رواية عشقت كفيفة بقلم رنا هادي

موقع أيام نيوز


تولين بغباء مين داليا!
لتجيبها ملك بنفاذ صبر امى يا تولين
لتغلق بعدها الخط بوجه تولين التى كانت تنظر الى الهاتف ببلاهة هى قفلت السكة فى وشى
لتنتبه الى الباب الذى يفتح لتجده يدلف الى غرفة وسامته
ټخطف انفاسها عيونه الزرقاء المائلة للرمادى تجعلها اسيرة لتاملها
لتفيق على سؤاله لها وهو يقول باستغراب انت لسه ما جهزتيش

لتنظر له بتساؤل ليجلس بجانبها على الفراش لكن بطرفه ليحيبها قائلا بهدوء 
هنروح خلاص هنروح البيت نريح شويه ونشوف الاوضة اللى طلبتيها هتوصل امتى وبعدها نحدد مكان نسافرله 
لتشعر بالم داخل قلبها عندما تذكرت انر تلك الغرفة التى اختارتها لتشهد حياتهم معا وحبهم لبعض لكن الان ليس لها اية فائدة لتبتسم ساخرة هامسة بصوت ضعيف من اثر ارتفاع غثات البكاء 
ملهمش لازمه خلاص
لتنهض بعدها تقوم باخذ تلك الحقيبه الوحيده لها هنا وتدلف الى الحمام تختفى داخله بينما هو قبض على فروة رأسه يجذبه للوراء بقوة وكأنه يفرغ غضبه من كل شئ من نفسه ومن تلك الزيجة ومن امير ايضا 
كم عدد الحوارات الوهمية الية التي أحدثتها برأسك اليوم مع شخصك المفضل الذي لا قدرة لك معه حتى على قول مرحبا 
وصل كلا من تولين ومالك الى منزل الاخير بعد رحلة صامته وكأنهم اغراب لا يعرفون بعضهم يدلفون الى المنزل بصمت غريب ليقول مالك مشيرا لها للاعلى
اطلعى انت ارتاحى وانا هنزل اصلى الجمعه
لتوما له براسها بصمت وتصعد الى غرفته بعد دخولها الى الغرفة بعدة دقائق فزعت من دخول ملك المفاجئ التى قفزت فوق للفراش لتصبح بجانب تولين
ملك بسخريه وهى تشير يسبباتها على وجه تولين
بقي دي خلقه اي راجل يفضل معاها
تولين پبكاء ونحيب عايزاني اعمل ايه يعني 
ملك بخبث وهى تغمث لها بعينها تقومي وتلبسي وتبقي عروسه بجد ودي صباحيتها انتي مبتشوفيش البنات بيبقوا عاملين ايه في صباحياتهم
تولين بحنق وهى مازالت تبكى لا بشوف بس البنات دول بيبقوا مع اجوازهم مش ناويين يطلقوا
ملك بحديه وهى تجلس امامها
هو
طلقك رمي عليكي اليمين
تولين وهى تحرك راسها بنفى لأ
ملك بهدوء وجديه يعني انت
حاليا مراته
تولين باستغراب وتساؤل من اسئلتها عايزه تقولي ايه
ملك بجديه وثقه عايزه اقول متبقيش هبله وقومي رجعي جوزك هو مش هيجي من نفسه هو مقتنع حاليا انه بيعمل الصح
تولين بطيبه وبراءة اعمل ايه هو مش بيكلمني خالص
ملك وهى تمط شفتيها بسخط ومش هيكلمك طول ما انتي قاعده تندبي حظك كده
تولين پبكاء اعمل ايه 
ملك بجديه وهى تمسح دموع تولين تقومي تحضري اكل وتدخليه معاكي في كل حاجه اندهيلوه كل شويه واطلبي من اي حاجه وقولي اي حجه حاجه عاليه مثلا مش طايلاها حاجه يفتحها اي حجه
تولين بضيق وهى تعقد مابين حاجبيها طيب ماهو هيعرف ان انا بتحجج
ملك وهى ترفع كتفيها بلا مبالاة ويعرف ايه يعني بس مش هيقولك لا هيقاومك شويه بس في الاخر هيستسلم هو فاكر نفسه قوي انتي بقي اثبتيله العكس البسي واغريه بكل طريقه تقدري بيها من بعيد لبعيد بحركاتك بنظراتك بلبسك جننيه ومن غير ما تلمسيه يا بت انا اللي هقولك يعني
تولين بيأس
ولو عملت كل ده وفضل زي ماهو
ملك بنفى وهى تحرك راسها استحاله مفيش راجل بيقاوم اڠراء الستات كتير ما بالك لما تبقي حلوه وما بالك بقي لما تبقي مراته كمان! اخلقي الظروف اللي تخليه ديما جنبك واوعي تخليه يمشي من غير ما يلمسك لانه لو مشي مش هيرجع وهينفذ اللي قاله لكن يا تولين لو لمسك مش هيقدر يبعد عن ابدا فاهماني
