رواية أباطرة الغرام (امبراطورية الدالي) بقلم أيه محمد رفعت
المحتويات
خالد الذي يشير بإصبعه
_ اهوه يا عصام..
وجه بصره إليه يجده يثبت سلما من إحدى نوافذ القصر و يهم بالنزول لأسفل توقف عن خطته عند سماع صوت عصام الذي بدا له كرعد رغم أنه يكتمه
_ أنا معتش ورايا غيرك يا حيوان.. عايز تهرب عشان أبوك كان هيقتلك.
سحب آسر ذراعه من بين قبضة عصام يهتف بإصرار
_ ابعد ..همشي يا عم أمال اتجوز عم عبده اللي فوق دي
_تقوم تهرب... لا وذكي وواعي طالع من هنا بالسلم العمي جالك طب هتعدي من الأسلاك إزاي ولا الجانب التاني! أنت متعرفش الدور ده يرتفع كام عن الأرص افرض وقعت وحصلك حاجة!
لان عقل ذلك الطائش بكلمات أخيه المعسولة والمقنعة فقال بعد تفكير برهة
_ تصدق صح!
_خالد دخل الشنط وأنت قدامي هتبات معايا.
اتسعت عيني آسر بفزع هل سينام مع البوص حتما سيفتك به وهما لوحدهما فقال بنبرة ملتاعة
_ لا لا لا أنا هبات مع خالد أنت لا.
كظم عصام غيظه ويغمض عينيه مقررا استخدام أسلوب المراوغة معه هذا الطائش لن يكف عن تصرفاته المشابهة له دون تأديبه مرة أخرى ابتسم ابتسامته الصفراء وهو يقول مراوغا
ارتفع حاجبا آسر بدهشة ما هذا التحول الذي طرأ على أخيه أشار إلى نفسه بذهول ليتأكد من حديث أخيه
_ أنت بتكلمني أنا يا عصام!
_ أيوة يا روح عصام.
هتف بها عصام بخبث لتتسع عيني خالد وقد فهم مغزى حديثه إذا تلك الليلة لن تمر مرور الكرام على أحدهم اندفع نحو آسر يمسك كفه قائلا
حاول سحبه ليقف آسر ويترك كف خالد ويضع كفيه على صدغيه بحركة تلائم طيشه وهو يقول بولولة ساخرة
_ ياخرابي أنا مهم أوي كدا دول هيقطعوا بعض عشاني...
ثم اوقع نظره على عصام يردف بشك
طب بجملة الدلع ده دلعني عشان اتأكد أنك في المود.
لحت ابتسامة صفراء على ثغر عصام يردد من بين أسنانه
انفرج شفتاه بسعادة حقيقة لما يسمعه من أخيه حاد الطباع هل هو يحلم مد كفه ليقرص يده الأخرة ويحدث نفسه بخفوت
_لا مش بحلم.
ثم قال بصوت مسموع وهو يحيد بنظره لخالد الذي أخرج من جيب بنطاله سدادتي أذن
_ شايف يا عم خالد الأخوة لما بيجتمعوا بيقى شيء عظيم مش أنت اللي كل ما آجي أتكلم معاك ألاقيك بتشخر.
_حيث كده اللهم بلغت اللهم فاشهد طلبت منه ينام عندي وأصريت وهو عاجبه جو الأخوة تصبحوا على خير يا أعز الأخوة...
ثم غمز لعصام مردفا
تنساش تقفل باب غرفتك كويس علشان محدش يسمع ضحكاتكم بنص الليل.
انسحب خالد نحو غرفته صاڤعا الباب خلفه ليبقى عصام وآسر في الوسط لف عصام ذراعه حول رقبة آسر قائلا بتوعد خفي
_ يلا يا أسورة الليل طويل خلينا منفوتش اللحظة.
ضحكة آسر البريئة تؤكد سذاجته يسهل خداعه من أي أحد لينساق معه إلى غرفته ما أن دخلا الغرفة حتى أغلق عصام بابها بإحكام ثم نزع حزام جلدي وهو يسأل
_ خد يا أسورة إيه رأيك بالحزام ده
ابتسم آسر باتساع التي زادت من غيظ عصام
_ الله إيه الحزام الحلو ده شكله جميل! شكلي بقى هستعيره منك.
ازداد ابتسامته الصفراء وهو يلف طرفه حول قبضته ويهوي به عليه لتتعالى بعدها صرخات آسر يردف عصام بغيظ
_ ميغلاش عليك يا حبيبي خد خد بقا عشان تعرف تهرب أنا هربيك من أول وجديد.
تتوالى الضربات المصوبة على آسر ويزداد صراخه مستنجدا
_ آآآآآه خلاص يا عصام والله ما ههرب تاني آآآآه الحقوني يابشر ياللي في القصر.
