رواية أباطرة الغرام (امبراطورية الدالي) بقلم أيه محمد رفعت
المحتويات
كانت تأكل نصف ملامح وجهها بسبب حجمها الكبير وبعد أن صففت شعرها الذي لطالما كانت تعقصه لأعلى عيناها العسليتان تتوهجان مع فستانها الأحمر الأنيق الذي يصل طوله إلى ما بعد ركبيتها.
_ إيه الحلاوة دي ياسها!
هتف محمد بها بمرح بعد أن أطلق صفيرا معجبا بإطلالتها لتتسع ابتسامتها الجميلة وهي تسأله سؤالا جوابه يمنحها الثقة بما فعلته
_ بجد أنت بقيتي مزة.
أجابتها ندى المنبهرة بإطلالتها ليسمع بعد ذلك تعليق ياسمين
_ آه يا واطية مش قولتلك استني لما اجي معاكي أنا وندى.
_إحنا اللي أصرينا عليها أنا وآمال.
هتفت سهير مبتسمة فنظرت ندى إليها مجددا وقالت
_ كدا معاكي تصريح من القوات المسلحة معفو عنك.
تعالت ضحكات الجميع إلا آسر الذي وقف على قدميه يفرغ فاهه وينظر إليها بدهشة كبيرة أطبق عصام فكه وهو يقول بسخط
آسر ظل يتقدم من سها وهو يدور حولها وينظر لها بإعجاب شديد هتف بعدها بنبرة اعجاب
_ يا بنت الأيه كان فين كل ده بقى أنت سها معقول بس إيه الحلاوة دي يخربيت جمال أمك يا شيخة.
جذبه عصام من قميصه من الخلف وهتف بقلة حيلة
_ ھموت وأعرف بتجيب الألفاظ الژبالة دي منين!
_ سبني ياعم أما أشوف المزة دي حكايتها ايه!
_ احترم إن إحنا واقفين يا حيوان.
_ مش وقتك خالص يا أبولهب أنت شايف اللي أنا شايفه.!
هتف بها وهو يلوح بيده لوالده فحرك الآخر رأسه بقلة حيلة ثم قال
_ خالد عصام هاتوا الود ده وتعالوا ورايا وأنت يا محمد.
انسحب الشباب من داخل الغرفة لتبقى الفتيات انتظرت أمال ابتعادهم و أغلقت الباب ثم قالت بعد أن ضړبت ظاهر يدها بباطن الآخر
_ يستاهل بت يا سها أوعي تستسلمي بسهولة.
هتفت بها سهير بحماسة وهي تشجع سها على تغييرها الذي أجدى نفعه مع آسر خاصة فنظرت لها سها وقالت بتردد
_ اوك يا..
_ يا إيه!
_انطي.
هتفت بها بابتسامة جميلة لتتسع ابتسامة سهير وقالت بحب
_ هاتي حضڼ بقى.
أخذتها في حضنها تمسح على ظهرها بحنان أم حرمت منه فصل عناقهما صوت ندى وياسمين في ذات الوقت
ابتسمت أمال وهي تقرب الاثنتين تحتضنهما وقالت
_ أنتم حبايب قلبي.
في غرفه المكتب..
اجتمع أحمد بأخيه وأبنائه وباشر حديثه قائلا
_ أظن كفاية لعب عيال كدا ونفوق لشغلنا!
_ بقى مخليني اسيب المزة دي عشان الشغل.
هتف بها آسر بسخط ليخرسه عصام بحدة نبرته
_ أخرس يا زفتكمل يا بابا.
تنفس والدهما بضيق وهو يقول
_بعد الشړ عليك يا عمي.
هتف بها خالد ليهز عمه رأسه وتابع حديثه
_ المهم الزفت اللي اسمه أيوب البحيري
قاطعه عصام بسؤال ساخط
_ماله سي زفت!
_ راجع السوق من أول وجديد أقوى من الأول وبيضرب من تحت لتحت.
