رواية عشقت كفيفة بقلم رنا هادي

موقع أيام نيوز


يقف امام باب احدى الشقق السكنية ليرن جرس الباب وبعد لحظات يفتح عدى له الباب ويصدم من رؤية صديقه لكن مالبث وتحولت صډمته الى سعادة ليعانقه بقوة وهو يدلف به الى الداخل 
حبيبى ادخل الف حمدلله على السلامه
ليدلف امير الى الداخل تلقى بجسده فوق اول كرسى وجده امامه ليجلس عدى مقابلا له قائلا بلطف
انت كويس عامل ايه دلوقتي

ليجيبه امير وهو يتنهد بعمق
بتعايش مع الوضع الجديد
ليربت عدى على كتف امير قائلا بتشجيع 
مرحلة وهتعدى بإذن الله أنت شد حيلك كدا عشان ترجع لشغلك وأن شاء الله ربنا يعوضك عنها
ليبتسم امير بمرارة قائلا بنبرة حزينه متألمه 
الشركتين اللى كانوا فى المانيا خسرتهم وبقوا خلاص مش موجودين
ليسأله عدى مستغربا وهو يعقد ما بين حاجبيه
ودا ازاى دا دى كانت قربت توصل للعالمية!
ليردف امير قائلا بنبرة مهزوزة لكنه حاول صبغها بالجدية حتى لا يبين حزنه لاحد حتى وان كان صديقه
تيم اللى انا مشاركه او اللى كنت مشاركة طلع صاحب مالك وحب ينتقم له منى فعمل اللى عمله بالشركتين
ليستغرق عدى بالتفكير للحظات ليردف بعدها قائلا بنبرة قوية
يبقى عشان كدا لغى القضية واكتفى بالشركة
ليصدر امير صوتا يدل على النفى قائلا بجديه وهو يشعر بالندم يتغلغل داخل اعماقه وذلك الشعور المغزى الذى يراوده منذ ان علم بحقيقة الأمر وانه قد ظلم سارة بسبب شكه بها 
لا لغاها عشان خاطر تولين كانت زعلانه لما عرفت انه رفع القضية على اخوها فجه لاغيها مع انه بتقول انها مكلمتهوش فى الموضوع دا نهائى
ليجيبه عدى وهو يزم شفتيه بعدم معرفه
مالك دا كل يوم الواحد يكتشف فيه حاجة كويسة بس الغريبه انه لسه مكمل مع تولين......
ليقطع حديثه بعد ان لاحظ تغير تعبير وجه امير ليردف باسف امير انا مقصدش
ليبتلع أمير تلك الغثة التى تكونت بحلقه قائلا بحزن حاول اخفائه ليخرج صوته بنبرة هادئه قدر الامكان وقد نجح 
لا يا حبيبي مفيش حاجة بس اللى انت متعرفهوش ان مالك هيسيب تولين فعلا وجدى كلمنى وانا فى الطريق وقالى على موضوع
القضيه وسبب تنازل مالك عنها وتولين لما عرفت انه هيسيبها اغمى عليها وهو جابها المستشفى بس لما روحت انا وجدى عشان نشوفها شوفنا بيجرى يطلع مش عارف فى ايه بس شكله كان قلقان
ليشعر عدى بالقلق من ان يكون قد أصاب ملك مكروه وأن مالك قد ذهب ليرى ما بها ليردف قائلا
متعرفش حاجة عنه طيب او فى ايه يخليه يقلق بالشكل دا وانه يسيب تولين
ليزم امير شفتيه بعدم معرفة قائلا 
مش عارف بس انا عاوزك تيجى معايا ونروح البيت عاوز اتكلم معاه هو انا مش عارف هقوله ايه او هبص فى وشه ازاى بعد الضړب اللى ضړبته لسارة الله
يرحمها بس لازم المواجهه
ليربت عدى على كتفه وهو ينهض لغير ثيابه قائلا بجديه
ان شاء الله انا هقوم اغير وننزل
ليومأ له امير وهو يغمض عينيه بتعب ويرجع رأسه الى ظهر الكرسى ليغوص بين أفكاره الحزينه واشتياقه لحبيبته الراحله حبيبته التى رحلت عنه قبل ان يعترف لها بحبه
حاډثة واحده تعود بعدها حاملا خمسين عاما على كتفيك أنت الذي لم يتجاوز عمرك العشرين بعد.
