رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الواحد والأربعون إلى الخامس والأربعون_
المحتويات
اشربي الأعشاب وبعدين خدي مسكن عشان البرد
ضغط بتأكيد علي عبارته الأخيرة وهو يطالع تورد وجنتاها قطبت حاجبيها پألم.. واشاحت عيناها عنه.. واتجهت نحو طاولة المطبخ تحمل كوبها
لازم تاخدي مسكن
سقطت دموعها من شدة آلامها تخبره بصوت قد خذلها
دورت ومافيش مسكن في المطبخ
إزاي مش معقول.. ثواني وهطلع اجيبلك من أوضتي
هتكوني كويسه متقلقيش
توقفت السيدة سعاد تلك المرة داخل المطبخ تنظر إليهما وقد أنتبه إليها جسار ينظر لدورق الماء الفارغ الذي تحمله.. وكما يبدو له إنها نهضت بسبب العطش
هتف بها قبل أن يغادر علي الفور بعدما القى بنظرة سريعة نحو بسمة التي اخذت تطالع نظرات السيدة سعاد إليها
............
ظلت لساعات تنتظر قدومه حتى بدأت تفقد الأمل عاد مشهد اليوم يسير أمامها فسقطت دموعها وقد أدركت أن رحيلها قد أوشك..ستعود شهيرة للمنزل رغم إنه لن يعيدها لعصمته.. ولكن بالتأكيد خطوتها الأخرى ستكون العودة لعصمته وستكون هي كما أخبروها مجرد نزوة.
أسرعت في ارتداء حذائها المنزلي واسرعت في خطاها لأسفل.. تقصد مكانه المعتاد ولم يكن إلا غرفة مكتبه
كان الظلام يعم الغرفة فبحثت عنه حولها .. لتقع عيناها عليه وهو مسطح فوق الأريكة ويضع ذراعيه أسفل رأسه
سليم
فتح عيناه ببطئ يرمقها متسائلا عن سبب استيقاظها لهذا الوقت
منمتيش ليه اطلعي نامي.. أنا هفضل في المكتب
مبقتش أعرف أنام غير وأنت جانبي
علقت عيناها به وهي تتمتم بعبارتها فطالعها غير مصدقا.. فهي إلى الأن تخاف أن تحبه وتثق به.. تظن نفسها في حياته مجرد نزوة.. تراه ببشاعة وكأنه رجل خسيس ضعيف لشهواته.. حينا يشبع شبقه منها سيلقي بها خارج حياته..
ظنها ستعترض أو ستغضب ولكنها اجابتها بأخر شئ كان ينتظره منها
هي هتيجي عشان خديجة لكن متحلمش إنها هتاخد حاجة تانية
وبابتسامة لعوبة وعبث قد افتقدتهم منه تسأل وهو يعتدل ويتفحص ما ترتديه أسفل مئزرها
وإيه هي الحاجة ديه يا فتون
وهي لا تعرف المراوغة مثله منحته الإجابه التي اطربت قلبه وجعلته ينسى حنقه منها
وبتملك تعجبه منها لا يستوعب أنه يسمع تلك العبارة منها
أنت ملكي أنا وبس يا سليم
ارتفعت أنفاسه المشټعلة بالرغبة رغبة كان يقودها الحب.. ولم تشعر إلا وهي بين ذراعيه فوق الأريكة.. تطير فوق السحاب تبادله الحب بنفس توقه
غفت فوق صدره بعدما لثم رأسها بحنو يهمس لها
أنا فعلا ملكك أنت وبس يا فتون
..........
داعبت أشعة الشمس جفنيه وهو يطالعها بسعادة وهي تغفو فوق صدره.. داعب خدها برفق حتى بدأت تفتح عينيها بصعوبه لا تصدق إنها غفت جواره فوق الأريكة
صباح الخير
بهمس يصحبه الخجل تمتمت
صباح النور
وبمشاغبة ونشاط كان يصاحب جسده داعبها بكلماته
تعالي نطلع اوضتنا قبل ما الخدم ينتشروا في البيت
طالعته بوداعة وهي تومئ برأسها دون نطق شئ من شدة خجلها ولكنه ضړب قراره في عرض الحائط.. وعاد ينالها مجددا
ابتعد عنها بعدما أستمع صوت شهيرة الذي أخذ يصدح بالمنزل.. تخبر الخدم بأخذ حقائبها لإحدى غرف الجناح الأيمن و تتسأل عنه.. تستعجب عدم نزوله من غرفته لهذا الوقت
مش معقول يكون سليم لسا نايم ده الساعه تسعة.. اكيد في اوضة المكتب
وقبل أن تخبرها الخادمة بعدم استيقاظه بالفعل.. اتجهت شهيرة نحو غرفة مكتبه.. تحرك مقبض الباب وتهتف باسمه
.
