رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الواحد والأربعون إلى الخامس والأربعون_
المحتويات
أصبحت شديدة القتامة.. أرادت الابتعاد عنه خشية فعاد وجذبها إليه يهتف بصلابه
رايحه فين
وقبل أن تهتف بشئ كان يخرسها بقبلاته.. يخبره بأنه وحده زوجها وأنه الأول في كل شئ.. كل جزء بها يملكه.. أخرجت الۏحش الكامن داخله.. و لم يكن لأول مرة نفس الرجل الذي عاهدته...الحنون في لمساته
ابتعد اخيرا عنها يلهث أنفاسه بقوة.. وكأنه انتبه علي ما كان يفعله بها..
ولم تكن تتطالعه إلا في صمت اجتذبها لاحضانه يعيد اعتذاره لها مجددا يخبرها أنها السبب.. فقد ضغطت علي أكثر الأشياء التي يكره تذكرها والحديث فيها
قولتلك يا فتون بلاش سيرته.. اتكلمي معايا في أي حاجة بعيدا عنه سيرته
أنت كأنك كنت بتعاقبني يا سليم
ضمھا إليه نادما يمد كفه نحو وجهها يمسح عليه برفق
وهل تذكرها له كان شيئا سهلا عليها ولكنه كان علامة في حياتها.. بصمه وضعت فوق جسدها وشوهت روحها.. في الوقت الذي كانت براعمها مازالت تتفتح
ابتعدت عنه تنظر له بنظرة قد فهمها
طالعته في صمت حتى تجد البداية لتخبره عن طلبها
جنات محتاجة ترجع الشغل تاني أرجوك ساعدها يا سليم
انفرجت شفتيه في ضحكة قويه مما جعلتها تعبس بملامحها تقطب ما بين حاجبيها
كل الدراما اللي كنا فيها ديه عشان جنات عايزه ترجع الشغل.. وطبعا تجبيلي البدايه إزاي فلازم نفتح الدفاتر القديمه ونقلبها حلقة نكد وقد إيه هي طلعت مظلومه من جوازها من كاظم رغم إني حذرتها كاظم راجل معندهوش مشاعر راجل بتاع شغل وبس
توقف عن الحديث بعدما أستمع لطلبها الأخر وقد طلبته بكل وضوح دون مماطله
مش أنت لسا قايل اطلب من غير ما اضطر ما الف وادور
ارتفع كلا حاجبيه متعجبا من نظرتها العابثة له .. فالقطه الصغيرة لم تعد دون مخالب
ده أمر.. ولا طلب
وببراءة كانت تعود إليها تهتف وهي تتسطح فوق الفراش مسترخية تحت نظراته التي تلتهمها
جنات اه أحمس لاء
اعترض وهي كانت تفهم سبب اعتراضه.. طالعت ملامحه الجامدة لا تستوعب كيف رجلا مثله يشعر بالغيرة من شاب ك أحمس
سليم أحمس وجنات عيلتي التانيه وقفوا معايا في اكتر وقت كنت محتاجه حد في ضهري وجانبي
امتقعت ملامحه وهو ينهض من جوارها يرمقها من فوق كتفه يهتف باقتضاب
ما أنا طلعت كسبانه اه و لولا إنها اتعاونت معاك مكنتش عيشت السعاده اللي أنا عايشها
توقف مكانه وعاد يلتف إليها بكامل جسده .. يرمقها بنظرات فاحصة طويلة وكأنه يدرس المخلوقة الجديده التي بدأت تحادثه بحنكة
شايف نسخة جديدة من مراتي.. بس يا تري التلميذ أول ما هيجي يتمرد.. هيتمرد علي أستاذه
إطلاقا سيدي!
ضاقت عيناه وعاد إليها يلتقطها من فوق الفراش فتمكنت من كتم ضحكتها بصعوبة
هعترف وهقر بكل حاجة أنا بدأت انضم لدورات تثقيفية في الجامعه مع احمس
احمس تاني بلاش تخليني احلف إنك تقطعي علاقتك بي
سليم النجار راجل عاقل.. بيعرف يفهم الناس كويس اوي ولا إيه يا سيدي
موافق يا فتون لحد ما اشوف آخرة عيلتك التانيه إيه
وبمناسبة عيلتي الأولى عايزه اسافر بعد الامتحانات
رمقها بملامح مبهمة وهو يميل نحوها يسألها عن طلباتهم الأخرى
وإيه كمان
وببراعة كانت تنتشله من مشاعره في تغير شخصيتها تخبره بتلقائيتها
هبقي طماعه يا سيدي لو طلبت أكتر من كده
وبعنفوان أكبر كان يدمغها بعشقه يخبرها مرارا إنه يحبها بل يعشقها يعشق ضعفها وتمردها الجديديعشقها بكل ما فيها.. وهو لم يكن يوما هكذا.. لم يكن يعشق إلا المميز في النساء واليوم علم كيف يكون العشق الحقيقي.
