رواية أباطرة الغرام (امبراطورية الدالي) بقلم أيه محمد رفعت
المحتويات
هي بطرق أبواب الغرام فلبى ندائها بصدر رحب
مرت الأيام سريعا ومازالت تواجه سها شراهة الطعام المفرطة فاستيقظت من نومها وهي تشعر بالجوع الشديد التفتت تجاه آسر الذي يغفو براحة وحسمت أمرها بإيقاظه فحركته وهي تناديه عدة مرات إلى أن صاح بضيق
_ يخربيت آسر على بيت أبو آسر نعمين عايزة إيه
تحسست بطنها المنفوخ ثم نظرت إليه ببسمة واسعة
فزع من نومته وكأنه رأى كابوسا مخيفا ثم نظر إليها بدهشة وهتف باستنكار
_ أومال العلبة اللي لسه مرمية على الأرض دي ايه
شعرت بالضجر من حديثه فما ذنبها بأنها منذ لحظة حلمها بحملها ويتنابها شعور الجوع المفرط باستمرار حتى بعدما أنقصت وزنها بصورة ملحوظة عادت للسمنة مرة أخرى بعد ولوجها للشهر السادس من الحمل وكعادتها تحاول إخفاء حرجها بالصړيخ المنفعل
نظر لساعة الحائط فوجدها الرابعة فجرا فصاح بحدة
_ إحنا الفجر يا بنت المجانين.
_ماليش فيه اتصرف أحسن آكل إيدك أنت حر .
راقب يده بتمعن وبدأ يخشى أن تنفذ تهديداتها فردد بسخط ونظراته المحتقنة تطوفها
_وعلى أيه هتصرفلك في فرختين من نحت.
_قولتلك عايزة بيتزا!
ههمس پغضب
_ربنا على المفتري!
ضيقت عينيها بشك
_بتقول حاجة يا حبيبي
_ أبدا يا روحي بقول حاضر هصحي الواد خالد يعملك ست بيتزات معتبرين تتسلى فيهم أما النهار يطلع.
أجابها بغيظ وهو ينهض متوجها لغرفة خالد.
طرقات متعصبة توالت على باب الغرفة استيقظت ياسمين بانزعاج فحاولت إيقاظ خالد مرددة بنعاس
جذبها لأحضانه وداثرها بالغطاء وهو يهمس لها بنوم
_نامي يا حبيبتي ده أكيد الزفت آسر زي كل يوم عايزني أعمل بيتزا للبيج شو .
أصر بطرقه المتكرر على باب الغرفة إلى أن نهض خالد على مضض فجذب قميصه وارتداه بغيظ إتجه للخروج فتسلل إليه صوت ضحكاتها تطرب آذنيه خاصة بحالتها الناعسة تلك اقترب منها مجددا وانحنى إليها يطبع قبلة على جبينها
ابتعد خالد عن ياسمين لتتشح الأخرى وجهها خجلا فجذبه خالد پغضب
_ أنت داخل زريبة يا حيوان.
أجابه باستياء وهو يحاول ابعاده عنه
_ده وقت رومانسيات بذمتك البت هتاكلني وأنت قاعد تحب!!
وأشار إليه بتوسل
_انزل إعملها سبع تمن بيتزات تسد بيهم معدتها
سخر منه مردفا
_ليه هنفتح مطعم!
_خلاص يا خالد أنا هاجي معاك.
امتعضت ملامح آسر وأشار يوقفها
_ لا كده مش هيشوف شغله هيقف يسبلك بعينه الخضرة دي ومش هنخلص في يومكم.
_ طب غور بره بقى
قالها وهو يدفعه عنوة للخارج فلم يستسلم آسر وعاد لطرقه مجددا حتى خنع له خالد فهبطوا معا للأسفل ومن خلفهما ياسمين.