ازداد ڠضب عصام ليهتف بحنق
_ ولا حد هيعبرك ياحيوان.
ازدادت الضربات لآسر فيمسك بيده مترجيا
_ أهدى يا عصام أبوس إيدك لو بابا عرف أنك ضړبتني هيزعلك.
ابتعد عصام عنه وهو ينظر إليه بسخرية يردد
_ يزعلني! هو أنا مقولتكش يابني دا لو أبوك عرف اللي بيحصل ده هيكافئني خد عشان تبقى تفكر تهرب زي النسوان بعد كدا.
تململت ندى في فراشها إلى جانب ياسمين بعد أن بقيا تلك الليلة سويا ولكن صوت آسر وصراخه يقتحم نومها همست ندى بصوت ناعس
_ ياسمين بت في صوت جاي من تحت حد پيصرخ.
طبطبت الأخرة عليها وبذات النبرة الناعسة تجيبها
_ عادي يا ندى ده أكيد آسر نامي نامي.
رفعت الغطاء لتغطي رأسها حتى لا تسمع لصوته لكن صوته يزداد ارتفاعا لتزفر بسخط وهي تزيحه عن وجهها مجددا
_ قومي يابت نشوف في أيه ما أنا كنت في أمريكا لوحدي مفيش ولا صوت بيزعجني معرفش إيه اللي جابني هنا!
نهضت الفتاتان عن السرير بمنامتيهما متشابهتي التصميم ولكن بألوان مختلفة الأبيض نصيب ياسمين وندى منامتها باللون الوردي تتبعان مصدر الصوت وما إن وصلتا حتى اندفع آسر يحتمي بندى يقف خلف ظهرها سمع بعدها صوت عصام الصارخ
_ هتروح مني فين يا آسر هجيبك لو كنت في أخر الدنيا.
ظهر عصام بعد ما قاله ليجد آسر يقف خلف ندى التي هتفت بنبرة حزينة على ما وصل له أسر
_ حرام عليك يا عصام سيبه...
دفعتها ياسمين برفق لتزيد الطين بلة بحديثها المشجع لعصام
_لا متسيبوش اضربه يا عصام دا كان هيضربني امبارح وخالد اللي لحقني.
قرص ذراعها الذي يقرب منه يهتف بغيظ
_ ماشي يا زفتة مصيرك يا ملوخية تيجي تحت المخرطة.
ثم وجه حديثه لندى بتوسل
_ندى الحقني أبوس إيدك دا مچنون وهيقتلني.
اندفع عصام تجاه ندى ليتمكن من الوصول إليه وفي لحظة وجد نفسه أرضا وندى تسقط فوقه بعد أن دفعها آسر لينجو من براثن الأسد الذي لن يبرح حتى ينال فريسته.
نظرات عينيهما تتقابل مرة أخرى السماء الصافية والمروج الخضراء في ذات اللوحة ونسيم أنفاسهما المتناغم زقزقة قلبيهما كترنيمة لن يستطيع تقليدها أمهر عازف في الكون كله شفتيها اللتان تهتزا كأرجوحة حبالها متصلة بشجرة من الأعلى ترتجفان إثر قربها المهلك منه لوحة فنية بديعة ينقصها هو فقط ليكمل الصورة تعلم أن قلبه لازال معلقا بلميس لكنها لن تيأس ستستغل كل ذرة عشق له في قلبها لتحظى برقعة خضراء في قلبه لتستند عليها وتقول للعالم بأسره
_أنا هنا حيث يجب أن أكون أنا هنا في قلبه.
_ في اية يا عصام وإيه الدوشة دي الغبي ده پيصرخ ليه!.
قالها أحمد مستفسرا الذي جاء من
غرفته بسبب جلبة ابنه الطائش والذي نبه ندى لوضعها فحاولت على عجلة النهوض من فوقه لتسقط مجددا فتغمض عينيها بإحراج لتسمعه يقول بعد حمحمة أعادت صوته طبيعيا
_ استني هساعدك.
نهض وساعدها على النهوض يقفان ليجدا والده أمامهما فيقول عصام مبررا
_مفيش حاجة يابابا كنت بضربه.
فرك أحمد جبينه بكفه بقلة حيلة ثم سأل بعد نفس طويل
_ليه هبب إيه تاني!
_الغبي بيحاول يهرب.
قالها بسرعة فيعقد الآخر حاجبيه بدهشة تنحلا بعدما وضح عصام الأمر
_خد الهدوم بتاعته وفلوس وعايز يهرب.
