رواية معشوقة الليث بقلم روان ياسين
بها يعلم أن ما فعلتها تلك كانت بدافع غيرتها عليه لكنها تحاول إنكار ذلك تنهد بخفة و هو يبتسم حتي لو تتجنب الحديث معه فيكفيه فقط قربها منه جاء عبدالرحمن و وقف أمامهما ثم هتف بحماس و هو يلوح ب ورقة ما
بابا ممكن تحفظني الأغنية اللي هغنيها بكرة في حفلة المدرسة !
أبتسم بخفة و قال و هو يرفع عبدالرحمن و يجلسه علي ساقه
وريني كدا يا سيدي !
أعطاه عبدالرحمن الورقة لينظر فيها ليث ثواني و تقلص وجهه بشكل مضحك ليقول ببلاهه
دا إنجليزي دا و لا فرنساوي !
هتف عبدالرحمن بحماس
لا تركي يا بابا !
قطب جبينه مرددا بدهشة
و أنت بتاخد تركي أصلا !
لا بس أحنا هنغني ب لغات مختلفة و الميس بتاعتنا أدتني الأغنية التركي .
قوس شفتيه للأسفل و هو يومأ برأسه و من ثم بدأ بقراءة الورقة بتقطع و أيضا نصف الكلمات بنطق خطأ قطبت رسل جبينها مستمعة لما يقوله ليث بذهول لتصرخ بعد ثواني بهلع
بس بس بس أية التلوث اللي أنا بسمعه دا أنت عايز تضيع مستقبل الواد !
رفع ليث حاجبيه بدهشة ف هي أخيرا تكرمت و تكلمت معه هتف بسخرية
و أية الصح بقاا يا قاموس اللغة التركية !
أختطفت الورقة منه قائلة بأنفه و ترفع
هه أتعلم بس يا اللي عامل فيها عارف كل حاجة !
نظرت في الورقة لثواني ثم قامت بقراءتها بسلاسة جعلت عبدالرحمن يرددها خلفها حتي حفظها و من ثم ذهب ليخلد إلي النوم أستقامت بوقفتها حتي تذهب لتنام هي الأخري خطت بضعة خطوات تجاه غرفتها لكنها توقفت عندما وجدته يناديها وقف أمامها و أخذ يطالعها قليلا ثم مال عليها مقبلا جبينها بعمق قال بحنان و هو يملس علي خصلاتها البنية
تصبحي علي خير !
قالت بصوت مبحوح و بلا وعي منها
و أنت من أهله..
أبتسم بخفة ثم ذهب لغرفته تاركا إياها تتصارع مع تلك المشاعر المتضاربة..
ب صباح اليوم التالي
دلفت للجريدة بتعجل ف هي تريد أن تستأذن من جلال حتي لا تتخلف عن حفلة عبدالرحمن دلفت لمكتبها حتي تحضر بعض الأوراق لكنها لم تجد أحد به رفعت كتفيها ب لامبالاة لكن توقفت فجأة عندما وجدت تلك الباقة الرائعة من ورود الچوري ب اللونين البنفسجي و الأبيض أبتسمت بخفة و هي تتقدم من الباقة لتحملها بين يديها لفت نظرها تلك البطاقة المنمقة أعلي الزهور فتحتها لتجدها مخطوط عليها بضع كلمات بخط منمق رددت بخفوت و إبتسامتها تتسع شيئا ف شئ
يا من هواه أعزه و أذلني .. كيف السبيل إلي وصالك دلني
..
أحبك كثيرا .. معشوقتي
عضت علي شفتها السفلي و هي
تحتضن الباقة بحب لكنها ما لبست حتي أبعدته و هي تردف بحنق من نفسها
أي كلمة كدا بيثبتك بيهم يا هبلة !
نفخت بحنق ثم ذهبت ل مكتب جلال حتي تعطيه ما هو مطلوب منها..
طرقت علي الباب عدة طرقات ثم دخلت عندما أتاها صوت جلال الآذن ب الدخول جلست قبالته و هي تقول بتعجل
الورق اللي حضرتك عايزة أهه يا أستاذ جلال و كنت
عايزة أستأذن عشان ضروري أني أمشي دلوقتي !
قال بهدوء و هو يشير إليها بيده
خدي بس نفسك الأول معنديش مانع أنك تمشي بس لازم تعرفي أننا هنروح رحلة !
قطبت جبينها قائلة بسخرية
رحلة لية هو أحنا في مدرسة السعدية الإبتدائية !
فرك جبينه بنفاذ صبر لتحمحم و هي تقول بهدوء
امممم و يا تري علي فين العزم !
