رواية عشقت كفيفة بقلم رنا هادي
المحتويات
من المدراء لشركات مختلفة يقومون بعرض المناقصة الخاصة لكل شركة وجميعهم يجلسون امامه بتوتر وخوف من ذلك الأمير الجديد عليهم فمنذ أربعة سنوات وهو اصبح بغير ما كان عليه .. قليل الظهور وكثير النجاحات والأهم من ذلك انه اصبح اكثر هدوءا وحكمة من قبل لكن هيبته فى السوق العمل مازالت موجودة بل تضاعفت اكثر لا أحد يجرأ ان يدخل امام شركته فى مناقصة او صفقة عمل فبالتأكيد النتيجة معروفة وهى الخسارة امام الشهاوى الملقب ب أمير الاقتصاد
ايه التهريج دا كلكم عاملين شغل عشان تكسبوا من وراه وكلكم حاسبين الارباح وكل دا ومفيش جودة فى الشغل .. انا لو جبت مهندس لسة متخرج جديد وحتى لسه متخرجش هيعمل شغل احسن من دا مية مرة
ليردف احد الجالسين امامه قائلا بشجاعه مزيفة
ليردف امير بنبرة قوية قائلا بثقة
وانا سبق وقولت ان دا هيكون عمل خيرى يعنى لازم يكون كل حاجة على اتمم وجه وكل الأرباح هتكون للعمل مش لينا
ليردف شخص أخر متحدثا بجديه
بس كدا اى شركة هتدخل مع شركتك هتخسر مجمع زى اللى حضرتك طالبه عاوز مبالغ ضخمة
فين الخسارة فى انك تعمل دار أيتام او الخسارة من انك تبنى جمعية خيرية ومسجد فين الخسارة لما تعمل دورات تعليمية للناس الكفيفة وتعلمهم طريقة برايل او انك تعمل مكان مخصص ليهم انهم يتعلموا ازاى يتعاملوا مع اى موقف ويتعايشوا زى اى حد فى المجتمع........
ليقاطعه احد الصحافيين المتواجدين قائلا بجدية
ليردف امير قائلا بقسۏة
فعلا وعشان كدا الاجتماع انتهى
لينهض من مكانه بثقة يرتدى نظارته الشمسية يغلق زر معطف الحلة التى يرتديها ويسير بثقة وكبرياء يتبعه حراسه الشخصيون ..
ووسط زحمة النادى يرى طفل صغير ذو ملامح بريئة وجميلة يركض وينادى باسم بابى وما ان اقترب من امير حاول احد الحراس ان يبعده لكن امير قد منعه ليترك الصغير يذهب إلى والده وشعور داخله يريد ان يعلم من هو ابيه.
بابى .. انت جيت
ليجثو امير على عقبيه ممسكا الطفل من ذراعيه قائلا بحنان
حبيبى مين باباك انت تايه
ليردف الطفل بابتسامة مشرقه والان امير يلاحظ لون عينيه
التى لم يرى مثلها من قبل غير عيون سارة
زوجته وحبيبته الراحلة عنه
ليلاحظ امير ملامح الطفل الصغيرة التى تشبه ملامحه هو وكأنه نسخة مصغرة عنه بإستثناء لون عينيه
ورسمتها التى تشبه عينى مفقودته الراحلة لتعلو ضربات قلبه داخل قفصه الصدرى
وهو يغمض عينيه يشعر بتثاقل انفاسه ليضع احدى كفيه فوق صدر الصغير قائلا بنبرة هادئه قدر الامكان
طب حبيبى مامى اسمها ايه
جاء الصغير ليجيبه لكن ما قاطعه هو ذلك الصوت الاتى من بعيد لينظر كلاهما للخلف بالتحديد الى مصدر الصوت
أريان تعالى هنا..
