رواية معشوقة الليث بقلم روان ياسين

موقع أيام نيوز

العالم..و حينها لن يكون هناك مفر ف ها هي تكتب بدايه النهاية في قصتهما...!

مرت ثلاثة أسابيع أخري كانت مستقرة نوعا ما مع الجميع لا مشادات و لا مصائب سوي أشياء داخلية مثل نزاعات رسل و مرام الدائمة مع تلك المستفزة المسماه ب ميا..

كان يجلس بهدوء في غرفته شاردا في مستقبل غير واضح المعالم تنهد بخفة و هو يعتدل بجذعه العلوي حتي تكون جلسته علي المقعد أكثر راحه لا يعلم لما تردد صدي كلمات الطبيب في أذنه عندما قال بنبرة هادئة 

إستعادتها ل تلك الذكري ب الذات هي إشارة من المخ ف عندما أدرك الخسائر الفادحة التي يمكن أن تحدث أعطاها تلك الذكري ك إشارة ب الإستنجاد بك و لعلمك أنها عندما تستعيد ذاكراتها ستمحي تلك الفترة التي عاشتها بدونها نهائيا..!

 دق قوي علي الباب جعله يفيق من شروده ليقطب جبينه و هو يردف بصوت أجش 

أدخل !

فتح الباب بسرعة من قبل عمار المذعور هتف عمار بلهاث هلع 

ألحق يا ليث عبدالرحمن وقع مرة واحدة و هو بيلعب ب كورته و مش بيرد !

أنتفض من مجلسه مطالعا إياه پصدمة لكنه ما لبث حتي ركض للأسفل بسرعة ليجد والدته و إياد يحاولون إفاقته و هما يرددون أسمه بجزع و يجعلوه يشم عطر ذا رائحة نفاذه جثي بجانب الأريكة المستلقي عليها و غمغم بقلق و هو يلثم جبينه 

عبدالرحمن قوم يلا يا حبيبي !

لم يلقي إستجابة و ما أثار قلقه أكثر و جزعه تلك الحرارة التي تنبعث منه..!

هتف إياد بقلق 

أحنا لازم نوديه المستشفي !

هز ليث رأسه بتشنج و من ثم حمله بخفه و خرج مسرعا من المكان بعدما آتي عمار ب مفاتيح سيارته و محفظته...

كانت تقف ب الشرفة مستمتعه بذلك الجو المعتدل و هي تحتسي قهوتها الممزوجة ب اللبن أصدرت صوت شفتيها و هي تضع الفنجان علي طبقه الصغير قائلة بإستمتاع 

معرفش أنا عايزة أية من الدنيا الصراحة هوا

يرد الروح قهوه فرنساوي محصلتش و أخيرا أجازة...هيييييييح أنه الرضا يا سادة !

دندنت بصوت عذب و هي تهز رأسها بإنسجام 

لا تعتب علي أخرني القمر..ضيعتنا هانيه و طالعلا السهر..يا خچله عينيا لو تعرف شو بيا..لومك مش علي لومك ع القم...

توقفت عن الإكمال و أنعقدا حاجبيها عندما وجدت ليث يخرج مهرولا من باب منزله بسرعة و علي يديه عبدالرحمن و جسده مرتخي تماما..!

دق قلبها پعنف حينها ړعبا عليه لتتراخي يديها من الصدمة و يسقط فنجان القهوة منها متهشما شهقت بړعب و هي تنتفض متجهه للداخل دارت حول نفسها لا تعلم أين تذهب أو أي شئ لكنها سريعا ما حسمت أمرها و هبطت للأسفل أرتدت نعلها بسرعة فائقة ثم خرجت من المنزل غير عابئة ب تلك الملابس الخفيفة التي ترتديها من كنزة رمادية اللون بنصف كم و بنطال قطني أسود...

لحسن حظها كان ليث حينها يخرج من بوابة القصر بسرعة بطيئة نوعا ما لتستغل ذلك و تقوم بفتح الباب الملاصق له عنوة و تستقله طالعها بذهول و هي تغلق الباب

لتلتفت إليه و هي تقوم بقلق جلي 

عبدالرحمن ماله !

نظر لصغيره الذي بين أحضانه بحزن ثم قام بالإنطلاق بسرعة كبيرة حتي يصل لأقرب مشفي غمغم بعدم تركيز 

وقع مرة واحدة و س سخن جامد !

تقلص وجهها پألم و قد ترقرت الدموع في عينيها لتأخذه من بين أحضانه برفق ضامه إياه بحماية و هي تتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة..

