رواية حلم ولا علم للكاتبة منى لطفي

موقع أيام نيوز

سيبق لها أن تكلمت معه في أمر مشابه سابقا
نظر اليها ابوها من تحت نظارة القراءة التى يرتديها وهو ممسك للصحيفة اليومية وقال لها بابتسامه خفيفة 
ايه يا بنت ابوحجاج مش عوايدك يعني فين الفريسكا انت بتيجي هنا مخصوص علشانها ولما اقولك ما هي بتتباع عندنا في القاهرة تقوليلي
لا يا ابو حجاج بيبئالها طعم تانى من ع الكورنيش فبسرعه بأه سيادتك قوليلي على اللي شاغلك وبالتحديد من آخر يوم كنت فيه مع المدير بتاعك!! 
تطلعت هبة اليه بدهشة وقالت 
وانت عرفت منين يا ابو حجاج ان في حاجه شغلانى لأ وايه وباليوم كمان! انت مش سهل ماشاء الله عليك 
أتبعت عبارتها بضحكة خفيفة ثم روت له كل ما حدث من اول مفاتحه أمجد لها بموضوع الارتباط الى لحظة نزولها من سيارته ولكنها أخفت عن والدها ټهديد أمجد لها فهى لا تريده ان يغضب منه ولا تدرى لما تخشى إغضاب والدها منه أو بمعنى أدق لا تريد مواجهة نفسها بالسبب الرئيسي لإخفائها باقي التفاصي عنه!!
نظر اليها والدها لوهلة ثم قال 
وانت اخدت قرارك يا هبة ولا جايه تشاوريني في الموضوع ولا جايه تبلغيني بردك 
أجابت هبة وقد انتقلت للجلوس بجانبه
لالالا يا ابو حجاج انت عارف انا ماليش حد في الدنيا دي بعد ربنا غيرك ربنا يخليك ليا يارب انت ابويا واخويا وصاحبي انا كل الحكاية انى حبيت اهدى شوية وافكر قبل ما انقلك الصورة كلها انا عاوزة اعرف رايك انا تقريبا خدت قرارى بس انت عارف انى مش بعرف اتحرك الا بموافقتك لما بيكون راينا من راي بعض بحس انى قوية وبقدر انفذ اي شئ عاوزاه 
ابتسم ابوها برقه في وجها وأجاب 
هسألك سؤال يا هبة طبعا صعب اووى على اي اب انه يسأله لبنته بس احنا اصحاب قبل اي شئ!
انتظر والدها حتى أومأت برأسها موافقة قبل أن يتابع قائلا
هو بالنسبة لك اكتر من مدير يعني في نوع من الاعجاب نقدر نقول بيه وبشخصيته فاكرة يوم ما عزمتيه على الغدا كنت بشوف نظراتك ليه مليانه اعجاب وفرحه يا ترى انا غلطان 
حركت رأسها بالنفي وهي تنظر الى الأسفل خجلا من النظر الى والدها فأكمل 
انا عارف سبب حيرتك انت اللى قالقك انه بيحسبها اووى أنا لاحظت كدا من كلامي معاه يوم ما جالنا بس دا طبيعته كرجل أعمال المهم أنه يعرف يفرق بين أنه رجل أعمال وانه انسان! وانت ك بنت نفسها اللي يتقدم لها يكون بيحبها
وعاوزها علشان لاقى انه مش هيعرف يرتبط بأي حد تانى مش كدا 
هزت راسها بالايجاب فتابع بحنو
لو عاوزة رأيي ماتستعجليش! ادي نفسك واديه فرصة تعرفوا بعض اكتر فيها ماحدش بيجري وراكم اومال الخطوبة لازمتها ايه دى فترة تعارف والله ارتاحتوا لبعض وحسيتوا انكم بئيتوا كيان واحد كملوا على بركة الله حسيتي انه مش هيتغير وانه رجل أعمال سواء في الشغل أو بره الشغل وانك مش هتقدري تتكيفي مع دا ومش قابلة دا خلاص ساعتها يا دار ما دخلك شړ بس اسمعي نصيحتي حبيبتي انت الأساس امك الله يرحمها هى اللي علمتنى ازاى اتكلم واعبر عن مشاعرى انا كنت من النوع اللي بيكتم مشاعره وانفعالاته لكن هى لأ وعلمتنى أزاي اكون زيها رجالة كتير اوي للأسف مهما وصلوا من مكانة علمية او ملية لكن عندهم قصور في النقطة دي بالذات وامجد أكبر منك ب 12 سنة يعني صعب أوي أنه
