رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الواحد والأربعون إلى الخامس والأربعون_

موقع أيام نيوز

كما يلقبها نزلت عن عرشها بعدما غادر أعضاء مجلس الأدارة والشركاء وانتظرت أن يطالعها ويقترب منها بلهفة مثلما كان يفعل من قبل.
اتجهت نحو غرفة مكتبها بوجه عابس وعندما دلفت خلفها مديرة مكتبها تعطيها تقرير اليوم التقطت حقيبتها 
 ألغى كل مواعيدي يا جيداء
و جيداء وقفت مصدومه من قرار رئيستها المنضبطه في عملها. 
استقلت سيارتها تجلد ذاتها نحو تلك المشاعر التي أصبحت تنتابها ولا تفسر إلا شيئا واحدا إنها لم تعد تتحكم في غريزتها. 
 فوقي يا خديجة فوقي من اللي أنت فيه وحساه مش كفاية بدل ما تسعي ورا رحيله من هنا وتعيدي توازنك من تاني إقترحتي علي كاظم يخليه بديل له ما دام مش هيقدر يجي إيطاليا ..
والمبررات كان يمنحها لها عقلها حتى يعفيها من الخزي
 لا أنا معملتش كده غير عشان الشغل 
 أنت كدابة أنت بتضحكي علي نفسك
توقفت بسيارتها عند إحدى إشارات المرور مدت يدها جوارها حتى تلتقط زجاجة المياة وترتشف منها ولكن كل شئ كان يعاندها.. وقعت عيناها عليه وهو يتجه نحو أحد المطاعم ثم جلس في إحدى الطاولات المطلة نحو الطريق.
انفتحت إشارة المرور وبدلا أن تكمل طريقها نحو منزلها.. كانت تدور بسيارتها نحو الجهة الأخرى بل ونحو طريق اللاعودة. 
.............
ودعت  أحمس أمام بوابة الجامعة.. بعدما طلب منها مازحا للمرة الثانية أن تتذكره عند زوجها السيد سليم المحامي الشهير سابقا ورجل الأعمال حاليا 
هي بالفعل تتمنى أن يوافق سليم علي إعطاءه تلك الفرصة غير أن  أحمس شاب مكافح وضعت والدته كل أحلامها به و دوما كان شقيق لها ول جنات ..
توقفت السيارة التي خصصها لها سليم فصعدت على الفور وقد بدأت تعتاد حقا الدلال والحياة المرفهة التي يغمرها بها.
عادت للمنزل فاليوم لم يكن لديها تدريب بشركة المحاماه لتأخر محاضراتها.. ابتسمت لها السيدة ألفت فور أن دلفت من باب المنزل
 سليم بيه جوه في مكتبه.. جيه من ساعة ومستنيكي تتغدوا سوا
اعطتها السيدة ألفت تقريرا صغير ومن نظرتها كانت تري فيها أم تخاف علي حياة أبنتها.. اماءت لها برأسها مبتسمه واتجهت نحو الغرفة تطرقها برفق ثم دلفت بعدما سمح للطارق بالدلوف. 
ابتسم بحنان عندما رأها ونهض عن مقعده يفتح لها أحد ذراعيه يدعوها للأقتراب منه
 تبلغني فورا أول ما ترجع من السفر 
لم تهتم بحديثه الذي أنهى به مكالمته بل كانت لا تشعر بشئ إلا حضنه الذي غمرها داخله
 جيتي أمتي يا حببتي
رفعت عينيها نحوه تنظر إليه بحب عاد يستوطنها كما استوطن قلبها من قبل
 لسا واصله
ابتسم وهو يري نظرتها المحبة إليه يتحسس خدها بكفه
 أنا وخديجة مستنينك عشان نتغدا سوا 
 هطلع اغير هدومي وأنزل علطول
ابتعدت عنه حتى تسرع من تبديل ثيابها والټفت بجسدها مغادرة ولكن توقفت مكانها تستمع لأخر شئ كانت تنتظره من
 سليم النجار الرجل الذي تحاوطه كل رفهيات الحياة الرجل الذي كان قديما عابث بجدارة
 صلي فروضك يا حببتي تمام
لم تشعر بقدميها وهي تعود إليه ټدفن حالها بين ذراعيه. 
ابتسم.. بعدما انسحبت من احضانه دون حديث وعندما اغلقت الباب خلفها.. وقف يتنهد براحه ثم عاد الڠضب يرتسم فوق ملامحه وهو يتذكر فعلة شهيرة بصغيرته ثم سفرتها في رحلة عمل وكأنها تتهرب من لقاءه تلك الفترة. 
...........