وصلا بعد برهه من الزمن لإحدي المشافي ليترجا من السيارة بسرعة نحوها...

مرت ساعة و هما ينتظرون في الخارج علي أحر من الجمر خروج الطبيب ل يطمئنهم عن حالة الصغير لكن لم يخرج بعد حاوطت نفسها عندما شعرت ب البرد يلفها و ينخر بعظامها و أخذت تغمغم ببعض الأدعية راجية من الله أن يشفي ذلك الصغير التي تشعر أنه ينتمي إليها رغم أنه إبن رب عملها فقط..!

سقطت دمعة من عينها تبعتها الكثير و الكثير و هي تخيل الأسوء و قد سيطرت عليها حينها عاطفة شديدة شئ ما داخلها يخبرها بأنه إبنها هي الأخري أن...

قاطع تفكيرها خروج الطبيب لتنتفض هي و ليث من علي المقاعد الحديدية أقتربا منه بلهفه ليسارع ليث بقوله المتلهف 

ماذا به أهو بخير !

 صمت الطبيب لثواني قبل أن يجيب بنبرة أسفه 

بإختصار شديد طفلكما مولود بعيب خلقي في القلب و نتيجة لإهمال الموضوع و عدم علاجه تفاقم الأمر و أصبح القلب بحاله رثه !

شهقت رسل بجزع و هي تتراجع للخلف پصدمة بينما ليث تقلص وجهه پألم لوهله قبل أن يعود لصموده و هو يقول بجمود 

أفعل أي شئ لتنقذ إبني لا أريده أن يتألم و لو للحظه !

تنهد الطبيب متمتا بعملية 

إذن سيحتاج لعملية لأن قلبه لا فائده منه سنبدله بأخر سليم لكن هذا سيكون مكلفا !

ردد ليث جازا علي أسنانه 

قلت أفعل أي شئ لتنقذ إبني !

حسنا حسنا س أبدأ بإتخاذ الإجراءات لكن يجب أن تدفع جزء من المال قبل العملية !

موافق لكن متي ستقوموا بها !

الغد أو بعده ب الكثير لأن التأخير في حالة إبنك ليس جيدا !

أومأ له ليث بجمود ليستأذن الطبيب و ينصرف تنهد بعمق و عو يمسح علي وجهها بتعب فهناك نغزة بقلبه تألما علي ذلك الصغير هو ليس إبنه من صلبه لكنه يشعر بأنه إبنه حقا فقد أقتحم قلبه بدون سابق إنذار منذ أن رآه للمرة الأولي عندما آتي به ل رسل..

و علي ذكر رسل ألتفت ليراها ليجدها منكمشة علي نفسها و هي مغمضة عينيها بقوة لكن هذا لم يقلل من غزارة دموعها الساقطة !

 جلس بجانبها و همس بإسمها لتأن حينها پألم أقترب منها قائلا بنبرة متشبعة ب القلق الجلي 

أنتي كويسة !

رددت بأعياء و هي تحاول النهوض 

لأ انا تمام هروح بس أغسل وشي و جاية !

راقبها بقلق لتمشي هي خطوتين و تتوقف بعدها مستنده علي جدار المشفي بتعب وضعت يدها علي رأسها تقاوم حالة الدوار التي هاجمتها لتجد فجأة من يمسك بها بلهفه تطلعت له بنظرات ناعسة و هي تراه يردد بعض الكلمات لكن صوته بدي بعيدا .. بعيدا جدا آه مټألمة صدرت منها تزامنت مع تلك الصور التي أخذت تتدفق لعقلها بشكل عشوائي سريع ليكون آخرها لحظة حمايتها ل

مرام بجسدها لتتلقي بدلا منها تلك الړصاصة ثم لم تشعر بشئ بعدها سوي ظلام حاوطها من كل مكان..!

رفع مكابح اليد بشرود بعدما قام بصف سيارته في الساحة الخاصة ب القصر شهر كامل و هي تتجنبه و تتجنب مرام و يعتبر تتجنب الجميع لا تتحدث مع أي أحد سوي بكلمات مقتضبة عدا مريم و عمار ف منذ ذلك اليوم في المشفي عندما سقطت مغشيا عليها و هي تعامل الكل بجمود ليكتشفوا بعدها أن الذاكرة قد عادت لها لتنكب هي علي رعايه صغيرها الذي ما أن علمت بما أصابت حتي أنهارت في البكاء المرير ف هذه ليست ب عملية سهلة لطفل في الخامسة من عمره !

زفر بضيق و هو يترجل من السيارة توجه للقصر ليأتيه صوت مريم اللاهث و هي تهتف 

ليث .. أستني !

