء لها وحدها تحلق فيها كطير حر لا قيود ولا حدود تسمع صوته الهامس وأنفاس وجه الحارة تلفح وجهها
_ مش لما أفهم انا زعلتك في أيه!
ابتعدت عنه ونظرات الصدمة تكتسح وجهها الممزوج بحمرة خجلفمطت شفتيها باستياء طفولي قائلة
_ أنت وعدتني هتعلمني السباحة.
لاح وعده أمامه فضړب جبينه بكفه آسفا
_ أوبس نسيت.
دفعته بعيدا عنها وبنفس نبرتها الحزينة قالت
_ أوعى أنت عمرك ما وفيت بوعدك ليا.
اتسعت عيناه بدهشة لوصفه هكذا فما كان منه إلا أن نهض خلفها يحملها بين ذراعيه شهقت پصدمة وتطلعت بحيرة لعينيه المتوعدتين فقال
_ انتي شايفاني كده أوكي أنا هوريكي هعمل فيكي إيه.
تتوالى قبضاتها الرقيقة على صدره وهي تهتف بصړاخ رقيق
_ نزلني متزعلنيش منك أكتر من كده!
ضحك بمكر وهو يهز رأسه نافيا ليزداد تدافع قبضاتها على صدره وهتافها
_ نزلني بقولك نزلني.
تحرك بها تجاه المسبح خارج البيت وهو لا يبالي لهتافها ولكماتها لاحظت توقفه فجأة فنظرت إليه بتوجس ومكره يلوح في عينيه علنا فسألها بصوت ماكر فحيح
_تحبي أنزلك!
مطت شفتيها بحزن وهزت رأسها بحزن قائلة
_ أيوا نزلني
ضحك بصوته كله
متابعة القراءة