رواية معشوقة الليث بقلم روان ياسين
ذلك السمج كان يلمح من قبل لخطبة شقيقتها الصغري مرام و الأن هو يقول لها هذا الكلام !
عندما فهمت أنه هو من كان يتحدث عنه عنار أومأت قائلة بسخرية
اااااه هو أنت بقااا اللي عمار قال عليه !
أومأ بفخر و هو يعدل من ياقه قميصه لتصيح رسل بحنق
بقااا يا مبقع يا أبن المبقعة رايح تخطبني من أخويا اللي لسة مكملش ال 17 سنة و تطبخ العملة من غير ما أعرف أنت فاكر أني هرضي بيك يا شمام يا عدمان يا ناقص يا اللي العشرة منك في سوق الرجالة ب تلاتة تعريفة !
فغر سامح فمه پصدمة لكنه أقترب منها قائلا بإستعطاف
أنا بحبك يا رسل ان...
و قبل أن يكمل كلمتة كانت قبضة فولاذية تسدد لوجهه لتطرحه أرضا تراجعت رسل للخلف پصدمة و هي تناظر ليث الذي أنقلب حالة مائة و ثمانون درجة بذهول قبض علي ياقة سامح ثم رفعه إليه صارخا به پغضب
أفتكر انك انت اللي جنيت علي نفسك !
ثم أنهال عليه ب الضړب المپرح و هو يسبه بحنق ف من هو ل يقول ل معشوقته أحبك !
نظرت له بطرف عينها علها تستشف ما ينتوي فعله لكن ملامحه كانت غامضة لم تفهم منها شيئا غمغمت ب تلجلج
اااااا هو...
قاطعها قائلا پغضب مكتوم
ششششششش سيبيني دلوقت !
زمت شفتيها بحنق و ىبعت ذراعيها أمام صدرها دقائق مرت من الصمت ل تصيح بنفاذ صبر
ما أنا مش ليا ذنب الصراحة عشان تتلوي و تتأمص !
ضغط علي المكابح بقوة ثم ألتفت لها يطالعها بنظرات حانقة أقترب منها بوجهه مردفا بنبرة قوية
أعملي حسابك الرحلة كمان يومين بعد ما نرجع منها هنروح للمأذون نكتب كتابنا تاني لأن بصراحة الموضوع بوخ أوي !
طالعته بتحدي و أنفه و هي تقول
و مين قالك أني موافقة !
إبتسم من جانب ثغره ب ثقة و هو يقول
هتوافقي يا رسل و يا أنا يا أنتي..!
ثم أنطلق بعد ذلك ب السيارة مستأنفا طريقة نحو مقر الجريدة..!
مر يومين و لم يحدث بهما أي شئ يذكر إلي أن جاء
يوم الرحلة...
في الخامسة صباحا
كان جميع من يعملون في الجريدة متجمهرين أمام الثلاث أتوبيسات يتهامسون بإهتمام عن الرحلة ف هذا موقف نادر أن يحدث توقفت سيارة ليث علي جانب الطريق ليترجل منها ب خطوات واثقة مما لفت الأنظار إليه همست
إحدي الفتيات بوله
أووووف چنتل أوي !
رددت أخري و هي تأكله بعينيها
آدي الرجالة و لا بلاش مش أبو حفيظة اللي عندي في البيت !
ضحكن بخفوت ثم صعدا للأتوبيس تطلع ليث ل المكان من تحت نظاراته القاتمة يبحث عن تلك المشاكسة التي خرجت هي و عمار و عبدالرحمن دون أن يعلم زفر بتروي و هو يكمل بحثه ل يلمح عمار يجلس بجانب إحدي النوافذ ضيق عيناه بتوعد ثم ذهب بخطوات شبه راكضة للأتوبيس صعد له و أخذ يتقدم داخله حتي وصل ل موضعهم أتسعت عيناه پصدمة عندما رأي تلك الخرقاء و ما ترتديه تطلع لها بإنشداه مما ترتديه من أول تلك الكنزة البيضاء الڤاضحة التي تبين ذراعيها كاملتين و جزء من ظهرها و صدرها فيما تسمي ب الكات ذات الحملات العريضة إلي تلك البرمودة الجيشية التي تصل لركبتيها !
أمسك بذراعها معتصرا إياه بين قبضة يده ليردف من بين أسنانه
قومي يا محترمة !
شهقت بفزع عندما وجدت من يمسكها من ذراعها و يغرز أظافره به تطلعت له بنظرات مهزوزة ليكرر جملته مرة أخري هنا و أستعادت نفسها لتقول ببرود و هي تنفض يده عنها بقوة
يا ريت تلزم حدودك معايا و بعدين أنا قاعدة هنا و مش هقوم !