أشارت الصغيرة لمربيتها برأسها متذمرة عن جلوسها فوق المقعد الذي اعتادت الجلوس عليه
 أنا عايزه بابي
خرج سليم من غرفة مكتبه على صوت صغيرته فنظر للمربية حتى يفهم ما بها صغيرته
 والله يا سليم بيه مش عارفه مالها
اقترب من صغيرته وانحني نحوها يسألها عن سبب عبوسها وعندما علقت عينين الصغيرة نحو فتون التي أتت نحوهم بابتسامة واسعة ولكن سرعان ما تلاشت من فوق ملامحها وهي تستمع لصياح الصغيرة
 بابي متخليهاش تاكل معانا خليها تمشي يا بابي
التف  سليم خلفه حتى يفهم ما تتحدث عنه صغيرته فتجمدت ملامحه وهو يري  فتون واقفة خلفه باهتة الوجه من حديث الصغيره فعاد ينظر لأبنته معنفا
 خديجة عيب كده
هرولت الصغيرة صاعدة نحو غرفتها باكية ومربيتها تتبعها لم يتحمل سماع بكائها فاسرع خلفها بعدما عانقت عيناه عينين الواقفة بأسف.
سقطت دمعتها لقد كانت سعيدة منذ لحظات وهذا ما تخشاه دوما أن تزول أي سعادة ټقتحم فؤادها. 
انسحبت هي الأخرى من المكان نحو غرفتها ولكن وقفت مكانها وهي تراه عائد بالصغيرة يمزح معها وتعانقه ضاحكة متسائلة عن رحلتهم الجميلة هو وهي وحدهم. 
تبدلت ملامح الحزن علي وجهها وهي ترى سعادة الصغيرة
 ديدا لما بنعمل حاجة غلط ونقول كلمة وحشة لازم نعمل إيه 
هتفت الصغيرة دون النظر نحو فتون
 بنعتذر يا بابي عشان ربنا يحبنا
ازدادت سعادة فتون وهي تستمع للصغيرة التي مازالت داخل أحضان والدها
 يلا قولي ل فتون أنا أسفه
ورغم هتاف الصغيرة للعبارة حانقة إلا إنها وصلت لقلب فتون واسرعت نحوها تقبلها 
لم تنظر نحوها الصغيرة وازدادت سعادتها اكثر وهي ترى والدها يجلسها فوق ساقيه ويطعمها ويدللها.
جلست تتناول طعامها بينهم بملامح سعيدة وعيناها تعانق كل شئ صغير يفعله..
انهت الصغيرة طعامها واسرعت لمربيتها حتى تغسل لها يديها فابتسم بحب وهو يسمع هتافها 
 هغسل ايدي بسرعه يا بابي وارجعلك
وعاد ينظر لصغيرته الأخرى التي لم تمس طعامها بل ظلت تنظر له ولأبنته انحني صوبها يهمس لها
 هنتعشا النهاردة في اوضتنا سوا
وابتسم وهو يراها تغمض عينيها بعدما حرك خده فوق خدها وقد دغدغتها لحيته
 برنسيس فتون مأخدتش حقها النهاردة في الدلال وأنا راجل عادل 
وبقبلة خاطفة وضعها بالقرب من شفتيها كان ينهي حديثه قبل أن تعود إليه صغيرته فالصغيرة لا تريد لأحد أن يشاركها في والدها 
...........
وقفت أمام المرآة تجفف خصلاتها وقد اتخذت قرارها.. ستعود لعملها ستعود لجنات القوية وليس تلك التي بحثت عن مشاعر الحب.. لن تجعله يهزمها مجددا ولن تصبح مجرد عاهرة في فراشه.
كانت شاردة في أفكارها ولم تشعر بوجوده ولا قربه وهو يقف خلفها وقد اصبحوا صورة منعكسة نظرته كانت خاوية وأفكاره كانت تتضارب برأسه طوق خصرها بذراعيه.. فانتفضت مذعورة من أثر لمسته ونفضته عنها
 أوعى تلمسني تاني أنا عمري ما هكون مجرد متعة ليك في سريرك
ولكن كاظم كان حاسم الأمر بل وراغب أيضا تقدم منها ثانية يجذبها إليه
 هوس مافيش ست محترمه ترفض جوزها 
 ده لما تكون العلاقة بينهم صح زوج وزوجه بجد.. 
 وإحنا إية يا جنات
تاهت في نظرته وتلك اللمسة التي استباح بها جسدها انصاع القلب للحظات ولكن عقلها أخذ يذكرها بما فعله بها وما فعلته بحالها
 ابعد عني أنت كسبت وأنا خسړت أنا كنت فعلا غبية لما وقفت قدامك...
اسكتها بطريقته فلم تشعر إلا وهي ټغرق في قبلاته التي سلبت أنفاسها.. اتجه بها نحو الفراش فقد باتت محاولتها في التخلص من أسر ذراعيه ضعيفه.. 
جعلها عطشة لتجربة أخرى معه.. تجربة تعلم تماما إنها ستستيقظ بعدها لتهان كرامتها أسفل قدميه.. وكلما حاولت محاربة ضعفها وضعف قلبها كان يعود بها مجددا للغرق بين ذراعيه وبتعلثم كانت تخبره 
 مأخدتش الحبوب 
وهو وكأنه لا يسمع أخذها في رحلة طويلة تمنى فيها حصاد ما يرغبه .. سيجعلها تحمل طفلا ثم تنتهي تلك العلاقة التي تجمعهم.. أما هي كانت تبادله ما تظنه حبا يجمعهما.
.
تنهدت پألم وهي تري حالة صديقتها بعدما عانقت الوسادة باكية ولسانها يردد وكأنه يقنع صاحبته إنها ليست إلا
تم نسخ الرابط