رواية للقدر حكاية(الفصل الحادي والعشرون إلى الثلاثون) للكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز


قدميها بحسره فزوجه ابيها حتى لم تمد لها يدها تنهضها
هبطت من السطح نحو الشقه.. لتنظر لها شقيقتها بهلع 
 مالك يا ياقوت... ايه الډم ده
سقطت دموعها فلم تعد تتحمل ثقلها في مقلتيها وركضت نحو الغرفه التي تمكث بها هي وشقيقتها 
فهرولت ياسمين خلفها بقلق 
 ايه اللي حصل يا ياقوت 
دفنت وجهها بين كفيها.. لم تؤلمها الكدمه بقدر ما آلمها كلام زوجه ابيها 

أزاحت ياسمين كفوفها ونظرت لجرحها 
 الحمدلله جات بسيطه... هقوم اجبلك مطهر وقطنه واجي امسحلك الډم 
تعلقت عيناها بشقيقتها وحسرة جديده كانت تضاف اليها ولسان حال يسأل 
 امتى الڤرج هيجي 
.. 
نظرت ناديه نحو شقيقها بعدما هاتفت سميره صديقتها... اقتربت منه ثم جلست جانبه تربت على ساقه 
 سافرت ياحمزه... رجعت بلدها
واردفت وهي تلتقط فنجان قهوتها 
 سميره بتقولي انها دورت على شغل قبل ما تسافر عشان تسد إيجار اوضتها في السكن لكن للأسف مافيش 
ألقت العبارات عليه وهي ترتشف من فنجان قهوتها 
لتنطر الي ملامحه الجامده وعاتبته
 ياريتها كانت جاتلي كنت اتصرفت 
وحركت رأسها بتقدير وهي تتذكر كلام سميره عندما سألتها لما لم تهاتفها 
 تصدق سميره قالتلي مردتش تطلب مساعدتي... البنت ديه بقت تعلا في نظري حقيقي... سلوى شكرتلي في اخلاقها كتير لما شوفت بعنيا صدقت
وأكملت بتلاعب كانت تقصده 
 كنت اتمنى تتجوزها... البنت كانت مناسبه ليك وهتتحمل تعلق مريم الزايد 
كانت تتحدث اما هو كانت عيناه جامده نحو وصف شقيقه على حالها عندما اعلمها انه امر بطردها دون رحمه رغم أنها قصت لهم ماحدث لأكثر من مره وهاتفه حتى يجد حلا... وبالفعل قد وجد حل بمعارفه وعلاقاته ودفع المال لتيسير الأمر ولكن في النهايه ذهبت هي ضحيه لخطئ مقدر ان يحدث مع أي حد... حتى هو شخصيا 
 حمزه انت ساكت ليه.. اشرب قهوتك بردت 
تعلقت عيناه بشقيقته ثم نهض من جانبها 
 انا ماشي ياناديه 
وانصرف دون أن يلتف نحوها رغم ندائها له المتكرر
 ياحمزه استنى رايح فين مش هتتغدي معايا 
ولكن لا رد اتي منه فقد كان يشعر بالضيق من نفسه... قطع رزقها وهو يعلم انها أتت من بلدتها للضروره حتى تعمل 
نظرت سماح الي الجريده التي تحتوي على صورتها لاعب الكره للمره التي لا تخصي منذ أن تداول الخبر في الصفحات فلاعب كره وفتاه تعمل بالصحافه وقد اتت من أجل عمل لقاء معه كل هذا جعل قصه يتحاكي بها الجميع ...تجمدت عيناها علي العبارات المكتوبه أسفل الجريده ثم ألقتها على الطاوله التي أمامها ونهضت متجها نحو غرفته... رمقها البعض وهي تغادر ليتهامسوا عما حدث 
طرقت باب غرفته بقوه تهتف بأسمه 
فتح لها سهيل الباب وهو يمسح شعره الذي يتقطر منه الماء أخذا مساره 
اتسعت حدقتيها من هيئته فأغمضت عيناها حانقا 
 وانا ماذا ارتدي الان.. لقد افزعتيني يافتاه وصراخك صم اذني 
أزالت سماح كفوفها عن عيناها ورفعت اصبعها نحوه 
 هنزل استناك في حديقه الفندق... دقيقتين الايق قدامي... لو عدت الدقيقتين وملقتكاش.. عليا وعلى اعدائي
لم يكن سهيل يستعب جميع مصطلحاتها.... رفع حاجبه الأيمن ساخطا ثم صفع الباب خلفه... انتفضت سماح من أثر فعلته 
وقرعت الباب بقدمها غاضبه ثم انصرفت لاسفل وقد تقطعت شفتاها من أثر قضمهما 
انتظرته على المقعد الخشبي وقد مرت الدقيقتان.. سمعت خطوات خلفها لتجده يتقدم منها ببرود ثم اقترب منها يرمقها 
 ماذا تريدي... ليس لدي وقت أمامك دقيقه واحده 
شعرت وكأنه يرد لها حديثها فنهضت من فوق مقعدها تقبض على يداها پغضب 
 ليك عين تتكلم... ده انا هفضحك 
طالعها سهيل بأبتسامه عابثه 
 اختياري لكي كان صحيح... انتي المطلوبه 
لكمت سماح كفها بقبضتها الأخرى حتى تخلص طاقتها المكبوته في نفسها 
 انت مچنون... اختيار ايه وزفت ايه.. خلتني لبانه في كل لسان... علاقه ايه اللي بينا وحب ايه ده اللي خلاك تنزل مصر عشان تيجي تشوفني 
واردفت وهي تزفر أنفاسها بقوه حانقه
 انا شوفتك قبل كده يابتاع انت 
تجهم وجهه من سماعه لألفاظ لا يفهم معناها 
 اصمتي قليلا... انتي مثل الراديو
عندما وجدها تحرك اظافرها نحوه.. ارتفعت شفتيه ساخرا 
 لقد أحببنا بعضنا عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي 
أعطاها الاجابه على احد عباراتها فلم تشعر سماح بنفسها الا وهي تلتقط حجرا من الأرض ثم قذفته نحوه 
ليستدير سهيل بجسده بمهاره تليق به 
 لم أود اختيار شنعاء مثلك.. ولكن حظك الأسود 
كادت ان تهتف بعبارات سبابها الا انها اتسعت عيناها وهي تسمع اخر شئ ظنت ان تسمعه 
 سأعرض عليكي الزواج بمقابل مادي كبير وشهره يتمناها الكثير
.... 
نظرت صفا الي المرأة التي تشاركها الغرفه... ثم سألتها وهي ترطب شفتيها بلسانها 
 هو انا عملتلك حاجه عشان تكرهيني 
رمقتها المرأه بأستهزاء وهي تتذكر تحذير عنتر منها لا تعلم السبب ولكن تحذيره أقلقها 
 ياريت كل واحد يخلي في حاله... لا صباح الخير ولا مساء الخير سامعه 
اطرقت صفا عيناها وقد ظنت ان عنتر افش بسرها ثم عادت تنظر نحوها 
 انا بس كنت عايزه... 
وقبل تكمل صفا عبارتها هتفت المرأة التي تدعي صابرين 
 استغفر الله العظيم... ما قولنا كل واحد يخلي في حاله... ده ايه الهم ده 
اتجهت المرأة نحو دورة المياه الخاصه بالغرفه... فطالعتها
 

تم نسخ الرابط