رواية للقدر حكاية(الفصل الحادي والعشرون إلى الثلاثون) للكاتبة سهام صادق
المحتويات
ناديه جبتني هنا... ارجوك طلعني من الاوضه مينفعش كده...
واردفت بأرتجاف
ابعد متقربش
لم يزيده رجائها وخۏفها منه إلا عنادا لتشعر بذراعيه تأسرها
ففتحت عيناها لتتلاقي بعيناه وانفاسه تلفح وجهها بدفئها
يتبع بأذن الله
الفصل الثلاثون
تجمدت أطرافها وانكمشت على حالها وهي تشعر بعبق أنفاسه داخلها.. دقيقه مرت وهو ينظر إلى جسدها الذي يرتجف من قربه
اخرجي يا ياقوت
فرت من أمامه دون كلمه نحو الباب لتقبض على مقبضه فتجده يفتح بسهوله معها.. دارت بعينيها نحوه لتجده مازال على وقفته وظهره مقابل لها.. لتسرع في خطاها نحو الدرج فتعلقت عيناها بأعين مريم التي كانت تصعد لأعلى
رمقتها مريم بنظرات جامده.. فأبتسمت لها بأبتسامه تداري خلفها ارتباكها ولكن مريم لم تقابلها الا بأشاحت عيناها عنها زافرة أنفاسها بحنق تتوعد لها داخلها
كل شئ كان جديدا عليها وماهي الا أنثى أرادت ان تنعم بحنان فقدته منذ طفولتها ولم يكن الحرمان الا بسبب انفصال الوالدين
تنهد حمزه وهو ينثر عطره بعد أن أنهى ارتداء ملابسه بملامح جامده كلما تذكر خۏفها منه
ايه الجمال ده ياسي بابا
ارتخت ملامحه سريعا فور ان سمع صوت صغيرته فألتف نحوها يرمقها ضاحكا
كبرتي وبقيتي بكاشه
ابتسمت بسعاده واقتربت منه... ليسمع صوت شهاب خلفها يحثه على النزول
انا مش عارف هنجوزك ازاي
زمت مريم شفتيها عبوسا.. فضحك حمزة علي تذمرها
مش وقت الكلام ده ياشهاب.. مريم لسا قدامها مستقبلها
تراقصت ملامحها بسعاده وطالعت شهاب تخرج له لسانها
وماكان من شهاب الا انه عبس بوجهه متذمرا مخرجا لها لسانه مثلما فعلت
تعلقت عين ناديه بشقيقها وفور ان وجدته يتقدم منها اشاحت عيناها بعيدا عنه تداري حالها من نظراته الثاقبه
تنحنحت ناديه بهدوء وألتفت نحوه بثبات ترسم فوق شفتيها ابتسامه واسعه
انا عملت ايه ياحمزة
ارتكزت عيناه نحو ياقوت التي وقفت مع فؤاد زوج شقيقته يتحدثون ثم ألتقطت منه الهاتف بعد أن حاډث أحدهما فأعطاها الهاتف
عينك هتطلع عليها ومتابع كل خطواتها... مع ان سهل عليك تقربها منك
ناديه بلاش شغل الستات ده
ضحكت بشقاوة رغم سنوات عمرها الأربعون وابتعدت عنه تشكر نفسها عما قدمته
تنهد بمقت وعيناه تلاحقها في كل مكان ولكنه لا يستطع ان يتحرك نحوها.. ف قيود الواجب والعائله كانت في عرفه هي الأساس
اتجهت ياقوت لاحد الأماكن الجانبيه تتحدث مع صديقتها وهي لا تصدق انها أخيرا أجابت عليها
كده ياهناء... اتجوزتي والجواز اخدك مني.. حتى محولتيش تسألي عني
اغمضت هناء عيناها وهي تسمع عتاب صديقتها وتنظر لمراد الذي أعطاها ظهره بعدما ناولها الهاتف حتي تحادث صديقتها
متزعليش مني يا ياقوت حقك عليا
وخطت بقدميها نحو غرفتها لتأخذ حريتها في الحديث
حاجات كتير حصلت معايا وكان ڠصب عني
ترقرقت الدموع في عينيها وهي تود ان تخرج كل ما يثقل على روحها من آلم... تمالكت حالها بصعوبه تعض على شفتيها
هناء انتي فيكي حاجه... قلبي حاسس انك تعبانه
جالت عين هناء بالغرفه وهي لا تقوى على كتم حزنها
لا انا كويسه يا ياقوت مټخافيش... نسيت اباركلك ياحببتي متعرفيش انا فرحانه اد ايه ويوم الفرح هتلاقيني عندك
تعلقت عين ياقوت بحمزة الذي اخذ يقترب منها ببطئ
هستناكي ياهناء اوعي تسبيني اليوم ده لوحدي وساعتها هعرف ايه اللي مخبياه عني
انتهت المكالمه... لتنظر هناء نحو الهاتف ثم غادرت غرفتها
وجدته يجلس على الاريكه يضع حاسوبه فوق ساقيه فوضعت الهاتف أمامه متمتمه
شكرا
واستدارت بجسدها عائده لغرفتها ولكن وقفت متذكره امر العمل الذي قبلت فيه وستبدء من الغد... ألتفت نحوه لتجده يحدق بها بصمت يود الحديث معها ولكن كبريائه يمنعه
بكره هبدء اول يوم شغل
ولم تنتظر سماع رده واندفعت نحو غرفتها لتفزع من صوته
هناء انا صابر عليكي وبقول حقها تزعل بس متزوديهاش
طالعته بهدوء تنظر إليه وجلست على فراشها
اول مره اشوف ابن عم بيحاكم بنت عمه عشان عايزه تشتغل وتشوف مستقبلها
تجمدت ملامحه بضيق من نسيانها انها زوجته
هناء افهمي كلامك كويس
ضاقت عيناها وانتفضت من فوق الفراش ترمقه پحقد
انت اناني.. عارف يعني ايه اناني... انا مش عارفه ازاي كنت بحب واحد زيك
طعنت كلماتها رجولته وآلمه هيئتها وقبل ان يهتف بشئ... اقتربت منه تدفعه على صدره
ياريتك فضلت مسافر ومرجعتش... يارتني ماحلمت بيك
اغمض عيناه وهو يسمعها ولأول مره يدرك انه اكبر خاسر.
اطرقت ياقوت عيناها خجلا عندما وجدته يقترب منها ولكن اوقفه في البدايه أحدهم يتحدث معه.. فركت يداها بتوتر تنتظر قدومه.. لتجد مريم تتعلق بذراعه ثم جذبته نحو العروسان والتجمع العائلي الخاص بهم وماكانت هي إلا الطرف المنبوذ
تجمدت عيناها على المشهد بآلم..
اقتربت منها ياسمين تزفر أنفاسها بملل
ياقوت انا عايزه اروح..زهقت
طالعتها وهي لا تعرف من سيعود بهم الي بلدتهم.. نظرت حولها ونظرت لملامح شقيقتها
متابعة القراءة