رواية حلم ولا علم للكاتبة منى لطفي

موقع أيام نيوز

شغلانه بسيطة جنب دراستي ما اقدرش انكر انه عمره ما بخل عليا بالعكس اللي كنت بطلبه كان بيديني ضعفه بس انا اللي كنت حاسس انى بمد ايدي ليه ودا احساس صعب تقدري تقولي عزة نفس بس جامده عموما اشتغلت علشان كنت لازم أعتمد على نفسي كنت بصرف على نفسي وهو طبعا كان بيبعت لي مبلغ كل شهر ما كنتش برضى أصرف منه مليم الا في أضيق الظروف واول ما المنحه خلصت ورجعت مصر بعت حتة أرض كانت جدتي الله يرحمه كتباها بإسمي اول ما اتولدت لأني اول حفيد ليها والارض علشان حظي الحلو دخلت كردون مباني وطبعا لأني عدي تال 21 سنة استلمتها وبعتها وبتمنها ابتديت أول مشرع ليا واكيد جدي كان رافض وبشدة المهم الشركة الصغيرة بقيت شركة كبيرة بس ما اقدرش انكر انى جوايا كنت ببص على الشركة الاصليه بتاعت جدي هى كانت حلمى من الاساس ورفضي انى اشتغل فيها انى كنت عاوز لما ادخلها اكون على قدر المساواة مع صاحبها اللي هو جدي بصرف النظر عن العمر والخبرة بس انا كمان ابتديت من الصفر وكونت نفسي بنفسي مش شركته هى اللي علمتنى او عملتنى وهو بئاله فترة بيلح عليا انى امسك شركة العيلة اللي هيا امبراطورية في حد ذاتها وانا موافق لكنه بيدخل في حياتى بإستمرار وآخر حاجه انه عاوز يختار لي عروسة !!
ما ان سمعت عبارته الأخيرة حتى الت جيدا في جلستها فقد علمت ان الجزء القادم من الحديث يخصها هي بشكل او بآخر واستمر قائلا 
لكن انا مش عيل صغير ووالدتى ضعيفة قدامه وعاوزة تسعده بأي طريقة لانه عاملها هى وولادها احسن معامله وما بخلشي علينا في تعليمنا ودى حاجه مقدرش انكرها مع العلم انى من وقت طويل وانا بدي والدتى اللي يكفيها هى واخواتى وزياده لكن جدي بيرفض انهم يصرفوا منه مليم طول ما هو عايش نيجي بئه لسبب طلبي الجواز منك زي ما قلتلك صحة جدى في النازل وكان مر بظروف صحية صعبة اووى وربنا نجاه منها على خير وأمله انى امسك شركة العيلة وانى اكون مستقر مع زوجة كويسة وبما انى عارف جدى وانه عمال يصر على انه يشوفنى فأنا متأكد انه عنده ليا عروسة على مزاجه وعلشان كدا انا فكرت كدا كدا انا 36 سنه يعني لازم افكر في الاستقرار يبقى ليه استنى جدى يختار لي وانا في استطاعتى اختار عروسة مناسبة ليا نيجي لسؤالك اللي انا عارفه ايش معنى انت هقولك انتي من بيت طيب والدك انسان ممتاز انا اعجبت بيه وبتفكيره انت انسانه ذكية ولبقة صحيح انك مندفعه شوية في كلامك وتصرفاتك لكن دا في رأيي صراحة انت مش بتحاولى تزوئي كلامك ولا تصرفاتك وبعدين انا حاسس انك عقلانية جوازنا هيكون جواز عقلانى مش حب وكلام فاضي 112 هي كدا بيتهيألي رأيي صح مش كدا ولا ايه 
نظر اليها منتظرا ردها عليه وهو مبتسم ولكن ابتسامته ما لبثت ان تلاشت تماما عندما سمع اجابتها وهى تقول كمن خاب أمله وقد ارتسمت ابتسامة شاحبة على تيها 
ايه!! 
تساءل تغراب 
نعم 
أجابته مبتسمة ابتسامه خفيفة مليئة بخيبة الامل 
انت بتقول مش كدا ولا ايه انا بقولك ايه للاسف حساباتك ممكن في الشغل والصفقات لكن الات الانسانية عمرها ما تتحسب ابدا كدا! وانا آسفة انا يمكن اظهر انى صريحه وعفوية وعملية لكن زي ما بسأل عقلي في اي خطوة لازم كمان اسأل قلبي فأنا للاسف على مواصفاتك يبقى ما انفعش! لانى عاوزة الجواز اللي مبني على الحب والمودة والتفاهم اللي حسبته قلب عقل حب و جواز وسعاده لكن حسبتك ناقصة كتيير أووي! جايز جدا واكيد هتلاقي اللي حسبتها شبه حسبتك لكن الاكيد انها مش انا! 
