رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الواحد والأربعون إلى الخامس والأربعون_
المحتويات
تعرف من أين تبدء حتى تخبره عن قلقها نحوه أم عن ما اخبرتها به صديقة بسمة أم عن تلك النظرات التي تراها في عينين بسمة نحوه والصدف التي باتت تجمعهما وتثير الشكوك داخلها
استند بمرفقيه فوق سطح مكتبه وانتظر سماعها.. تقوس حاجبيه في دهشة وهو يراها تتحدث عن بسمة ولم يكن الحديث منصفا بل بدأت تتغير نظرة السيدة سعاد نحوها القت كل ما بجبعتها تنظر إليه وهي لا تعلم
مبقتش عارفه يا بني البنت فعلا طيبه وقليلة الحيله ولا زيها وزي ناس كتير.. بيظهروا الغلب وهما قلوبهم سودا
واطرقت رأسها وهي تذكره بطليقته جيهان التي كانت مثالا للنقاء والوفاء.. ليكتشف بعدها ما هي إلا ماكرة
أنا عارفه إنها من طرف ست ملك لكن الست ملك طيبه وعلي نيتها.. هي لو مكنتش طيبة كانت سابتك لواحده غيرها وانسحبت
انتبهت السيدة سعاد علي حديثها فتمتمت معتذرة
اعذرني يا بني
بسمة عملت إيه يخليكي تغيري نظرتك عنها مش غريبه يا دادة
طالعته في صمت تتذكر مشهدها معه في غرفته.. نهض عن مقعده واقترب من السيدة سعاد يسألها بسؤال أخر أكثر وضوحا
عادت السيدة سعاد تطرق رأسها.. ف بماذا ستخبره
هل تخبره إنها تخشي عليه منها وهو رجلا تتمناه الكثيرات
دار بعقلها الكثير حتى انتبهت علي ما تفوه به
بلاش تظلميها يا داده البنت فعلا غلبانه
ارتبكت السيدة سعاد وهي تخشي بالفعل ظلمها لها فطالعته بقلة حيله
داده
تمتم پحده عندما بدء الحديث يتطرق نحو الأعراض
والله يا بني أنا مش عارفه بقول إيه
الټفت بجسدها راحله بعدما شعرت بالخزي.. ولكن توقفت مكانها تستمع إليه
أنا هدور ورا البنت ديه وأعرف إذا كان كلامها صحيح ولا لاء
غادرت السيدة سعاد فاحتدت عيناه.. وهو يتذكر الحديث الذي اخبرته به للتو فهل هي بالفعل من أغوت عنتر أم كان هو خسيس بالفعل..
فما يعلمه عن عنتر إنه فاسق لكنه ليس مغتصب ولا يجبر النساء علي معاشرته فهو يجدهم بسهوله في الأماكن التي يرتاد عليها.
صباح الخير
لم يجيب علي تحيتها فشعرت بالتوتر وهي تطرق رأسها أرضا بحرج تشعر بالندم لأنها تحدثت ولكن لم تهتف بشئ إلا تحية الصباح فعن أي جرم أجرمت.
جلس فوق مقعده يلتقط بشوكته بعض قطع الخضار والجبن.. فهو يحافظ علي وجبة فطوره بعناية
انسحبت في صمت وقد علقت الدموع بأهدابها ولكن وقفت مكانها بعدما أخيرا قرر محادثتها
الإعلان الترويجي محقق نجاح هايل
الټفت إليه وهي تراه يمد لها بهاتفه في دعوة منه أن تشاهد المقطع..
نظرت إليه وقد عاد بريق عيناها وضاعت جميع قراراتها في الرحيل
التقطت منه الهاتف تحدق بالأعلان الخاص بالحملة الدعائية صوت وصورة.. لكن مهلا إنها لا تري صورتها واضحه
ملامحها كانت مشوشه حتى اسمها كان مجرد اسم وهمي.. ظهرت للجمهور بالفعل ولكن بهوية مخفية ف الحملة تدعم إحترام المرأة وتقديرها بضعة عبارات تم اقتناءها بعناية بدء بها الإعلان الترويجي ثم بعدها بدأت الحكاية وانتهت بدعم الشركة لنماذج أخرى وقد وصلت الحكاية للناس لمصدقيتها
جسار بيه أنا مش عارفه أقولك إيه...