هنروح رحلة سفاري !
تمام يبقي أنا مش رايحة .
قالتها بلامبالاة و هي تنهض ليهتف جلال بنفاذ صبر
بس دا إجباري !
تشدقت ببعض الحدة
بس أنا مينفعش أروح و أسيب أخويا و عبدالرحمن لوحدهم في البيت !
ينفع تاخدي مرافق واحد علي فكرة !
حكت شعرها بحيرة لكنها ما لبست حتي قالت بتعجل
ماشي يا أستاذ جلال ألحق أمشي أنا بقاا !
أومأ لها لتخرج هي مسرعة من المكان بعدما أخذت الورود و هناك فكرة واحدة تجوب برأسها أن ليث هو من وراء ذلك الموضوع..
يتبع
الفصل التاسع و العشرون
كدا تمام..!
هتفت رسل بها و هي تملس علي خصلاتها البنية تطلعت بتمعن ل إنعكاس صورتها في المرآة ثم أبتسمت ب رضا ألتقطت حقيبتها الصغيرة السوداء ثم خرجت من الغرفة تزامن خروجهما من الغرف مع بعضهما ليتسمرا الأثنين معا تطلع لها ليث بشغف من رأسها لأخمص قدميها ف هي كانت تبدو ك الحورية بحق ب فستانها الزيتوني القاتم من الچينز الخفيف يصل لبعد ركبتيها ب بعض الإنشات ل يبين جزء من ساقيها المصبوبتان مجسم من علي جذعها العلوي ثم ينسدل بعدها علي جسدها معطيا بعض الوسع و يطوق خصرها حذام رفيع أسود كما أزرار الفستان في النصف العلوي..
أنتعلت حذاء مقفول ب اللون الأسود من الشمواه و صففت شعرها بطريقة جذابة مع وضع القليل من مساحيق التجميل علي وجهها..
أما هي ف كانت تناظره ب بلاهه ف هي لا تصدق أن كتلة الرجولة تلك يكون زوجها عذرا كان زوجها لكنه يظل حبيبها حتي لو كابرت..
تطلعت ل ملابسه الشبابية التي تبين سنه ب شكل جذاب ف كان يرتدي بنطال رمادي قاتم من القماش يضيق قليلا علي الساق و فوقه قميص ب اللون الأسود يعلوه بليزر رمادي قاتم اللون و يصفف شعره بطريقه رائعة مرجعا إياه للخلف لكن تمردت بعض الخصلات لتسقط علي جبينه !
كانت هي أول من أفاق من تلك ال.. لا تعلم ماذا تسميها لكن تلك اللحظات التي شردا بها في بعض كانت من أجمل اللحظات حقا حمحمت بنعومة و هي تقول
مش يلا !
أبتسم بإتساع و أومأ لها بخفة تقدما من الباب لتقول بتساؤل
هو عمار مش هيجي !
دا غرقان في سابع نومة أصله فضل سهران لغاية العصر و بعد كدا نام !
هزت رأسها بتفهم ثم فتحت الباب و هبطا هما الأثنين أستقلت السيارة معه ثم أنطلق بها نحو مدرسة عبدالرحمن دقائق دامت من الصمت قطعها بقوله الهادئ الشغف
تعرفي أنك حلوة أوي !
أبتلعت ريقها بتوتر و هي تنظر من خلال زجاج نافذتها ف ذلك الوسيم بحاول اللعب علي أوتار قلبها ربعت زراعيها أمام صدرها و هي تقول ب إيجاز
شكرا !
حك ليث شعره ب حيرة ف أنت و يفتقر ل كلمات الغزل التي كان يمطرها علي حورية الأن كأنه لم يغازل فتاة قط يهذي فقط بكلامات لا معني لها من وجهه نظره !
غمغم بتحسر
طب أقولها أية أبو شكلك يا رسل كان مالي و مالك الواحد مش عارف ينطق بحرف معاكي و أنا اللي حبست عمار في البيت عشان نبقي لوحدنا و في الأخر كل دا راح في الهوا !
تشدقت فجأة بإهتمام
هو أنت راجع أمريكا أمتي !
قلص وجهه بإستهجان قائلا
أية السؤال الرخم دا !
رفعت كتفيها هاتفه بلامبالاه مصطنعة
عادي يعني أصل أنا أعرف مثل بيقول يا بخت من زار و خف !
حسنا لم تصدمه كثيرا لأنه يعلم أنها تفتقر للذوق و أن لسانها قد أعتاد علي الدبش
قال بإبتسامة سمجة
مټخافيش يا رسل هفضل طابق علي نفسك !