أشتعلت عيناه ب ڠضب ك الچحيم بسبب عنادها هذا غير نظرات الرجال التي تكاد أن تخترقها تمتم بغموض
ماشي أنتي اللي جبتيه ل نفسك !
ثم مال قليلا ليحملها علي كتفه ك شوال البطاطا صړخت بفزع و هي تقول
سيبني يا راجعي يا بربري بقولك سيبني !
أشار ل عمار بأن يأخذ عبدالرحمن و يتبعه ليومأ له الأخر ب طاعة هبط من الأتوبيس تحت نظرات الدهشة و الحقد و الغيرة ثم توجه ل سيارته فتح الباب الأمامي ثم قڈفها علي المقعد بقوة لتتأوه هي پألم أدخل عمار و عبدالرحمن ثم أستقل مقعد السائق صړخت رسل بإهتياج
أنت إزاي تعمل كدا شكلي هيبقي أية قدامهم دلوقت أنت مش مدرك هما ممكن يقولوا أية عليا بسببك تسرعك و عنادك اللي ملهوش أي ستين لازمة !
صړخ بوجهها پغضب جام
أنا عنادي اللي ملهوش لازمة و لا أنتي يا محترمة يا اللي رايحة تعري لحمك للي يسوي و اللي ميسواش دا أنتي ما بتقعديش ب الهدوم دي في بيتك يا قادرة !
صاحت بحنق
أنت ملكش دعوة بيا أنت فاهم !
أمسكها من خصلاتها و أخذ يحركها قائلا بغيظ
متستفزنيش يا بت أنت و بعدين أمسحي أم الروچ دا أنتي أية رايحة فرح خالتك !
أتسعت عيناها بغيظ ل يسارع هو بمسح الروچ من علي شفتيه بيده صړخت بحنق ليأخذ هو الچاكت التي تربطه علي خصرها و يرميه في وجهها قائلة بحنق
خدي ألبسي دا جايباه أنتي معاكي عيائه !
ثم أنطلق ب السيارة بسرعة متوسطة حتي يلحق ب الأتوبيسات التي أنطلقت أثناء شجارهم تمتمت رسل بعبارات ساخطة ليقول الأخر بخفوت
جتك نيلة في حلاوتك يا شيخة !
يتبع
الفصل الثلاثون و الأخير
بعد مرور عدة ساعات
توقفت الأتوبيسات و معها سيارة ليث في طريق يشق صحراء جرداء سأل عمار بدهشة
هو أحنا وقفنا لية !
أجاب ليث بإيجاز و هو يرفع مكابح اليد
مينفعش نكمل في الصحرا ب العربيات !
ألتفت ل رسل ليجدها مندمجة مع الأغنية التي تنبعث من سماعات الرأس التي تضعها علي أذنيها غنت ببلاهه و هي تشير بذراعها
و أد أية مانيش سعيدة مانيش سعيدة و إن النجوم النجوم بعيدة و تقيلة خطوة الزمن تقيلة خطوة الزمن تقيلة ضحكة الساعات .. ساعات ساعات...
عض علي شفتيه بغيظ من تلك البلهاء ثم قال بنفاذ صبر
يلا يا رسل !
لم ترد عليه و إنما أكملت غنائها ب أغنية أخري قائلة بإبتسامة واسعة
أنا ليك مشتاقة .. إمتي هنتلاقي .. محتاجة وجودك .. و عنيك وحشاني .. عيشني ثواني !
رفع حاجبيه بدهشة و ما لبث حتي تحولت ملامحه للغيظ ألصق كف يده بمؤخرة عنقها بقوة لتنتفض ك الملسوعة صاحت بحنق و هي تخلع سماعات الرأس
أية يا عم أنت في أية !
ردد بغيظ و هو يبتسم بإصفرار
مين يا اللي أنت لية مشتاقة يا ست الحسن و الجمال !
رفعت حاجبها قائلة بغيظ
دا أنت رخم أوي صحيح واحدة و بتغني ل حبيبها يا سيدي أنت أيش حشرك !
كور قبضته ب حنق من تلك المستفزة التي تريد أن يفتك بها الآن زفر بحنق و هو يردف بخشونة
أنزلي يا بت أنتي بدل ما أتهور عليكي !