لينهض امير واقفا يسحب الصغير اليه ليستند ظهر الطفل بجسد امير الذى حاوطه بكلتلا ذراعيه وهو ينظر باندهاش الى مصدر الصوت ... ليجدها هى امامه تنظر اليه بابتسامة سعيدة لكنه تفاجأ من حديثها عندما قالت
كدا يا اريان مش قولتلك نستنى بابى لحد ما يخلص شغل وهو هيجى
يقعد معانا
ليميل امير للصغير ليحمله فوق ذراعه قائلا بمرح
حبيب بابى انت انا كنت بهزر معاك يا بطل ايه رايك نروح الملاهى ونلعب هناك انا وانت بس
ليصقف الصغير بسعادة وهو يهتف بموافقة ليسير امير بالصغير خطوتين لتوقفه هى قائلة بقلق
ايه دا انت رايح فين وواخد ابنى كدا
ليلتفت لها امير قائلا بجدية
كفايه عليكى لحد هنا انت حرمتينى من كل حاجه اعشها مع ابنى انا عمرى ما تخيلتك بالقسۏة دى انا لما حبيت حبيت سارة البنت الطيبة البريئة حبيت كفيفة مش بس كفيفة نظر كفيفة فى كل حاجهفى انها تشوف السوء اللى عند الناس فى انها تاذى شخص بس سارة اللى قدامى دى واحده تانية مس دى اللى اناحبتها انا حبيت سارة بس عشقت كفيفة
تستمع اليه ولا تعلم كيف تجيبه تهمس باسمه مناديه له ومعه ابنها وصورتهما تختفى من امامها شيئا فشيئ الى ان اختفى تماما
لتستيقظ بفزع وهى تنادى باسم امير تضع يدها فوق بطنها وباليد الاخرى تتحس جبينها المتعرق لتنظر بجانبها الى المنبه تجد الساعه قاربت على التاسعة صباحا لتنهض من فوق الفراش ببطئ بسبب بطنها الكبير حيث انها اصبحت فى شهورها الاخيرة من الحمل لتقوم بعمل روتينها اليومى وبعد انتهائها اتجهت نحو خزانتها لتخرج ملابس مريحة وبنفس الوقت عمليه تستطيع الخروج بها
بعد مرور ساعتين كانت باتجاهها الى مكتبه لتجد مكتب متوسط الحجم يتميز بزوقه الرفيع يجلس فوق المكتب شاب فى اواخر العشرينات لتحمحم حتى ينتبه اليها يرفع راسه عن الاوراق يعقد حاجبيه باستغراب ليردف بتساؤل
مين حضرتك يا فندم
لتجيبه هى بارتباك
انا سارة الصياد مرات استاذ امير....
وقبل ان تكمل جملتها نهض كريم من مكانه باحترام مرحبا بها وهو يعدل من نظارته بارتباك
اهلا وسهلا بحضرتك يا فندم انا
اسف جدا والله بس اول مرة اشوف حضرتك عشان كدا معرفتكيش اتفضلى حضرتك امير بيه جوا... اتفضلى
لتومأ له بإبتسامة وهى تتجه الى مكتب امير لتدلف الى الداخل بعد ان سمح لها بالدخول لتجده يجلس خلف مكتبه يراجع بعض الاوراق ولم ينتبه لتستمع اليه وهو يحدثها معتقدا انها كريم مساعده
فى ايه يا كريم انت مش طلبت اذن باقى اليوم
وعندما طال الصمت رفع راسه ينظر اليه باستغراب لكنه صدم ما ان راها هى امامه لتبتسم هى ابتسامة بلهاء تردف قائلة
ازيك يا امير
عقد ما بين حاجبيه بعد ان فاق من صډمته لينهض من مكانه يسحبها من يدها يحثها على الجلوس فوق الاريكة الموضوعة بالمكتب ليتحدث بقلق واضح
سارة انت كويسة فى حاجه.....
لتقاطعه هى برقة قائلة بهدوء
مفيش حاجه انا كويسة الحمدلله والبيبى كويس الحمدلله انا بس عاوزه اتكلم معاك شوية .. ينفع
ليومأ لها بابتسامة بسيطة قائلا بهدوء
اكيد بس الاول تشربى ايه ولا اجبلك فطار
لتنفى براسها قائلة بتهرب لا مش عاوزة حاجة انا فطرت قبل ما انزل
اكتشف امير كذبها من تحرك عينها لينهض من مكانه يسحب الهاتف يقوم بالاتصال على احد العاملين قائلا اليه بجدية عبر الهاتف طالبا منه ان يحصر له فطار صحى متكامل لتنظر له بغيظ وهى تستمع اليه يطلب لها الطعام وما ان جاء ليجلس بجانبها اردفت پغضب وهى تشير بسبابتها
هو انت غاوى متسمعيش كلامى.. قولتلك مش عاوزة افطر انت ليه بتعمل اللل على مزاجك
ليجيبها ببراءة مصطنعة وهو ينظر اليه باستغراب
دا ليا انا عشان مفطرتش مش انت قولتى مش عاوزة اطلبلك معايا
لتشعر هى بالخجل لتخفض راسها وهى تحركها بنفى لتردف قائلة بشجاعه
انا كنت عند الدكتورة قبل ما اجى هنا
ليشعر أمير بتوتر وهو ينتظرها ان تكمل الحديث
فى حاجه
لتجيبه هى بنبرة سريعة حتى لا ټخونها شجاعتها
انا حامل فى ولد والمرة الجاية فى الكشف الدكتورة هتحدد معاد الولادة وانا عاوزاك تكون معايا
ليبتسم امير بسعادة وهو ينظر اليها بغير تصديق قائلا بسعادة
ولد والمرة الجاية هتحدد الميعاد
كدا
ليسحب يدها التى تتحس لحيته برقة قائلا بصدق وعد حبييتي...
