رواية أباطرة الغرام (امبراطورية الدالي) بقلم أيه محمد رفعت

موقع أيام نيوز


عجبك كده !
ارتفعت ضحكتها أكثر بعد أن هتفت جدا من بين ضحكاتها تجمد مكانه وهو يراها تصدح بضحكاتها هكذا توقفت عن الضحك عندما لاحظت نظراته المراقبة لها فنهضت من مكانها تركض إلى الخارج حتى اصطدمت فجأة بوالدها تفاجأت لرؤيته وسألته بقلق 
_ بابا ! حضرتك رجعت إمتى 
_ امبارح يابنتي إيه اللي عمل فيك كده

أجابها مرفقا جوابه بسؤال عن سبب حالتها المبللة تلك تذكرت الموقف وما حصل قبل قليل لتبتسم بخفوت وأجابته 
_ أصل ...وقعت في البيسين...هو عمي رجع !
سألته لتغير مجرى الموضوع فأومأ برأسها موافقا لتنسحب مغادرة بقولها
_تمام هروح أسلم عليه.
_هتروحي كده!
أوقف حركتها بسؤاله مشيرا إلى حالتها فارتسمت ابتسامة على شفتيها وهتفت بمرح
_ تصدق نسيت أما أروح أغير بسرعة وأروحله.
تحركت بالاتجاه الآخر نحو غرفتها حينما هتف والدها ساخرا 
_لا حول ولا قوة إلا بالله البت أتجننت.
جلس خالد في غرفته مهموما حالة ياسمين لا جديد بها لازالت تنفر منه وهو عاجز أمامها لا يستطيع فعل شيء طرقات الباب الهادئة جعلته ينهض من أمامه ليفتح الباب فوجد والده أمامه ابتسم بشحوب وقال
_ بابا أتفضل..
دخل محمد الغرفة ليجلس على أحد المقاعد أمام الطاولة الزجاجية وجلس خالد إلى جانبه نظر والده إليه بترقب وسأله 
_مالك يا خالد 
_مالي إزاي ما أنا كويس أهو يا بابا 
أجابه بتعب حاول إخفائه لكنه فشل نظر محمد إليه وأخبره بحدس أبوته 
_عليا ده أنا أبص في وشك أفهمك على طول ده أنا أبوك يالا.
شعر خالد برغبته في افشاء ما بداخله لأحد نظر إلى والده بتعب وعيناه تبرقان بالدموع وقص عليه كل ما حدث لياسمين وحالتها معهم في غيابه شعر محمد بتشنج جسمه لهول صډمته وما تعرضت إليه ابنة أخيه التي يعدها كأبنته فردد بتأثر 
_ يا حبيبتي يا بنتي أنا لازم أروح لها.
هتف محاولا بالنهوض ليطمئن عليها لكن خالد أوقفه قائلا 
_مينفعش يا بابا ياسمين بعد اللي حصل بقت خاېفة مننا كلنا أي ضغط هتتعرض له حالتها هتسوء أكتر.
_طب و أحمد ده كل شوية يسألني عليها 
سأله والده بتوجس خاصة مع سؤال أحمد المتكرر عنها رفع خالد كتفيه بقلة حيلة ثم قال 
_مش لازم عمي يعرف يا بابا هيتعب أكتر. 
_هحاول وربنا يستر.
جلست أمال إلى جانب زوجها على الفراش تقبض على كفه برفق وقالت 
_حمدلله على سلامتك يا حبيبي.
ابتسم لها بعينين تكن عشقا مخضرما لم يتغير مهما طالت السنوات ثم قال 
_ الله يسلمك ياقلبي.
_ أنا مبسوطة أنك رجعتلي بخير وطلقت العقربة دي.
هتفت بسعادة وقد ذكرت ما أخبرها آسر به ضاقت عيني أحمد باستغراب وسألها
_عقربة إيه وطلقت مين 
_متخفش مش هزعل منك أهم حاجة أن الذاكرة رجعتلك.
اتسعت عينيه دهشة مما يسمعه وسألها ساخرا 
_هو أنا كمان فقدت الذاكرة مين اللي قالك الكلام ده 
_ آسر.
فتح آسر الباب مقاطعا والدته وهتف بمرح وهو يركض إلى جانب أبيه 
_مين عايزني
_ تعالى يا وش المصاېب.
ناداه والده مقربا إياه منه فغمزه آسر وقال بمكر 
_عيب كده يا أبو لهب.
جلس إلى جانبه ودون قصد ضغط على يد والده فآلمته
_آمال طلعي الحيوان ده بره مش قادر أزعقله .
_بعد كل اللي عملتهولك اخس عليك يا راجل يا ناكر الجميل.
هتف آسر لأبيه بسخرية ونظرت آمال إليه تسأله 
_بجد يا أحمد يعني أنت متجوزتش عليا 
_ هتجوز أزاي و أنا متشدش قدامك مية حته الحيوان ده كل مرة يستغفلك
احتدت نبرته المتعبة وتخلل حديثه سعلات نظرت إلى ابنها وتمتمت بسبة سمعها فقال مذكرا 
_عيب يا آمولة ده أنا أسوره حبيبك. 