نفخت خديها بغيظ ثم ترجلت من السيارة أرتدت حقيبة ظهرها و نظاراتها الشمسية ثم فتحت الباب الخلفي لتأخذ صغيرها ساروا
قليلا مع الأفواج حتي وصلوا لمنطقة توجد بها العديد من الآلات المسماة ب البيتش باجي طبعا لم تغب عن رسل نظارات الجميع الموجهه لها بإتهام و تساؤل لكنها تجاهلت الموضوع ب رمته قال منظم الرحلة ب صوت جهوري
دلوقتي يا جماعة كل أتنين هيركبوا البيتش باجي و يمشوا ورايا لحد ما نوصل لمكان المخيم !
مطت رسل شفتيها للجانب و هي تقول بتذمر
أية الغباء دا طب أنا واحدة مبعرفش أسوق البتاع دا أعمل أية يعني !
أتسعت إبتسامة ماكرة علي وجه ليث و هو يضيق عينيه ب خبث ليهتف حينها عمار ب بلاهه
أنا بعرف أسوقه يا رسل أركبي أنتي ورايا و ليث ياخد عبدالرحمن !
أستقل الجميع الآلات و ب الفعل ركبت رسل مع عمار بينما ليث أخذ عبدالرحمن لا يعلم ليث كم مرة أخذ يسب ب ذلك الأبلهه المسمي ب عمار الذي ضيع عليه فرصه ذهبية حتي يشاكسها قليلا هتف عبدالرحمن بمرح و شعره يتطاير للخلف من أثر الرياح
حلوة أوي يا بابا !
أبتسم بحب و هو يقبل أعلي رأسه ف كم يعشق ذلك الصغير ذا الأعين الزرقاء...
عجبك كدا أهو أنت ضيعتنا يا فالح في الصحرا !
صړخت بها رسل بحنق هجوما علي ليث لينظر لها بحنق قائلا
ما خلاص يا حاجة ع أساس أنك ملاك ما أنتي السبب وقعتي النضارة بتاعتك يا نوغة و أضطرينا نقف عشان الزفتة بتاعة حضرتك !
نفخت بحنق ليردف عمار بإرتباك
طب هنعمل أية دلوقت !
قال ليث بنفاذ صبر
هنقعد هنا أحنا لو أتحركنا من المكان ممكن نتوه أكتر !
توجه ل البيتش باجي بخطوات حانقة ثم أخذ حقيبته الضخمة من عليها جثي علي ركبتيه حتي يخرج محتويات الحقيبة
بينما الأخري كانت تتدعي التأفف لكن من داخلها كانت تشعر ب الذنب ف من الممكن أن يعلقوا ب الصحراء طوال الليل ب سببها ف لولا نظاراتها التي وقعت و توقف عمار و ليث للبحث عنها ل كانوا أكملوا طريقهم و ذهبوا مع الآخرين..
بعد مدة أنسدلت ستائر الليل علي المكان تزامنا مع إنتهاء ليث من ڼصب الخيمة متوسطة الحجم التي كانت معه قال بهدوء
أقعدوا أنتوا في الخيمة و أنا هقعد هنا يمكن حد يعدي !
أومؤا له ليدخل كلا من عمار و رسل و عبدالرحمن للخيمة جلس عبدالرحمن بين أحضان رسل يناشد النوم و الدفئ أرتجف مرددا و هو بين النوم و اليقظة
رسل أنا بردان !
زمت رسل شفتيها ب أسف و ندم وضعته علي الأرضية ثم خلعت سترتها و ألبست إياها وضعته بجانب عمار الذي يستعد للنوم ثم قالت بخفوت
خليه في حضنك يا عمار !
هز عمار رأسه ب موافقة لتتنهد بخفة و هي تزحف حتي تخرج من الخيمة ما أن خرجت حتي أنتصبت ب وقفتها تطالع المكان ب نظرات شمولية أرتجفت عندما داهمها تيار الرياح القوي لتنظر حينها ل ليث الذي يجلس بجانب الخيمة ممسكا ب هاتفه يحاول مهاتفه أحدهم حتي ينقذوهم لكن للأسف لا يوجد أي شبكة في المكان رفع ليث عينيه لها فجأة ليجد عينيها يلوح بها إحساس الذنب كما أنه لاحظ تلك الرجفة التي تنتابها كل فنية و الأخري أبتسامة صغيرة شقت وجهه و هو يفتح يديه لها لتبادله بأخري حزينة و هي تقترب منه جعلها تجلس بجانبه بل ب المعني الأدق بين أحضانه حاوطها ب طرفي الچاكت الخاص به ثم قال بإبتسامة مشاكسة
إلا هو في وضعنا دا المفروض إية اللي يحصل يا رسل !
