رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز


على الطاولة ثم وقف على قدميه ليرى من الطارق..
فتح الباب!.. رآها تقف بطلتها الساحرة وقعت عينيه على خاصتها ليرى زرقة البحر حاضرة لم يرى خضرة الأرض منذ فترة يود رؤيتها حقا نظر إليها ثوان وحاول أن يشبع عينيه منها دون النظر ولكن طال ذلك فتحدث بعد أن نظف حلقه قائلا بلهفة
مروة!.. تعالي

أبتعد عن باب المنزل وفتحه لها لتستطيع الولوج إلى الداخل فنظرت إلى الأرضية ثم خطت بقدميها إلى داخل منزلها مرة أخرى نظر إلى ظهرها وهي تدلف بلهفة وحب فياض يبدو أنها آتية لتقوم بواجب العزاء في عمه ملابسها المكونة من بنطال وكنزة سوداء حتى الحذاء أسود!..
دلف خلفها بعد أن أغلق الباب جلست

على الأريكة في غرفة الصالون فتقدم هو الآخر وجلس مقابلا لها على مقعد صغير نظرت إليه وتحدث بهدوء ونبرة تلائم الموقف
البقاء لله
أجابها هو الآخر بهدوء شديد بعد أن استمع لحديثها
ونعم بالله
صمت لبرهة ولم يتحدث فقط ينظر إليها وهي توزع نظرها على أثاث الغرفة بشغف وحنين ثم سألها بهدوء وحزن
عامله ايه في الحمل تاعبك
نظرت إليه بحرج وضيق ثم أبعدت نظرها عنه لتقول
لأ الحمدلله بخير
وقف على قدميه متقدما إلى الخارج وهو يقول بسخرية وتهكم واضح
هعملك حاجه تشربيها ولون المفروض العكس بما أنه بيتك يعني
نظرت إليه وهو يذهب وجدته يختفي ليدلف إلى المطبخ وقفت على قدميها ثم سارت بهدوء وراحة في المنزل وهي تنظر إلى كل ركن به وتضع يدها على أي شيء يمر جوارها الحنين أخذها إلى ذكريات كثيرة ولدت بهذا المنزل وودت لو كانت إستمرت وحققت الكثير منها!..
سارت بقدميها إلى أن دلفت غرفة النوم غرفتها هي وهو كل شيء بالمنزل كما هو لم يتغير شيء به سوى أن هناك بعض الصور الزائدة لها.. رأت واحدة في غرفة الصالون على طاولة صغيرة وأخرى في الممر المؤدي إلى غرف النوم والأن بجوار الكومود واحدة كان مكانها أخرى تجمعهم هم الاثنين نقلها إلى الكومود 
وزعت نظرها بالغرفة رأت تلك اللوحة التي رسمتها له وهم في بلدته!. لقد أحضرها إلى هنا!.. أنها معلقة على الحائط بالغرفة تقدمت إلى الداخل أكثر بعد أن أخفضت نظرها وفتحت الخزانة لترى ملابسها كما هي ربما هناك زيادة بهم. لقد أتى بتلك الملابس خاصتها الذي كانت في بيته الآخر مع اللوحة يا له من كريم!..
نظرت إلى ملابسه المعلقة بهدوء وهي تمرر يدها عليهم والحزن داخلها يتغلغل أخذت قميص من بينهم نا..
نائمة جواره تقابله بظهرها وقد كان يضع وجهه مقابلا لخصلاتها يستنشق رائحة الياسمين خاصتها ثم استمعت إليه يقول بخبث وعبث
مروتي عايز أقولك حاجه في ودنك
زفرت بضيق وهي تود النوم بشدة ولا تستطيع منه كلما غفت يجعلها تستيقظ من جديد أردفت بعصبية وحنق
يزيد بطل رخامة ونام بقى
استنشق الرائحة المنبعثة منها بسعادة ثم عاد يقول بجدية
والله حاجه بريئة مش اللي في دماغك
استدارت بجسدها لتنظر إليه بعد أن استمعت إلى يمينه الذي قاله وانتظرت ليقول ما الذي يريده
في ايه
جلس على الفراش واعتلى وجهه ملامح الجدية الشديدة فاعتدلت هي الأخرى تنظر إليه وهي مستلقيه على ظهرها وقد توترت لما يريد قوله رأته ينظر إليها بتردد فشجعته بعينيها على التحدث لتراه في لمح البصر يجلس فوق قدميها يدغدغ بطنها بيده بحدة شديدة لتطلق الضحكات من فمها دون توقف..
ابتسم بسعادة ونشوة انتصار بين الذي يفعله وهو يقول
مش هتنامي يعني مش هتنامي
لا تستطيع التوقف عن الضحك حقا ولا تستطيع أن تتمسك بيده ليتوقف هو .. لتتحرر منه ولا تستطيع من كثرة الضحك والذي بسببه بكت! قالت من بين ضحكاتها بصعوبة
لم يستمع إلى كلماتها إلا عندما ترجته بصعوبة بالغة لقد ضحكت كثيرا وقاربت على فقد صوابها منه كما أن بطنها ألمتها كثيرا بسبب ما فعله بها
العصير
وقع القميص منها واستدارت سريعا تنظر إليه پخوف شديد كانت سابحه في ذكريات مضت ليست هنا بالمرة 
حركت رأسها يسارا ويمينا وهي تقول بارتباك دون النظر إلى عينيه
مفيش أنا بس سرحت شويه
قدم لها كوب العصير وهو يقول بهدوء وحنان متحدثا رغما عنه
طب اشربي العصير ده
أنا لازم أمشي
قالتها ثم تقدمت سريعا إلى الخارج فوضع الكوب على الكومود جواره ثم ذهب خلفها ليمسك بيدها عند وصولها إلى باب المنزل جاعلها تتوقف عن السير وهتف قائلا
أنا عايز أتكلم معاكي... لازم تعرفي اللي حصل يمكن تغيري رأيك فيا وترجعي
ضيق ما بين حاجبيه وسألها باستنكار ودهشة
يعني ايه
أخذت نفس عميق ثم أجابته بجفاء حاولت أن تجعله حقيقي بعد نظرته المتوسلة هذه
يعني كل حاجه زي ما هي يا يزيد.. وأنا لسه بطلب الطلاق
نظر إليها بهدوء يتعمق في نظرته يود لو يصل إلى داخلها ليعلم ما الذي تفكر به ترك كلماتها جانبا ودلف إلى داخل غرفة نومه ثم عاد من

استني هوصلك
أجابته بجدية هي الأخرى وهي تنظر إلى عينيه
ميار تحت.. مستنياني
خرجت من المنزل ثم وقفت أمام المصعد الكهربائي في انتظاره
 

تم نسخ الرابط