رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الواحد والأربعون إلى الخامس والأربعون_
المحتويات
أن يقترب بها
أستمع لتثاوب صغيرته تهمس إليه راجية
بابي ديدا عايزه تنام معاك وتحكيلها حكاية
ضمھا بشدة بعدما وضع بقبلة حانية فوق خصلاتها
حاضر يا حببتي
اقترب بالصغيرة من الفراش فحاولت فتون الاقتراب منها ولكن الصغيرة تجاهلتها في صمت.. وبأسف كان يهز رأسه إليها ألا تحزن
ورغما عنه كان يبتسم وهو يري صغيرته الماكرة المتملكة تحتضنه بقوة وتفرد ذراعيها فوقه.. وكأنها تخبر الجالسة جوارها أنه ملكية خاصة بها وحدها.
ديه ضرتك يا فتون
بابي احكي الحكاية ديدا عايزة تنام
فابتسم وهو يرفعها قليلا فوق صدره ويحاوطها بذراعيه
طيب إيه رأيك نخلي فتون تحكينا حكاية
طالعته فتون بنظرة سعيدة مرحبة باقتراحه ولكن سرعان ما انطفاءت تلك النظرة السعيدة من عينيها وهي تستمع لصوت الصغيرة
بابي معندهوش حكاية يحكيها يا ديدا اطلبي من فتون هي اللي تحكي..
ض
وبحماس اخذ يخبرها عن بضعه حكايات لا تعرفها سوي فتون تحمست الصغيرة قليلا ولكن حمسها انطفئ وهي تغمض عينيها بقوة تتذكر مكالمة والدتها لها هذا المساء .. فإذا أرداتها هي لابد ان لا تحب فتون والصغيرة لا تريد إلا والدتها في حياتها
اڼصدم من رفض صغيرته.. وسرعان ما ضمت نفسها إليه تهمس له برجاء
بابي أنا عايزة مامي
غفت الصغيرة بعد دقائق من شدة إرهاقها بسبب البكاء.. ليتنهد سليم وهو ينظر نحو التي كانت تطالع الصغيرة ..فهي تشعر بمشاعر تلك الصغيرة وشوقها لوالدتها
فتون...
أنا مش زعلانه لو مكانها هعمل كده صدقني..أنا بحب حبك ليها خديجة محظوظة بيك
التمعت عيناه بحب وهو يسمعها وقد زال الحزن الذي استوطن قلبه بسبب صغيرته فلم يكن يتمنى لها يوما أن تعيش مشاعر هكذا بينه وبين والدتها
حببتي العاقلة واللي بسبب عقلها هتخليني أنام في الوسط مع اني مبحبش أكون الوسط في أي حاجة
ولا مش عايزة تنامي في حضني
أسرعت في تلبية دعوته.. سعيدة بتلك المشاعر التي يجعلها تعيشها.
..........
فرك جبينه مرهقا بعدما نهض عن مقعده في غرفة مكتبه فالأعمال أصبحت تتثاقل فوق كتفيه.. والتوسع الذي أراده أصبح لا يعطي له متسع للتنفس ولكنه قد اختار الطريق.. أن يهلك نفسه في العمل..
والسخرية ترتسم فوق شفتيه يخاطب حاله
يا لك من محظوظ يا جسار
عاد لمكتبه ثانية حتي يلتقط ما يخص الحمله وعاد بادراجه نحو الخارج قاصدا غرفته.
وبعينين مغلقتين كان يستمع لما تسرده في التسجيل الصوتي خفق قلبه شفقة وهو يستمع لكل كلمة تنطقها بمرارة.
ساعة مرت وهو جالس يستمع.. يتسأل داخله هل تعرضت لكل هذا في سنوات عمرها القليلة.. إنها لم تتجاوز الثاني والعشرون من عمرها
تحرش وتعرضت ضړب ونالت عمل وعملت بأي شئ حلال يجلب المال دون خجل وحلمها الوحيد كان أن تعيش هي وأبيها حياة كريمة بعيده عن شقيقها وتكمل تعليمها ولكن والدها قد رحل وتركها تحت سطوة أخ لا يرحم.
انتهى التسجيل أخيرا فعن أي جزء سيتم أخذه من حكايتها في الحملة حتي يتعاطف الناس والحكاية بأكملها نابعه من القلب ومن مرارة ما عانته صاحبتها.
شعر بالندم قليلا يتذكر حينما طلب منها أن لا تهاتف ملك وتبتعد عنها فهي ليست أهلا لصداقتها
وقد ذكرت ملك في حياتها.. ذكرت تلك التي احيانا يشعر بالحقد نحو رسلان لأنه نالها..