تململت ندى بنومتها بانزعاج شديد من الصداع المؤلم الذي لم يتركها منذ الأمس فنهضت عن فراشها وإتجهت للأسفل لتعد كوبا من القهوة علها تخفف من حدة ۏجعها وحينما هبطت للأسفل تفاجئت بوجودهم فكان خالد يصنع البيتزا بمساعدة آسر الذي يحوم حوله فما أن ينتهي من أحدهم كان يجملها لسها التي تجلس على الطاولة الموجودة في المطبخ تتناول ما يحضره آسر لها بشراهة وكأنها لم تأكل منذ أعوام حاولت ياسمين كبت ضحكاتها بصعوبة فتفاجئت بندى التي تدلف للداخل بتعب وهي تتساءل .
_ أنتم بتعملوا ايه في الوقت ده!
أجابتها ياسمين بمرح
_زي كل يوم بنعملها لغ!
أحست ندى بالصداع يداهمها مجددا فأمسكت رأسها پألم وتأوهت بخفوت لاحظه الجميع فركضت ياسمين إليها تسألها بقلق وقد أجلستها إلى أقرب مقعد وهى تتساءل بقلق
_مالك يا بنتي!
_دماغي صداع هيموتني ومعدتي ۏجعاني الظاهر خدت دور برد .
ربت خالد بحنان على كتفيها وقال
_الف سلامه عليكي يا حبيبتي هجبلك حبوب كويسة أوي للصداع.
أجابته بتعب
_يا ريت يا خالد أنا أخدت مسكن معملش أي حاجة!
صعد خالد للأعلى وهبط بالدواء بينما قدمت لها ياسمين المياه..
ولج عصام للداخل يبحث عنها بعدما اكتشف عدم وجودها بالغرفة فوجدها ترتشف القهوة ووجهها مرهق للغاية رنا إليها وهو يتساءل بلهفة وخوف
_قلقت مالقتكيش جنبي أنت كويسة
أجابته وهي تلتقط الدواء من أخيها
_أنا كويسة بس حبيت أشرب قهوة..
وبمرح قالت
_ونزلت لقيت الفريق كله في المطبخ.
التقط شريط الأقراص من يدها وهو يردد بريبة
_حبوب اي دي
ردت عليه ببعض الارهاق
_رأسي فيها صداع رهيب من إمبارح مش قادرة أنام منه.
عاتبها بضيق
_مصحتنيش ليه وأنا كنت طلبتلك دكتور!
رددت على استحياء حينما حاوط وجنتها أمامهم
_الموضوع مش مستاهل دول شوية صداع!
واسترسلت على استحياء
_وخالد اداني دوا ان شاء الله هبقى كويسة.
ابتسم وهو يهمس لها
_إن شاء الله.. الف سلامة عليك يا روحي.
قاطع لحظاتهم الخاصة صوت سها المتعصب
_واد يا آسر فين الكاتشب يالا!
جذب الزجاجة وألقاها إليها بعصبية لحقت
حديثه
_اطفحي انتي مالكيش في الرومانسية.
وهمس بصوت خاڤت
_ يا ميلة بختك يا آسر!.
_رومانسية ايه يا عبيط استنى بس أول ما تحمل هيدلوا لبعض بالجزم.
أجابته سها وهي تضع الكاتشب على قطعة البيتزا من أمامها فنظر عصام إليها بحدة وسأل پغضب
_مين دول
لم تبالي لسؤاله فأشارت إليه باهتمام
_ يا بوص الله يخليك أديني الطحينة دي أصل ابن أخوك بيحبها أوي .
وتطلعت لخالد الذي توقف عن عمله وهو يراقب ما يحدث بسخط فأشارت بكفها إليه مردفة
_ وقفت ليه يا شيف لسه في عجنتين حرام يترموا!
صعدوا جميعم للغرف ما أن شعرت سها بالشبع المؤقت واختفى صداع رأس ندى الذي عاد يهاجمها بالصباح بقوة تفوق الأمس فجلست على طاولة الطعام تحاول رفع رأسها الثقيل وتحارب ما يعتريها من ۏجع يشعل بطنها فوجدت يده تمتد على يدها وصوته الرجولي يعلو لمسمعها
_ مش بتاكلي ليه
نظرت إليه بتعب وأجابته بوهن
_ ماليش نفس هطلع أنام شوية.
