رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الواحد والأربعون إلى الخامس والأربعون_
المحتويات
ويعطي أوامره لأحدهم حتى يبدء باتخاذ الإجراءات في ذلك المشفى التي يعمل بها صديقه رسلان
تهللت ملامح السيدة عبله تنظر لابنتها ثم احتضنتها بقوة
ابن أصول وراجل متأخرش عننا في حاجة قولت لابوكي يكلمه لكن اتحرج واه مكسفناش
علقت عينين فتون به وهي تستمع لمدح والدتها عنه وكيف سوف تفخر به وسط جاراتها حينا عودتها
وها هي تجلس وسط شقيقاتها اللاتي يصغرونها بالعمر حالمين بحياة كهذه
جوزك حلو اوي يا فتون
والأخرى تهتف ممتعضة وهي تنظر نحو دبلة خطبتها
ياريتني ما كنت قبلت بخطوبة الواد سيد وكنت جيت عيشت معاك هنا ويا سلام لو لقيت واحد حلو وغني من معارف جوزك
انتوا تافهين كده ليه اهم حاجة الحب والسعادة مش الفلوس
دلفت والدتهم الغرفة فجأة بعدما اهتمت بنوم أصغر صغارها تنظر إليهم وهي لا تصدق أن ابنتها الكبرى تجلس هكذا منذ ساعات دون أن تذهب لرؤية زوجها
أنت لسا قاعده وسطيهم وبتسمعي كلامهم الفارغ
تذمروا من حديث والدتهم فرمقتهم السيدة عبلة بمقت
سليم عارف إني هبات معاهم النهاردة
لطمت السيدة عبلة صدرها مع شهقة خرجت من بين شفتيها غير مصدقة ما تسمعه
تنامي بعيد عن جوزك.. إيه الخيبه اللي بقيتي فيها ديه.. قومي تعالي عايزاكي في كلمتين
واقتربت منها تنتشلها من مكانها وقد هتفت إحدى شقيقاتها معترضه
ولكن من نظرة واحده رمقتهم بها السيده عبله ابتلعوا حديثهم وانشغلوا في العراك مع بعضهن
اقتربت فتون من والدتها تعترض ثانية علي نهوضها من بينهم
بلاش خيابه الست الناصحه تفضل ديما جانب جوزها.. مش كفايه لحد دلوقتي بطنك ما شليتش منه حتت عيل..
واستطردت في حديثها تخبرها عن سبب إنجابها الكثير بمعتقداتها القديمة التي عفا عنها الزمن
عشان كده جبتينا تمانية وظلمتينا
امتعضت ملامح السيدة عبله وهي تستمع لعبارتها
اومال اربط ابوكم إزاي وهو شايف نفسه عليا..بسبب حلاوته.. ده انت متعرفيش انا عملت إيه عشان اتجوزه
ارتفع حاجبي فتون في ذهول فلأول مرة تخبرها والدتها عن هذا الأمر ولكن قبل أن تسألها ماذا فعلت حتى تحصل على والدها..
روحي لجوزك وبلاش خيبة مش هتفرحي لما تطلقي مرة تانية
طعنتها عبارة والدتها ولكنها تجاوزتها كما تجاوزت الكثير من قبل..
دلفت للغرفة بملامح متجهمة وقد أخذ ينهي مكالمته مع صغيرته التي باتت الليله برفقة والدتها خارجا
طالعها في دهشة.. فقد قررت أن تغفو الليلة جوار شقيقاتها
مش قولتي هتنامي مع اخواتك
سألها وقد اقترب منها ينظر داخل عينيها بعدما لم يسمع جوابها
مالك يا فتون
حاولت نفض بعض المشاعر السلبيه عنها وعادت لدروسها التثقيفيه تبتسم إليه
سليم أنا بحبك اوي
التمعت عيناه وهو يسمع عبارة حبها ثم ضافت هذه المرة بمرح
مش عارفه هحبك اكتر من كده ازاي قلبي ممكن ينفجر فجأة
وهنا لم يتحمل المزيد من حديثها فجذبها إليه في عناق يبث فيه مشاعره وقد تناسي شعور الحنق خاصة بعد حديثهم داخل السيارة.
.............
فتحت جنات باب المنزل الخاص بها في البناية القديمة التي كانت تقطن بها قبل زواجها منه.. وقد ظنتها السيدة صباح مجددا..
فمنذ دقائق قد أتت إليها بطبق طعام .. حتى إذا جاعت ليلا تخرجه من البراد وتسخنه ولكن تلك المرة لم تكن السيدة صباح بل كان هو اخر من توقعت أن يهتم لامرها... فقد ظنت سيكون خير من سعيد لبداية ابتعادها عنه بعدما الصقت حالها به واجبرته علي زواجها
كاظم!