لأول مرة منذ ان توفت اختها تدلف الى غرفة الاخيرة وشعور غريب يملأ صدرها لا تعلم أخوف من خلو الغرفة أم لكونها تعلم أن اختها لن تعود مرة اخرى لهنا
تلتفت بنظرها بين اثاث الغرفة والكثير من الذكريات تدفق فى عقلها هنا كانت جلستهم وهنا يتشاجرا وهنا كان ثلاثتهم يجلسون لساعات يضحكون والان ماذا حدث كل هذا اصبح ذكريات
دموعها خانتها لتسيل فوق وجنتيها بصمت مؤلم يؤلم فؤادها من ألم الفراق وهو فراق اغلى الاحباب اختها الكبرى تجلس على طرف الفراش تتحسه
بيدها تشعر پألم يغزو قلبها من مجرد التذكر لتحدث نفسها وكأن اختها امامها قائلة بدموع
ليه استسلمتى للمۏت وسبتينى ليه سبتينا كلنا كان لازم تواجهى عشانا حتى عشان خاطر ابنك اللى ماټ معاكى للدرجة دى اليأس أتمكن منك فين كلامك يا سارة فى الثقة بالله وان اللى جاى دايما احسن واحلى مش كنت دايما تقوليلى ان بعد العسر يسر وبعد الحزن فرح ليه بقى مش استنيتى ومشيتى...
انا اسفه عارفة ان كلامى دا بيزعلك بس دا من وجعى وحزنى عليكى يا حبيبتى انا كنت بعتبرك امى فكرة لما كنت بقول لماما ا عندى ٢ ماما دلوقتى امى ماټت ليه سبتونى انا عارفة ان مالك مش هيحاول يعوضنى عنكم بس الام مش بتتعوض وانت كنت امى يا سارة ربنا يارب يرحمك ويغفرلك ويجعلك من اهل الفردوس الأعلى انت وبابا وماما اللهم آمين
لتمسح دموعها بكفيها الصغيرين وتبدأ بقراءة الفاتحة لأرواحهم وهى تبسط كفيها معا امام وجهها وبعد انتهائها من الفاتحة بدأت بالدعاء لهم..
مقعد القيادة وهو بجانبه يرجع رأسه الى ظهر الكرسى مغمضا لعينيه بتعب بينما ديما فى المقعد الخلفى وفوق ساقيها ينام حازم
لتتحدث ديما بهدوء حتى لا يستيقظ حازم مقاطعه الصمت الذى يعم السيارة
الحوار مترجم
مالك احنا هنروح فين دلوقتى
كان مالك شاردا وهو بنفس الوضعيه التى بها وعندما طال صمته ولم يجيبها الټفت الياس اليه وجده هكذا ليجيبها هو بهدوء بدلا من صديقه الذى قد أنهك من شدة المجهود والحزن 
هتروحى انت وحازم بيت مالك
لتردف هى بتساؤل طب وانت
ليتنهد بصبر مجيبا اياها وهو ينظر الى عينيها عبر المرأة الموجودة بالسيارة 
هروح انا وتيم نقعد فى البيت اللى فى شعراوي وبليل هسافر........
لتقاطعه هى پصدمه جاءت لتصيح بصوتها لكنه نبهها بنظراته مشيرا لها ل حازم ومالك الذى يبدو أنه قد غفى بمكانه
انت هتسافر فى الوقت دا طب وان.. قصدى مالك وملك واللخبطة اللى بتحصل
ليبتسم بخفة وهو يلاحظ انها كانت ستذكر نفسها لكنها تداركت الأمر ليردف قائلا 
هسافر يومين وارجع تانى واكون عرفت مالك ناوى على ايه
لتومأ له هى برأسها وهى تربت فوق رأس حازم تمثل الانشغال بينما عقلها يدور فى جميع الاتجاهات عن سبب سفره المفاجئ فهى تعلم أن الياس من المستحيل ان يترك صديق له وهو بمشكله فماذا ان كان الصديق هو مالك رفيقه ورفيق دربه كما يقولون!
وبعد عدة دقائق 
فتح مالك عينيه ليتنفس بعمق وهو ينقل بصره الى الياس الذى يقود السيارة بينما يلتفت بجزعه العلوى ينظر الى المقعد الخلفى يرى ديما وانها قد غفت وبين ذراعيها حازم ويدثرهم سترة الياس ليعتدل مالك بمكانه ينظر الى الياس بشك قائلا 
مش ملاحظ ان احنا طولنا اوى الطريق بياخد نص ساعه واحنا بقالنا ساعه
ليزدرق الياس حلقه بتوتر فهو بالفعل تأخر فعندما غفت ديما أوقف هو السيارة واخذ يتأملها بشغف وبعد ذلك نزل من السيارة ليضع فوقها سترته خاصته ليردف قائلا بتهرب 
هتروح تطمن على تولين ولا هتروح معانا
ليفتح مالك عينيه بفزع وهو بالفعل قد نساها ليردف قائلا وهو يخرج هاتفه يتصل بها
لا حول ولا قوة الا بالله انا نسيتها خالص استغفر الله العظيم
ليردف الياس قائلا 
ان شاء الله تطمن عليها وتبقى كويسه
ليزفر مالك بقلق عندما لم يأتيه الرد مش بترد
الياس بهدوء 
طب اتصل بجدها مش هو معاها
ليومأ له مالك وهو يقوم بالاتصال بعاصم ليأتيه الرد من عاصم وبعد التحية اردف مالك بجديه 
عاصم بيه انا عارف ان........
