رواية حلم ولا علم للكاتبة منى لطفي

موقع أيام نيوز

بعد ولكن كل تصرفاته معها تدل على اهتمامه الشديد بها قد يكون بل هو مؤكدة أنه من الاشخاص الذين لا يستطيعون التعبير عن مكنونات قلوبهم بالكلام ولكن لا بأس يكفيها أنه يفكر بكل ما يخصها صغيرا كان أو كبيرا وهي ستعلمه كيف يطلق لسانه من عقاله ليعبر عما يجيش في ه من أحاسيس لمستها هي
بالفعل في أكثر من موضع وبصدق تام 
استفاقت من شرودها وهى مبتسمه وتحس بسيل من الفرح الذي يتدفق الى قلبها فيجعل دقاته كقرع الطبول فغدا زفافها على حلم حياتها والذي اوشك ان يصبح علم 
ترجلت مسرعة من السيارة ولم تنتظر ان يفتح لها السائق الباب بينما خرج والدها وهو يقول ضاحكا وهى تركض لتصل الى الباب سريعا وتقرع الجرس 
بالراحه يا بنتي تقعى بعدين خدى بالك 
ضحكت هبة وواصلت ركضها وهى تقول 
ما
تخافش على بنتك يا ابو حجاج حتى لو وقعت هقع واقفة 
ضغطت جرس الباب بفرحة ففتحت سميرة والتى ابتسمت ما ان رأتها وهتفت بحبور
اهلا اهلا ست هبة اتفضلي 
دخلت هبة سريعا وهى ترد تحيتها سائلة اياها عن الجميع فاخبرتها انهم في غرفة الجلوس بانتظارها هي ووالدها وأن امجد بغرفة المكتب لم تستطع هبة التوجه اليهم اولا بينما حلمها يقبع على بعد خطوتين منها وهى تريد مفاجئته فهي تشعر انه قد اشتاق اليها في المدة التى سافرت فيها تماما كما افتقدته كلام اخته عنه يؤكد احساسها وطريقته في الحديث معها وكيف قال لها آخر مرة بشوق غريب 
هبة المزرعه وحشة اووى من غيرك اوعديني انك مش هتتأخري عليا 
فوعدته هى تعلم انها لا بد لها من القاء السلام على العائلة قبلا ولكنها لا تستطيع الانتظار فما كان منها الا ان توجهت فورا الى حجرة المكتب حيث كان الباب مواربا قليلا فف باندفاع وهى تقول مبتسمة راسمة في خيالها جميع انواع الاستقبال الا !!
انا جييييييت!!
ما لبثت ان ماټت البسمة على اهها عندما شاهدت امجد وهو يحضن سارة سمع امجد شهقتها فأبعد سارة سريعا عنه وهو يتقدم الى هبة مادا اليها يده وهو يقول برجاء 
لالالا يا هبة ما تتسرعيش انا هشرحلك 
امسك بيدها التى ابعدتها عنه وهى تدفع يده بعيدا وتها قائلة وهى تبكى 
ايه تشرح لى تشرح ايه بالظبط 
أجاب بنرة أقرب للتوسل وهو يحاول تهدئتها من جديد 
أقسم بالله ما في حاجه من اللى في خيالك دي حصلت 
ثم نظر الى سارة وصړخ 
ما تقوليلها يا سارة !! 
ابتسمت سارة بخبث سرعان ما أخفته وقالت بحزن كاذب 
اقول ايه بس يا أمجد 
هتفت هبة بقرف وااضح وهى ت خاتم خطبتها من يدها وتقذفه بها 
لا ما تتعبيش نفسك مافيش اي شرح ابدا يخليني اكدب عينيا وخد دبلتك دي ماتلزمنيش اديهالها هي  
ثم انطلقت راكضة بينما ركض هو في إثرها ولم يلق بالا لجده او ابوها وباقي عائلته التى حضرت سريعا على صوت الشجار فكل ما كان يشغله هو خوفه وقلقه الشديد على هبة 
وصلت هبة الى باب المدخل حيث ف بشده وكاد ان يقترب منها ويمسكها كاد ولكنه ابصر ما لم تبصره وهى تركض فصړخ بها ولكن بعد فوات الاوان فقد تعثرت في سلم باب
المدخل حيث وقعت و ت رأسها وبقوة في رخام السلم ركض اليها أمجد سريعا ونزل على ركبتيه بجانبها وهو يمسكها بحرص فيما عيناها مغمضتان وهتف بهلع
وحزن 
هبة حبيبتي افتحى عينيكي افتحى عينيكي علشان خاطرى ارجوكى يا هبة 
لم ي عنا أية استجابة فتابع صارخا بصوت ي نياط القلوب بينما انهمرت دموعه في غفلة عنه وهو ېصرخ
هبة حبيبتي هبة لا ما تسيبينيش بعد ما لاقيتك  
ثم صړخ في الجميع والذين حضروا وشاهدوا ما حدث هبة 
اسعااااااااااف حد يجيب اسعااف بسرعه تقدم علاء مسرعا وهو يقول 
امجد الحق دي پت !! 
