رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز


بها خيوط حمراء غالبا من كثرة البكاء أنفها أيضا يحمل احمرار كما لو أنها 
خرج من شروده بها على صوتها الحاد وهو يفكر هل من الممكن أن تكون هي أغمض عينيه بقوة ثم وضع يده بجيب بنطاله مستعيدا هدوءه وبروده المعتاد
لو أنت مروة يبقى اللي كنت بعمله ده مكنش قلة أدب ولا حاجه
نظرت إليه بتوتر وهي تحاول فهم ما يرمي إليه لتخلص نفسها من التفكير مجيبه إياه

أيوه أنا مروة أنت مين
ابتسم بسخرية ثم تحدث بتهكم قائلا
معقولة مش عارفه جوزك يا حرمي المصون.. كان المفروض تحسي بردو أنه أنا زي ما أنا حسيت
نظرت إليه بتوتر شديد كما أنها ودت لو انشقت الأرض وابتلعتها بسبب هذه السخرية الممېتة بنبرته وملامحه المتهكمة عليها ولم تجيبه على حديثه ظلت تنظر إليه بتوتر تمرر عينيها على ملامحه شديدة الوسامة ليخرجها من تفكيرها قائلا بود وابتسامه مشرقة ارتسمت على شفتيه كان يود إظهارها منذ وقت طويل ثم قدم يده لها ليصافحها
يزيد الراجحي.. جوزك إن شاء الله ده طبعا لو رديتي عليا بدل ما أنت ساكته كده
قدمت يدها له تبادله المصافحة وحاولت أن ترسم ابتسامه هادئة على شفتيها
مروة
سحبت يدها منه سريعا حيث أنها شعرت بتيار كهربي يسير بكامل جسدها حين تلامست أيديهم ليبتسم هو بهدوء بعدما لاحظ ما فعلته ثم ابتعد عن طريقها مقدما يديه أمامها لتتقدم هي بالسير أمامه ثم فتح لها باب السيارة الأمامي لتجلس بجواره وقد فعلها كحركة لباقة منه..
سار طوال الطريق صامتا لم يتحدث ولو بكلمة واحدة فقط ينظر للطريق أمامه ولكنه شاردا بها أيعقل أن تكون هي تلك الفتاة التي لازمته منذ أن رآها يالا سخرية القدر هل هي حقا مازال عقله لم يستوعب ذلك وهو الذي أبعدها عن ناظريه بيوم عقد القرآن حتى تظل الأخرى بمخيلته وفي النهاية تكون هي.. يتذكر في ذلك اليوم عندما رآها بين الحقول الخضراء وعقله تتضارب بداخله الأفكار اللعېنة..
أخذ حصانه منذ وقت ليس بالقصير وذهب ليستنشق الهواء الحر هواء غير مقيد مثله بالاڼتقام ذهب يتجول هنا وهناك وهو يفكر بتلك الأفعال الدنيئة الذي يريد أن يفعلها بمن ستصبح زوجته المستقبلية بمن ستحمل اسمه..
طوال تلك الأيام المنصرمة وهو يفكر بها كيف تبدو كيف تتعامل.. هل هي قوية ولديها شخصية.. أم ضعيفة يسهل اللعب بها والسيطرة عليها عقله كاد أن ېصرخ من كثرة التفكير بها وبعائلته اللعېنة بل هو أيضا كاد أن يفقد عقله بسبب كل ما حدث وما يحدث إلى هنا وكفى!..
وقف بحصانه بعيد نسبيا رأى فتاة لا ليس بفتاة هذه إنها ملاك وجهها أبيض ملائكي شفتاها وردية اللون عينيها تشبه زرقة البحر خصلاتها ذهبية في ساعة تعامد الشمس عليها ولكن مهلا لما تبكي.. ترتعش شفتاها وجسدها ينتفض تخرج منها شهقات مباغتة لتشكل لوحة فنية رائعة ولكن حزينة للغاية..
لا يدري هل رأها من قبل لا يعتقد ذلك فهذا مكانه المفضل كلما كثرت الأفكار على عقله أتى لزيلها هنا ولم يسبق له أن يراها من قبل تجذبه إليها بطريقة غريبة لا يريد إبعاد نظرة عن تلك اللوحة التي لم يرى مثلها من قبل ولكن ماذا إذا أزال هذا اللؤلؤ الخارج من عينيها.. هل ستكون نفس اللوحة نعم بالطبع ولكن ستكون مبتهجة..
صړخ به عقله يبعده عن هذه الخرافات التي يفكر بها ليبعد ناظريه عنها هل أنا أحمق أم ماذا زواجي سيكون بعد أيام وأنا هنا غارق في عيون زرقاء اللون..
نظر إليها مرة أخرى قبل أن يغادر المكان ولكنه وجدها تنظر إلى هاتفها الذي صدح صوته في المكان لتغلقه على الفور وقامت على عجلة من أمرها ذاهبة بعيدا عنه وهي تزيل بقايا دموعها وتحاول ضبط أنفاسها المتسارعة من كثرة البكاء..
جذبه شيء ما إلى مكان جلوسها أزرق اللون مثل عينيها الساحرة ترجل من على حصانه ذاهبا نحوه ليرى ما هو وقف أمامه ليراه وشاح أزرق صغير أنثوي للغاية دون دراية منه أخذته يده إلى أنفه ليستنشق رائحة لم يستنشق مثلها من قبل رائحة تحمل عطر الياسمين أيضا لتفعل له مزيج يأخذ العقول إلى مكان بعيدا ربما لا يذهب إليه إلا قليل من قلة البشر ولم يدري بنفسه وما يفعله فتلك الرائحة حركت كثير من المشاعر بداخله..
لف الوشاح على يده بينما يظهر شبح ابتسامة على وجهه ليعود مرة أخرى إلى حصانه صاعدا عليه ليذهب متناسيا أمر زيجته
اللعېنة فقط متذكرا ملاكا ذات خصلات ذهبية وعيون مثل زرقة البحر.
عاد بتفكيره إليها مرة أخرى إلى القابعة جواره في السيارة يتسائل هل ذلك الجمال الأخاذ أصبح له تلك العيون الساحرة وتلك النظرة البريئة التي لطالما أبعدت النوم عنه لليالي له وحده ولكنها حزينة للغاية في كل مرة يراها تكن تبكي هل هي غصبت على الزواج منه كما قال ذلك المعتوه تامر ولكن على كل حال هذا ليس
 

تم نسخ الرابط