تنهدت بخفة و هي تتدعي الضيق لكن داخلها يتراقص فرحا من كلماته..
ترجلا من السيارة ثم خطا تجاه بوابة المدرسة و قبل أن يدلفا منها كان يحاوط خصرها بذراعه و يضمها له بخفة شهقت بجزع من حركته المباغتة
ليقول من بين أسنانه
أتعدلي كدا و أركزي مش عايزين فضايح !
تمتمت بغيظ
مستغل حقېر !
إبتسم بإصفرار و هو يردف
لينا شقة تلمنا يا رسل !
تأففت بحنق ثم أستأنفا تقدمهما وصلا ل مسرح المدرسة ثم أتخذا مقعدين في الصفوف الأولي لكنه لم يفلتها بل أبدل مكان ذراعه فقط فقد حاوط كتفيها و هو يضع ساق فوق الأخري يراقب ما يحدث حوله ب عيون ثاقبة غمغمت بحنق و هي تتململ في جلستها
يا عم أنت لو في تار ما بينا أو خدت منك فلوس و مرجعتهاش قولي و أحنا نتصافي لكن الإحراج دا ما ينفعش !
نظر لها بطرف عينه ثم قال بجمود
استحملي عشان أنتي حرامية !
تشدقت بذهول و هي تشير لنفسها
أنا و يا تري سړقت أية حضرتك !
أبتسم بإتساع لتظهر غمازتيه ثم قال بدراما و هو يضع يده علي موضع قلبه
سړقتي قلبي يا حرامية القلوب !
زمت شفتيها و هي تطالعه بغيظ كادت أن ترد لكن صوت المديرة و هي تفتتح الحفلة جعلها تصمت و تنصب تركيزها عليها..
ظلت المديرة ذات المظهر المنمق تتحدث ل دقائق ثم قالت بإبتسامة هادئة
و هنفتتح الحفلة ب أداء 1
1
هبطت المديرة من علي المسرح و ما هي إلا ثواني حتي فتح الستار ليظهر عبد الرحمن و بعض الأطفال الآخرين تعالي التصفيق من الحاضرين و كان أكثرهم ليث الذي تخلي عن ثباته و أخذ يصفق بحماس و قوة ل صغيره و معه رسل الذي أخذت تصفر هي الأخري مما لفت الأنظار لهما..!
أشار لهم عبدالرحمن بيده بإشارة ترحيبية و هو يبتسم بإتساع لتبعثله رسل قبلة في الهواء بدأت موسيقي هادئة و طفولية ب آلة الإكسليفون دامت لثواني ثم بدأ عبدالرحمن ب الغناء بصوت طفولي جميل..
أما رسل فكادت أن تطير فرحا بصغيرها الجميل ذا العيون الزرقاء ف كم هي فخورة الأن به و هي تري يقف أمام العشرات و يغني أمامهم بكل ثقة..
أنتهت الأغنية ليمسك عبدالرحمن الميكرفون و يقول بصوت متقطع يقطر براءة
أحبك كثيرا أمي
ضحكت بسعادة جلية و قد أدمعت عيناها بعبارات الفرحة ل يغمز عبدالرحمن خفية ل ليث الذي بادله الغمزه بمرح !
تعالي التصفيق مرة أخري ليغلق الستار و يفتح بعد دقائق ليطل منه أطفال آخرون لكن من صف آخر خرج عبدالرحمن من باب جانبي يوصل لخشبة المسرح منطلقا
نحو رسل و ليث ك القذيفة نهض ليث و معه رسل ليستقبلا الصغير ليلتقفه ليث بين أحضانه رافعا إياه ردد عبدالرحمن بحماس
كنت كويس يا بابا !
غمز له ليث قائلا بمرح
أبن ليث الجندي لازم يكون جامد مش كويس بس !
ضحك عبدالرحمن بخفة لتأخذه رسل لأحضانها قبلت كل إنش بوجهه و هي تقول
يا خلاثي علي العسل و القمر بتاعي دا !
جلسا علي مقعدهما و عبدالرحمن علي ساق رسل مر بعض الوقت حتي قاربت الحفلة علي الإنتهاء ليهمس لهما ليث بمكر
أية رأيكم نسيبنا من آخر الحفلة و نخرج أحنا التلاتة !
تمتم عبدالرحمن بحماس
أيوة أيوة !
أنتظر رد رسل لتقول بمرح
لو في أكل أنا أشطا جاية !
هز رأسه بإبتسامة بسيطة ثم نهض و نهضت رسل خلفه و هي تحمل عبدالرحمن..
بابا لو سمحت..
