رواية معشوقة الليث بقلم روان ياسين
كانت هي بمقام الراجل في البيت كنت أنا اللي بدافع و أنا اللي بتصدر في المشاكل و أنا اللي بحمي و و و و...أجدعها شنب مكانش يقدر يعمل اللي البنت عملته فكرك لما مريم سقطت بسبب أهل جوزها كنت هتعمل حاجة و لا أي حاجة بس البنت اللي مهمتها في الحياة تتجوز و تحمل زي الأرنبة راحت حبستهم و خلتهم يسفوا التراب في السچن و أنت قاعد هنا محلك سر عارف لية لأنك ملكش تلاتين لازمة في حياتنا !
أسبل عزت جفنيه بخذي لتتحرك هي تجاه مرام المڼهارة في البكاء ضحكت بسخرية و هي تهتف
أختي حبيبتي الصغيرة اللي كنت بحبها أكتر من نفسي و أقول لأ هي الصغيرة هي الرقيقة هي اللي لو حد نفخ فيها تقع مش هتستحمل غدر حد اللي روحت خلصتها من ديلر الله أعلم كان هيعمل فيها أية لو أتجوزها و يالسخرية القدر أنها نفسها اللي راحت صدقت كلام الژبالة دا عليا و أن أنا بعدته عنها عشان قال أية بغير بغير عشان أخواتي الأتنين أتخطبوا و أنا الكبيرة لسة مع أنها عارفة أن أي واحد كان بيجي يتقدملي كنت برفضه ب مبرر و من غير مبرر و نفس برضو المسامحة تنطبق عليها و أن لااا دي صغيرة مش فاهمة حاجة و المفروض أطبطب عليها و أقول لها خلاص يا بيبي سامحتك و متعمليش كدا تاني !
تحركت مسافة خطوتان ثم صدحت ضحكة مجلجلة منها و هي تهتف بسخرية
نيجي بقاااا لجوزي حبيبي اللي مدلعني و اللي مهنني..و اللي كسرني و اللي خلاني أكره نفسي !
و صړخت في أخر جملة بأنهيار و قهر أقتربت منه بخطوات سريعة لتقف أمامه مباشرا حدقت به پجنون و هي تلكزه بقلبه متشدقه بتشفي
دا أتكسر صح رجولتك و كرمتك ۏجعوك لما رفضتك صح !
طالعها بجمود لترجع للخلف خطوتين و هي تقول پبكاء ېمزق نياط القلب
عشان تعرف معني الكسرة اللي كسرتهالي ساعة لما قولتلك أني بحبك و قولتلي ساعتها بكل برود و أية المشكلة أنك تحبيني مكانش جرم ساعتها أن واحدة فضلت محافظة علي نفسها طول عمرها لا تصاحب دا و لا تكلم دا و لا تمشي مع دا زي ما اللي كانوا في سنها بيعملوا تقول لجوزها بحبك أجرمت أنا ساعتها من وجهه نظرك صح أه أصل البيه عايش علي ذكري حبيبته و مراته تولع بجاز ما هي كائن معندهوش قلب ما بيحسش جبله فول أوبشن حاجة تليق ب ليث بيه يعني يعاملها ببرود ماشي وقت ما يحب يقرب يقرب و لما يبعد يبعد ماشي يجرح فيها و في مشاعرها بدون أي رحمة ماشي ما هي خلاص أتعودت علي كدا بس عارف الغلط عليا أنا من الأول عشان لما جيت حبيت..حبيت واحد زيك عنده عقده ذنب مش عارف يتصالح مع نفسه الأول عشان
يعرف يحب و يتحب كان المفروض لما كنت أعرف أنك عايش علي ذكري واحدة مېتة كنت أجيب قلبي ده و أفعصه تحت جزمتي عشان ميزلنيش لحد عشان أنا أتعودت طول عمري أعيش راسي مرفوعة لفوق و كرامتي فوقيها كمان لكن أنا واحدة غبية عشان راحت بكل سذاجة تقولك عن مشاعرها اللي بتكنها ليك..
وقفت بمنتصف البهو تطالع وجوههم جميعا بنظرات منكسرة تشدقت بضعف و بكاء مرير
أنا طول عمري بدي و مبستناش أني أخد طول عمري بضحي عشان غيري يكون أحسن شوفت المۏت بعنيا كذا مرة عشان مخسرش اللي بحبهم أو اللي كنت بحبهم لكن خلاص تعبت مبقاش عندي حاجة أديها و لا حتي بقا عندي القدرة أني آخد و لو لمرة في حياتي !