رمقها كاظم بنظرات قوية يتأمل هيئتها ثم دفعها للداخل ماقتا تلاعبها معه
الأستاذة حظرت رقمي مش كده
طالعته في توتر قليلا و اجبرت حالها علي الثبات ثم رفعت عيناها إليه تحادثه في قوة
ولا كلمه عايز اسمعها تدخلي تغيري هدومك من سكات وحسابنا في بيتنا يا جنات هانم
ضاقت عيناها وهي تسمعه ورغما عنها كانت تضحك بقوة
بيتنا قصدك بيتك لوحدك يا كاظم باشا... وانا اه بطلع من حياتك.. ولو سامحت ميصحش وجودك هنا.. ناس كتير متعرفش إنك جوزي
ضاقت عينين كاظم وهو يرمقها يعقد ساعديه أمام صدره متسائلا
وده دور جديد بتلعبي معايا يا جنات
تجهمت ملامحها وهي تسمع عبارته ودون شعور منها كانت تدفعه بقبضتيها
أنا ازاي كنت غبيه ومش شايفه اد إيه انت راجل سئ ومعقد ومعندكش مشاعر انت فعلا صورة اپشع من جودة النعماني
احتقنت ملامحه وهي يستمع لتلك الحقيقة التي يعلمها هو بالفعل اپشع من والده هو لا يرحم لا يسمح لاحدا ان يقف أمامه و يناطحه
فكيف يصبر علي تحملها.. هل بعد كل ما فعله بها لم يكسرها التقط قبضتيها في قبضه واحده ينظر إليها بقوة
اللعبه أنت اللي بدأتيها وأنا اللي هنهيها يا جنات
مريض
بلاش تشوفي الصوره البشعه مني يا جنات
هو في اپشع من كده
تراجع للخلف ينظر إليها يطالع ذبول ملامحها يعطيها خيارا أخر
وممكن تشوفي وش أفضل من كده
تعلقت عيناها به تنظر إليه منتظرة أن تسمع المزيد من حديثه .. فالتمعت عيناه واقترب منها
خروجك من حياتي متوقف علي حاجة واحده يا جنات
وانتظرت سماع هذا الشئ الذي سيكون مقابل حريتها لتتجمد ملامحها في ذهول غير مصدقة ما تسمعه منه.
..
لم يأتي في مخيلتها يوما أنها ستهوي أرضا من شدة الضحك بل و سوف تسلب الضحكات أنفاسها وتسقط دموعها دون أن تعرف لها معنى
حدقها بنظرات طويلة وهي يستمع لصوت ضحكاتها التي اشعرته بمدى استخفافها بحديثه فتوقفت عن الضحك وهي تراه مكفر الوجه يقبض فوق كفيه بقوة..
اعتدلت في وقفتها تحاول التقاط أنفاسها وقد زين ثغرها ابتسامه واسعة
مكنتش اعرف إن كاظم باشا بيعرف يقول نكت زي الناس العادية
ازدادت تقسيمات كاظم تجهما من عبارتها فاسرعت في وضع يدها فوق شفتيها قبل أن تعود لهسترية الضحك التي رافقتها منذ لحظات
مش قادرة اتمالك نفسي
والټفت بجسدها تتحاشا النظر إليه.. تعيد عليه حديثه
عايزني اخضع واستسلم ليك عايزني مجرد ست بتلبي رغباتك لحد ما تزهق مني فتقولي مع السلامة مع مبلغ مالي حلو عشان اقدر اعرف كويس اد إيه أنت راجل كريم..
ومخرجتنيش من الجوازة ديه خسرانه
عقد ساعديه أمام صدره ينتظر فروغها من حديثها الذي رافقته بلعناتها عن حقارته
إزاي بتقدر تكون بالحقارة ديه ازاي للحظه افتكرت إن عندك قلب ممكن يحب
جنات
صړخ اسمها عاليا واقترب منها يقبض فوق كتفيها بقوة.. يزجرها بنظراته الحادة
أنت ليه فاكراني راجل مغفل وهصدق الدور اللي عايشاه
اتسعت عيناها ذهولا وهي تسمع كلماته هل لهذه الدرجة هو أعمى البصيرة
اوعي تكوني فاكرة إني مصدق الدور اللي عايشه فيه البطولة .. مهما عملتي هفضل شايفك في صورة واحده وأنت اكيد عارفاها
دمعت عيناها وهي تري نظراته القاسېة نحوها بعد سماعها لعباراته القاسېة
اختارتي تلعبي معايا رغم إني حذرتك..عرضت عليك الفلوس لكنك كنت..
بس كفاية
دفعته عنها صاړخة لا تستوعب مدي القسۏة التي تغلف قلبه.. تنظر إليه فتصدمها نظراته المستخفه
طماعة مخادعة صائدة ثروات.. مش هو ده اللي أنت عايز تقوله
تقدم منها
متابعة القراءة