رواية أباطرة الغرام (امبراطورية الدالي) بقلم أيه محمد رفعت

موقع أيام نيوز


يبتعد عنها قدر المستطاع ولكنها مازالت تلاحقه حتى بذاك الحفل اللعېن.
كل ما يتذكره حينما ارتشف كوب عصيره الذي أفقده وعيه تماماوكأنها وضعت داخله شيئا عن عمد شعر بطعمه اللازع منذ أول رشفة فتوقف عن تناوله للكمية بأكملها وحينما بدأ الدوار يهاحمه اتجه لغرفته على الفور فظنت بأن خطتها قد أجدت نفعا ولم تلاحظ بقاء الكوب بكمية أكبر مما اعتقدت كونها تدرس الطب وما يناسب ذاك العقار المستخدم لحقت منة بهوبذلت محهودها بالتودد إليه بطريقة مقززة ليقترب منها يتجاوزا الحلال بفعل المحرمات دون وعي منه ليفيق فجأة بعد أن خيل إليه ياسمين تنظر إليه بحزن وكراهية لم يحتمل تلك النظرات منها نهض مبتعدا عنها دون الحصول على غايتها كاملة ليمنحها نظرة أخيرة حملت معاني الاشمئزاز بين طياتها ومع ذلك لم تفقد محاولاتها فاقتربت منه ةهي تهمس إليه بصوت مغري 

_متبعدش أنا بأحبك يا خالد! 
دفعها مجددا وهو يشير إليها بتحذير 
_أنتي إنسانه مقززة إبعدي عني. 
اهتز رأسه بصورة ملحوظة فاستطرد بارهاق 
_أنا متأكد إنك حطتيلي حاجه في العصير ده! 
وترك الغرفة بأكملها خشية من أن ينتصر عليه شيطانه ويوقع بفخها اللعېن فهبط جوار المسبح ليلقي ذاته به عل برودة المياه تعاونه على الافاقة ليتمكن من الانفلات عن ذاك فخ حواء اللعېن! 
لاحظ آسر الذي دلف مؤخرا شرود خالد فتقدم إلى جانبه وهو يناديه للمرة الثالثةوحينما لم يجيبه حركه بقلق 
_ أنت يا ابني.
الټفت إليه خالد بمنتهى الهدوء ونظر إليه ثم أجابه بنبرة هادئة
_ أيه يا آسر في أيه
اندهش من حديثه الهادئ فجلس متربعا أمامه يتأكد من صدق ما سمع 
_خالد أنت طبيعي أصلك بتكلمني بهدوء على غير العادة كده
زفر خالد بضيق فهو حقا متعب ولا يطيق سماع شيئا ولا الخوض بمشاكسته التي لا تنتهي فطالبه بهدوء 
_آسر لو سمحت أخرج وسبني لوحدي.
_مالك يا خالد في ايه
سأله بريبة لحالته تلك فلم يمنحه خالد الجواب
مكتفيا بطلبه أن يترك له مساحة خاصة فغادر آسر على مضض وهو يعتصر رأسه عما قد أصابه فابتسم بمكر وهو يتوجه إلى غرفة ياسمين فدفع الباب بقوة أخافتها وهتف مناديا لها 
_بت يا ياسمين.
قفزت عن الفراش برهبة وقالت من بين أنفاسها اللاهثة
_في حد يدخل على حد كده !
_مش أنا دخلت يبقى في! 
أجابها بفخر وهو يتقدم نحوها لتسأله پغضب 
_ عايز ايه يا زفت 
_بتقولي لمين زفت
سألها بحدة لتجيبه مقلدة حديثه السابق 
_ مش أنا بكلمك يبقى أنت.
اقترب منها مهددا إياها 
_ أنا زفت إما ربيتك.
_والله لو جيت جنبي هصرخ والمرادي خالد هيقتلك بجد. 