بقلق سألها
_أنتي لسه تعبانه!
نفت بإشارة رأسها وأخبرته
_يمكن لاني معرفتش أنام كويس هطلع أرتاح وهبقى كويسة.
وأستأذنتهم جميعا ثم اتجهت نحو المصعد تغادر إلى غرفتها بخطوات مترنحة لحظها عصام استندت ندى على سور الدرج المجاور لها بتعب ومالت بجسدها باستسلام للدوار الذي ضربها فهرع إليها ليحيل بينها وبين السقوط فسقطت بين يديه مغشي عليها وصراخه أخر ما تسنى لها سماعه!
_ندى
حملها وولج للمصعد وهو ېصرخ لابن عمه
_ أتصل بالدكتور فورا يا خالد.
كان الجميع في حالة من الترقب والخۏف فما أن خرج الطبيب حتى التفوا من حوله فسأله أحمد بقلق
_طمنا يا دكتور أنت قلقتنا بالتحاليل اللي عملتها أول ما دخلتلها!!
ابتسم الطبيب وزف إليه خبره المفرح
_التحاليل كان لتأكيد شكوكي وفعلا طلعت زي ما توقعت..مدام ندى حامل ألف مبروك
أدمعت عين عصام لشدة فرحته فلم تناله الفرحة بمفرده طالت جميع من بالقصر صاح آسر بخالد ساخرا
_ أعمل حساب ندى معاك وزود عدد البيتزا.
دفعه للخلف وهو يردد بضيق
_يا أخي حل عني أنت ومراتك بقى هو أنا خلفتك ونسيتك!
ضحكت سها وهتفت باطراء مرح له
_والله يا سلفي يا عسول أنت مفيش زي نفسك في الأكل!
جاهد لرسم بسمة مصطنعه وأردف من بين اصطكاك أسنانه
_ده من سوء حظي!
بالداخل
ضمھا إليه بفرحة وبسعادة أخبرها
_أنا مش مصدق نفسي معقول هيبقى عندنا بيبي!
ابتعدت عنه تتحسس بطنها ثم أخذت يده تضعها عليه قائلة بدموع
_ ولا أنا مصدقة!
طبع قبلة على جبينها وقال ببسمة هادئة
_أنا نفسي يبقى أول خلفتنا بنوتة شكلك.
هزت رأسها باعتراض
_ لا أنا عايزة ولد شكلك و ياخد عيونك الحلوة دي.
ارتفعت ضحكاته وقال من بينها
_ خلاص متزعليش لو جت بنت نعملها تاني لحد ما يجيلنا الولد!.
انطوت داخل أحضانه من جديد فضمھا إليه بعشق جعلهما ينسابان خلفه لدقائق وفجأة انتفضا حينما اقتحم آسر غرفتهما المفتوح بابها لېصرخ بحماس
_مليووون مبرووك يا نودي.
وصعد فوق الفراش ليدفع عصام عنه ويحتل محله مسترسلا حديثه
_أنا جاي النهاردة أديكي شوية نصايح وعصارة تجربتي المطينة بطين عشان تتعلمي منها ومتقعيش في أخطاء تندمك عمرك كله!.
رمست بعينيها بقلق
_نصايح أيه دي!
أشار بيده بغرور وهو يتابع
_ إياك ثم إياك تهاودي نفسك في الأكل أصل تبقي شبه البيخ شو ومعاكي الأخت سها أبسط مثال!
نهض عصام عن الارض وهو يراقبه پغضب يكاد ېقتله حيا بينما تابع آسر
_البوص ده عايزك كل يوم تمشوريه طلبات أنا بتوحم على كبدة ويوم على لحمة على أي حاجة المهم ألاقيه بيجري في نصاص الليالي شبه المچنون!