قاطعها عزت بصرامة حاول أن يغطي بها نبرة التعب التي بصوته
خلصنا يا مرام مفيش عمليات هتتعمل و دا آخر كلام عندي !
هتفت ناريمان بإستعطاف
يا عزت بلاش تاخد الموضوع عند أحنا كلنا محتاجينك أنا و مرام و مريم و إياد و ليث و عمار مفكرتش في عمار يا عزت دا لسة صغير و مش هيستحمل لو بعد الشړ جرالك حاجة !
شرد لوهلة يفكر بحديثها لكن مرام كانت تعلم أنه حتي و إن فكر سيأخذ وقت طويل و ب حالته تلك كل ثانية تشكل فارقا معهم تنهدت بخفة و هي تقول
أنا طالعة أشم شوية هوا !
لم تنتظر رد أحد و إنما خرجت من غرفة أبيها متجهه للشرفة الواسعة التي بآخر الرواق وقفت بها تطالع الزرع الأخضر بشرود تفكر ب حل ل تلك المعضلة ظلت دقائق علي نفس الوضع إلي أن قالت بتصميم و هي تقبض علي هاتفها
مبدهاش هي لازم تعرف !
فركت جبينها ب تعب ف من أين تأتي ب تلك الجرأة التي ستتلبسها حتي تتصل ب رسل و تبلغها ب ذلك الخبر..
دلفوا للمنزل و هم يضحكون بمرح ليقابلهم عمار الضاحك ببلاهه تمتمت رسل
شكل في مصېبة !
هتف عمار ببلاهه و هو يقترب من رسل
مبروك يا رسل عشت و شوفت اليوم دا !
أرتفع حاجبيها بدهشة ليقول ليث بتقطيبة
في أية
!
هتف عمار ببلاهه و هو يربت علي كتف رسل
رسل جالها عريس عقبال عندك !
صړخة مستنكرة صدرت من كلاهما لېصرخ ليث بإنفعال
نعم ياخويا عريس أية دااا !
قال عمار ببراءة
واحد جه خبط و سأل عن رسل ف قولتله أنها مش موجودة سألني أنا مين فقولتله أخوها و..
صړخ ليث بإنفعال
أخلص !
أنتفض بفزع من نبرة صوته ليكمل بإرتجاف
دخلته و قالي الكلمتين بتوع يسعدني و يشرفني أني أطلب أيد أختك و كدا فقولتله معنديش مانع و قرينا الفتحة !
وضع ليث يده علي قلبه قائلا بوجه متقلص
اه هتشليني يا إبن ناريمان قريت فاتحة مراتي يا حيوااااااان أنت أهبل يلا أنت و عريس الغفلة داااااا !
أما رسل ف كانت غارقة بنوبة من الضحك علي طريقة نطق عمار للكلمات و علي أفعال ليث مرت دقائق أستطاعت فيها تمالك نفسها لتقول و هي تسبل جفنيها بخجل مصطنع
كدا يا عمار تكسفني قدام أبيه ليث طب كنا قولناله بعد الخطوبة !
ألتفت لها ليث بحدة مطالعا إياها پصدمة ف بما تهذي تلك الخرقاء هتف عبدالرحمن ببراءة
يعني هيبقي عندنا فرح !
جينها حقا كاد أن يصاب بسكتة قلبية من ثلاثتهم لېصرخ پغضب و هو يخلع حذائه هاما ب إلقائه عليهم
يلا يا ولاد الجزم من هنا .
هرع الجميع من أمامه ليرمي بثقل جسده علي الأريكة مفكرا في ذلك الشخص المسمي ب عريس الغفلة !
رمت بجسدها علي السرير بعدما أبدلت ملابسها و جمعت شعرها علي شكل كعكه ضحكت بخفة علي ذلك الموقف و كيف كان ليث علي وشك أنه ينفث ڼارا من فمه من فرط غضبه هزت رأسها بإبتسامة صغيرة ف اليوم كان من أحلي الأيام التي قضتها بصحبته..
وضعت رأسها علي الوسادة و هي تبتسم ب حالمية ف هي تتمني أن يظل ليثها الحبيب هكذا طوال الدهر ظلت تفكر و تنسج أحلامها أن غلبها سلطان النوم ل تسقط خاضعة له...
في صباح اليوم التالي
هبطت من علي الدرج بسرعة و شعرها يتحرك معها ب حرية ما أن وصلت ل بوابة العمارة السكنية حتي وجدت من يقفز أمامها من العدم و علي وجهه إبتسامة مستفزة قطبت جبينها قائلة بذهول
سامح !
ياااااه مش قادر أصدق أن فتحتنا أتقرت يا رسل !
رفعت حاجبيها بدهشة كبيرة ف