_ بس هو أعلن افلاسه جاب الفلوس دي منين!
سأل خالد باستغراب ليجيبه والده
_ من أحمد السيوفي بقى بينهم شراكة.
حرك عصام رأسه بفهم وقال
_ كدا أنا فهمت.
_طب فهمني.
طلب خالد منه ليوضح له عصام
_ بالعربي كدا الوفد أتحد عشان يخدوا بتارهم من اللي اتسبب في خسارتهم.
_اللي هو حضرتك صح!
أشار إليه خالد بسؤاله هذا ليؤكد الآخر بجوابه
_بالضبط كدا بس عايز أشوف هيعملوا إيه المرادي.
نظر محمد إليه بفخر لكن حبه الأبوي ومشاعر خوفه بسطت نفسها على عقله ليخبره محذرا
_ أحمد السيوفي مش سهل.
_وأنا بحب اللعب مع الصعب
قالها غامزا لعمه ولكن والده لم يمنع من تحذيره عندما قال
_ بس يا بني أنت كدا بتقف قدام المدفع برجلك وخصوصا أنه داخل في الصفقة اللي إحنا داخلينها.
_ده كدا تحدي بقى.
هتف خالد بها ليسمع عصام بعدها بحديثه
_وأنا بعشق التحدي.. خالد انسحب من الصفقة دي.
_إيه!
هتف بها الآخر بتعجب ليؤكد عصام حديثه
_نفذ وبس وهتعرف كل حاجة في وقتها.
_هموت وأعرف بتفكر في ايه!
هتف بها عمه ليضحك عصام بعدها ضحكته الشيطانية وقال بمكر
_هعرفهم مين هو عصام الدالي.
ابتسم أحمد على دهاء ابنه أما أسر فكان بعيدا عنهم بعقله شاردا بجمال الفاتنة التي ظهرت بحلة جديدة تسرق قلبه سها نظر أحمد إليه بعد أن لاحظ شروده فسأله
_ أنت مقولتش رأيك في المشكلة دي يا آسر
_ جمييلة وعسل تتاكل أكل.
أجابه وهو لازال شاردا في سها ليفيق بعدها على ضړبة شعر بها على مؤخرة رأسه من خالد الذي سأله بسخرية
_هي مين دي اللي جميلة!!
_ المشكلة.
أجابه مسرعا وهو يفرك مؤخرة رأسه بيده فنظر عصام إلى خالد قائلا
_سبيه يا خالد ده غبي لا يصلح لشيء.
_طيب يلا كل واحد على أوضته تصبحوا على خير.
قالها أحمد واتصرف الجميع كلا إلى غرفته عدا خالد الذي سلك مسارا آخر تجاه غرفة ياسمين يطرق بابها
_ ممكن أدخل!
استمعت إلى صوته فاعتدلت بجلستها وأذنت له ليفتح الباب وتقدم نحوها يجلس إلى طرف الفراش وحدثها معاتبا
_كدا ياحبيبتي تخضيني عليكي كدا ده أنا حسيت أن قلبي وقف.
_ بعد الشړ عليك يا حبيبي.
هتفت بها بخجل لتتسع ابتسامته مسمع اعترافها الذي يذيب قلبه سألها مجددا ببلاهة
_ أنت قولت إيه سمعيني تاني كدا!
اشتعلت وجنتيها خجلا تتمتم بصوت حرج
_ بس بقا يا خالد الله.
_ لا خالد إيه بقى! هتقولي قولتي إيه ولا هخليكي تتكلمي
ابتسمت بخجل ترفع بصرها نحو عينيه الزيتونية ثم قالت
_ قولت حبيبي.
همس لها بعشق
_ ياقلب حبيبك.
وقف آسر خلف باب غرفة سها يطرقه بخفوت ويتحدث هامسا
_ بت يا سها افتحي.
_مش فاتحة أمشي من هنا يا أسر بدل ما أطلع أنادي لخالي يعلقك وأنت واقف كدا.