توقف قاطبا جيينه ثم أستدار لها بكامل جسده قائلا بتوجس 

في حاجة يا مريم !

أجابت و هي تزدرد ريقها بصعوبة 

رسل حجزت تذاكر عشان نرجع لمصر !

أحتدت عينيه و هو يقبض علي كف يده مغمغا من بين أسنانه 

أمتي دا حصل !

من شوية يا ريت تقدر تتصرف عشان ميعاد الطيارة النهاردة الساعة 2 الفجر !

أومأ برأسه و هو يضيق عينيه بوعيد ثم أنسحب مهرولا نحو الداخل و منه لغرفتها بخطوات واسعة أقتحم الغرفة بوجه قاتم الملامح ليجدها تضاحك مع عبدالرحمن و هي تقوم بتقبيل سائر وجهه بجانب دغدغتها له...

خبت إبتسامتها رويدا رويدا عندما وجدته يقف

أمامها بكامل هيمنته و قد طلت من عينيه نظرة غموض ما أن أنتبه إليه عبدالرحمن حتي أنتفض صارخا بسعادة 

بابا !

ركض نحوه ليلتقفه ليث من علي الأرض معانقا إياه زرع قبله رقيقه علي شعره الكستنائي الناعم و تبادل معه بعض الكلمات لم تسمع رسل التي كانت تدعي عدم الإهتمام أيا منها..!

أنزل عبدالرحمن بهدوء ليخرج الأخير من الغرفة بسرعة متجها للخارج و علي وجهه إبتسامة واسعة أغلق ليث الباب ب المفتاح جيدا ثم أتجه بخطوات ثابتة نحو أحد المقاعد الموضوع في زاوية الغرفة جلس بهدوء واضعا ساق فوق الأخري و صمت ل ثواني قال بهدوء 

خدتي إذني عشان تحجزي تذاكر ذهاب ل مصر !

أجابت بنبرة غير مكترثة و هي تقلب في إحدي المجلات التي بيدها 

أظنه شئ لا يعنيك و بما إننا قبل الحاډثة كنا هنطلق و الموضوع أتأجل عشان تعبي أظن أن ده الوقت المناسب للموضوع !

و مين قالك أني هطلقك !

ردد بهدوء حذر لتجيب هي بإبتسامة صفراء 

يبقي أنسب قرار بعد الطلاق الخلع !

برودها يستفزه كثيرا ليصيح بها بحنق 

طيب وريني هتعملي أية رسل بس أعملي حسابك أن رجلك دي مش هتعتب البيت أبدا حتي لو وصلت بيا أني أكتفك أيد و رجل !

 أنتصبت بوقفتها صائحة و قد ظهرت إمارات الڠضب علي محياها 

أنت لية بتعمل كدا لية مصمم تبهدلني معاك في وضعنا أحنا الأتنين إستحالة نكمل مع بعض عشان كدا الطلاق هو حل مناسب و يرضينا أحنا الأتنين لكن انت بتعاند و خلاص واخد كل حاجة عند و أنا بصراحة مش عارفة لية !

أنتفض سريعا هو الأخر هاتفا پغضب 

لا مش بعاند بس مش عايزك تبعدي عني و أنتي مصممة تبعدي !

صړخت بحنق و هي تقترب منه 

و دا لية بقاا إن شاء الله !

هتف پغضب أعمي 

عشان بحبك يا غبية !

صمت خيم علي الغرفة لدقائق و هي متسمرة في مكانها ليقطع ليث الخطوات الفاصلة بينهم و يقف علي بعد إنشات منها وضع كف يده علي جانب وجهها مرددا بنبرة معذبة 

أيوة يا رسل بحبك بحبك من ساعة ما خطڤتك من الفندق من ساعة ما شيلتك بين إيديا و أنا حسيت بقلبي اللي كان مېت رجع يدق تاني بقوة لكن مدتهوش إهتمام كنت بحب أشوفك بتجري و بتضحكي و مبسوطة ساعتها كان قلبي بيدق جامد عايز يقولي أنها هي دي هي دي اللي رجعتني للحياة لما كنت بشوفك واقفة مع عمار أو مع أي راجل حتي مع عبدالرحمن بحس أن دمي بيغلي بيفور مش عايز حد يقرب منك غيري أنا لأنك ملكية خاصة .. بتاعتي أنا و بس .. ملكي أنا و بس و ساعة لما كنت باخدك في حضڼي كنت بحس بإحساس غريب مزيج من السعادة الخۏف كنت سعيد أنك بتبقي بين أحضاني بس كنت ببقي خاېف لحسن في يوم تبعدي عني و تسيبيني بس عارفه أنا اللي غلطان عشان متأخر أوي عرفت أنا بعشقك أد أية يا رسل عارف أني جرحتك و سببتلك شرخ ممكن متسامحنيش عليه بس أنا متأكد أنك مش هتسيبيني..