وانسابت دموعها فوق خديها لا تعرف كيف تشكره هي لا تكره حياتها وفقرها ولكنها لا تريد أن ينظر إليها الناس بشفقة إذا تذكروها يوما
ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه صغيرة فارتفعت دقات قلبها وهي لا تصدق إنه بات يعاملها بهذا الرفق
ديه رغبتك يا بسمة ولازم تحترم والموضوع مخسرش الحملة حاجة بل بالعكس الناس اتبسطت جدا من طريقة العرض
اتسعت ابتسامتها وهي تزيل عنها دموعها تنظر إليه بسعادة وشكر
مع بداية السنة الجديدة هتبدأي دراسه في كلية التجارة..
عادت عيناها تلك المرة تلمع بدموع سعادتها لا تستوعب ما تسمعه وانتظرته طويلا
اما بالنسبة لموضوع الشغل فعلي الاقل تكوني بدأت دراسة فعلية في جامعتك وساعتها هقدر اساعدك تشتغلي في مكان محترم
وبتوتر احتلي ملامحها تسألت.. بعدما ضاع حلمها أن تحصل علي وظيفه لديه بشركته
طيب هشتغل فين
ببساطة كان يمنحها الجواب بل يمنحها الحقيقة التي تناستها مع أحلامها
تقدري تساعدي دادة سعاد في شغل البيت يا بسمة.. واعتبريه وضع مؤقت..
عادت للمبطخ بعدما علمت بوظيفتها الجديدة فطالعتها
السيدة سعاد بنظراتها الصامته ولكنها شعرت بالفضول لتعرف لما طال وجودها هناك وهي أمرتها بوضع الفطور ثم العودة لمساعدتها
كل ده بترتبي الفطار علي السفرة
التقت عينين بسمة بملامح السيدة سعاد الواجمة وقد ظنتها غاضبه منها لتأخرها عليها
الحملة نجحت و جسار بيه قدملي ورقي في كلية التجارة
تعالت السعادة فوق ملامح السيدة سعاد واقترب منها تضمها نحوها سعيدة بما تسمعه وقد تغلبت طيبتها علي ظنونها
مبروك يا بنتي حلمك أتحقق أخيرا
دمعت عيناها ورغم السعادة التي تشعر بها إلا أن هناك شئ خفي كان يؤلمها
وقبل أن تسألها عن حياتها الجديده وإلى أين ستذهب وستعمل.. دلف جسار المطبخ ينظر إليهما
بسمة هتشتغل تحت إشرافك يا دادة بشكل مؤقت
القي بقرارة ورحل فعلقت عينين السيدة سعاد بها بوجوم وقد عادت الظنون ټقتحم عقلها مجددا.
......
اتجهت نحو باب المنزل تفتحه بملامح شاحبه تنظر للواقفان أمامها بملامح حزينه.. ارتمت بين ذراعين فتون التي ضمتها إليها بدورها تشعر بالصدمه
مالك يا جنات فيكي إيه
تجهمت ملامح أحمس الذي وقف خلفهم يشعر بالڠضب.. فها هي النتيجة باتت واضحة
قولتلك بلاش يا جنات قولتلك الراجل ده هيدمرك.. لكنك عاندتي واصريتي إنك تتجوزيه.. قوليلي كسبتي إيه
تعالت شهقات جنات وهي تستمع لحديثه الذي أخبرها به من قبل ولم تهتم به بل عاندت واصرت أن تكمل ما اختارته فهي لا تخرج من معاركها إلا منتصرة
كفاية يا أحمس أنت مش شايفها عامله إزاي
هتفت بها فتون وهي تشعر بالحزن عليها ف لأول مرة تري جنات بهذا الضعف.. لطم أحمس كفيه وهو يتحرك خلفهما
الراجل ده أنا مرتحتش ليه من أول يوم شوفته فيه
رمقته فتون بنظرات قوية حتي يصمت قليلا ولكنه كان حانق بشدة منها وعليها
كان عندك حق يا أحمس
خرج صوتها أخيرا وهي تطالعهما بعدما مسحت عنها دموعها
قريب هرجع تاني لبيتي ولحياتي وهرجع جنات القديمة
طالعاها بأعين متسعة فهل بهذه السرعه أنتهت هذه الزيجة
جنات أنتوا هتنفصلوا
أنت لسا بتسأليها ما بتقولك هترجع لبيتها وحياتها من تاني
تجاهلته فتون تنظر إليها تنتظر سماعها
كاظم عمره ما هيحبني أنا فرضت وجودي عليه
انتفض أحمس من مقعده الذي جلس عليه للتو
و نصيبك في الأرض اللي ضيعتي نفسك عشانها و بقيتي شريكة فعلا في الاسهم اللي هيتبني عليها المنتجع...
واردف حانقا وهو يستمع لتصليح فتون له عن المشروع الذي سيتم فوق الأرض
مصنع ولا مجمع سكني.. خلينا في المهم.. هتاخدي الفلوس ولا
متابعة القراءة