ثم ما لبثت ان قامت وهى تتناول حقيبتها اليدوية ونظرت اليه واكملت قائلة 
أنا آسفة أ أمجد الاجابة على طلب حضرتك لأ عن اذنك 
خرجت هبة من الفندق وهى لا ترى امامها من الدموع التى تغشى عينيها وهى تدعو الله ان تظل متماسكة حتى تصل الى منزلها فتبكي حتى يرتاح قلبها ولو انها تعلم ان قلبها ما يزال امامه وقت طوييل حتى يبرأ مما حدث له كيف لم تستطع ان ترى انه رجل اعمال كل شئ لديه يقاس بمقياس المكسب والخسارة! هو اكبر منها بما يزيد عن 12 سنه ولكنها لم ترى
فارق السن كبيرا لدرجة مخيفه بل شعرت انه يستطيع ان يحتويها! 
هي لا تستطع ان تنسى متى خفق له قلبها تحديدا! 
كان ذلك منذ اكثر ما يقرب العام كانت قد تأخرت عن موعد قدومها للعمل لمرضها المفاجئ ولانها لا تريد ان تطلب اذنا بالغياب لمرضها فهى قد استطاعت ا كسب ثقة مدام ليلى في عملها وجديتها فلا تريدها ان تعتقد انها كغيرها ممن لا يأخذن امر العمل بجدية 
دخلت مكتبها وقامت بصنع كوب من القهوة ارتته وهى تعمل على الكمبيوتر لاحظت مدام ليلى تعبها واصرت عليها ان تغادر الى بيتها ولكنها اخبرتها انها بخير وان هذه اض رشح بسيط في حين انها كانت ترتجف من السخونه في داخلها 
قامت لتضع الملف الذي تعمل عليه على مكتب رئيستها وما ان استدارت لتعود لمكانها حتى احست بشئ اسود يلفها وهبطت في ظلام عميق ولم تشعر الا وذراعين قويتين يمسكان بها قبل ان ېلمس جسدها الارض 
افاقت من اغماءتها لتجد نفسها ممدة على اريكة جلدية وعينين لم ترى في روعتهما وسوادهما ينظران اليها ولحية خفيفة على وجهه مع غمازة في وجنته اليمنى ظهرت ما ان ابتسم قليلا في وجهها وهو يسألها باهتمام 
عاملة ايه دلوقتى حاسة بايه 
حاولت النهوض فساعدها على الجلوس وشعرت بالاطمئنان عندما لم تعاودها نوبة الدوار ثانية وافاقت على صوت مدام ليلى وهى تقول بقلق واضح 
كدا يا هبة ! انا مش قلتلك انك تعبانه ولازم تروحى لكن انت الله يهديكى عنيده كويس ان أ أمجد دخل وقتها هو الي جابك هنا 
نظرت هبة الى منقذها وابتسمت ابتسامه خفيفة وقالت 
آسفه على الازعاج ومتشكرة اووى لحضرتك 
وما ان همت بالوقوف حتى وجدت من يمسك بها ويجلسها مكانها بقوة هاتفا 
انت رايحه فين دكتور الشركة جاي يشوفك حالا مش
هتتنقلي من هنا غير لما يشوفك 
ما ان همت بالكلام حتى سمعت صوت طرقات على الباب اعقبها دخول الطبيب الذي طلب ان يتركوهما ليفحصها فخرج أمجد بينما ظلت مدام ليلى فقط 
بعد ان انتهى الطبيب من معاينتها دخل أمجد ثانية واستفسر من الطبيب عن حالتها حيث اخبره انها تعانى من انفلونزا حاده ولابد من الراحه التامة ووصف لها بعض الادوية وانصرف بعد ان شدد عليها في موضوع الراحه اخذ أمجد روشتة الدواء من الطبيب واعطاها ل ليلى لتعطيها احد من السعاة ليجلب العلاج من الصيدلية القريبة ثم تقدم منها وقال 
انت في اجازة من انهارده لغاية ما تخفي خاالص بعد كدا تبقي ترجعي شغلك مفهوم 
اشارت له برأسها بالايجاب
فهى تعبة ومحرجة في
ذات الوقت كما أنها
تم نسخ الرابط