جلس أحمد على أقرب كرسي يفرك موضع قلبه ويقول لاهثا
_ يا خړاب بيتك يا أحمد الواد ده هيجنني أنا حاسس أنه إن شاء الله هيتسبب في مۏتي لو مت هو السبب بدون تقرير طب شرعي.
اندفعت ندى إليه بقلق تربت على كفه الذي يفرك به تقول بحزن
_ بعد الشړ عليك يا عمي ربنا يديك طولة العمر.
اقترب عصام منهما ثم امسك ذراعها بشيء من القوة قائلا
_ أنت جيتي تدافعي عنه ليه أنا بأدبه عشان يحرم.
سحبت ندى ذراعها من بين قبضته وهي تدافع عن آسر بحمائية
_ هو أنت كدا بتأدبه تضربه كده أنت مش شايف نفسك دا هو جنبك عصفورة....
قطع حديثها صړاخ ياسمين التي هتفت تستنجد بعصام
_عصام الحقني.
ركض الجميع خلفها متتبعين مصدر الصوت ليجدوا آسر يزوي ياسمين في أحد أركان الغرفة ويعيق حركتها يسمعون صوته بعدها مهددا
_ والله هضربك... بتقوي أخوكي عليا مش كفاية الجبروت اللي هو فيه.. ماشي يدوس علينا أنا هضربك محدش هينقذك ولا حتى عصام بتاعك.
رأت الجميع خلفه فاستجمعت شجاعتها قائلة
_ يلا يا جبان مش قادر على الۏحش هتتشطر على النملة
ابتسم الآخر بسخرية ثم فسر ما حدث بكل ثقة
_ مين ده يا بت! قصدك عصام يا غبية ده أنا كنت بعلمه الملاكمة ده عصام پيترعب مني يشوفني يجري على طول طبعا أنا بشفق بس مش أكتر.
لحظة صمت بينهما والجميع ينتظر ردة فعل عصام الذي لا يزال يتحكم بغضبه لتصدح بعدها ضحكة ياسمين الساخرة ضحكة جلجلت المكان تمالكت نفسها وهي تقول
_ طب بص وراك يا كتكوت.
التف خلفه ليرى ما يثير ضحكاتها الساخرة ليجد الجميع خلفه ومن بينهم عصام فيقول بتلعثم
_ عصام أهلا وحشتني تعالى أسمع ده أنا بحكي عن بطولاتك و أد إيه أنا بحبك ده أنت الحتة اللي في الشمال.
كتمت ندى ضحكتها بكفها حتى لا يصيبها نوبة ضحك كما أصابت ياسمين لتردف بسخرية
_ ماهو واضح مش محتاج تتكلم إحنا سمعنا كل حاجة!
تقدم محمد منهم ليرى سبب هذا التجمع في هذه الساعة المتأخرة من الليل ليدفع سؤاله لهم
_ في ايه يا ولاد إيه اللي بيحصل!
اندفع آسر إليه ويحتضنه كأنه طوق النجاة الذي جاء ليخلصه ويقول بدموع مزيفة ونبرة باكية
_ عمو حبيبي اللي دايما بيوقف بصفي وبياخد حقي ويخلصني من السفاحين دول.
ربت على ظهره ويوجه نظره لعصام بعدم فهم فقص عليه الآخر ما حدث باختصار لتعتليه الدهشة ما هذا البيت الذي لا يدلفه ساكنة ليلا ولا نهارا لديهم طاقة كافية لا تنطفئ يستمع صوت آسر الباكي بزيف قائلا
_ يعني ينفع اللي بيحصل هنا يا كبير أنا اتبهدلت ومحدش هيجبلي حقي إلا أنت.
سحبه والده عن عمه من الخلف ويهدده بحزم
_ اسكت يا زفت بدل ما أخلي عصام يكمل على اللي فاضل منك.
نظر إليه آسر بثقة ثم اقترب منه يهمس إليه والتي سمعت ندى همسه قائلا
_ هسكت بس أنت حر ومش مسؤول عن ردة فعل أمولة لما تعرف إنه في بنت أمريكية كانت ھتموت وتتجوزك عشان جوز العيون اللي عندك يا أبو زرقة.
اتسعت ابتسامة ندى لما سمعته في حين اڼصدم أحمد من حديث ابنه ليرد بتلعثم
_ بس أنا فهمتها أنها أد عيالي وموافقتش.
_ وحد يعرف الكلام ده إلا أنا أنا اللي كنت معك مش أمولة وطبعا لازم أحط التاتش بتاعي وأخليك تنام في الحديقة مع الحرس شكلك هيبقى مسخرة يا معلم.
هتف بها بسخرية وغرور هذا الطائش أجاد اللعب على وتر والده الذي صمت قليلا ثم قال پغضب
_ خلاص يا عصام سيبه المرادي يلا
متابعة القراءة