هتفت بها من الجهة الأخرى للباب وهي تبتسم سمعت بعدها ترجيه قائلا
_ يابت افتحي هقولك كلام شاعري ورمانسي افتحي يا سها الله يهديكي.
_ لا مش فاتحة.
هتفت بها باصرار ليستخدم الآخر حيلته قائلا
_ كدا ! طيب أمشي أنا بقى خسارة البيتزا اللي جبتها دي أروح اكلها مع البت سعاد الشغالة.
_ بيتزا وشغالة !
حدثت نفسها بهما پصدمة ففتحت الباب مسرعة ليهتف بسخط
_ تعالي بقى أنت مش عايزة تفتحي لي أنا الباب طيب شوفي بقى عشان نبقى على نور كدا أنت هتضربي أنا بس بقولك عشان تكوني جاهزة في أي وقت للقلم اللي هينزل علي خدودك الحلوة دي.
_ حرمت والله يا آسر تاني مرة هفتح علي طول.
هتفت بها پخوف وهي
ترفع يديها تحمي وجنتيها منه ليزيد إصراره قائلا
_ لا لازم تتعاقبي عشان متتعادش تاني.
كست نبرتها القوة وهتفت بها
_ كدا طيب بص وراك ياحبيبي.
شعر بأحد خلفه ليسألها بتوجس
_ أبو لهب ولا ابنه!
_ بص بنفسك.
قالتها وهي تشير بحاجبيها للأعلى ليلتفت آسر خلفه متفاجئا بعصام فقال پخوف
_ حبيبي يا بوص.
_بتعمل إيه هنا في الوقت ده يا حيوان.
هتف بها بحدة ليجيبه بمرح
_ ماله الوقت زي الفل والقمر والدنيا عسل أهوه.
احتدت نبرته أكثر وقال من بين أسنانه
_أنت بتختبر صبري صح أنا بقى صبور خالص عشان كدا إن ما مشتش من قدامي حالا هفلق دماغ اهلك دي نصين.
ما إن أنهى تهديده حتى سمع صوت باب غرفة آسر يغلق ضحكت سها ملئ صوتها وقالت من بين ضحكاتها
_عسل يا صوص.
أمسكها عصام من ياقة بيجامتها وقال بذات حدته مع آسر
_ أنا مش منبه عليكي يا زفتة متفتحيش الباب ده.
تلعثمت وهي تجيبه قائلة
_ ڠصب عني يا عصام الله ضحك عليا وقالي معه بيتزا.
خلل أصابعه بين شعره بعصبية وقال
_يعني حضرتك عايزه تبوظي كل اللي إحنا عملناه عشان بيتزا.
أخفضت بصرها للأسفل تتمتم باعترافها
_ نقطة ضعفي الأكل أعمل إيه!
تركها عصام لتترنح في وقفتها وهتف بحدة
_ أنا اللي هعمل مش أنت.
_هتعمل إيه!
سألته پخوف وهي تراه يخرج هاتفه من جيبه ليجيبها
_ ولا حاجة أنا هقول لبابا إن الخطه هتفشل بسبب سيادتك وهو هيتصرف معاكي.
أخذت الهاتف من بين يديه وهتفت پخوف
_ لاعشان خاطر عيالك يا شيخ ماتعمل كدا.
_ ما أنت اللي بتعصبيني يا سها.
هتف بها مبينا سبب ما يفعله لتعتذر عن فعلتها قائلة
_ آسفة مش هفتحله أبدا.
_ ماشي على اوضتك.
دخلت سها غرفتها وتوجه عصام إلى مقره السري الذي يتكون من صالة يوجد بيها جميع الأجهزة الرياضية على أعلى مستوى كان يقضي معظم وقته يتدرب فيها خلع قميصه وظل يتدرب أكتر من ساعة دون أن يكل أو يتعب ولكن ما أوقفه عندما رأى خيال لشخص يراقبه.!