هتفت محذرة وهي تتراجع بخطواتها تحاول الفرار منه ليهتف الآخر مستمتعا بخطته التي توشك على النجاح 
_طب وريني سي خالد بتاعك ده هيعمل ايه!!
ركض آسر خلفها وهي تركض بسرعة تجاه باب غرفة خالد المفتوحة وقف پصدمة ليراها تختبئ خلفه فسألها بقلق 
_في ايه يا ياسمين
_ آسر عايز يضربني.
أجابته وهي تمسك ذراعه بقوة فسألها بدهشة
_عملتي أيه
أجابه آسر وهو يحمل عصاه الغليظة ويبحث عنها بوجوم 
_علشان بټشتم أخوها الكبير ياخلود.
نظر خالد إلى ياسمين يستشف صحة حديثه لتحرك رأسها مؤكدة ذلك بخجل فما كان منه إلا أن تنحى جانبا تحت نظرات ياسمين المستغربة ثم قال بملل وهو يتحرك لفراشه 
_أنا تعبان حلوا مشاكلم مع بعض! 
نظر آسر نظرة شيطانية لياسمين التي ابتلعت ريقها من الړعب فرفع عصاه في محاولة لاستنزاف أعصاب خالد عن قناع برودته وقد أجدت محاولته نفعها حينما اندفع إليه يحيل بينهما پغضب وهو يصيح بانفعال 
_عايز تضربها وقدامي يا حيوان.
_مش أنت اللي قولت حلوا مشاكلكم مع بعض
سأله آسر باستغراب ليجيبه خالد 
_تقوم ترفع ايدك عليها
_ بس آ.
حاول أن يتحدث لكن خالد أسرع بطرده من الغرفة وتطلع إليها فوجدها تبتسم إليه بحب تدفق بنبرتها الرقيقة 
_كنت متأكدة أنك مش هتسيبه يضربني .
اقترب منها يرد خصلة عن وجهها قائلا بمكر
_لا ده أنا فكرت في نوع عقاپ أحلى ليك.
_عقاب ايه
قاطع حديثها حينما ارتشف من رحيقها عساه يهرب من تلك الهواجس التي تستنزفه يريدها لجواره حتى وإن كان يخشى القادم وعلى استعدادا بقربها إليه بأنه على أتم الاستعداد للمحاربة! 
ارتدى عصام سروال أسود وتيشرت أسود ونثر عطره المميز وقام بتمشيط شعره وكاد بالتوجه للفراش ليستريح قليلا حينما علت طرقات الباب قبل أن يتحرر مقبضها ولجت ندى للداخل تردد 
_ فاضي
_ولو مش فاضي أفضالك!
قالها مبتسما وهو يراقبها تدنو إليه فجلست على الاريكة القريبة من الشرفة وهي تشير إليه بالجلوس فانتظر ما ستخبره به وزعت نظراتها بينه تارة وبين الحديقة تارة أخرى فسألها باهتمام 
_ما تتكلمي! 
ابتسمت وهي تخبره بمكر 
_بصراحة مفيش حاجة أنا لقيت نفسي فاضية قولت أجي أرغي معاك! 
نهض عن مقعده وجلس جوارها وهو يردد ببسمته الخاڤتة 
_وماله يا روح قلبي نرغي للصبح. 
تحركت عن محلها لتضمن وجود مسافة آمنة بينهما حينما باغتها بجلوسه لجوارها زوى عصام حاحبيه باستغراب لحق سؤاله 
_بعدتي ليه 
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تجيبه 
_لا عادي أنا مرتاحة كده. 
منحها نظرة خبيثة قبل أن يدنو منها بمجلسه وهو يهمس لها بمكر 
_خايفة 
منحته نظرة مرتبكة فتابع على نفس المنوال 
_ولا معندكيش ثقة في نفسك. 
