رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز


الزهور يعمل على رعايتها بنفسه رغم عدم استهوائه للزراعة من الاساس ولكن كل قاعدة ولها استثناء وهذا أجمل استثناءاته.
وقد كان في هذا الوقت يقوم يسقيها بخرطوم المياه الموصل من الصنبور الخارجي باندماج شديد جعله يغفل عن من وقفت خلفه منذ لحظات صامتة في انتظار انتباهه حتى حدث اخيرا حينما استدار اليها وكأن شيئا اخبره بضرورة الالتفاف.

طالعها للحظات وكأنه يريد التأكد من حقيقتها ظنا منه ان عقله المړيض بها قد تطور بمراحل جنونه حتى اصبح يصنع نموذجا لها من خيالاته.
ايه يا عارف هتفضل باصصلي كدة كتير وانت ساكت
دا حجيجي بجى.
دمدم بها قاطبا ليسقط من يده خرطوم المياه على الأرض الرطبة ويلتف اليها بكليتها ليقترب منها ليزيد من تأكده
روح.
انتصبت تقابله بشموخ مرددة
أيوة روح يا عارف بشحمها ولحمها واجفة جدامك يا واد عمي 
وكأنه استوعب اخيرا حقيقة وجودها هنا معه في الحديقة الصغيرة في المنزل الذي بناه من أجلها وهذه الورود التي كان زرعها قديما لها امتدت كفه ليصافحها بترحيب روتيني يخفي من خلفه هذا التخبط والصخب الدائر بداخله.
اهلا يا بت عمي البيت نور بوجودك المهم انتي عاملة ايه دلوك.
كويسة والحمد لله زي ما انت شايف جدامك اها.
قالتها تبادل المصافحة ليعقب ردا لها
زي الفل طبعا انتي جاية لعمك يامن ولا مرة عمك
لا ده ولا ده انا جيالك انت
اجفل لترتد رأسه للخلف يطالعها بدهشة لهذا الرد المباغت له يسأل قاطبا
جيالي اناا ليه يا روح عايزاني في ايه
ما كان يظنه اندهاشا فيما سبق فقد تحول لذهول تام مع قولها التالي
انا كنت جاية اسألك لساك عايز تتجوزني
بالشفا ان شاء الله يا جدة. 
تمتمت بها بعد أن ناولت المرأة أقراصها لتنهض وترفعه محله على الكمود المجاور لفراشها فرددت فاطمة من خلفها
يهنيكي ويرضى عنك يارب تعبتك معايا يا بتي هي البيت روح راحت فين
اقتربت لتشد الغطاء عليها ترد بابتسامة عذبة
تعبك راحة يا جدة دا برضك كلام تجوليه ع العموم روح مش هتعوج ان شاء الله هي بس راحت لواحدة صاحبتها في مشوار صغير كدة.
بشك استبد بعا عقبت فاطمة تسألها
ويعني هي لما تجوم من رجدتها تطلع على صاحبتها على طول طب تنزل تطل على جدتها الأول خلاص حتمت يعني اما بت جليلة أصل صح.
تبسمت نادية تجاري المرأة وجهة نظرها
أيوة يا جدة هي فعلا جليلة أصل عابزاكي لما تاجي تشدي عليها البت مضړوبة الډم دي هي محتاجة شوية جرص عشان تبطل دلع ورجدة ع الفاضي.
تبسمت فاطمة لمناكفتها وقد أسعدها هذا الوجه الجديد منها فقد اعتادت عليهم اخيرا ونفضت قليلا حزنها عن الراحل زوجها لتنخرط في الحياة العادية معهم وتصبح جزءا من يومهم
انتي كمان بابينك مضړوبة ډم بس سهتانة ومن تحت لتحت صح ولا لاه يا بت جليلة
ضحكت تردد لها
صح يا جدة كل اللي تجوليه انتي صح
ظلت معها لنصف ساعة أخرى تتبادل معها المزاح والحكايات القديمة التي تقصها فاطمة كعادتها في كل جلسة حتى غليها النعاس بجوارها لتنهض مقررة الذهاب بعد ان اعادت على تدثيرها مرة أخرى بأن شدت عليها الغطاء جيدا حتى اذا انتهت خرجت على الفور تبحث عن صغيرها الذي غافلها في لحظة وخرج من الغرفة
معتز واد يا معتز. 
شهقت فجأة ترتد للخلف مجفلة حينما اصطدمت بجدار ضخم اثناء خروجها من الغرفة بعدم تركيز وقد كان بالصدفة هو في طريقه للدخول إلى جدته
تمتمت له باعتذار
معلش مخدتش بالي .
تحمحم بحرج شديد يردف بخشونة ردا لها
مفبش داعي للأسف محصلش حاجة أصلا بس انا والله ما اعرف ان جدتي معاها حد جوه..
حاولت رفع عينيها اليه كي تزيل عنه الحرج بأن تخاطبه بلهجة عادية حتى يمر الأمر ولكنها تفاجأت بهيئته وقد كان مرتديا ملابسه البيته على غير الصورة التي تراها به دائما بنطول قطني مريح يعلوه فانلة سوداء بدون أكمام التصقت بصدره العضلي الضخم لتغزو السخونة وجنتيها مقررة الذهاب والتخلي عن كل ما كانت تهذي به داخلها منذ قليل
ااه انا كنت ماشية اساسا عن اذنك.
قالتها تتخطاه لتردف بالنداء مرة أخرى على ابنها
واد يا
 

تم نسخ الرابط