رواية أباطرة الغرام (امبراطورية الدالي) بقلم أيه محمد رفعت

موقع أيام نيوز


أنها جرحته لهذه الدرجة ساقتها قدماها إلى غرفة آسر عندما وجدت نورا خاڤتا ينيرها تقدمت ببطء ليرى آسر حالتها فنهض متمتما باسمها فاندفعت إليه تحتضنه بقوة وقد عاد بكاؤها يعلو رفعت بصرها إليه وقالت
_خالد مش راضي يسامحني يا آسر .
مسح على ظهرها يخفف شدة بكائها قائلا
_طب بس اهدي يا حبيبتي أكيد هيسامحك بس محتاج وقت مش أكتر.

_ أنا جرحته أوي أنا فعلا أنانية بس أنا بحبه.. بحبه أوي.
صوتها الباكي وهي تلوم نفسها لما حدث جعله يحنو عليها أكثر جذبها تجلس جواره وقال بمزح 
_بس خلاص أقوم أضربه دلوقتي طيب ولا أعمل أيه
مسحت دمعاتها فاستطرد بحدة مصطنعة
_ مين يقدر يزعل ياسمينة القصر و أنا عايش ما عاش ولا كان 
_ آسر...
_عادي يا ياسو يعني ده مهما كان ابن عمك.
_ أنت يا زفت مش بكلمك 
صوت خالد الحاد قاطعه في حديثه مع أخته فالټفت إليه وقال
_ نعم يا ريس 
_ بكره الصبح تروح المكتب في شوية ملفات في خزنة عصام خد الملفات اللي واقفة على إمضته وهاتها المستشفى فهمت
أمره بحدته المستحدثة التي مست الجميع فهز الآخر رأسه موافقا وهو يقول
_تمام.
_ ربنا يستر من تمام بتاعتك دي.
قالها خالد ساخرا لينكر آسر سخريته بقوله 
_ لا متخفش .
نظر خالد إلى ياسمين نظرة سريعة وخرج وقلبه يكاد ينفطر لرؤية دموعها ولما سمعه من حديثها مع آسر لكن لن يدع قلبه يستسلم هذه المرة وانسحب مغادرا نحو المشفى.
جلس عصام إلى جانب ندى يقول بصوت حزين باك 
_ ندى عشان خاطري فوقي أنا عارف أنك سامعاني قومي ياحبيبتي أنت عايزة تعرفي قيمتك عندي صح أنا مقدرش أعيش من غيرك ثانية وحدة الدقيقة اللي بتعدي عليا و أنت بعيدة عني بمۏت فيها مية مرة أنت كل حياتي.
وقف خالد من خلفه حزينا على الحالة التي سيطرت عليهم من فراق و ألم تقدم نحوه ورفع يده على كتفه مؤازرا له
_ كفاية اللي بتعمله ده بقالك عشر ساعات قاعد مكانك قوم غير هدومك وكل أي حاجة.
_ماليش نفس يا خالد.
قالها ومازالت عينيه معلقة بملامحها يخشى من أن يفترقا مجددا لكن
ردد خالد وهو يقبض على كفيه
_ يا ابني حرام عليك اللي بتعمله ده.
_ أرجوك يا خالد سبني معاها.
توسله بنبرة باكية لأول مرة تظهر منه دخل الطبيب فجأة فاعتدلا في وقفتهما بينما هو بدأ بتفقد حالة ندى وتدوين بعض الملاحظات.
_ ها يا دكتور طمنا
سأله خالد بترقب بينما مط الطبيب شفتيه باستياء وأجاب بحزن 
_ أنا آسف جدا واضح أنها زي ما أنا شكيت هتاخد وقت مش مسألة يوم أو اتنين.
_ ايه!
هتف كلاهما باستنكار ليكرر الطبيب أسفه ثم تقدم خالد نحوه يسأله 
_طب يعنى الوقت ده قد إيه
_ الله أعلم ممكن شهر أو سنة أو العمر كله 
اتسعت عينا عصام على مصرعيهما من حديثه فاندفع نحوها يجثو على ركبتيه يبكي كطفل صغير 
_ لا ندى عشان خاطري متعمليش فيا كده فوقي فوقي أنا مقدرش أعيش لحظة من غيرك...
استأذن الطبيب مغادرا في حين شعر خالد بنيران تضرم قلبه لما يحدث معهم أمسك كتفيه يحاول تهدئته وإسناده على الأرض ليردف الآخر بمرارة
_ ليه يا خالد ليه بيحصل معايا كده ليه كل ما أحب حد بيروح مني
_ ده اختبار من ربنا يا عصام ولازم تكون قده.
حديثه جعله يصمت برهة متمتما باستغفار بعدما شعر بأنه اعترض على قضاء الله وقدره ثم ابتلع ريقه يردف بجمل متقطعة
_غصب عني ياخالد مش قادر أنا أنا ليا طاقة تحمل زي كل البشر وده ... وده كتير أوي ...و فوق طاقتي.
_ إن شاء الله خير وهتقوم منها ندى قوية مش هتستسلم بالسهولة دي مش بعد ما حبيتها هتروح وتسيبك.