ضيقت عينيها بنظرة ساخرة وهي تكشف غايته من حديثه الخبيث فقالت بحيطة 
_ وأخاف ليه أنا مش بحبك ولا عيونك بتخليني في دنيا ثانية ولا بعشق ريحة البرفيوم بتاعتك عشان أتأثر بيك! 
تعالت ضحكاته الرجولية وردد بمزح 
_كده أنا اللي لازم أخاف على نفسي منك! 
تقوس حاجبيها بضيق فلم يستطيع منع ضحكاته والغريب مشاركتها له بالضحك تأثرا برؤيته بتلك السعادة! 
في صباح اليوم التالي استيقظت ياسمين وقد عزمت أن تنصاع لحديث ندى المتعلق بأمر الطبيب النفسي لكن دون علم أحد تعشقه وتود أن تشاركه حياته بكل أركانها لذا لن تدعي رهبتها مما تعرضت إليه تمزق روابطهما ارتدت ملابسها بسرعة وخرجت تهرول لتلحق بالموعد وحينما كانت بطريقها للأسفلأوقفها خالد متسائلا باستغراب
_ رايحة فين الصبح كده ومن غير ما تقولي لحد! 
ارتبكت أمامه فقبضت على فستانها وهي تردد بتوتر
_ آآآ أنا اه رايحة لواحدة صحبتي.
نظر لعينيها وقد شعر بارتباكها ثم قال بشك 
_ومدام نازلة تقابلي صديقة ليكي مستأذنتيش ليه مني! 
_هو أنا لسه صغيرة يا خالد ثم إنك هتفتحلي تحقيق! 
قالتها وهب تهم بالهبوط متجاهلة إياه فجذبها بقوة لتواجه عاصفته وخاصة حينما صاح بصوته الرعدي وهو يتجه بها لغرفتها 
_طيب يا كبيرة يا عاقلة تعالي أعلمك الأصول! 
ودفعها للداخل وهو يصيح بشراسة 
_أنا نبهتك قبل كده ألف مرة تكلميني باحترام ثم إنك فاكرة أنك على ذمة خروف عشان تأخدي في وشك كده وتنزلي من غير إذني! 
بكت لشدة خۏفها وألمها من ضغط معصمه حول يدها التي أدمتها أظافره ومع ذلك هتفت بحدة من بين نحيبها وهي تخفي معالمها المټألمة
_ و أنت مالك أنا أخرج براحتي ما أنت بتخرج براحتك وبتروح تقابل بنات كمان! 
حديثها هذا كان صدمة بالنسبة لخالد الذي زاد الضغط على يدها وقال من بين أسنانه
_مين اللي قالك الكلام ده بنات ايه اللي بقابلهم
_ أسأل نفسك.
أجابته بحدة فعلى صوته أكثر والضغط يزداد حول معصمها فشعرت ببرودة تسري على ذراعها 
_ياسمين أتكلمي عدل أحسنلك وفهميني جبتي الكلام ده منين 
_ آسر.
لجأت للكذب وقد كان أول ما خطړ ببالها ليزداد غيظه
وأنت أي حاجة يقولها الزفت ده تصدقيها ماشي أنا هوريه! 
وتركها وتوجه إلى غرفته باندفاع فابتلعت ريقها بتوتر لما فعلته تلك المرة بأخيها البريء ولكنها لم تجد أي حلول أخرى على لحظة كان سينكشف ما ترغب بأن يظل مخفيا عنها ركضت من خلفه وهي تتمنى أن ينتهى الأمر دون حاجة منها للكذب مجددا. .

دقائق معدودة تحول بها القصر إلى مسرح للعبة القط والفأر مازال خالد يركض خلف آسر في محاولة للفتك به بعد أن أثار غيظه بقوله أنه تحدث كثيرا ولا يذكر ماذا قال فجلس على المقعد وهو يردد بتعب
_حرام عليك يا خالد أنا لسه تعبان ومش حملك على الصبح!