تولين بتنهيدة متعبة فاهماكي ادعيلي يا كوكى
ملك بابتسامةخبيثه وهى تشبر لها باتجاه الحمام الموجود بالغرفه
قومي بقي كده البسي وخليكي قمر 14 زي ما بيقولو
لتومأ لها براسها وتنهض بالفعل تقوم بالاستحمام بماء بارد عله ينعش فؤادها من الحزن الذى بداخله لتقدم لها ملك بعد خروجها
ملك بابتسامة خبيثه البسي ده
كان عبارة عن قميص نوم لون اسود قصير ذو حملات رفيعه
تولين پصدمه وهى تشعر بالخجل من النظر الى مثل ذلك الشئو انا مقدرش البس ده
ملك بحاجب مرفوع وليه بقي ان شاءالله
تولين ببساطه كنت ناويه البسه لما اخد عليه شويه انا اتكسف منه
تولين پصدمه تتكسفي طيب خلاص سيبيه بقي يمشي ويبعتلك ورقتك
شدتسحبت تولين منها القميص من وارتدته سريعا بعد ان ذهبت مرة اخرى للحمام
هسيبك انا بقي وابقي طمنيني بس ما تتوقعيش انه هيستسلم علي طول هو مالك راجل اه بس ظروفنا
وعيشتنا برا هيخلوه يقاوم كتير مش هيستسلم بسهوله فخلي نفسك طويل
تولين بامل وهى تشعربارتفاع غثات البكاء مرةاخرى
انا كل اللى بتمنا انه يعرف انى بحبه يحس بحبى
رأها مالك تنزل الدرج استغرب من شكلها ولم يعرف كيف يفسر ما تفعله
تولين بالمطبخ تنادي لمالم ليذهب اليها
تولين برقه ممكن لو سمحت تناولني الاطباق اللي فوق دي مش طيلاها
مالك وهو يقترب منها حيث كانت تقف عند الرف 
الحاجات اللي هتستخدميها خليها قريبه منك
تولين بمرح مصطنع ليه بقي جوزي طويل ربنا يخليهولي
نظر لها مالك نظرة طويلة لم تفهمها هى اكانت معاتبه ام ساخطة ام ماذا!
مالك بجديه وهو يضع الاطباق فوق طاولة المطبخ
انا مش هعيد اللي قلته امبارح ولا انتي محتاجه اني اعيده
الحلقة التاسعة عشر 
أحيانا حتى العزلة عن العالم لا تڪفي نحتاج إلى الإختفاء بعض الأوقات !
كان يقف يقرأ قرآن بصوت خاشع عذب ودموعه تنغمر على وجهه كشلال منهمر استمر فترة طويلة فى البكاء لينتهى من تلاوة القرآن ويجثى على ركبتيه امام قپرها ينظر اليه بعينيه الحمراء من كثرة البكاء
ليقول بدموع وهو يتلمس التراب بيده 
تعرفى انك وحشتينى اوى انا عارف انى وحشتك ونفسك تشوفينى بس اوعدك اول ما ربنا يأذن هتلاقينى عندك
ليكمل پألم وهو يبتلع الغثة التى تشكلت فى حلقه ويمسح دموعه
ممكن تكونى زعلانه منى علشان عشان حبيت غيرك بس والله انت عارفة كل حاجه اوعى تفتكرى انها هتاخد مكانك فى
قلبى انا وقلبى وعقلى ومشاعرى ليكى بتوعك انت ومستحيل حاجه تخصك تروح لغيرك او تكون لغيرك نفسى تعرفى انا بټعذب كل ما اشوفها وقلبى يدقلها حاسس انى بخونك وانا مقصدش
ليكمل پبكاء وشهقات مرتفعه كأنه طفل صغير يشكو لأمه من قسۏة الحياة ونيران الندم تشتعل بداخله يشعر ببشاعة الخيانه لها
مش عارف ازاى قلبى خانك مش عارف مش قادر اشوف واحدة غيرك بس
قلبى خانك وحب مرة تانية فاكره كنت بتصحينى ازاى لما اتعبك طب فاكرة لما كنت اتاخر فى المستشفى او الجامعه ومش بكلمك كنت بتعملى ايه! وانا بعمل ايه عشان اصالحك طب فاكرة الشاليه اللى فى شرم انا مش قادر ادخلوا مش قادر يا عهد من ساعتها كل حته فيه بتفكرنى بيكى بضحكتك بحبك بحنانك وجنانك وكل حاجه فيكى على قد ما كانت دماغك ناشفة بس والله العظيم وحشتينى ونفسى اجيلك يا عهدى 
