رواية للقدر حكاية(الفصل الحادي والعشرون إلى الثلاثون) للكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


صفا بآلم لم تعد تقوى عليه فالسجن كان ارحم عليها 
سقطت دموعها وهي تتمنى العوده اليه
 ياريتني كنت فضلت في السچن... ليه سبتني ياحمزة
هوت بجسدها على الفراش الصغير بأرهاق ولم تشعر بنفسها الا وهي تسقط في سبات عميق 
فقد ظن عنتر ان فرض الأعمال الشاقه عليها سيجعلها تعجز وتعترض ولكنه لا يعلم أن السچن علمها الكثير وأهم ما علمه لها 

ان بروده جدران السچن كانت اهون عليها من الحريه 
....
عادت مها من المدرسه التي تعمل بها بعدما اوصلتها إحدى العاملات لباب المنزل وودعتها حزينه انها لن تراها ثانيه... فقد طردها مدير المدرسه بعد أن ضجر من السرقه المتكرره في آلات الموسيقى.. أخبرها انه تحمل وضعها كثيرا ولكن صبره قد نفذ.. فلن تتكفل الاداره دائما بالخسائر. 
شهاده تقدير وشكر حصلت عليهم كمعلمه مثاليه وانتهى الأمر 
فتحت لها شقيقتها الباب وقد أتت من عملها مبكرا سعيده بعدما ذهب إليها سالم لمكان عملها وصالحها طالبا منها ان يسرعوا بأمر زواجهم فقد مل من كثرت المشاكل 
احتضنتها ماجده بقوه تخبرها بسعاده
 انا وسالم رجعنا لبعض يامها 
تجمد جسدها بين ذراعي شقيقتها.. تتذكر حديث شقيقتها مع جارتهم... ابتعدت عن شقيقتها تداري خلجات وجهها الحزين
 انا فرحانه عشان انتي مبسوطه ياماجده... اوعدك مش هضايقك تاني
مسحت ماجده على وجهها وقبلتها
 حبيبت اختك انتي... قوليلي عملتي ايه في المدرسه
اطرقت مها عيناها أرضا وهي لا تعرف كيف تخبرها بالأمر
 ادوني جواب شكر وفصلوني لان ظروفي متسمحش للعمل
ورفعت عيناها وقد لمعت مقلتاها بالدموع التي تصارعها
 الآلات بتتسرق وده عبئ على المدرسه
قطبت ماجده حاجبيها بحنق
 لا انا مش هسكت انا لازم اعمل شكوى
تعلقت يد مها بذراع ماجده تسألها بأمل ان تنفي لها ما سمعته
 أنا هروح فين لما تتجوزي انتي وسالم ياماجده
تنهدت ماجدة بثقل وهي تنظر إليها
 مها متنفعيش تعيشي معايا بعد المشكله اللي حصلت مع سالم.. انا دورت علي حل والحمدلله لقيته ومش هتبعدي عني
أرتخت ملامح مها ونست حزنها ولكن كل شئ تلاشي سريعا
 الاوضه اللي فوق السطوح فاضيه... هكلم الست عدلات وأجرها منها وهي مش هترفض
واردفت بحماس وهي تحتوي وجهها بين كفيها
 هنضفهالك وافرشهالك... واه منبعدش عن بعض غير وقت النوم والوقت اللي يكون في سالم موجود... ها ايه رأيك
ابتلعت مها غصتها التي وقفت عالقه في حلقها
 هترميني ياماجده فوق السطوح... انتي عارفه اني بخاف
وكان لماجده تفسير لكل ما تفعله
 هرميكي ايه ياعبيطه ده هما بس دورين بينا... هو انا اقدر ابعد عنك
عانقتها ماجده حتى تشعر ضميرها بالراحه
 ده انتي اختي حببتي
....
دلفت هناء حجرته كي ترتبها.... تقوم بمهامها الزوجيه بأكمل وجه وبقلب قد كسره حلم تشبثت به لسنون... ليس لديها   
 فضلتي بتدوري على الاجابه... عرفتيها خلاص 
رفعت عيناها نحوه ومازالت ملامح الفتاه قابعه في مخيلتها 
 مين ديه يامراد 
هتفت بأرتجاف... فصمت وهو يتأمل ملامح وجهها وقد شعر بالشفقه عليها لما ستسمعه 
 مراتي ياهناء! 
..... 
عادت من منزل والدتها تجر خيبه جديده...تلك المره أصبح العريس مطلقا ولم يعد لديها حجه... عبدالله ابن شقيق زوج والدتها... شعرت وكأنه هو قدرها كما اسمعتها امها لتقنعها بالأمر
طرقت على باب منزل ابيها وهي تشعر بالضياع وإلحاح والدتها عليها ان تقبل حتي يصبح لها منزلا واطفالا
وجدت زوجه ابيها أمامها تحمل غداء والدها
 كويس انك جيتي.. خدي الاكل ودي لابوكي عشان يتغدى
ألقت الكيس عليها لتتلقاه 
 خلي اي حد غيري... انا جايه تعبانه
طالعتها سناء بمقت
 ما انتي لابسه اه وجايه من عند امك...ولا جيتي عند ابوكي التعب جالك
زفرت انفاسها وعادت أدراجها للخارج نحو محل الفاكهه الخاص بوالدها
وعلى مقربه من محل والدها كانت ترى اخر شخص توقعت رؤيته 
تعلقت عين حمزة بها من بدايه عبائتها السوداء المطرزه وحجابها الذي لم يعد مهندما فوق رأسها لذلك الكيس الذي تمسكه بيدها والضمادة التي تضعها فوق جبهتها
تجمدت في وقفتها وقد دب الړعب بقلبها وارتجف جسدها وهي لا تفكر الا انه هنا من أجل أن يدفعها ثمن خساره صفقته
أرادت ان تهرب ولكن والدها أشار إليها بالتقدم وهو مبتسم
ولم تكن ابتسامه والدها فقط إنما أيضا ابتسامه السيد مهاب والد هناء صديقتها
وأصبحت تبحث عن اجابه ولكن لم ترى تفسيرا.. حمزة الزهدي هنا في محل والدها والسيد مهاب اي سبب ستفكر فيه... فلا سبب تجده ولولا ابتسامه والدها لظنت السوء بالتأكيد
تقدمت منهم بقلق.. لتجد والدها يقترب منها فرحا
 كويس ان سناء بعتتك انتي بالأكل
ونظر نحو حمزة الذي مازالت عيناه متعلقه بها
 حمزه بيه طلب ايدك للجواز يابنتي
يتبع بأذن الله 
الفصل الثامن والعشرون
جلست على فراشها بأعين شارده الي الان صدى عبارته تخترق قلبها.... اليوم علمت اپشع حقيقه لم تتخيلها... 
تحجرت دموعها في مقلتيها ولأول مره تأبى الهطول... 
حلمها سرقته اخري من قبلها وسړقت
 

تم نسخ الرابط