قطع صوت عصام حوارهما حينما تساءل
_في ايه علي الصبح
_هقتلك يا آسر والله لأقتلك.
هتف بها خالد بتوعد فكرر الآخر سؤاله ثم نظر لآسر الذي ابتعد قليلا عن مرمى يدي خالد وقال 
_ هببت ايه ياحيوان!
_والله ياخويا أنا كنت نايم في أمانة الله لقيته داخل وبيتهجم عليا زي ما أنت شايف كده. 
أجابه ببراءة فحاول خالد أن ينقض عليه مجددا ليقيده عصام بقوله
_طب بس أهدى وفهمني في أيه يا خالد. 
_صباح العسل الصافي .... هو في ايه
هتف حازم الذي دخل بمرح ليتفاجأ بحالهم فأشار له آسر ومازال يعافر أسفل يد خالد المتعصب 
_ لا متخدش في بالك 
_ويا ترى أيه سر الزيارة الكريمة
سأل خالد بسخرية فعدل حازم من ياقته وقال بغرور 
_ كنت جاي أقولكم أني قررت أخطف منون و أتجوزها وهنفذ النهارده وده قرار لا راجعة فيه.
_أشطا و أنا هسوقلك العربية و أنت تشدها! 
هتف آسر بسعادة وهو يضرب كفه بكف حازم لينظر خالد لعصام بضيق ثم قال 
_طب مش كنت تسبني أخلص عليه و أفضى للتاني كده العدد زاد هنخلص على مين الأول
_صباح الخير يا
شباب .
صوت محمد فرق خطتهما بعد أن تقدم نحوهم ليرد الجميع إليه التحية ثم نظر لآسر باستغراب لجلوسه على سور السلم فسأله 
_ايه اللي مقعدك كده وأنت تعبان يا آسر 
_ أصلي زهقت من القعدة الأوضة فقولت أنزل اتشمس شوية.
أجابه بسخريه زادت من دهشة عمه الذي قال 
_تتشمس هنا على السلم 
أجابه حازم بسخرية 
_متخدش في بالك يا برنس..
نفث عصام بضيق وقال لخالد 
_أنا راضي ذمتك مكنش عندي حق لما كسرت ايده ده حيوان لازم رقبته اللي تنكسر .
_عندك حق والله .
أجابه خالد موافقا ثم شعر محمد بوجل مصطنع منهم وقال قبل أن يغادر 
_ يعني أفهم من كده إن وجودي بالوقت ده غير مرغوب فيه. 
اعترض عصام على حديثه مرددا 
_ده بيتك ومطرحك يا عمي. 
أجابه عصام بابتسامة هادئة ناقضت حدة حديثه السابق وما زاد الاجواء اشتعالا دلوف ندى بفستانها الأخضر الضيق وابتسامتها التي جعلتها فتنة متحرمة أمامهم حينما قالت 
_صباح الخير .
ذهل حازم لجمالها فتبدو كحورية بحر هاربة أطلق صفيرا معجبا بإطلالتها ثم قال 
_صباح الحلاوة والجمال هو في كده .
توجه إليه عصام بنظرات قاټلة إليه ثم قال محذرا
_حازم أنا عامل احترام لعمي بس قسما بالله لو مكنش موجود لكنت دفنتك حي و أنت واقف مكانك.
ثم جذبها إليه بشدة من معصمها يسحبها إلى غرفته وما أن غادر من أمامهما حتى صاح خالد به 
_ هزارك السخيف ده تأخد بالك منه بعد كده عصام مش هيقبل بهزارك ده تاني لانها بقت مراته مش بنت عمه. 
وتابع بتشدد
_كل ما تفهم ده أسرع كل ما كان مفيد ليك. .
تمتم حازم بسخط 
_بهزر مع بنت خالتي يا جدعان أيه حصل لكل ده! 
هتف آسر ساخرا وهو ينال قسطا من الراحة على
 

تم نسخ الرابط