رواية حلم ولا علم للكاتبة منى لطفي

موقع أيام نيوز

طبيبها الخاص والذي كانت تباشر معه قبل تركها لأمجد وما ان جهز الطبيب ليدخل ليباشر بعملية التوليد اذ ب امجد يضع يده على كتفه قائلا بتصميم 
معلهش يا دكتور بس انا عاوز احضر الولادة !! 
نظر اليه الطبيب مدهوشا وهو يقول 
نعم حضرتك عاوز ايه! فكرر طلبه فأجابه الطبيب مستنكرا 
أ امجد ما تخافش الستاف اللي معايا كلهم ممتازين وكويس ان حضرتك جبتها المستشفى هنا انا بتعامل معهم من زمان ودي احسن مستشفى في البلد عندنا 
قال امجد بعناد شديد 
دكتور انا وعدتها انى مش هسيبها وبعدين بره الأب ممكن يحضر ولادة ابنه! 
فقال الطبيب بحنق 
ايوة بس الاب بيحضر دروس تدريب لكدا وبيعرفوه لما يكون في اودة الولادة يعمل ايهاحنا هنا الموضوع مش منتشر فا مش بنعمل كدا 
أصر أمجد على الحضور فكتم الطبيب زفرة حنق والتفتت الى الممرضة قائلا 
ادي الاستاذ اللبس اللازم علشان هيحضر الولادة 
ثم نظر الى امجد متابعا 
جمد قلبك لأن الموضوع مش سهل زي ما انت فاكر 
لم تعي هبة شيئا مما حولها كل ما كانت تشعر به هو الالم الشديد وسمعت صوت الطبيب وهو يشجعها وهى تبحث بيدها عن اي شئ تشد عليه وفجأة اذ بيد قوية تعرفها جيدا تمسك بيدها وتشد عليها فنظرت قليلا الى العينين اللتان تنظران اليها من فوق الكمامة الطبية وكانا يبتسمان لها فحاولت الابتسام بدورها وفجأة داهمتها موجة ألم شديدة اندفعت اليها فقبضت بقوة شديدة على يده واذ بها تشعر وكأنها تدور في دوامة ثم صوت صړاخ رضيع ولم تدر بأي شئ آخر مما حولها 
فتحت هبة عينيها قليلا بينما تسمع اصوات من حولها رفرفت بعينيها مرات عديدة حتى استقرت الصورة المشوشة امامها ورأت من يميل عليها مبتسما ابتسامة سعيدة وهو يمسك يدها مقبلا اياها و يقول 
حمدلله على السلامة يا أحلى ماما  
ابتسمت ابتسامة شاحبة هامسة بخفوت بصوت ضعيف 
امجد الله يسلمك 
ثم تابعتت بصوت ضعيف مجهد قليلا ولكنه متلهف 
هو فين يا امجد شوفته شبه مين 
جلس بجوارها على الفراش وهو لا يزال ممسكا بيدها وأجاب ضاحكا 
هو مين ان شاء الله انت بردو مش عاوزة تسمعي كلامي اكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة وانا اكبر منك ب 12 سنة! احسبيها انتي بقه 
قطبت بحيرة وقالت 
يعني ايه مش فاهمه علشان خاطري يا امجد اشوفه! 
أجاب ضاحكا 
هتزعل منك! انت مصرة على هو ليه مع انها في الحقيقة هي! 
شع وجهها بابتسامة سعيدة وهتفت وهى تشد على يده بيديها الاثنتين 
صحيح يا امجد بنت 
هز امجد برأسه ايجابا وهو يقول بإبتسامة عريضة 
انا مش قولتلك من البداية انها هتكون بنت ان شاء الله وزي القمر تمام زي مامتها بس ايه دا!
قطبت هبة متسائلة 
ايه 
أجاب رافعا حاجبه الأيمن بإغاظة 
انا ماكنتش اعرف انى متجوز بطلة في الريست! 
قالت باستغراب ودهشة 
ريست!
علق ضاحكا 
ايوة الريست! انت مسكت ايدي تقولي بتلعبي ريست ومصممة تهزميني! 
فنظرت اليه بطرف عين وقالت 
ماحدش طلب منك تحضر الولادة كنت ممكن امسك اي حاجه او ايد اي حد تاني! 
حدجها بنظرة استنكار هاتفا بحنق وهو يتخيل أن شخصا آخر كان من الممكن أن يكون مكانه ويمسك هو بيدها فتتشبث به كما فعلت معه! هتف بقوة حانقة 
حد حد زي مين هو فيه حد كان يقدر يقربلك وانا موجود! يبقى هو الجاني على روحه 
قالت بلهفة راجية 
طيب ممكن اشوف بنتي انا حتى لسه معرفش هسميها ايه 
أجابها بهدوء 
انت ان شاء الله ارتاحي دلوقتي وانا هبلغ الممرضة انك فوقتي والصبح نروح نشوفها!  