تعالت ضحكات ندى وأشارت لآسر بأن يتطلع خلفه فتفاجئ بمن يقبض على ياقة قميصه وفحيح صوته المخيف يصل إليه
_النجفة موحشتكش
جحظت عينيه صدمة وړعبا فنهض عن الفراش ودفع أخيه مرددا
_مكانك يا عمهم... اعتبروني مجتش!
مرت عدة أيام فقررت ندى الذهاب لمتابعة حملها فطلبت من ياسمين الذهاب معها ولم تخذلها الأخرى فذهبوا معا للطبيبة على وعد التنزه بعد الانتهاء من الفحص.
أما بشركة الدالي وبالأخص بمكتب أحمد جلس خالد على المقعد المقابل لعمه الذي تساءل بإهتمام
_عملت ايه ياخالد في الصفقة اللي كلمتني عنها من كام يوم.
أجابه وهو يلتقط الأوراق منه بعدما انتهى من توقعيها
_متقلقش يا عمي كله تمام.
ابتسم أحمد وهو يردد
_أهي دي الاخبار اللي تفرح ولا بلاش!
أضاف محمد بفخر لأخيه
_لا ولما تعرف بقى إن عصام نجح يخلي المناقصة ترسى علينا المرادي كمان هتعمل أيه!
اتسعت ابتسامة أحمد وقال
_لا كده نسلمهم الشغل واحنا مرتاحين يا محمد.
ولج آسر وعصام من الخارج فقال بغرور
_كان عندك شك في قدراتي يا بابا ولا أيه
تسابق خالد بالحديث قبل عمه
_هو في حد يقدر يشكك فيك يا بوص!
ابتسم عصام وقال في حبور
_لولا تعليماتك يا ريس ثم إن البوص ميبقاش بوص من غير مساعدتك يا شريك!
منحه ابتسامة هادئة فصاح آسر بتذمر
_أنا كل يوم بتأكد إنكم لقيتوني على باب جامع.
واستطرد بغيظ
_خفوا من مدح بعضيكم قدامي عشان الغيرة متحرقنيش.
وبصوت خاڤت ردد
_حشه في معامعيك أنت وهو.
نظر خالد إليه بتهكم ثم قال
_ياشيخ أرحم أمنا من لسانك ده.
علق عصام بمرح
_ ده أسوره الكوم الكبير مش كده ولا أيه يا خالد!
اتسعت عين آسر بسعادة ثم قال پصدمة
_بجد ياعصام!!
حرك عصام رأسه يرفق ضحكه خافته مرددا
_بجد يا أسوره.
اتسعت ابتسامتهفتطلع آسر إلى خالد وردد بريبة
_الدلع ده وراه چريمة قتل صح!
هز رأسه نافيا وأخبره بغمزة مشاكسة
_اللي بيصبر ينول وأنت صبرت يا أسوره.
انطلق آسر نحو عصام يردد بفرحة جالية
_ ما تجيب حضڼ بقى!
تجهمت نظراته فعاد لمحله بصمت وملامحه تنكمش پغضب فضحك خالد وفتح ذراعيه وهو يخبره
_متزعلش هحضنك أنا!
باحدى العيادات المتخصصة بالنساء والتوليد.
كانت تجلس ندى وياسمين بإنتظار دورها فلاحظت ندى شرود ياسمين بالفتيات المحاطن بهما ربتت على كتفها وقالت بعد تفكير
_بقولك أيه يا ياسمين بما إنك معايا ما تقطعي كشف وتخلي الدكتورة تكشف عليكي!
برقت بعينيها بدهشة
_تكشف عليا ليه!
لعقت شفتيها وهي تجيبها بتوتر
_أنا بتكلم عادي أي ست متجوزة بتعمل الفحوصات دي عادي جدا.
وتابعت خشية من أن يضايقها حديثها
_أنا بقولك إنك وأنتي هنا تعمليه بالمرة!
منحتها ابتسامة صغيرة وهى تهز رأسها بتفهم فنهضت ندى وسجلت إسمها بالقائمة وبعد قليل ولجوا معا للداخل..
انتهت لطبيبة بفحص ندى بشكل عملي
متابعة القراءة