رواية للقدر حكاية(الفصل الحادي والعشرون إلى الثلاثون) للكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


به
يتبع بأذن الله 
الفصل الثالث والعشرون
جذبها خلفه بعدما اخذت تتلاعب به بنظراتها ومن حينا لآخر ترمقه بنظرات يفهم مقصدها... أغلق عليهم احدي الغرف ثم طالعها
 عملتي اللي طلبته منك
ضحكت ناديه بخفه ودارت حوله كالمحقق
 لما تقولي السبب اللي خلاك تعمل كده هديك الاجابه
زفرة طويله اخرجها من بين شفتيه متنهدا ودار بعينيه نحوها

 ناديه بطلي لعب الستات ده
اتسعت ابتسامتها ثم اقتربت منه تهندم له سترته
 لولا بس اني اختك الكبيره وصعبت عليا وقلبي الحنين ده انت عارفه
ألتوت شفتيه بمقت وابتسم وهو يسايرها
 ده انتي رمز العطاء والحنان والعقل كله ياناديه
دفعته علي صدره وعبست بملامحها حانقه
 ماشي ياحمزة.. هو انتوا تلاقوا زي
ضحك على أفعالها إليه بحب
 طبعا ياناديه عمرنا ما نلاقي زيك.. بس لو تعقلي شويه وتبقى انتي الكبيره فينا مش الصغيره
لم يشعر الا بقرصة قويه غرزت في لحم ذراعه
 اه.. ايدك تقيله
طالعته وهو يدلك ذراعه... كانت تشعر بالفخر كلما نظرت اليه وهو يعلو شأنه.. وصل لمكانه اكبر مما كانت تتخيل يوما انه سيصل إليها ولكن لم يحصل على ما تمنته له
لا أطفال تراهم حوله وشعره بدأت الخصلات البيضاء تغزوه
 بدء يطلعلك شعر ابيض
رفع كفه نحو خصلات شعره وابتسم وقد فهم مقصد عبارتها
 يعني هو انا صغير ياناديه.. ما انا كلها شهر وابقى في عمر 36
اطرقت عيناها نحو سوار معصمها
 مرضتش تاخد الفستان رغم اني عملت زي ما قولتلي 
ورفعت عيناها نحو ملامحه المسترخيه 
 ولا رضيت تتعزم زي ما انت شايف مجتش العزومه
انشقت ابتسامه خاطفه على شفتيه أخفاها سريعا لكن ناديه ألتقطتها بعيناها الصائده.. فأبتمست بلطف ورفعت كفيها نحو وجهه
 اسمعها مني ياحمزه ياقوت مناسبه لوضعك.. البنت غلبانه ومش هتضايقك بطلبات الستات وتفضل تقولك عيلتك التانيه..وهات وجيب وتفرقك عن ولاد سوسن... وتعيش الدور انها بقيت مراتك..ياقوت فرصه ليك حتى لو محبتهاش فهى فرصه ليك وياسيدي جرب واتجوزها حبيتها خير وبركه محبتهاش امنلها حياتها وانفصلوا بهدوء
امتعضت ملامحه من حديثها وتنهد بضيق.. عقله كان يقنعه اما قلبه كان وكأنه كالضائع
 ياسلام واتحمل لي ذنبها واظلمها معايا.. حياتي صعبه ياناديه.. انتي شايفه مريم متعلقه بيا ازاي وداخله على أصعب مرحله في دراستها... شريف اللي بقى وجوده في البيت من يوم مۏت سوسن قليل وندى هتتقبل تشوف زوجه تانيه ليا بعد اختها.. قراري هيدمر عيله كامله
صړاخها جمده في وقفته حتى أنه خشي ان يكون قد سمعوهم بالخارج
 انت ايه هتفضل حارم نفسك من الحياه... بتنجح ليه في حياتك ياحمزه وفلوسك اللي ماليه ارصدت البنوك هتسيبهم لمين يورثك... اقولك حاجه ابني من فراغ واحرم نفسك من نعمه احنا اتخلقنا عشانها ذريتك فين
ضاقت أنفاسه 
لو اخوكي طلع عقيم ديه هتكون وجهة نظرك... ناديه انا تعبت عارفه يعني ايه 
واتجه نحو الاريكه التي تحتلها الغرفة الواسعه وهوي عليها بجسده واطرق عيناه أرضا... طالعته بندم وهي تراه هكذا وتقدمت منه ثم جلست جانبه تربت على ذراعه بحنو 
 انا اسفه ياحمزه.. اعمل اللي يريحك في حياتك.. اوعدك اني مش هتكلم في الموضوع ده تاني 
رفع وجهه نحوها وتعلقت عيناه بها... عاد الصراع داخله بين رغبته في تملك تلك الضعيفه وبين ضميره الذي أصبح يؤنبه 
 بس فكر في ياقوت ياحمزه.. فكر كويس اوي 
انفتح الباب فجأة ليدلف فؤاد محدقا بهم 
 كان صوتكم عالي ليه 
طالعت شقيقها ونهضت نحو زوجها متمتمه 
 هبقي احكيلك يافؤاد... تعالا نطلع ليهم بره 
فألتقت عين فؤاد بذلك القابع فوق الاريكه بملامح مظلمه وقد فهم نوع الحديث الذي دار بينهم... أغلق فؤاد الباب بعدما غادروا الغرفه 
لينهض حمزة من فوق الاريكه مقترب من الشرفه التي تضمها الغرفه... طالع الظلام بشرود 
 ليه اللعبه مش عايزه تنتهي يا ياقوت... ليه القدر حطك في طريقي وكل الاشارات بتقول ان انتي العروسه المناسبه لعيله الزهدي
.
طالعتها سماح وهي تأكل الطعام المعلب وارادت ممازحتها عندما لاحظت شرودها 
 ضيعتي عزومه متتعوضش وجيتي تاكلي المعلبات ديه 
كانت شارده غير واعيه لعبارات سماح.. تفكر في الثوب الذي ستشتريه لزفاف هناء ولا تملك ثمنه وقد اضاعت المال الذي كانت تضعه جانبا من أجل شقيقتها 
فرقعت سماح اصابعها امام عينيها هاتفه بصياح 
 ياااااقووت 
انتفضت ياقوت فزعا من صوتها وهي تلوك الطعام بفمها 
 في ايه يا سماح..صوتك خرم ودني. 
تجلجلت ضحكات سماح بفخر
 ده انا صوتي مازيكا... المهم قوليلي كنتي شايله الهم في ايه 
قلبت عيناها بين سماح ورغيف الخبز الذي تضعه ف حجرها
فرح هناء قرب ومش عارفه هلبس في ايه.. معنديش حاجه ألبسها... الفرح هيتعمل في أوتيل كبير.. خاېفه وجودي مع صاحبتي ميشرفهاش وديه صاحبة عمري ياسماح نفسي ابقي جانبها 
عضت سماح على شفتيها بقوه متأثره .. صديقتها رفضت عشاء سيريح معدتها مما تتناوله من اطعمه معلبه سريعه الطهو ولم ترفض عشاء فحسب إنما رفضت هديه قيمة كانت ستزيل همها 
ضاقت عيناها مفكره في حل ذلك الأمر..لن تجعلها تشعر انها اقل من احد في زفاف صديقتها
 سيبي الفستان عليا يا ياقوت 
حدقت بها ياقوت وهي لا تعرف من اين ستأتي بالثوب 
 هتتصرفي ازاي... ما انا عارفه اللي فيها ياسماح..
 

تم نسخ الرابط