قطبت جبينها قائلة بقلق 
نروح نشوفها ليه ما هما ممكن يجيبوها 
أجابها محاولا بث الهدوء اليها 
حبيبتي بنتنا نزلت قبل التاسع بأقل من اسبوعين فلازم يحطوها في الحضانه علشان يطمنو عليها عموما دكتور الاطفال اللي كان حاضر الولادة طمنى ان البنت وزنها نوعا ما كويس يعني 2 كيلو ونص وصحتها بخير بس علشان يطمنو عليها فانت ارتاحي انهارده وبكرة نروح نشوفها 
نظرت اليه برجاء وقالت متسائلة پخوف 
يعني انا ممكن اطلع من المستشفى من غير بنتي 
فقال بحب مربتا على يدها التي يحتويها بين يديه 
لا يا حبيبتي ان شاء الله خير انت بس ارتاحي دلوقتي وكل شئ هيكون كويس ان شاء الله 
أراحت رأسها فوق الوسادة خلفها فيما استمر هو مربتا على شعرها نظرت اليه وقالت هامسة 
امجد 
وسكتت فأجاب وعيناه تلمعان من شدة العاطفة 
عيون وقلب امجد 
سألته بهمس 
انت عرفت طريقي ازاي 
قبل يدها وهو يقول واضعا يدها فوق صدره لتلامس هذه المضخة القوية المسماة القلب والتي تدق بسرعة دقات متواصلة سريعة 
حبيبي طريقك هو طريقي يبقى ازاي اتوه عنه عموما يا ستي هقولك انت من يوم ما جيتيلي وانا تعبان وأنا مش ساكت! 
شهقت مندهشة فأكمل مبتسما 
ايه كنت فاكراني لما اصحى هفتكر
اني كنت بخطرف من السخونة واني اتهيألي انك كنت موجودة معايا!
سكتت خافضة نظرها لاسفل فمد يده رافعا رأسها ناظرا الى عينيها الرماديتين وتابع بهمس حان 
انت مش عارفة انى لو دخلت اودة مليانه ستات وانا مغمي عينيا انى بردو هعرفك! انا بشمك يا هبة ! هما مش بيقولوا ان المولود بيعرف مامته من ريحتها قبل ما يتعرف على ملامحها أهو تقدري تعتبريني زي بنتك كدا تمام! بعرف من ريحتك من ير ما أشوفك! 
ارتسمت ابتسامة خجل فيما تخضب وجهها باللون الاحمر القان وأسدلت عينيها هربا من نظراتها التي تشيع الفوضى في حواسها وتلهب قلبها فقال غامزا بمكر 
يعني بئيتي أم ولسه بردو بتتكسفي! 
رفعت عينيها ناظرة اليه بحنق فاستدرك قائلا 
خلاص خلاص قلبك ابيض نرجع تاني لموضوعنا عرفت طريقك ازاي بسيطة من موبايل حمايا العزيز !! 
حدقت فيه بشدة فاغرة فاها بينما استمر هو قائلا 
اظاهر انك كنت هددت باباكى لو قالى على مكانك انك هتختفي ومش هتكلميه تانى هو شخصيا وشكلي صعبت عليه بجد خصوصا وانى هتجنن تكونى روحتي فين لاقيته بيلمح انك اكيد كويسة ولو كان حصلك حاجه لا قدر الله اكيد كنت عرفت! فكرت شوية وقلت اكيد هو عارف عنك حاجه لو مش عنوانك يبقى هو بيطمن عليك بطريقة او بأخرى وفعلا روحت له المكتب لاقيت موبايله موجود على المكتب وهو كان بيصلي وبسرعه اخدت الموبايل وفتشت فيه انا عارف انك من يوم ما مشيتي من المزرعه وانت رميتي شريحتك علشان منعرفش نوصلك فاعتمدت وانا بفتش على الأرقام اللي مش متسجلة باسماء وفعلا لاقيت رقم غريب متصل عليه كتير اوي وواضح انه كان بتجيله مكالمات من الرقم دا بس ليه مش مسجله باسم! حفظت الرقم وخلاص الباقي بعد كدا كان سهل جداااا إني أوصلك  
ابتسمت قائلة بتهكم 
وطبعا مع نفوذ امجد علي الدين كان في غاية السهولة انك تلاقيني 
أطلق ضحكة عميقة وعلق 
لا لا لا الموضوع مش محتاج نفوذ اووي ولا حاجه هو بس صديق ليا وبالصدفة بيشتغل في شركة الاتصالات اللي انت واخده منها الخط ونفسه يرد لي جميل عملته له من زمان والموضوع ماكملشي نص ساعه عنده في المكتب على ما شربت القهوة العنوان كان معايا  
على فكرة بأه القهوة بتاعتك وحشتني اوووي ياللا شدي حيلك وقومي بالسلامة احسن
تم نسخ الرابط