ليردف بالم ممزوج بالدموع ياريتك معايا بجد مش قادر اتخيل انى هبقى مع حد غيرك مش قادر ابص فى وش اى حد انا بقيت اتعس واحد فى الدنيا من يوم ما سبتينى ادعيلى احاول استريح من ۏجع القلب اللى انا عايشة انا تعبان اوى تعبان وندمان تعبان من كل حاجه من عاصم وخوفى عليه بسبب مرضه وتولين اللى بقت مستهترة ومش قادر اكون معاها كل الوقت مش عارف هى بتفكر ازاى ماشية وراه قلبها وخلاص ومش بتفكر فى حاجه 
ولا امير اللى حكايته حكاية ولا حقك اللى راح ولا شغلى مش عارف بس اكتر حاجه كسرانى وجرحانى انك بعيدة عنى انت زعلانه منى عشان كدا مش بتجيلى فى احلامى الله يرحمك يا عهدى 
انا جبت ليكى الورد اللى بتحبيه يارب تكونى سمعانى وحاسة بيا يا اغلى شئ مرة عليا
ليمسح دموعه وهو ينهض من جلسته ليقوم بنفض الاتربه من ثيابه ليتوقف عندما صدر رنين هاتفه يقوم بالبحث عنه للحظات فى جيوبه ليبتسم پألم عندما رأى اسم المتصل ليتحدث الى القپر بمرح مصطنع وكأنه شخص امامه
شايفه يا عهدى دا امير اللى بيتصل
بيا هى مش النهاردة صباحيته ولا ايه 
ليقوم باستقبال المكالمه ليأتيه فورا صوت امير القلق والمتوتر ليصمت عدى يستمع الى امير وبعد انتهاء الاخير اجابه عدى بجديه وهو يتحرك للخارج باتجاه سيارته 
انا جاى حالا مسافة الطريق
ليغلق الخط يقود سيارته باتجاه الفندق الذى به امير
لقد كانت رقيقة جدا مع ذلك وبكل خفة ممكنة تخطت كل حدث قاس مر بإتجاهها 
نظر لها مالك نظرة طويلة لم تفهمها هى اكانت معاتبه ام ساخطة ام ماذا!
مالك بجديه وهو يضع الاطباق فوق طاولة المطبخ
انا مش هعيد اللي قلته امبارح ولا انتي محتاجه اني اعيده
تولين بجديه وهى تبتلع الغثة التى تشكلت فى حلقها وتحاول منع تلك الدموع الغبيه من الاستسلام
لا طبعا بس فى الفترة دى انت جوزي ومش هطلب منك حاجه غير ان احنا
علي الاقل نتعامل بشكل متحضر وناكل مع بعض
مالك بجمود وهو يرفع احدى حاجبيه ولازمتها ايه
تولين بهدوء ونبرة منخفضه رقيقة
انا مش بعرف اكل لوحدي وعايزه اي
حد يشاركني وملك نزلت وبعدين احنا مش اعداء ولا ايه
ليبتسم مالك بخفة لا مش اعداء بس ما تصعبيش الامور وتعقديها
لتقترب منه تولين وتقف امامه ليحاول ان يخطو الى الخلف لكنه وجد الحائط خلفه
تولين وبريق الدموع فى مقلتيها تتحدث بنبرة معاتبة رقيقة
اعقدها لمين ليا ولا ليك
مالك بتهرب
وهو يبعدها من امامه ليسرع فى المغادرة من المطبخ تعقيديها وخلاص بعد اذنك
لكن قبل ان يخرج اوقفه بمكانه انفجارها به وهى تقول بصوت مرتفع بعد الشئ وعصبيه
اعتقد ان انا قلت ان احنا هناكل مع بعض
لكن مالك لم يتأثر وقال ببرود وهو يقبض على كف يديه بعصبيه وانا قلت خلينا بعيد احسن
تولين پغضب وقد طفح بها الكيل من بروده وجموده معها انت جيت وشقلبت حياتى كلها مرة تقول لجدى انك هتراعى ربنا فيا ومرة تقوله انك مش هتزعلنى وانك هتتقى ربنا فيا بس انت دلوقتى مش معتبرنى غير صققه ومستنى مدة العقد بتاعها تخلص امتى عشان تخلص
منى وتطلقنى بس حاليا انا مراتك وليا حقوق عليك 
كانت تتحدث بسرعه بدون ان تاخذ انفاسها وهى ترفع صوتها بعصبيه وڠضب وقهر ومشاعر كثيرة مختلطه بداخلها لتنزل دمعه واخده يتيمه فوق وجنتها لتمسحها سريعا حتى لا يرى ضعفها لتكمل بصوت ضعيف مهزوز
يبقي اقل حقوقي انك تتفضل تقعد وتاكل معايا فاهم ولا لأ 
تجمد مالك بمكانه هو لم يستوعب معظم حديثها لكنه ادرك انه اذا رحل من الممكن ان تقتله او تحاول فعل ذلك ليردف
بحديه 
حاضر هاكل
معاكي بس خدي نفسك
لتلاحظ تولين انها كانت تكتم انفاسها بالفعل لتاخذ نفس طويل وهى تقول بلهاث
كويس انك اتقيت شرى
مالك بجدية وهو يسحب كرسى طاولة المطبخ ليجلس
 

تم نسخ الرابط