وقبل ان يكمل حديثه قاطعته هى بنبرة قلقة وقد تذكرت ما قاله لها بالحلم
هو انت مبقتش
تحبنى لما بقيت بشوف انت قولت كدا
ليعقد هو ما بين حاجبيه يحاول التذكر ليردف بأستغراب
انا عمري ما قولت كدا ولا فكرت بالطريقة دى ... هو يمكن اكون زعلت شوية عشان مكنتش معاكى بس فرحت جدا انك بقتى تشوفي
وقبل ان تجيبه دلف احدى العاملين بعد ان طرق الباب
يحمل بين يديه صينيه بها الفطار كما طلبه امير و خرج بعد ان اذن له امير .. لتنظر سارة الى الطعام بشهيه فهى قد كذبت عليه كونها تناولت طعامها فهى عندما تستيقظ لا تسطيع ان تاكل لينهض امير وياتى بالصنية يضعها بينه وبينها ليردف برجاء مصطنع ليجعلها تاكل معه ولا تعانده
ينفع تاكلى معايا مش متعود اكل لوحدي
لتردف بكبرياء مصطنع وهى تتجنب النظر
اليه او الى الطعام حتى لا يعلم انها كذبت
مع انى شبعانه بس هاكل ..
لتكمل بخفوت وهى تشير ناحية المكتب
ينغع اكل وانا على كرسى المكتب عشان ضهرى ابتدا يوجعنى
لينهض امير على الفور يسحبها من يدها لتنهض معه لتشهق بتفاجأ عندما حملها بين ذراعيه لتحيط هى رقبته بذراعيها بحركة لا اراديه ليضعها فوف كرسيه الخاص هاتفه بقلق
مرتاحة كدا ولا تعبانه
لتجيبه بخجل وهى تحرك راسها بالنفى
لا الكرسي مريح كدا
وبعد مدة نقلت سارة نظرها بين امير و الى الصنية الفارغة امامها لتبتسم بخجل وهى تتحدث بحرج
هو انا تقلت شويه مش كدا
لتكمل بشجاعة... بس انا اكلت لاتنين انا والبيبى
ليضحك امير على شكلها الطفولى يجيبها بحنان
بالهنا والشفا حبيبى
لتبتسم بخجل وهى ترتشف من كاس العصير وبعد انتهاءها شعرت بالنعاس لتردف قائلة
انا شكلى هنام ينفع تروحنى عشان مش هقدر اروح لوحدي
لينهض امير وهو ينظر اليها بحب من شكلها الجديد فقد تغيرت قليلا بسبب حملها فقد زاد وزنها بصورة كبيرة ووجها اصبح بيداوى وجنتيها ممتلاتان ولكن كل هذا زادها جمالا فوق جمالها ليتجه اليها يساعدها على النهوض ليسحب معطفه ومتعلقاته وايضا حقيبته وباليد الاخرى يمسك مرفقها يحسها على السير برفق بينما هى اصبح
النعاس يتغلب عليها تشعر بتثافل جفنيها فهذا يكون حالها بعد تناول اى وجبه
ما ان دلفا الى المصعد امالت هى براسها على ذراعيه ليحيط هو خسرها بحماية لتصدر فجأة تاوه قوى وهى تضع يدها فوق بطنها لينظر امير اليها قائلا بقلق حقيقى
فى ايه انت كويسة نطلع على المستشفي نطمن...
قاطعته وهى تسحب يده تضعها فوق بطنها قائلة بسعادة وهى تنظر الى عينيه
بيتحرك حاسس
ليشعر امير بحركة صغيره فى بطن امه ليشعر بالسعادة تغمره بتلك اللحظة وكانه قد امتلك العالم باكمله بالفعل هو الان امتلكه فحبييته سامحته وابنه سياتى لينير حياته بعد مدة تكاد لا تذكر ... ماذا يريد بعد!
الحلقة الثامنة والاربعون الاخيرة
توقف امير بسيارته امام القصر لينظر اليها يجدها قد ذهبت فى ثبات عميق ليبتسم بعشق على هذه النعمة التى منحها الله فابدا لم يتخيل ان تسامحه هكذا او ان تاتى هى اليه لكنه كان يملك ثقة بالله انه لن يخذله وانه سيغفر له عما بدر منه سابقا ليتجه اليها يحملها بهدوء وحذر بين ذراعيه حتى لا
متابعة القراءة