صمتت لدقائق بكت فيهم بحړقة تحت أنظارهم بكي الجميع تأثرا بما عانته حتي الرجال لتفاجئ الجميع برفع رأسها ب أباء مسحت آثار دموعها ثم قالت بجمود
أنا مش هعرف أسامح حد ف يا ريت بهدوء كدا و من غير شوشرة تخلوني أبعد عنكم عشان بجد مبقاش فيا طاقة !
أكملت من بين أسنانها و هي تنظر ل ليث بقوة
طلقتي يا ليث !
رفع أنظاره المتلهفه لها ليجد نوع جديد من رسل أمامه ليست تلك المحبة للبسمه و للحياة نوع آخر كئيب فقد لمعة الحياة بعينيه..
دقائق من الصمت و التفكير أنقضت ليأخذ نفس عميق ثم يقوم بإطلاق رصاصة الرحمة لكلاهما قائلا بقتامة
أنتي طالق يا رسل !
أبتسمت بشحوب و هي تستنشق الهواء من أنفها ثم أستدارت ببطئ خارجة من ذلك المنزل ب روح تحمل الكثير من الچروح...
لكنها ستندمل يوما ما و ستبدأ من جديد حتي تستعيد رسل القديمة...
يتبع
الفصل السابع و العشرون
بعد مرور ثلاثة أشهر
تخطو بخطوات واثقة محدثه صوت رتيب بكعب حذائها و هي تلف المكان بعينيها
بنظرات جامدة واثقة ك صاحبتها توقفت أمام باب مكتب مكتوب عليه رئيس التحرير لتأخذ نفس عميق و هي تغمض عينيها بملل طرقت الباب بخفة ثم فتحته لتدلف بهدوء وقفت أمام مكتب جلال قائلة بهدوء مفتعل
قالولي أنك عايزيني يا ريس !
أشار لها جلال ب الجلوس لتلبي هي رغبته بسرعة تشدق جلال بهدوء ما يسبق العاصفة
نشرتي برضو الموضوع !
أبتسمت بثقة من زاوية ثغرها لتضع ساق فوق الأخري و هي تقول بحاجب مرفوع
أنت عارفني مبخفش من حد !
صاح جلال بنفاذ صبر مغلف ب الحنق
يا بنتي أنتي لية عايزة تقعدينا كلنا في بيوتنا قلتلك الموضوع دا يمس ناس كبار و ممكن ېأذوكي و يأذوا كل اللي في الجريدة !
ضړبت علي المكتب بكفها صائحة بحنق
و جرايم الخطڤ اللي بتحصل كل ساعة دي أية و اللي بيظهر بعديها بكام سنة أن الأطفال دي لا خدوا أعضائهم لا سرحوهم في الشوارع أسبها كدا ما هو لو اللي كانوا بيتخطفوا حد فيهم من عيالك مكنتش سكت كدا !
مسح جلال علي وجهه و هو يتمتم بسخط
ما هي جريدة نظمي مخربتش من شوية !
أنفرجت أساريرها في إبتسامة صغيرة تبعها قولها المتعجرف
هه دا بس عشان سبتها مش أكتر عشان تعرف يا أستاذ جلال أنك معاك كنز ميتفرطش فيه !
ضړب جلال كفي يديه ببعضهما ثم أبعدهما قائلا بحنق
كنز كنز أية دا يا رسل دا أنا معايا مش صندوق متفجرات بس لأ دا مغااارة ملغمة ديناميت !
أرتفع حاجبيها للأعلي بدهشة ليكمل هو بنزق
أعملي حسابك أنتي لو أستمريتي علي الوضع دا مش بعيد أشيلك من مكانك دا و أديكي عمود طبخة اليوم !
شهقت مرددة بجزع و إستنكار تام و هي تشيح بيدها
طبخة اليوم أناااااا رسل الغمري علي سن و رمح آخد عمود طبخة اليوم لية جايبين الشيف نجلاء الشرشابي هنا !
وضع جلال كفه علي وجهه بنفاذ صبر من تلك صاحبة الرأس المتيبس فهي لم تكد تقضي ثلاثة أشهر معهم ب الجريدة لكنها أخذت وضعها ب المكان و جعلت لنفسها وضع يهابه من حولها !
أشار بيده لها و هو يقول
قومي يا رسل قومي رفعتيلي الضغط منك لله !
مطت شفتيها للجانب بعدم رضا ثم خرجت من المكتب متجهه لمكتبها هي التي تتشاركه مع زميليها فهي الوحيدة من الفتيات في ذلك القسم لهذا كل زملائها من الرجال..