_ده أنا هموتك النهارده بتستغفلني يا حيوان .
نهضت عن السرير تتوعد إليه بعدما ألقت إحدى فردتي حذائها المنزلي عليه لتصيبه في وجهه ثم أخذ يركض بالغرفة وهي تلحق به فتح الباب فجأة فدخل محمد وأخذ يضحك بصوت عال ثم سألهم 
_ آسر عامل إيه المرة دي 
_الحيوان قالها أني متجوز وفقدت الذاكرة.
أجاب أحمد أخاه فنظر إليه ضاحكا وهتف من بين ضحكاته عندما لاحظ نظرات أخيه المستاءة منه 
_ هعمل إيه آسر ده نكتة والله.
_حمد لله على سلامتك يا أحلى عم في الدنيا كده تخبي على ندوش حبيبتك.
قالت ندى وهي تقترب منه ثم احتضنته وقبلت رأسه ليجيبها بود 
_غصب عني ياحبيبتي محبتش أقلقكم .
_ تقلقنا ! إيه الكلام ده يا أبو حميد أخص عليك .
هتفت بنبرتها المرحة مستخدمة إحدى الألقاب التي يستخدمها آسر معه فأضحكته على كلامها 
_أنت أتلميتي على آسر أمته
_ آسر أستحوذ على القصر كله.
قالها محمد الذي يقف وإلى جانبه يقف آسر ويحتضن رقبته بذراعه لاحظ أحمد اختفاء ياسمين منذ أن عاد أمس شعر بالقلق حيال اختفائها هذا فسأل ندى مزيلا القلق
_ أومال فين ياسمين مجتش سلمت عليا امبارح ولا النهارده هو في حاجة !
شعرت ندى بالتوتر لسؤاله لم يبلغها أحد ما اتفقوا عليه ليقولوه لأبيها أجابته بتلعثم 
_لا هي... بس تعبانة شوية.
فزع مما استمع اليه وهتف بقلق ازداد في قلبه
_تعبانة... مالها فيها إيه ! ساعدني يا محمد أشوفها.
_ مفيش داعي يا بابا هي كويسة ده دور برد مش أكتر.
حاول عصام الذي دلف مؤخرا مع خالد منعه من النهوض فأردف محمد بتوتر مؤكدا حديث عصام
_آه... أنا روحت بنفسي شوفتها هي... خاېفة تعديك.
القلق الجلي في حديث أخيه وابنته أشعر قلبه بالاضطراب فسألهم بصوت عال
_ في إيه أنتم مخبين عني إيه بنتي مالها انطقوا !
حاول خالد إقناعه 
_صدقنا يا عمي هي كويسة.
ولكنه لم يجدي نفعا أمام عناده هنهض عن الفراش بتعب في محاولة الذهاب إليه وقف أخيه إلى جانبه يسانده ويحاول اقناعه من الذهاب للمرة الاخيرة 
_ يا أحمد الحركة غلط عليك إحنا هنجيبهالك تشوفها.
_ أنا هقوم أشوفها بنفسي أوعى.
هتف بحدة وهو يزيح يد شقيقه عنه متجها بخطوات بطيئة متعبة إلى غرفة ياسمين والجميع يسير خلفه بقلق.
جلست كما هي لا تتحرك من الغرفة وجهها قد تملك منه الحزن والعناء وفجأة اقتحم أحمد الغرفة بعد فشل محاولات عصام وخالد في إقناعه سار بخطواته المتعبة إليها وما إن شعرت به يقترب منها عاد الخۏف يبسط سيطرته عليها ارتعش جسدها دموعها تجمعت في عينيها حركة رأسها النافية بألا يقترب منها لم يفهم
ما يحدث معها سألها بقلق
_ياسمين مالك ياحبيبتي ألف سلامة عليك
اندهش حينما وجدها تنسحب للخلف وتضم ساقيها إلى صدرها ارتجف صوتها الذي خرج پذعر
_ لا لا ابعد عني.
تابع اقترابه منها لتنساب دموعها بشدة وتشهق باكية ثم هتفت بصړاخ 
_اطلعوا بره. 
شهقاتها الباكية ارجفت قلب والدها تدفعه بعيدا عنها أغمض عصام عينيه ألما لحالة أخته وتدخل على الفور يحتضن كتفي والده من الخلف 
_بابا كفاية من فضلك اخرج.
_بنتي مالها يا عصام فيها إيه
سأله پخوف وقد رأى عصام لمعة عيني والده بالدموع ثم قال 
_ اخرج و إحنا هنفهمك.
رفض أحمد الخروج و ازدادت حالة ياسمين سوءا ليتقدم خالد منها في محاولة لتهدئتها لتصرخ بشدة مشاهد آدم تعود لتغزو عقلها تدخلت ندى على الفور واحتضنتها بقوة فبادلتها الأخرى العناق رعشة جسدها سكنت كأنها تحتمي بها منهم دموع أحمد انسابت دون إرادته فانسحب مكسور القلب عليها واتبعه خروج الشباب لتبقى ندى معها بالغرفة.
_ أنا عايز أعرف حالا بنتي مالها !