يتغير فدا هيبقى تحدي ليكي
أنا عارف ان مخك كبير وان تفكيرك سابق سنك بس لازم تحطي في بالك أنه صعب مش مستحيل دا غير انه فيه نقطة كدا مش فاهمها حكاية جده دي لكن مش مهم دلوقتي هفهمها منه بطريقتي في وقتها دلوقتي هو منتظر ردك على طلبه خليكي صريحة مع نفسك يا هبة و جاوبي على السؤال دا هتعرفي أو هتقدري تغيريه هتعرفي تعلميه ازاي يدخل القلب في حساباته وأن العملية مش عملية حسابية عقلانية 100 زي ما هو حسبهالك كدا انا عارف إنك ذكية وجريئة وبتواجهي وعمرك ما هربتي من أي تحد وتغيير شخصية زي شخصية أمجد عاوزة جرأة وقوة ومكر مع شوية دهاء وأنا متأكد أنك هتعرفي الطريقة لكدا صح ممكن بأه اسمع ردك 
اطلقت هبة ضحكة سعيده وأجابت بحماس 
تصدق يا أبو حجاج ان كلامك دا خلاني ولا اللي شاربة ريد بول ههههه أنت عندك ثقة فيا يا جو كبيرة ومش أنا اللي أضيع ثقتك فيا ولا أخيب أملك أبدا فعلا زي ما انت قلت أمجد بيه عاوز اعادة تأهيل مش معنى انه اكبر مني ب 12 سنة يبقى عقله كمان أكبر مني جايز هو بيفكر في الشغل والحسابات والبيزنس عموما احسن مني بفرق اكبر كمان من ال 12 سنة دول لكن في الات الشخصية وحسابات القلب والحاجات دي وغمزت بمكر لوالدها متابعة لسه كي جي 1 يدوب!! وانا بقه هبقى الميس بتاعته وهاخدها معاه سلمة سلمة عموما أنا مش قلتلك اننا زى بعض وتفكيرنا على خط واحد أهو دا رأيي بالضبط يا ابو حجاج! هو عنده شوية صواميل فاكه في دماغه عاوزة تتربط وأنا بإذن الله اللي هربطهاله!! 
خرج عم ايوب الساعي من مكتب أمجد وهو مقطب الجبين والحزن واضح على قسمات وجهه ويحمل صينية عليها قدحا من القهوة نادته ليلى قائلة 
عم أيوب مالك 
الټفت اليها الساعي الكهل وسار الى مكتبها قائلا 
مش معقولة الحكاية دى يا مدام ليلى ! اسبوع وانا على الحال دا كل يوم اعمله اكتر من 34 كوبايات قهوة كل مرة ياخد بؤ ويقولي وحشة ! هو في ايه هي دي اول مرة اعمله القهوة ما طول عمرى وانا بعملهاله ما كانش بيقول حاجه!
حركت ليلى رأسها بيأس قائلة 
فعلا يا عم أيوب الاستاذ أمجد متغير بئاله اسبوع عصبيته زايده معرفش من ايه انا نفسي مستغربة انا بشتغل معاه من سنين عمرى ما شوفته كدا!! 
فجأة فتح باب المكتب و أطلت هبة وهى مبتسمة وتقول 
صباح االخير يا مدام ليلى 
فانفرجت اسارير ليلى وأجابت 
أهلا صباح النور يا هبة حمدلله على السلامة اسبوع كامل مانعرفش عنك حاجه ولا حتى مكالمة تطمنى علينا! من ساعة ما كلمتيني تطلبي اسبوع من اجازتك لظروف طارئة حصلت وانت ما اتكلمتيش تانى ولا سلام حتى 
ذهبت هبة اليها وصافحتها مجيبة 
معلش سامحيني يا مدام ليلى كانت ظروف فعلا بس الحمد لله خلصت على خير واديني جيت اهو مع ان لسه ليا رصيد اجازات كتيير اووي عندكم لكن وحشتونى ومقدرتش اغيب عن المكتب اكتر من كدا 
ثم التفتت لعم أيوب وقالت 
ازيك يا راجل يا طيب عامل ايه ايه اللي مزعلك انا سمعت طشاش كلام كدا وانا داخله ها قول بس مين اللي مزعلك واحنا نزعله 
ضحك عم أيوب وأجاب 
ربنا يفرحك ويجبر بخاطرك يارب يا أستاذة هبة تصدقي انت اللي عامله بهجه في المكتب دا الاسبوع اللي كنتي غايبه فيه كان جو المكتب نايم اووى مافيهوش الضحكة اللي انت بتجبيها معاكي وتعدي
تم نسخ الرابط