رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الواحد والأربعون إلى الخامس والأربعون_

موقع أيام نيوز

الحقيقة..
لقد ماټ رايدن وتركها بمفردها بعدما حلموا بكل شئ معا بل وكان الأمر أكبر بينهم.. لم تصل علاقتهم للنقطة الأخيرة ولكنهم وصلوا معا لنقطة أكبر وأعمق.. نقطة رسخت داخلها.
انسابت دموعها بمراره بعدما استمعت لصوت إغلاق الباب وقد انصرفت ملك من الغرفة بعد أن دثرتها
والمقتطفات تعود إليها
 لا استطيع رايدن انتظر حتى نعلن زواجنا
يتذمر قليلا بعدما يبتعد عنها ناهضا وقد نزعته من لحظة الكمال التي يعيشاها معا ولكن فور أن تتعلق عيناها بعينيه ويري أسفها.. يعانقها متناسيا كل شئ متمتما
 لا بأس حبيبتي سانتظر
عادت الحړقة تخترق فؤادها بعدما اقټحمت الذكريات قلبها.. تتسأل داخلها ما الخطأ الذي فعلته حتى تضيع سعادتها.. لقد اختارت الحب اختارت أن لا تكون حكاية أخرى بائسة مثل شقيقها . 
دلفت ملك غرفتها بملامح مرهقة فتعلقت عيناها بعينين رسلان الذي رمقها للحظات ثم عاد يغمض عيناه متسائلا
 نامت
اقتربت من الخزانة تلتقط منامتها وهي حزينة علي حال صديقتها ثم هزت رأسها نافية.. 
زفر أنفاسه واعتدل في رقدته وأقترب منها فانتفخت عروقه ڠضبا وهو يتذكر ما مروا به اليوم
 الموضوع صعب علينا مش علي الهانم لحد دلوقتي مش قادر أصدق إنها تعمل كده في نفسها وفينا.. تتجوز من ورانا ليه
طالعته في صمت ولكن عينيها كان بهما حديثا أخر..
 عايزة تقولي إيه يا ملك إن إحنا السبب!
وكأنها كانت تنتظر سؤاله حتى تجيبه بحقيقتهم التي أصبحوا عليها
 ميادة مش لوحدها الملامة يا رسلان انتوا كمان مذنبين زيها
والرد كان يخرج من شفتيه في ذهول يشير نحو حاله غير مصدقا.. أن شقيقته التي تحظى علي كل شئ ويضعونها في مرتبة عالية ويروها لا تخطئ وعقلها دوما يفوق سنوات عمرها.. ميادة.. الطموحة
ميادة .. التي لا تبحث إلا عن التفوق.. ميادة التي لم تميل لمشاعر الهوى ..
 إحنا يا ملك
 أيوة يا رسلان أنتوا طول عمرها هي اللي بتحاول تقرب منكم.. تظهر ليكم ميادة اللي أنتوا عايزين تشوفوها وفخورين بيها.. لكن عمركم في يوم ما شوفتوا ميادة نفسها عايزة إية
احتدت عيناه رغما عنه وهو يسمعها..
 يمكن أنت اقل واحد فيهم مذنب يا رسلان
وعلقت عيناها به وهي تري نظراته نحوها
 محمد طول عمره بعيد عنكم وأنت في الأول كنت بعيد عشان توصل لحلمك لكنك بعدت من التاني .. عمي عزالدين بقى مشغول طول الوقت وطنط كاميليا بعد ما كنت بتمنى اكون ست زيها في يوم.. مظاهر الحياة اخدتها ومبقتش بتدور غير إزاي تكونوا فوق ديما مهما كان التمن
والتمعت عيناها بالدموع وهي تتذكر رفضها لها رغم إنها كانت تراها فتاة مميزة
 والدتك موفقتش ولا سعيت علي جوازنا غير عشان ولادك و ولاد مها يا رسلان.. حبها ليك ولأحفادها اجبرها إنها ترجع ملك من تاني لحياتكم ..
اقترب منها بعدما بدء يشعر برجفة جسدها
 مش قولنا نحاول ننسى الماضي يا ملك
انسابت الدموع فوق خديها وهي تتذكر نظرات كاميليا لها بأنها من شجعت ميادة فلا احد يعلم باسرار أبنتها إلا هي ..
ارادت كاميليا البوح بما تشعر به ولكن ما كان يلجم لسانها وجود رسلان.. فهي لا تريد خسارة ابنها الحبيب مجددا
 الماضي عمره ما بيتنسي يا رسلان الماضي بيحفر جذوره جوانا.. خليك رحيم عليها يا رسلان.. أنت عارف ومتأكد إنها هتواجه ڠضب والدتك..
واردفت متحسرة علي صديقتها
 كاميليا هانم پتخاف من الفضايح ومش هتسكت غير لما تجوز ميادة ومش هيفرق معاها حزنها
حاول أن يبرر أفعال والدته فرغم كل شئ لا يحب أن يراها إلا بصورتها القديمة.. الأم المحبه لأطفالها.. الأم التي لم تأخذها مظاهر الحياة وتصنع منها شخصية أخرى
 أمي مش وحشة اوي يا ملك هتغضب شويه علي ميادة لكن بعد كده هتقف معاها..