اقترب عصام من النافذة ليجد انعكاس صورتها تسترق نظراتها إليه فقال باستغراب
_ ندى أنت بتعملي إيه هنا!
اړتعبت لرؤياه وبدأت تفكر في حيلة يصدقها بها فقالت بتلعثم
_ امممم أصل..
_ بتفكري في حجة تدخل عليا مش كدا.
قالها بسخرية تفاجأت منه لمعرفته خطتها فقالت في محاولة تخفي بها كذبها
_ يا ساتر عليك لا أنا آه كنت بنضف الشباك عليه تراب كتير أووي رغم الخدم اللي هنا بس محدش بينضف.
ارتفع حاجباه بسخرية ثم قال مبتسما
_ والله!! طب انزلي.
حاولت الهبوط عن مقعدها فالنافذة مرتفعة للغايةوشكت على السقوط فحالت يديه بجسدها عن الارض نظر لها مطولا وهي تفرك بيديها بصمت ثم سألها
_أنت عرفتي أمتى المكان ده!
_ من زمان.
هتفت بخفوت لتعتليه الدهشة مجددا ثم سألها
_ إزاي مفيش حد يعرف المكان ده إلا خالد!
_ أنا مشيت وراك أول مرة وبعد كدا عرفت المواعيد بآجي كل اتنين وخميس وسبت.
هتفت باعترافها بفخر فقلص عينيه وقال بعد اعترافها
_ دا أنت بترقبيني بقى!
_ بصراحة آه.
قالتها بكامل شجاعتها ليبتسم عصام بعد أن رفع حاجبيه وقال
_ وكمان صريحة
ابتسمت بطفولة وأردفت بنبرتها الطفولية
_ بابي علمني مكدبش مهما كانت النتيجة.
ربت على كتفها وكأنها طفلة صغيرة وقال مشجعا
_شطورة ياحبيبتي وعشان أنت شاطرة وبتسمعي كلام بابا هجبلك شوكلا.
_ بتتريق حضرتك.
مطت شفتيها باستياء وهتفت وهي تضع كفيها على خصرها لتتسع ابتسامته ويجيبها
_ أنا ! أبدا على العموم أنا داخل أكمل تمرين أطلع مالقيش هنا.
_ أجي معك عشان خاطري.
هتفت بتوسل اتسعت عيناه منها بشدة وقال بسخرية
_ تيجي معايا فين هو أنا رايح اتفسح!
مطت شفتيها بحزن مصطنع وهتفت بحنق
_ كدا ماشي يارب تيجي بكره تلقي كل الأجهزة مفرقعة في وشك.
_يا ساتر بتدعي عليا!
_حاجة زي كده.
ارخت شفتاها مبتسمة ليبتسم بهدوء يحدثها قائلا
_على العموم تعالي اهي حاجة تسليني.
توقفت بخطواتها قائلة بسخط
_ شايفني ارجوز قدامك هسليك.
زفر مطولا وقال بتحذير مصطنع
_يابت احترمي لسانك ده بدل ما اقصهولك.
تدللت نبرتها وهي تنظر لعينيه
_ أهون عليك يابوص.!
_ لا ياقلبي متهونيش تعالي.
قالها مبتسما ليتابع السير نحو صالة التدريب بدأ عصام تدريبه وندى تراقبه بصمت وشرود قطعه بسؤاله
_ وصلتي لإجابة!
_ إجابة إيه!
اجابها وهو يواصل تمرينه
_ السؤال اللي بيدور في دماغك.
اعتدلت في جلستها وهي ترسم على شفتيها شبه ابتسامة تبعها قولها
_ السؤال ده اجابته عندك يا عصام.
جفف قطرات عرقه المنسابة بالمنشفة القريبة ووضعها جانبا ثم هتف بسخرية
_ مش أما اعرفه الأول.
_ مين غير خالد عارف المكان ده!
سؤالها المباشر بل الصريح أصابه
متابعة القراءة