حدقت مريم ب الطبيبة بعدم تصديق تمتمت بإبتسامة بدأت بإنارة وجهها
يعني يعني أنا حامل يا دكتور !
أبتسمت الطبيبة ببشاشة و هي تقول
أيوة يا مدام مريم ربنا جزا صبرك خير و أتحسنتي في مدة أقصر من اللي كنت محدداها كمان دا شئ عظيم أن في 8 شهور بس أتحسن فيهم الرحم و رجع قابل أن يحمل طفل تاني !
وضعت كف يدها علي بطنها
المسطح تتلمسه برقة و إبتسامتها تزداد إتساعا تشدقت الطبيبة بعملية و هي تدون بعض أسماء الأدوية في الروشتة
نخلي بالنا من نفسنا بقااا و منتحركش كتير و تنغذي كويس عشان البيبي ينزل وزنه كويس و يكون بصحة كويسة إنشاء الله !
أومأت مريم بحماس و من ثم هتفت بلهفه
طب هو ولد و لا بنت !
مطت الطبيبة شفتيها قائلة بتقرير
حاليا مش هنعرف نتابع غير النمو بتاع الجنين لكن حكاية بنت و لا ولد دي لسة شوية عليها خصوصا أن حضرتك لسة في أول شهر !
هزت مريم رأسها و قد تجمعت الدموع في مقلتيها فهي لم تكن تتخيل أن تشفي مما هي فيه بهذه السرعة فكان بمخيلتها أنها يمكن أن تظل سنين بدون أن تحمل مرة أخري لكن وسعت رحمة الله كل شئ و خالف ظنها ليرزقها بذلك الجنين مخيبا ظنونها..
بعد دقائق خرجت من الغرفة و الفىحة لا تكاد تسعها مما سمعت لتجد رامي يجلس منتظرا إياها فور أن رآها أشرق وجهه بإبتسامة صافية لينهض مقتربا منها تشدق بأعين تفيض حنانا
أية الأخبار يا مريم !
رددت بصوت متقطع و دموعها تنهمر بغزارة
أنا..أنا حامل يا رامي حامل !
تجمدت تعابيره لوهلة غير مصدقا لما تقول ليتمتم بصوت مرتجف
بجد يا مريم !
أومأت له ليضحك بإتساع و قد هبطت دموعه أحتضنها بقوة و أخذا يبكيان مع بعضهما غير عابئين تلك العيون التي حولهم تناظرهم من هم بدهشة و من هم بسعادة فعندما ينقطع الأمل و يرجع و لو بعد مدة مرة أخري تكون هناك سعادة لا توصف تجعلنا نتصرف كأننا وحدنا من بهذا الكون..فقط !
توقفت سيارتها أمام تلك المدرسة الخاصة لتهبط منها بهدوء أستندت عليها منتظرة خروج طفلها الحبيب ل تفتح البوابة الكبيرة و يخرج كل فصل في صف منتظم ظهر عبدالرحمن و هو يخرج مع صفه لتبتسم حينها بإتساع و هي تفتح ذراعيها له ليركض نحوها بسعادة ألتقفته من علي الأرض لتقول و هي تقبل وجنته
حبيب قلب رسل وحشتني أوي !
أحاط عنقها بذراعيه و تشدق ببراءة
و أنتي وحشتيني يا رسل !
فتحت باب السيارة و من ثم أجلسته في المقعد المجاور لمقعد السائق أستقلت هي الأخري مقعدها ثم أنطلقت ب السيارة مر بعض الوقت كانت تتناجي فيه مع عبدالرحمن إلي أن هتف بحماس
صحيح يا رسل عندنا حفلة كبيييرة في ال و ال هيشارك فيها و أنا هغني كمان !
رفعت رسل حاجبها بإعجاب قائلة
واو لأ كمان و هتغني !
أومأ عبدالرحمن بحماس ثم أكمل
آه و قالوا أن لازم مامتكم و باباكم يجوا يحضروا الحفلة هتكلمي بابا عشان يجي صح !
غامت عينيها بحزن دفين ليسترسل عبدالرحمن ببعض الحزن
أصله وحشني أوي يا رسل مش المفروض أنتي و هو تبقوا علي طول معايا مش أنتي مامتي و هو بابايا !
أبتسمت رسل بشحوب و هي تردف
طبعا يا حبيبي بس هو ليث عنده شغل كتير عشان كدا مش بيجي و لا بيتكلم !
لأ ما هو بيكلمني لما مريم بتكون عندنا !