وتنهد بارهاق وحړقة عما صنعته شقيقته بحالها قبل أن تصنعه بهم.. وما يجعله لا يجن أن صحة ما تقوله حقيقة
 لأنها في النهاية أم
ارتخي جسدها بين ذراعيه وعبارته تتردد داخلها.. احتواها بحنان وهو يشعر باستكانتها
 أنا عايزه اكون أم يا رسلان 
........
تثاءب بنعاس وهو يستمع لأخر سطر تسرده له من إجابة سؤاله.. بعدما ظل لساعتين يدرسها بمهارة فمن سيكون أبرع منه في القانون كما يخبرها أحمس دائما
ابتسمت وهي تراه يغلق الكتاب أخيرا متنهدا براحه
 تصدقي وأنا طالب مكنتش بذاكر كده
رفعت حاجبيها دليلا علي أن الأمر لم يدخل عقلها.. فشحص مثله كان بارع في تلك المهنة بالتأكيد كان متوفقا ومميزا في دراسته
 بتبصيلي كده ليه مش مقتنعه!
هتف عبارته ضاحكا علي هيئتها وهي ترمقه بنظرة قد راقت له
 مش معقول ده أنت أسمك علامة في عالم المحاماه
تنهد مسترخيا وهو يتذكر عمه الراحل الذي جعله يحب تلك المهنة وقد أعطاه من سنين خبرته بل وتلك المؤسسة التي كبرت علي يديه
 عمي الله يرحمه هو السبب كنت قريب منه اوي.. كنت بحب كل حاجة هو بيحبها.. تقدري تقولي كان قدوتي بجد
ارتسم الحنين فوق ملامحه فاقتربت منه بعدما شعرت بحزنه علي ذكرى ذلك الراحل
 هو ماټ من زمان
اماء برأسه إليها يتذكر رحيله الذي كان نقطة فاصلة في حياته
 علمني أكبر درس في الحياة
صمت عن حديثه فنظرت إليه بترقب.. تنتظر سماعه..
عانقت عيناه عينيها فابتسمت وهي تراه يطالعها بتحديق
 أني مسيبش الحياة تسرقني يا فتون
اتسعت ابتسامتها رغم إنها لا تعي مقصده.. لكنه درس جدير بأن تتعلمه.. فكم مرة سړقة الحياة من عمرنا وأخذت منا الكثير
 اجمل حاجة يكون عندك ناس في حياتك تتعلم منهم
كان يشعر بها وباحتياجها لأشياء تمنت ان تحظى بها ولكنها كانت ترضي بما تمنحه لها الحياة.. اقترب منها متسائلا بعدما حاصرها بجسده
 وأنت مين في حياتك بتتعلمي منه يا فتون
وانفلتت ضحكته وهو يراها تراوغه عن قصد
 جنات ومدام سحر مديرة الجمعية اللي اتبنت حالتي زمان 
 والمدام ليه متتعلمش من جوزها ولا هو برة الحسبة
هتف بجدية مصطنعه.. فتغيرت ملامحها وهي لا تصدق إنه قد حزن منها..
 سليم انت زعلت
و سليم كان رجلا ماكرا محنك في خطواته وبارع في التلاعب.. عادت ضحكته تصدح في الأرجاء وهو يميل عليها يلثم ثغرها
 هتفضلي طول عمرك بريئة ونقية يا فتون
وقبل أن تدفعه عنها بعدما تلاعب بها كان يحيطها بتملك يذيقها من حبه.. حب أصبحت تحتاجه بل وأدمنته.
ابتعد عنها بعدما افاقته من توقه الشديد ينظر إليها قبل أن يفهم لماذا دفعته عنها برفق قبل أن يكمل رحلته
 سليم خديجة بټعيط
اغمض عينيه قليلا حتي يفيق من نشوته ثم نهض عنها بعدما التقط ثوبها يعطيه لها اسرعت في ارتدائه بخجل متمتمه
 افتحلها يا سليم ديه بټعيط بقالها مدة
عاد لثباته بعدما هندم هيئته سريعا واتجه نحو باب الغرفة يفتحه لصغيرته التي أندفعت لحضنه باكية
 الۏحش كان هياكلني يا بابي
تألم قلبه وهو يري الدموع اغرقت خدي صغيرته ثم اخدت تلتقط أنفاسها بصعوبة
 حببتي أنت في حضن بابي دلوقتي مافيش حاجة هتحصلك مش بابي هو الفارس بتاعتك
اماءت الصغيرة برأسها ټدفن وجهه في عنق والدها
 متسبنيش يا بابي
انفطر قلبه وهو يري حالتها وقد ازداد حقده علي شهيرة لأول مرة دون تعاطف
 أنت عمري كله يا ديدا بابي مستحيل يسيبك
وببضعة كلمات تحبها صغيرته كان يخبرها بحبه.. تعلقت بعنقه بشدة تحت نظرات فتون إليهم.. 
تلاقت عيناه بها.. فوجدها تتخذ طرف الفراش تاركة للصغيرة مساحة بينهم تدعوه بعينيها
تم نسخ الرابط