وقبل ان يكمل مالك جملته قاطعه عاصم قائلا بجدية مشابهة 
من غير ما تقول حاجة انا مقدر موقفك يس عاوز تيجيلى القصر اتكلم معاك شوية
ليردف مالك قائلا باستفسار
هو تولين معاك فى القصر
لياتيه الأجابة من عاصم الطرف الآخر 
ايوة
ليزفر
مالك
پغضب وهو يبعد الهاتف عن اذنه وبعد أن استطاع ان يهدأ من ذاته أعاد الهاتف الى اذنه
مسافة الطريق مع السلامه
ليغلق الخط فورا يزفر الهواء بصخب بينما انطلقت صوت ضحكات الياس وهو يرى صديقه بتلك الحالة قائلا بين ضحكاته
لسه زى ما انت بتتعصب لما حد يعمل حاجة مش على هواك ونفس النفخ اللى بتنفخه
ليبتسم مالك بسخرية قائلا 
هو اسمه نفخ
ليكمل بعدها وهو يزم شفتيه بضيق 
تولين عند جدها اكيد عاوزة تنفصل
لينظر اليه الياس بيأس من ثم يعيد نظره الى الطريق مرة اخرى وهو يحرك رأسه بالنفى ليردف مالك قائلا باستغراب 
ايه سر النظرة دى بقى
ليجيبه الياس قائلا بسخرية 
مالك هو انت بجد مش ملاحظ تولين
لينظر له مالك پغضب وعندما جاء ليجيبه قاطعه الياس قائلا بنفس نبرته الساخرة
وحياتك بلاش عرق الغباء يشتغل انا مقصدش اللى فهمته قصدى ان تولين باين اوى انها بتحبك بس انت اللى حم ار انت مش فاكر كان شكلها عامل
ازاى لما اغمى عليك من كام اسبوع ولا يوم فرحكم ولا كأنها كانت عايشة معاك قصة حب بقالها 5 سنين قبل ما تتكلم فى انفصال والهبل دا اسمعها الاول واتكلم معاها وانا متأكد انها بتحبك وعاوزاك
ليصمت مالك وهو يفكر بكلام صديقه نعم هو يشعر بحبها فى تعاملها معه ومع اخته مالك لكنه اعاد ذلك الى طبعها الحنون ولكنه لم يفكر لحظة فى ان تكون قد احبته ليتذكر اڼهيارها يوم زفافهم عندما اخبرها بحديثه السام وانها ليست الا صفقة ومع ذلك هى لم تستسلم وظلت تحنو عليه قلقها عندما أصيب بقدمه فى ثانى يوم زفافهم
وبعد عدة دقائق من التفكير شعر بتوقف السيارة لينظر الى الخارج يجد انه امام القصر الخاث بعائلة الشهاوى لينظر الى الياس بتساؤل ليرفع الاخر كتفيه ببساطة قائلا ببرود
انزل شوف مراتك وبلاش غباوتك
ليتنهد مالك بطول وهو ينزل من السيارة لكنه عاد
الى الياس قائلا بتحذير ل الياس
ربع ساعه وهتصل بملك اشوف ديما وصلت ولا لأ
ليجيبه الياس پخوف
مصطنع
5 دقايق ويكونوا فى البيت ومعاهم بوسة
مالك بحدة مصطنعه وهى يضرب بكفه راس الياس 
من غير بوسه يا حساس
الياس وهو يقود السياره بسرعه
عيونى حضرتك
ما ان دلف مالك الى القصر وجد عاصم ينتظره وما ان رأه الاخير نهض من مكانه مرحبا به بتقدير مصافحا له ليشير له بالجلوس ليردف عاصم قائلا بجدية
من غير لف ولا دوران انا عارف ومقدر الظروف اللى انت فيها ومتقبل اى حاجة بس كله يكون بالمعروف
ليبتسم مالك داخله پألم وهو يحدث نفسه ان من الواضح انها تريد الانفصال
ولهذا جعلت جدها هو من يستقبله ليتحدث قائلا بجديه وثقة كعادته رغم أفكاره ومشاعره التى تداخلت لكنه فضل ان يمثل عدم الفهم عليه حتى يعلم ما ينون عليه 
اعرف عاوزين ايه او ناوين على ايه الاول
للحظة تجمد عاصم
بمكانه وهو ملامح الاخر التى تدل على عدم الفهم ليتسأل داخله ألا يريد الانفصال عن حقيدته 
لكنه تدارك الأمر بداخله ليردف قائلا بهدوء ماكر
انا مش عاوزكم غير تكونوا طيبين وكويسين اطلع لمراتك وتفاهم معاها وانا معاكم فى اى حاجة بس ميكونش أذية لحد منكم
ليومأ له مالك برأسه ببطئ وينهض من مكانه يشعر
 

تم نسخ الرابط