جفاه النوم ولكن لم تكن حكاية بسمة هي من جافته.. فقد أخذه الحنين نحو الأيام التي قضاها مع ملك.. كانت كشقيقه وصديقه لم ينظر لها يوما بتلك النظرة التي ينظر بها الرجال للنساء رغم إنه حاول أن تنجح علاقتهما ولكنها كانت في عينيه في صوره الشقيقه..
ليت قلبه الأحمق وقلبها كانوا اجتمعوا ما كان وقع في حيلة جيهان الخبيثه.. جيهان التي نالت المال الكثير لتخرج عن حياته وجعلته كارها للنساء.
...........
داعبت خديجة عنقها بيدها وهي تري رسالته التي بعثها ردا عن رسالتها.. صحيح أن المراسلة بدأت بينهم من أجل الاطمئنان عليها بعدما كانت ستنزلق قدمها عند خروجها من المطعم اليوم..
لم يكن اللقاء صدفة من قبلها ولكن هو كان أكثر من سعيد وهو يراها في المطعم الذي يأتي إليه دوما.
ابتسمت وهي تري بعض الصور التي يبعثها لها في رحلة التزلج الأخيرة برفقة أصدقاءه ولكن ابتسامتها تلاشت وهي تري في إحدى الصور فتاة تعنقه..
تجمدت عينيها قليلا نحو الصورة ولم تشعر بحالها إلا وهي تغلق هاتفها تزفر أنفاسها وتمسح فوق خديها غير مصدقة.. أن شعور الغيرة اقتحم فؤادها.
...........
فتح شرفته بعدما لم يجد أملا في النوم هذه الليلة.. طالع السماء الملبدة بالغيوم واقترب من سياج الشرفة.. فعلي ما يبدو إنها ستمطر هذه الليلة أو في الصباح.
اغمض عينيه يزفر أنفاسه براحه.. و ظل هكذا حتى شعر بالاسترخاء.. ففتح عينيه..
ولكن عيناه علقت بتلك التي جلست فوق العشب تحمل قطة فوق حجرها وتطعمها..
بدأت قطرات المياة ترتطم برأسه ثم اشتد هطول المطر
ظنها ركضت نحو الداخل ولكنه وجدها تقف مكانها تبحث عن مكان ما..
تنهد بضيق ف في الصباح ستذهب معه للشركة حتى يبدأوا جلسة التصوير معها ولكنها كالحمقاء واقفة والمطر يهطل فوقها.
اسرع في خطواته للأسفل وخرج حانقا غاضبا
وجدها تتجه نحو مكان يمنع تسرب الماء فوقها ثم اسرعت تزيل عنها سترتها وتضعها فوق القطة بعدما وضعت لها الخبز الذي كان معها
ميمي خليكي هنا اوعي تمشي وعقلك يوزك تقولي اروح للقط اللي ماشيه معاه..
طالعتها القطه وهي تضيق عينيها فرمقتها بسمة حانقة
بلاش البصه ديه ده أنا قفشاكي امبارح معاه
وانحنت نحوها حتى تحذرها من الركض وراء ذلك القط
أنت بتعملي إيه هنا والدنيا بتشتي
سكنت بسمة مكانها لا تستوعب إنه واقف خلفها.. الټفت ببطء نحوه تنظر إليه برجفة لا تعرف أهي من شدة البرودة ام من تلك النظرة التي يرمقها بها
جسار بيه
تمتمت اسمه والماء يتقطر منها فاقترب منها يجذب ذراعها حانقا
لو حضرتك تعبتي دلوقتي هنضطر نأجل التصوير عشان خاطرك..
انسابت دموعها وهي تستمع إليه.. فكل ما يعبأ لأمره هي حملته
كنت بحط اكل ل ميمي دادة سعاد قالتلي انك پتكره القطط
استهتارك بسبب قطه
ممكن تسيب دراعي
طالع جسار يده التي مازالت تقبض فوق ذراعها فتنهد بضجر أمرا
ياريت تدخلي تغيري هدومك وتنامي علطول.. وشوفيلك أي علاج للبرد بدل ما بكرة الاقيكي تعبانه
ابتلعت غصتها فقد قررت أن تتحمل قسوته حتى تنال ما سيقدمه إليها ثم ترحل عن هذا المنزل وعنه دون رجعة...
تحركت من أمامه وسرعان ما خرجت منها صړخة وهي تجد جسدها يميل للخلف فاغمضت عينيها وهي تعلم أن الأرض من سترحب بها ولكنها لم تجد إلا ذراعيه تسندها وعيناه تحدق بها
............
حتى بعدما نالها ونال متعته منها مازال يتمتم باسمها راغبا بها بل
متابعة القراءة