هتف بكل براءة لتضغط رسل علي المكابح فجأة مما جعلهما يرتدا للأمام بشكل طفيف بسبب وجود أحزمة الأمان حولهما تمتمت پصدمة
ليث بيكلمك !
أومأ بإبتسامة بلهاء لټغرق الأخري في أفكارها فهذا يعني أنه لم ينسي عبدالرحمن و دائما ما يطمئن عليه و هناك إحتمال بأن مريم توصل لهم جميع أخبرها..
ضيقت عينيها بحنق ثم تابعت طريقها بهدوء خطړ...
بعدما أبدلت ملابسها بأخري مريحة مكونة من بنطال قطني أسود اللون و كنزة رمادية رفعت شعرها للأعلي بدبوس ثم دلفت للمطبخ ثم بدأت بإعداد وجبة الغداء و بينما هي تضع المعكرونة في القدر الملئ ب الماء إذ بالباب يدق پعنف قطبت جبينها بدهشة ثم خرجت من المطبخ متجهه للباب فتحته بهدوء و
ما لبثت حتي إتسعت عيناها پصدمة أفاقت سريعا من حالتها تلك لتقفز قائلة بفرح و حماس
عمااااار !
أبتسم عمار بإتساع عندما وجدها تنطلق نحوه محتضنه إياه بقوة أحتضنها هو الأخر و رفعها قليلا لتقول رسل بعدم تصديق و قد أدمعت عينيها
وحشتني أوي يا كلب !
قهقه عمار بمرح و تشدق
مينفعش تقولي جملة من غير ما ټشتمي !
ضحكت هي الأخري لينزلها عمار بشرعة قائلا بشكل مضحك و هو يمسك بظهره
تخنتي أنتي يا رسل !
طالعته شزرا ليضحك مغمغما
بهزر معاكي أية مبتهزرش يا رمضان !
أبتسمت بخفة ثم أدخلته وضع حقيبته إلي جانب الباب ليلتفت حوله قائلا بدهشة
أمال عبدالرحمن فين !
تقدمت منه قائلة بأبتسامة صغيرة
جوه بيعمل ال بتاعه !
ثم نادت عليه بحماس ألتفتت له ثم قالت بشك
إلا أنت جيت مصر
إزاي !
أرتبك لوهلة قبل أن يجيب بإبتسامة بلهاء
دا إياد كان عنده شغل هنا في مصر ف أول ما عرفت شبطت فيه و قولت أجي أقعد معاكي شوية عشان وحشتيني !
لا تعلم لماذا شعرت ببعض الشك حيال الأمر لكنها تجاهلت الموضوت برمته و أنصبت تركيزها فقط علي أخيها الحبيب الغائب عن عينيها لمدة طويلة..
دلفت للجريدة بإبتسامة مرحة تتشكل علي ثغرها ف منذ ذلك الخبر التي تلقته البارحة من مريم و هي تكاد تطير فرحا وضعت يديها في جيبي سروالها البيچ و أخذت تطلق صفيرا مرحا لكنها توقفت فجأة عندما وجدت ذلك التجمهر الذي ب المكان قطبت جبينها بدهشة و تقدمت منهم أكثر لتجد فتاة تقول للأخري بفزع
هو للدرجادي وضع الجريدة صعب عشان يدخلوا شريك فيها ب النص !
أرتفع حاجبيها بدهشة فور أن سمعت تلك الهمهمات ليصيح جلال حينها مهدئا إياهم
يا جماعة متخافوش وضع الجريدة كويس الحمدلله و دخول الشريك دا هيعم بفايدة علينا ف بلاش الفزع اللي أنتوا فيه دا !
هدأت الهمهمات قليلا ليكمل بهدوء
دلوقتي عايز نظام الكل يدخل في أوضه الإجتماعات بس بنظام يا جماعة مش عايزين الراجل ياخد عنا فكرة وحشة !
و ب الفعل دلفوا واحدا تلو الأخر لتقترب هي من جلال متشدقة بدهشة
و الشريك دا طلع في البخت و لا أية يا أستاذ جلال !
ردد جلال بتحذير
طلع زي ما طلع يا رسل و لما يجي بقاا مش عايز أي تعليق سخيف منك عشان أنا عارفك ما هتصدقي تمسكي في فروه حد تقطعيها !
أشارت لنفسها قائلة ببراءة تنعطف للمكر
أنا يا أستاذ جلال لالالالا دا احنا الثقة بينا بقت زيرو خاالص عشان تقولي كلام زي دا أية أنت مش عارفني و لا أية دا يعتبر ضيف هنا و وعد مني يا سيدي أول ما يدخل هقوم أنا