هتف أحمد بحدة أمام باب غرفتها الموصد لمن أمامه ابتلع آسر ريقه بتوتر وأجابه متلعثما 
_ياسمين اتعرضت لمحاولة اڠتصاب.
حل الوجوم على وجه أحمد وقد شعر پصدمة عارمة سألهم بصوت هادئ عكس نيران الڠضب التي تؤجج داخله 
_ مين اللي عمل كده !
ساد الصمت خوفا فكرر سؤاله بنبرة أشد حدة شعر خالد بالخۏف من أن تسوء صحته لشدة غضبه فأجابه وهو يخفض رأسه 
_ هو فين دلوقتي
سألهم بتوعد ليجيبه عصام
_في السچن. 
تركهم أحمد مغادرا القصر فقد فهم الجميع ما ينوي إليه آدم يستحق ذلك و أي شخص يقوم بهذا الفعل الإجرامي يستحق أن يكون عقابه المۏت و هذا ما نوى إليه ولكنه لن يلوث يديه بدمه مكانته الكبيرة وسلطته تكفيان أن يصل بحكمه إلى الإعدام.
في قاعة الجلوس جلس أحمد مع أخيه بتعب ويأس فياسمين على حالها حوقل بصوت منخفض ثم زفر بعمق وسأل
_ هتفضل حابسة نفسها كده كثير 
_هنعمل إيه بس يا أحمد ما أنت سمعت الدكتورة قالت إيه 
أجابه مذكرا حالة ياسمين التي ذكرتها الطبيبة ما مرت به من مشهدا عصيبا تحتاج وقتا كي تتخطى ما حدث وتتعافى كليا نكس رأسه بحزن وقال بحزن 
_يا رب أنت عالم بحالي.
دخل خالد إليها ليعود الړعب يتسلل إلى جسدها فسألته پخوف
_ أنت عايز إيه اخرج.
_ياسمين حبيبتي اسمعيني أديني فرصة بس أتكلم معاكي.
تحدث معها بنبرة هادئة يسكن بها خوفه لكنها لم تستجيب فصړخت ملئ صوتها أفزعت جميع من بالقصر فتوجهوا نحوها.
_اخرج بره
صرخاتها تتوالى ودموعها انسابت كشلالات فحدثها بنبرة مطمئنة أكثر 
_ والله ما هأذيكي اهدي.
_في إيه ياخالد!
_سبها ياخالد اتطلع من هنا.
تحدث والدها وعصام معا بعدما تجمهروا مع من في القصر ليطمئنوا عليها فهتف خالد بعصبية شديدة 
_ عصام عمي أرجوكم اخرجوا.
اجابه أحمد بحدة 
_أنت مش شايف حالتها عاملة إزاي
أوقف عصام أبيه عساه يمتلك فرصة بالحديث معها عساه يحقق ما فشلوا به خرج الجميع من الغرفة إلا ندى التي تعلقت ياسمين بها تستمد منها الأمان نظر خالد لندى وقال بنبرة هادئة
_ اخرجي يا ندى.
_ لا مش هخرج يا خالد ياسمين خاېفة مش هسيبها.
لم يكن منه إلا أن أمسك بندى وفتح الباب وأخرجها ثم أقفل الباب بالمفتاح لتتسع عين ياسمين ړعبا فهتفت متلعثمة پخوف
_ أنتبتقفل الباب ليه أنت عايز إيه
اقترب منها وقال بنبرة هادئة
_ياسمين اسمعيني بس .
حركت رأسها نافية وحركت قدميها پعنف تبعده عنها شعر خالد بتجمع الدموع في عينيه وقال بنبرة مکسورة
_حرام عليك اللي بتعمليه فيا ده أنا مستهلش منك كده أنا عمري ما هأذيك في حد في الدنيا يأذي روحه!! 
كلماته المطمئنة لم تجد نفعا قالت پخوف شديد 
_ افتح الباب من فضلك وأخرج 
يأست محاولاته فجلس على الفراش وأمسك رأسه بتفكير لينهض بعدها ېصرخ بها بصوت مرتفع جدا أسمع من في القصر كلهم 
_ أنت عايزة إيه بالضبط ليه بتعملي كده ليه بتحبي تشوفيني بټعذب بس خلاص أنا فاض بيا هو سؤال واحد بس هيقف عليه كل حاجة أنت عايزاني ولا لاء 
شهقاتها الباكية تحولت إلى أخرى مكتومة لم تعطه جوابا فقط احتضنت ساقيها وانتحبت بصمت شعر بالحزن ثم قال بصوت يكاد يكون مسموعا
_خلاص يا ياسمين عرفت جوابك.
نزع دبلته من اصبعه ووضعها على الكومود بجانبها ثم نظر إليها نظرة أخيرة كأنه يودعها وخرج من القصر بأكمله.
أما ياسمين فما أن خرج خالد حتى إنفجرت في البكاء وعادت شهقاتها تعلو أكثر من السابق تحمل بين كفيها دبلته التي خلعها منذ قليل ركضت ندى نحوها ټحتضنها بقوة وسألتها بتوجس
_ مالك يا ياسمين
 

تم نسخ الرابط