رفع يده التى كانت ممسكة براسها ليشاهد ډمها وهو يغمر يده وابصر بقعة كبيرة من ال مكان سقطتها في حين سمع صوت بكاء والدها وهو يقبض على كتفه ويقول 
هبة بنتى عملت فيها ايه ! هبة ماټت ماټت ماټت!! 
نظر اليه في ذهول وفجأه اذ به يتذكر ضحكتها وشقاوتها عصبيتها وحنانها تذكر وجهها المبتسم الضاحك ثم فجأة صړخ صړخة الم شديد واحتضنها بشده وهو يقول 
هباااااااااااااااااة لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا 
الحلقة الحادية عشر 
وقف أمجد مستندا الى الحائط يحدق في الفراغ بينما جلس افراد عائلته وكل واحد منهم يدعو و يبتهل الى الله ان يكتب ل هبة الاء فهم لا يستطيعون تخيل اختفاء ابتسامتها من حياتهم جلس والدها يتلو آيات الله من مصحف صغير ولسانه لا يكف عن قراءة القرآن وقلبه لا يكف عن الدعاء لصغيرته فهي دنياه وأمله كان يقرأ وهو لايشعر بالعبرات التى أخذت تتدفق من عينيه وهو يتذكرها في كل مراحل عمرها بدءا منذ كانت رضيعه نهاية بعروس تتحضر لحفل زفافها والذى كان من المفترض ان يقام بعد سويعات مرورا بذكرى اول مرة تنطق بابا وماما واول يوم لها في المدرسة وكيف انها صارت السبب الرئيسي الذي منعه من الاڼهيار بعد ۏفاة شريكة الروح والعمر هى بشقاوتها وطفولتها وبساطتها في الكلام يدعو الله بقلب مخلص الا يذيقه مرارة فراقها 
تقدم علاء من أمجد ووضع يده على كتفه قائلا 
ان شاء الله خير يا أمجد انا حاسس انها هتقوم بالسلامة صدقنى انا يمكن معرفتهاش غير مده بسيطة بس كأنى اعرفها من زمان هبة انسانه طيبة اووى وربنا هيقف جنبها ان شاء الله ويرجعهالنا بالسلامة 
نظر أمجد الى اخيه بعيون ذابلة ولا يزال بملابسه التى احتضن بها وقال بخفوت والم شديدين 
بئالهم 44 ساعات في العمليات يا علاء انا هتجنن !! انا مش متصور انى قاعد هنا زى المشلۏل ومش عارف الباب دا ايه اللي وراه 
ثم نظر الى الارض وهو يكمل قائلا ببسمة مريرة 
آخر مرة سمعت صوتها امبارح بالليل قولتلها وحشتيني خالي بالك من نفسك ! يمكن كنت حاسس وهى ردت عليا بتضحك وتقول قال يعني لو جرالى حاجه هتزعل عليا ! زعئتلها وقولتلها ما تقوليش كدا ردت عليا بشقاوتها يا عم الحاج هتعملهم عليا كبيرك اسبوع ويبقى كتر الف خيرك وتنسى !! الرجاله مش زينا احنا الستات ممكن نقعد عمرنا كله على ذكرى واحد بس لكن انتو لكم الف حجة وحقكم ما قلناش حاجه بس علشان تعرفو مين اللي بيزعل بجد على مين 
ثم نظر اليه وهو يكبت دموعه وتابع 
انا بأه عاوزها تصحى علشان اقولها انها غلطانه وان الرجاله بتعرف تحزن وتعيش على ذكرى واحده هى كمان بس بس ترجع يا علاء ترجع عاوزها ترجع 
ثم انخرط في بكاء مرير جعل علاء يتلقفه بين ذراعيه و كأن دموعه قد هدمت سدا وفاضت على لحيته الخفيفة ووجهه قال علاء وهو يغالب دموعه هو الآخر حزنا على هبة وعلى حال اخيه الأكبر فهو لا يذكر متى كانت آخر مرة شاهد فيها أمجد يبكي حتى عند ۏفاة والدهما لم يبك أو ينهار بهذا الشكل بل صمد وتماسك وكبر
تم نسخ الرابط