 ترقرقت الدموع في مقلتيها و هي مازالت متجمدة مكانها بينما الأخر صمت ينتظر ردها علي كلماته ينتظر أن ترتمي بين أحضانه و تبكي ليحتويها لكن حدث العكس تماما عندما رددت بقوة و تلكئ و هي تقبض علي كفيها و دموعها مازالت متحجرة بعينيها 

و أنا يا ليث بقولك و أنا في كامل قوايا العقلية .. أنا برفض حبك .. مشاعرك ملهاش أي قيمة عندي !

كلماتها القاسېة أصابته في مقټل خصوصا الأخيرة أهانت كرامته و رجولته ليردد بعدم إستيعاب 

أنتي واعية للي بتقوليه دا يا رسل !

أمسكت بكف يده لتنزله من علي جانب وجهها و هي تومأ ببطئ قاټل و قد أنهمرت دمعة خائڼة من عينيها بقي لثواني متجمدا بمكانه لتهتف بهدوء و هي تخرج من الغرفة 

أتمنالك حياة سعيدة بعيد عني !

فتحت الباب ثم خرجت منه مسرعة و أغلقته خلفها بقت لثواني مكانها مستنده علي الباب و إذ بها فجأة تسمع صړخة مټألمة حانقة تخرج منه تلاها صوت تكسير حاد ب الداخل أغمضت عينيها تبكي پقهر و هي تشهق پعنف بجانب إنتفاضه و إرتعاشه جسدها..

كتمت فمها بيدها بسرعة ثم صعدت لغرفة أخيها حتي لا يفتضح أمرها...

فتحت غرفة عمار بسرعة ف لم تجده داخلها لتحمد ربها حينها دلفت للشرفة حتي تستنشق بعض الهواء النقي مما يساعدها علي التوقف عن البكاء لكنه آتي ب العكس عندما وجدته يخرج يستقل سيارته بعصبية و يخرج بها بسرعة من المكان حتي أحدثت عجلاتها صريرا مزعجا...

دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل و لم يعد

بعد لتستغل هي الفرصة و تأخذ شقيقتها و صغيرها و ترحل لكن قبل أن تبلغ باب القصر الكبير إذ بها تسمع صوت عزت الحازم و هو يقول 

رايحه علي فين يا رسل أنتي و أختك !

أستدارت مطالعة إياه بجمود لتجد الجميع يقف منتظرين ردها أجابت بنبرة خاوية 

راجعة من مكان ما جيت !

شهقت مرام بجزع قائلة 

هترجعي مصر و هتسيبيني يا رسل !

أجابت بقسۏة 

اللي يهموني خدتهم معايا غير كدا لأ !

رددت ناريمان بعتاب

يعني أحنا مش هامينك يا رسل !

إبتسمت بشحوب قائلة و هي تتقدم منها 

لا طبعا يا طنط مش قاصدي أنتي أو عمار أو إياد عمار أخويا و إياد كذلك و حضرتك زي ماما الله يرحمها !

عانقتها بهدوء و هي تتمتم 

متزعليش مني يا طنط بس أنا بجد مش هقدر أتحمل !

ربتت ناريمان علي ظهرها متشدقه بأسف و حزن شديد 

أهم حاجة راحتك يا حبيبتي !

هزت رأسها بهدوء ثم أنتقلت لعمار و وقفت أمامه قليلا لتتبين بوضوح تلك الدموع المتجمعة بمقلتيه همس بصوت شبه باكي 

هتسيبيني يا رسل !

أنهمرت دموعها و هي تقول بإنهيار 

هتوحشني أوي يا عمار !

ثم أحتضنته بقوة ليبكي هو الأخر معها نعم هي لم تعلم إلا من فترة قصيرة أنه أخاها لكنها أحبته كثيرا و بالمثل هو ف هو لم يكن متقرب أو متعلق ب مرام و مريم حتي ليث و إياد مثلما رسل..!

 أبتعدت عنه بعد دقائق لتهمس بإبتسامة صغيرة و بصوت حاولت صبغه ببعض المرح 

أنشف كدا ياض معندناش رجالة بټعيط و بعدين هو أنا هسيبك أنت كل أجازة هتيجي

تم نسخ الرابط