وقفت جامدة في مكانها وقد تعالت أصوات أنفاسها.. تتحكم جاهدة في ثباتها أمام أعين الخادمة التي وقفت أمامها مترقبة بعدما أندفعت لداخل غرفة المكتب وخرجت منه علي الفور وكأن عقرب قد لدغها بالداخل
ست شهيرة أنت كويسه يا هانم
حدقت بها شهيرة وقد كان عقلها غائب في المشهد الذي رأته منذ لحظات في ثواني خاطفة.. سليم يلتقط قميصه بعجالة يعطيه لها حتى ترتديه فوق اللاشئ.. وهي تقف خلفه تتحامي بجسده..
اندلعت النيران داخل فؤادها وهي تقبض فوق كفيها.. حتى انغرزت أظافرها داخلهما ف المشهد لا يترك عقلها بل بدء عقلها يرسم لها اللحظات التي صارت بينهم بأتقان..
سليم والخادمة في غرفة المكتب.. هل وصل به الأمر أن يعاشرها في مكتبه ..
اخذتها أفكارها لنقاط بعيدة تنظر حولها للمنزل..
تتخيل أين وصل بهم الحال...
هل لهذه الدرجة لا يتحمل رغبته بها.. ويتوق إليها بمجرد أن تتدلل عليه قليلا.. وعند هذه النقطه كانت تريد أن تصرخ عاليا
روحي علي شغلك يا مجيدة
تجمدت جميع حواسها وهي تستمع لصوته بعدما غادر مكتبه أخيرا.. الټفت بجسدها ببطئ لتري تلك التي لن تشبهها إلا بالعاهرة الصغيرة
فتون انجزي واطلعي من الأوضة مش هنفضل كده وكأننا مش في بيتنا
هل يمزح ويضحك بفخر كان أول شئ طرء في عقل شهيرة وهي تقف تحملق بهم..
وجدتها تخرج من الغرفة ترتدي قميصه وتحمل ثيابها الأخرى.. فتعالت ضحكاته وهو يرمقها كيف وقفت تتلفت حولها.. حتى لا يراها أحدا من الخدم
أنت السبب علي فكرة
وعندما وجدت نظرته المحذرة اللعوبه.. ركضت من أمامه تخشي أن ينفذ وعيده ويعودوا للغرفة مجددا.. فهو لا يعبأ بشئ وسيكون أكثر من سعيد.
تعالت ضحكته وهو يتحرك خلفها فوقفت شهيرة مذهولة.. وقد انسحبت أنفاسها وهي لا تصدق إنها تشاهد سليم هكذا.. رجلا مراهقا ليس في الخامسة والثلاثون من عمره
تقدري تطلعي لبنتك يا شهيرة واتمنى فعلا تقربي منها وتعرفي تحتويها
حدقته بنظرات طويلة قبل أن يلتف بجسده مجددا ويكمل خطواته نحو الأعلى وكأنه أخيرا قد رآها
تجهمت ملامحها وعادت لتوازنها بعدما فاقت من حالة ذهولها
إحنا لازم نتكلم يا سليم المهزله ديه مينفعش البنت تشوفها
توقف أعلى الدرج وهو يستمع لصوتها الذي تعالا
صوتك يا شهيرة متنسيش إنك في بيتي
التجم لسانها لا تستوعب ما تسمعه منه بل وأكمل خطواته دون أن يعيرها أي التفافه أخرى بحثت عن شئ حولها حتى تخرج فيه حنقها ولكن لم تجد إلا الخادمة التي أتت إليها تخبرها بأن أغراضها تم ترتيبهم.
.........
وضعت طعام الفطور بملامح بشوشة رغم الإرهاق الظاهر فوق ملامحها.. ابتعدت عن الطاوله بعدما شعرت بخطواته قربها وقد تفاجأ بتحضيرها لطعام الفطور وإسناد السيدة سعاد لبعض المهام لها
شرد في حديث السيدة سعاد معه ليلة أمس عندما أتت مكتبه بفنجان قهوته
محتاجة أتكلم معاك في كلمتين يا بني
طالعها جسار بعدما أغلق الملف الذي كان يدقق فيه بتركيز ارتبكت السيدة سعاد فحدق بنظراتها المرتبكة
أنت عارف قد إيه عندي ولاء ليك ولعيلتك.. أنا اشتغلت سنين عند الست فاطمه الله يرحمها و والدك الله يرحمه وسيبت البلد وجيت اخدمك هنا
طالع حديثها عن حبها له ولعائلته وإخلاصها لهم ولم تكن بحاجة لتخبره عن هذا.. فهو لا يعدها خادمة في منزله.. بل جزء من عائلته
دادة سعاد أتكلمي أنت مش محتاجة تقولي كل الكلام ده لاني عارف ومتأكد من حبك لعيلتي
دمعت عينين السيدة سعاد وهي تتذكر الراحلين
الله يرحمهم يا بني
و ازالت دموعها لا
متابعة القراءة