رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز


مواجهة عينيه المشټعلة لتسبل أهدابها عنه باستسلام بعد ان كشفها بفراسته
حتى خفف الضغط ليصلها صوته الجامد بتساؤل
الدبلة زينة ولا عفشة نغيرها
سمعت منه لتتطلع نحو ما التف حول اصبغها الصغير لا تنكر الرقي والزوق العالي به فلم تملك سوى الإيماء برأسها ترد بصوت ضعيف
زينة مش وحشة.
كويس.
تفوه بها ليعود بالضغط على كفها مرة أخرى يردد لها بهيمنة

كدة يبجى نجول الف مبروك وصباعك ده....... إياك الاجيه فاضي تاني من غير الدبلة سمعاني
يسألها! وكيف لا تسمع وهي ترى هذه الحدة التي ارتسمت على ملامحه بشكل جلي خطاب عينيه التي تطالعها بتحدي ان ترفض أمره.
نزغرد بجى ولا نستنى على ما تكملوا باجي الشبكة بالمرة. 
هتفت بها وردة شقيقة عارف بحماس انتظار الفرصة للأنطلاق مع نادرة ابنة عمها والتي تكبح نفسها بصعوبة مثلها.
تبسم لمشهدهم عارف يعطي لهم الضوء الاخضر
بالهداورة بس عشان ما نعملش ازعاج في المنطقة.
عقبت وردة بمرح.
وهي تحلى غير بالازعاج ياللا يا نادرة هو انتي لسة هستني زغرطي يا بت لولولي.
تحدثت جليلة بمودة صادقة نحو المرأة التي فاجئتهم بمجيئها
نورتينا يا سليمة ليكي وحشة يا مرة .
تبسمت الأخيرة تعقب ردا لها 
والله وانتوا اكتر امال اما انا جيت النهاردة ليه الشوج غلبني ليكم انتوا والباشا اللي بيسجل اجوان ده.
قالت الأخيرة يالإشارة نحو معتز والذي اتخذ الارض ساحة له في اللعب بمفرده بجانبهم والذي انتبه لقولها ليصدر بفمه صوت الحماس وقدمه في الأسفل تدفع نحو الكرة التي تحركت في المسافة بكسل لېصرخ مهللا لهم.
زووون.
استطاع بعفويته ان يدخل البهجة بقلوبهن يقهقهن بضحك مستمر حتى اذا توقفوا أخيرا عائدين للجدية 
سألتهما سليمة بتذكر
امال فين روح مش بعادة تنجصها جاعدة حلوة زي دي
روح النهاردة راحت تنجي شبكتها اصلها هتتجوز جريب من ابن عمها عارف راجل ابن أصول ويستاهلها. 
قالتها نادية بلهفة الفرحة من أجل صديقتها وكانت النتيجة ابتسامة رائعة من سليمة تعبر عن سعادتها هي الأخرى بالخبر السعيد لكن سرعان ما تبدل كل ذلك حينما اردفت
كد ما انا فرحانالها انها هتتجوز اللي يستاهلها كد ما انا زعلانة عشان هتبعد عني مش عارفة هجعد كيف تاني هنا من غيرها انا بجول اجي بيتي احسن.
سألتها سليمة قاطبة امام دهشة والدتها
اي بيت فيهم يا نادية جصدك على بيت ابوكي ولا جصدك....
عندك....
هتفت بها تتابع موضحة
انا شايفة ان الدنيا هديت عماتي وعيالهم سابوا البيت وعمي فايز باينه اتهد يعني مسمعاش انه بيعمل مشاكل نيجي انا ومعتز نونسكم انتي وجدتي.
راقها العرض سليمة حتى سرحت باشتياق تتمنى ان يحدث هذا الأمر وعلى الفور ان تنعم بقرب حفيدها وحبيبة الراحل. 
كان هذا مجرد طيف مر بذهنها قبل ان تعود لوعيها سريعا ترفض قاطعة
لا يا نادية اياكي تاجي خليكي مكانك احسن لزوموا ايه تسيبي هنا من الأساس
أمام صدمة الاخيرة سألتها جليلة بحيرة
ليه بتجولي كدة يا ست سليمة ما هي الحال اتصلحت زي ما جالت نادية....
مين اللي جالكم انها اتصحلت
هتفت مقاطعة بحدة لتستطرد بحزم
هو احنا عرفنا باللي اتسبب في اللي فات عشان تدي امان لي جاي انا هنا مطمنة عليكم أكثر معتز امانة ولازم تحافظي عليها زي عنيكي.
اتجهت بالاخيرة نحو نادية التي ردت بدفاعية رغم تعجبها لهذا التصلب المبالغ فيه والذي تجده منها
ويعني انا مجصرة في حاجه مثلا هو انتي بتوصيني على ولدي ياما.
على عكس المتوقع رددت خلفها سليمة بإصرار
ايوة هوصيكي يا نادية وانتي مش من حجك تزعلي مني تبعيني وريحي جلبي ومتخطيش اي خطوة خارج البيت ده غير بحساب.
طب لحد إمتى لحد امتى هنفضل كدة انا وولدي بعيد عن بيوتنا زي بجيت الخلج اللي عايشة عيشة طبيعية.
لحد ما يحلها الحلال.
خرج الرد من سليمة كإجاية عن سؤال الأخرى وداخلها تستكمل مغمغمة
ويبان اللي عليه الامان انا واثقة انه هيبان!
جلست معه على طاولة جمعتهما الاثنان وحدهما في هذا المطعم الفاخر بعد اصراره على تناول وجبة الغذاء به قبل العودة إلى البلدة وتصميم شقيقته وشقيفتها الا يكونا كعزولين بينهما ليتخذا جلستهما بطاولة أخرى بعيدة في الجانب الاخر بالمطعم
لتعقب ساخرة على موقفها
عليا
 

تم نسخ الرابط