.......
كان هذا الصباح مختلفا علي جنات وهي تتلقى المكالمة من فتون التي اخبرتها بمرح عن قبول سليم لعودتها للعمل بل منح فرصة أيضا لأحمس
أنا مش عارفة أشكرك إزاي يا فتون.. لأول مرة هعترف ليكي إن وجود سليم في حياتنا غير حاجات كتير
ابتسمت فتون وهي تستمع لحديث جنات عن زوجها وكيف هو رجلا حقيقيا
فعلا يا جنات نفسي اعمله حاجة تفرحه
هاتيله طفل وهو هيفرح
القتها جنات مازحة لا تقصد شئ من وراء مزحتها فتلاشت السعادة من فوق ملامحها.. و وقفت أعلي الدرج تزفر أنفاسها متنهدة بأسي
باخد العلاج ومافيش حاجة يا جنات وسليم مبقاش يهتم خلاص..
عادت المخاۏف تطرق حصونها الضعيفة فشعرت جنات بالحزن على حالها
الدكتور قال مافيش سبب قوي يمنع أنت بس محتاجه شوية علاج وكله هيكون تمام
دمعت عيناهاتتمنى داخلها ألا تحرم من هذه السعادة التي تعيشها
أسفه يا فتون شوفي أنت اتصلتي تفرحيني.. وأنا زعلتك من غير ما أقصد
أسرعت في مسح دموعها وعادت تبتسم وهي تكمل هبوط الدرج غير منتبها علي نظرات شهيرة السعيدة لما سمعته..
الخادمة الصغيرة لديها مشاكل بالحمل لن يكون لابنتها أشقاء من هذه الخادمة ولن تستمر هذه الزيجة بالتأكيد
عادت لغرفتها تلتقط هاتفها.. تريد أن تشارك أحدا بسعادتها لما سمعته بالمصادفة
عندها مشاكل في الخلفة يا دينا مش محتاجين موضوع الحبوب في حاجة خلاص..
ودينا كانت أكثر من سعيدة بالخبر لقد وضعت شهيرة في الصوره واصبحت تنتظر فرصتها من بعيد.. فلا شهيرة ولا الخادمة سيظلوا بحياته.. بعدما يبدء سليم بالضجر منهن... وسيبحث عن أخرى تريحه وتنجب له ولدا كما يرغب الكثير من الرجال .
........
شهقت بفزع وهي تراه يعقد ساعديه امام صدره.. ينظر إليها بنظرة لم تفهمها.. تجاهلته واتجهت نحو خزانة ملابسها تلتقط منها بعض الثياب..
انتقت الثوب الذي سترتديه واتجهت نحو المرحاض حتي تتمكن من ارتداءه وتذهب لعملها الذي عادت إليه
لو أنا بقيت شفاف قدامك قوليلي يا مدام
قلبت شفتيها ممتعضة من حديثه.. وأكملت خطواتها فاجتذبها پغضب
رايحة فين يا مدام
وببساطة كانت تجيبه عن الحديث الذي أستمع إليه منذ دقائق زوجته المصونة قد حصلت علي عمل دون أن تبلغه وتأخذ منه قرار موافقته
رجعت لشغلي تاني..
وبملامح مسترخية اردفت ببرود وهي تتجاهل نظراته إليها
الواحده مننا ملهاش غير شغلها
مافيش شغل فاهمه
دفعها من أمامه صائحا.. فتعالت ضحكاتها حتى آلمتها معدتها من شدة الضحك
ضحكتني يا كاظم باشا مش ده برضوة كان من اتفقانا زمان.. مافيش مشكلة اشتغل بس محدش يعرف إني مراتك.. ومتقلقش أنا مش لابسه دبلة ولا حاجة الخاتم الالماظ اللي حسيت بالسعادة وانا بلبسه اتخلصت منه ورميته في حمام السباحة
التمعت عيناه بالجمود وهو يسمعها فاسرعت بالابتعاد عنه فلم يعد لديها متسع للحديث معه وإضاعة وقتها
بلاش تلعبي معايا يا جنات أنت جربتي اللعب معايا كان آخرته إيه
أخرتها إنك رجعتني أقوى خلتني أعرف إن قبل ما قلبك يذلك ومشاعرك تخونك إتجاه غريزتك.. ټقتل نفسك قبل ما ترميها تحت رجلين راجل ميعرفش يعني إيه حب
هتفت بها بمراره وهي تتحاشي النظر إليه رحل من أمامها في صمت تعجبته منه لا تصدق إنه انسحب هكذا دون أن يسمعها حديثه القاسې
خرج من المنزل وكأن إعصار قد اقتحمه وصعد سيارته يضغط برأسه فوق عجلة القيادة لا يعرف ما الشئ الذي بدء يتغير داخله والإجابة كانت مفقودة وهو يتذكر حديث زوجة
متابعة القراءة