ضحكت بخفة و قد لمعت عينيها عندما تذكرت أول لقاء لهما قالت بإبتسامة ناعمة و هي تضع رأسها علي صدره
المفروض ترزعني بوسة تجيبلي إرتجاج في المخ يا ليث !
نظر لعينيها و هو يقول ب خبث
بصراحة أنا نفس..
لكزته بكوعها في خاصرته ليتأوه هو بإصطناع رددت بصوت هادئ
أنا آسفة يا ليث أنا السبب في اللي حصل دا !
ضمھا له أكثر و هو يقول بإبتسامة واسعة
دا أنا المفروض أشكرك هو لولا الموقف كان زمانك قاعدة في حضڼي كدا !
أية قاعدة في حضنك دي ما تحسن ملافظك يا جدع !
قالتها بفجاجة و هي ترفع رأسها عن صدره ليضع يده علي رأسها مرجعا إياها بقوة ل صدره قال بحنق
فصيلة أوي يا بت أنتي !
ساد الصمت ل دقائق ليقول ليث بهدوء
مش كفاية بقي يا رسل مش جه الوقت أننا نعيش حياة مستقرة و نتجوز زي الناس !
أنا مشوفتش منك قليل يا ليث فاكر نكرانك ل مشاعرك ناحيتي دا هين و لا أنك تكسرني دا هين لا ب العكس دا أكتر حاجة ممكن تقلب حب الواحدة ل الراجل ل كره..
بس
أنتي عارفة أنا كنت في أية كنت مربوط ب ماضي مشوهه عشان كدا مكنتش راضي أتقبل أي حاجة في حياتي الحاضرة دخولك ل حياتي زي الإعصار هو اللي أنتشلني من اللي كنت فيه يا رسل عارفة أنا لغاية دلوقت حاسس أن عمي عزت زقنا علي بعض معرفش لية بس أحلي زقة دي و لا أي !
تبع جملته الأخيرة بغمزة عابثة لترفع وجهها له قائلة بتساؤل
بمناسبة الموضوع دا صحيح اللي عرفكوا أن في ناس ماشية ورايا !
زم شفتيه قائلا ببساطة
كل حاجة حصلت صدفة يعني مثلا عمي عزت كان في مرة في إجتماع مع شركة و ب الصدفة و هو خارج من الإجتماع سمع واحد بيقول أسمك تقريبا كان تبعهم ف عمي عزت فضل يدعبس ورا الموضوع لغاية ما عرف أن بنته هي المقصودة و أنهم عايزين يخلصوا عليكي قبل ما توديهم في داهية ساعتها قعد معايا و قالي علي الموضوع و طلب مني أن أخبيكي شوية عن عيونهم لغاية ما يزهقوا من التدوير عنك و بعد كدا أنقلك ل البيت..
شردت عينيها ل لحظة تسترجع تلك الذكريات الطريفة عليها قال ليث بمشاكسة
بما أن الجميل شكله لان شوية ف...
نظرت له بتساؤل و ما لبثت حتي أنتفضت بفزع عندما وجدتها يحاوطها بذراعيه و يقوم ب تقبيلها ل المرة الثانية لكن تلك المرة كانت من عاشق متفجر المشاعر لا يخجل منها و لا يكبتها..!
في اليوم التالي
نظرت له بغيظ كبير و هي تراه يشاهد التلفاز مصطنع البراءة غير عابئ بما تسبب ب فعله الأمس من إحراج كبير لها ف قد لعب القدر لعبته معهما ليأتي أحدهم منقذا إياهم في ذلك الوضع المخجل يبدو أنهم ينتقون الأوقات الغير صحيحة لكن العيب علي ذلك الوقح عديم الأخلاق الذي يجلس أمامها !
هكذا رددت في نفسها و هي مازالت تطالعه بغيظ سمعت رنين هاتفها من غرفتها ل تنهض متجهه نحوها أمسكت ب الهاتف مناظرة شاشته ب دهشة و صدمة عندما وجدت إسم مرام يضئ الشاشة تجهم وجهها لثانية لكنها حسمت أمرها و ردت عليها قائلة بصوت فاتر
ألو..
جاءها صوت مرام المرتبك و هي تقول
أزيك يا رسل !
شبح إبتسامة تشكل علي وجهها ف مرام مهما فعلت ف هي مدللتها الصغيرة و لهذا قررت مسامحتها أو بالأحري سامحتها لكنها كانت تنتظر أن تبدأ ب الصلح ردت بصوت ثابت
كويسة الحمدلله..
صمت دام لثواني لم يقطعه سوي