حديثه المطمئن جعله يسكن من حدة انفعاله فجلس عصام الى جانب ندى مجددا 
_ماشي يا ندى أنت مش بتختبري حبي بس بتختبري قوة تحملي وصبري مټخافيش هنجح هستناكي يا حبيبتي حتى لو العمر كله. 
خرج خالد من الغرفة خائڤا أن يضعف أمام ابن عمه فيضعفه هو الآخر!
حضر الجميع إلى المشفى بالصباح وأخبرهم الطبيب بحالة ندى فأصابتهم حالة من الحزن إلا أن أحمد رفض أن يتركها بالمشفى وقرر أن يجهز غرفة طبية لندى داخل القصر حتى تتم شفاءها فيها .
عاد الجميع إلى القصر بعدما تم نقل ندى بسيارة مجهزة على أعلى مستوى ونقلها إلى غرفة في القصر يوجد بها جميع المستلزمات الطبية التي تحتاجها.
تتوالى عقارب الساعة دون وجود حدث جديد بعائلة الدالي ليس إلا محاولة ياسمين في إصلاح علاقتها بخالد بعدما فسدت وتردد عصام إلى غرفة ندى على أمل استيقاظها يوما ما يعيد ذكرياته التي جمعته معاها وندمه على الابتعاد عنها يغفو بجوارها على المقعد دون أن يشعر.
_ أوعي يا زفت أنت حاضن أمك أوعى 
قالها خالد وهو يدفع آسر من تشبثه الغريب به وقع آسر على الأرض ېصرخ ألما يردد بحنق
_في حد يصحي حد كده!!
اجابه بتهكم
_ مش أنا عملت يبقى في وبعدين فين الحد ده!
علق آسر ساخرا من حديثه
_ أمال أنا إيه مش بني أدم أنا!
حرك خالد رأسه بيأس يردد بصوت مخټنق
_ للأسف دي اللي ھموت و أعرفها جيت أزاي دي!
رفع آسر حاجبه بغيظ يجيبه بغرور 
_ ده أنا آسر الدالي اللي البنات ھتموت عليا!
أمسك خالد بوجهه ساحبا اياه للأسفل بعدما كاد بالصعود للسماء بشموخه الزائف مرددا بسخط
_طب أنزل يا خويا على الأرض وقوم ألبس خلينا نروح الشركة بدل ما عصام ينفخك.
نهض سريعا يردد بحنق
_أنت هتقولي من ساعة اللي حصل لندى وهو بقى خلقه في رجله.
_طب قوم يا حبيبي بدل ما أجيب رقبتك!
قالها عصام وهو يقف خلفه مباشرة في حين فزع آسر منه ليردد سريعا قبل أن يركض مختفيا من أمامه
_ لا أنا قومت خلاص وخلصت.
تعالت صحكات خالد الرجولية وردد بشفقة
_ يا ابني حرام اللي بتعمله في الواد ده.
منحه نظرة ساخطة وردد بغيظ 
_يستاهل ده غبي المهم أنا ورايا مشوار مهم فهتأخر على الإجتماع حاول تغطي عليا لحد لما أرجع.
_مشوار ايه ده!
اجابه على مضض 
_مش عارف مايا أورورا طالبه تشوفني ليه بتقول موضوع مهم! 
تساءل بدهشة
_موضوع إيه دخ اللي مهم!!
حرك عصام كتفيه للأعلى وقال وهو يتوجه نحو الخارج
_دلوقتي هنعرف المهم بتاعها ده إيه.
_ربنا يستر
قالها خالد وهو يشعر بما سيحدثفابتسم الاخير بمكر بعدما فهم ما يدور برأس صديقه ردد خالد بسخط يرفقه ضحكة مستنكرة
_ أنت ضحكت طب أنا هجهز العقد عشان نشوف الشرط الجزائي إيه!
رفع عصام حاجبه ثم قال بثقة
_ بالسرعة دي مش شركة الدالي اللي تدفع شرط جزائي سلام.
تنهد خالد من تفكير عصام ثم قال
_أنا معتش عارف أنت بتفكر في إيه!!
تقدم عصام من السفرة التي يجلس عليها جميع أفراد العائلة يردد بهدوء
_صباح الخير.
_صباح النور 
اجابه الجميع بذات الهدوء لتسترسل آمال حديثها بحنو
_ أقعد أفطر ياحبيبي.
حرك رأسه نافيا يردد متوجها للخارج 
_ماليش نفس يا ماما أنا أتأخرت عن اذنكم. 
تركهم مغادرا القصر في حين نظرت آمال بعبوس إلى أحمد مرددة بضيق
_ وبعدين يا أحمد في إللي بيحصل ده!
اجابها أحمد بقلة حيلة
_وأحنا بإيدينا إيه نعمله غير ندعي لندى أن ربنا يقومها بالسلامة.
تدخل محمد بالحديث يردد بأعين مدمعة 
_يارب يا أحمد دي واحشتني أوي. 
ربت أحمد على ذراع شقيقه بحزن متمتما
_ إن شاء الله خير وهتقوم وهتبقى كويسة.
خطت بقلمها داخل نوت صغيرة لها تدون بها وصفات طعام تشتهيها ليقتحم آسر الغرفة متمتما
_سها 
اشاحت سها بيدها مرددة بضيق وهي تركز انتباهها على الهاتف
_هشش 
قطب آسر جبينه بدهشة ثم تقدم ليرى ما الذي تركز عليه متمتما بتعجب 
_هو أنت بتعملي إيه!
اجابته سها بسخط
_بلعب يعني أنت مش شايف أني مشغولة في كتابة وصفات للأكل. 
نظر لها آسر بسعادة يردد بكلمات بلهاء
_ياقلبي بتتعلمي الطبيخ عشان تطبخي لحبيبك بعد الجواز. 
رمقته بنظرة ساخرة ثم اجابته بملل
_ لا ياحبيبي عشان أدي الوصفة للشيف اللي في المطبخ تحت يعملي تغير في الأكل زهقت جدا. 
نظر لها قليلا وعينيه تشتعلان بغيظ منها وصاح بها
_ ده أنا اللي زهقت منك يا بعيدة أنت إيه يابت!
نظرت له ببراءة متمتمة
_في إيه يا أسورة أنا كلمتك دلوقتي ده أنا بحبك.
_ كده طب هاتي حضڼ.
قالها آسر بحب لتهدر سها بحدة
_ أنت مچنون لا أبدا. 
علق آسر بحسرة 
_ليه ياشيخة حرام عليكي ده أنا لو أخوكي مش هتعملي معايا كده! 
شهقت سها بطريقة غريبة تردد بكلمات جحظت عين آسر على آثرها 
_ أنت فكرني مچنونة عشان أسيبك تحضني وفي الأخر ترميني وتقولي أنا متجوزش واحدة غلطت معها أبدا ده لا يمكن يحصل. 
اتسعت عين آسر پصدمة ثم قال بحنق من چنونها 
_ يابنت المچنونة أرمي مين وغلطت إيه أنا قولت أنك هبلة محدش صدقني تعالي هنا والله لأخلص عليك ده أنت كتلة تخلف ماشية على الأرض تعالي.
ركضت سها تصرخ بشدة قبل أن يمسك بها آسر تردد وهي تقترب من أحمد الدالي 
_ إلحقني يا خالو إبنك هيموتني!
نظر محمد لآسر الغاضب يردد بتعب من أفعاله اللامنتهية
_ إيه يا آسر في إيه يابني!
أمسك خالد آسر مثل كالقنفذ ليهدر به پعنف 
_ أنت لسه بتهبب أيه هنا.
حاول آسر الإفلات من يده وهو يصيح بمن تركض أمامه
_خدي يابت تعالي هنا.
أمسكه أحمد من رقبته
ثم قال بحدة
_ أحنا مش عجبينك يالا. 
توتر آسر من خالد الذي يمسكه من الخلف وأبيه ليجيبه بكلمات لا تتناسب مع الموقف 
_عيب يا أبو لهب المسکة دي أنت عشان بس قد أبويا كان زمانك متعلق في السقف. 
تعالى صوت سهير متسائلة بدهشة 
_في إيه بس هي عملت إيه!
اجابها آسر بضيق
_ الحيوانة بقولها هاتي حضڼ بتقولي عشان ترميني وتخلى بيا من حضڼ أمال لو قولتلها هاتي بوسة هتعمل إيه هتقوليوهترميني أنا و إبنك اللي في بطني!!
واستطرد بغيظ
_ يا غبية والله لأخلص عليك النهاردة عشان أرتاح من غبائك.
أداره خالد له يمسكه من رقبته يردد بغيظ من غبائه 
_ بقى بتقولها هاتي حضڼ وبوسة وبتسيح وبتتكلم عادي كده.
_ أديله يا خالد الواد ده هيجبلي الضغط 
قالها أحمد وهو يجلس على المقعد بتعب في حين ردد آسر بعتاب
_ عيب كده يا والدي تكذب و أنت في السن ده فين الضغط اللي جالك ده.
رفع أحمد سبابتيه يردد بدعاء
_صبرني يا رب. 
جذبه خالد من تلباب قميصه يردد بتوعد
_تعالى بقى يا خفيف! 
جلس عصام بثقة أمام مايا التي استقبلته بطريق غريبة مرددة
_ أهلا عصام لقد سعدت لقبولك لدعوتي.
اجابها عصام برسمية 
_ أنا أيضا آنسة مايا.
علقت مايا بمكر
_ بإمكانك أن تناديني مايا دون ألقاب.
رفع عصام حاجبه ثم قال بوضوح 
_دعينا نتحدث عما أخبرتني به عبر الهاتف!!
نظراتها كانت وقحة لا تتناسب مع فتاة تردد بصوت ماكر 
_ سمعت ما حدث لخطيبتك! 
سألها ببرود
_وماذا سمعتي!
اجابته وهي تحتسي مشروبها
_ أنها في غيبوبة هل
 

تم نسخ الرابط