رواية أحببت فريستي بقلم بسمة مجدي
المحتويات
ليقترب ويلثم جبينها بحنان قائلا
زي القمر...ده كفاية لمعة عنيكي...ربنا يسعدك يا ليلي...
ابتسمت بخجل وهي تتأبط ذراعه في استعداد للخروج ليوقفها قائلا بنبرة غريبة
سامحتيني يا ليلي
ابتسمت قائلة ببساطة
انت أخويا يا يوسف وشخصيتك زمان مكانتش غلطك كلنا كنا ضحاېا بيت متدمر !
باغتها بسؤاله
تهربت بعينيها قائلة بخفوت
هو كان الاساس يا يوسف حتي بيسموه رب الاسرة عامودها وهو الي فرقنا بانانيته وسلبيته انا سامحته فعلا بس محتاج شوية وقت علشان اتعود علي وجوده في حياتي !
اومأ بتفهم لتغير الموضوع متسائلة بنبرة صادقة
اجابها ببساطة
انا بسأل عليها من وقت للتاني واتجوزت ! يلا ربنا يسعدها
أخفت دهشتها لتكمل طريقها برفقته الي الخارج ليعود قلبها وينبض بقلق لتصعد مع شقيقها السيارة وهي تتمالك نفسها الا تهاتفه وتخبره بخۏفها ليطمئنها! فهي تحتاجه الأن كأب فيبدو ان مهما حدث سيظل يحتل كل الأدوار بحياتها!
ابتسم مردفا ببطء بعربيته الركيكة فقد بدأ تعلم اللغة العربية مؤخرا ليستطيع التواصل مع والده
أ..ندها...22 س..نة !
لم يستطع نطق حرف العين فيستبدله ب أ كمعظم الغربيون الذين يتعلمون اللغة العربية ابتسم والده قائلا بضحك
لم يستوعب كثيرا مما قال لينهض ويسحب كرسيه المتحرك ليخرج متجها الي زفافه وصغيرته التي قد يجن چنونها ان وصلت قبله!
نظرت له بعبوس وهي تكتف ذراعيها بضيق ليقبل جبينها بحنان قائلا باسترضاء
خلاص بقي يا روحي والله شكلك زي القمر !
اجابته بتذمر حانق
متجاملش يا الياس علشان شكلي وحش اوي...بص واسعة ازاي متلبسني خيمة أحسن !
والله قمر...وبعدين ماسموش واسع اسمه محتشم...محترم حاجة في الرينج ده !
اخفت ابتسامتها من عبثه لتكمل
طب علفكرة الفستان البيبي بلو كان شكلوا حلو جداا بس انت الي رفضت وصممت تجيب علي ذوقك !
رفع حاجبه قائلا باستنكار
بيبي ايه ! انتوا بتجيبوا الالوان دي منين انا مش فاهم ده هما 7 الوان الوان الطيف الي خدناهم في 6 ابتدائي ومعرفش غيرهم يا عالم يا قادرة !
ابتسمت رغما عنها لتكتم ضحكتها قائلة بتذمر
توه يا الياس توه بردو مش هخرج بالفستان ده !
تنهد ليدفعها برفق علي المقعد ليغيب ويعود حاملا حذائها الأبيض ويجلس علي ركبتيه امامها وهو يلبسها اياه في حركة اعتادتها منه ليقول بهدوء وهو يضع الحذاء بقدمها
لما تطلعي زي القمر ويبقي شكلك حلو مين اولي بحلاوتك دي
اجابته بخجل من تدليله لها بتلك الطريقة
انت...
ابتسم مردفا وهو ينزل قدميها ويمسك كفها
يبقي من حقي اغير علي مراتي ان محدش يشوفها غيري ولا لأ
اجابته بخفوت
حقك...
ساعدها علي النهوض وهو يتجه بها نحو المرآه قائلا بلطف
الفستان فعلا واسع بس شكله حلو ورقيق زي صاحبته !
تكاد تصرخ بحبه من معاملته التي تعشقها فلأول مرة بحياتها منذ تزوجته علمت معني المودة والرحمة فهو حقا خير زوج وأب...حمقاء زوجته الأولي التي فكرت بترك رجل مثله لا يعوض لكنها حقا تشكرها فلولا تركها له ما كانت هي تزوجته فدوما ما يجعلها تنصاع لرأيه برضاها التام! لتهمس بامتنان صادق
ربنا ميحرمني منك يا الياس
اه نسيت هدومك يا روحي مانا هرجعك لأخوكي...علشان البضاعة طلعت مضړوبة !
قرعت الطبول وارتفع صوت المزمار معلنا عن وصول عروس الحفل...ابتسمت بتوتر وهي تشدد علي كف أخيها بقلق ليطمئنها بابتسامته الحانية لتنفتح الأبواب ببطء وتلك الأضواء الرائعة تزين الحفل ليظهر لها متقدما تلك الجموع بابتسامته الواثقة وهو يمد كفه لها سارت بخطوات متمهلة فذلك الفستان الطويل يعيق سيرها بعض الشئ حتي وقفت أمامه ليضع يوسف كفها بكف دانيال قائلا بهدوء بنفس لغته
تذكر ان شقيقتي كنز ثمين ان فرطت فيه لن تجده مرة أخرى أيها الأجنبي !
ابتسم له بتفهم قائلا
اعتنيت بشقيقتك لسنوات وفي اعتقادي ان ليس لها من يحميها واليوم تظن ان بإمكاني ايذائها وقد عادت لعائلتها !
التقط كفها ليأخذها وتسود موسيقي غربية هادئة ويبدأ كلاهما بالتمايل بخفه وهو يلف يديه حول خصرها او لنكن أدق يضمها ليهمس بأذنها بنبرة عاشقة
ب ح بك !
اتسعت عيناها لتردف بفرحة
انت اتعلمت عربي بجد قصدي...لتعود وتتحدث بالإنجليزية
أعني انت تعلمت التحدث بالعربية اوه داني هذا مدهش !
اجابها بابتسامة
لم أتعلمها فقط بضع كلمات لأستطيع التواصل مع والدي...انا اتحدث بخمس لغات مختلفة ولكن حقا لغتكم صعبة للغاية ! أظنني سأحتاج لأعوام لأتعلمها !
ضحكت بخفوت مردفة
لا بأس عزيزي سأعلمك انا كيف تتحدث العربية دعني ارد لك قليلا مما علمتني اياه !
ومن جهة أخري دلف الياس وبرفقته أميرتيه زوجته وطفلته ويرتديان نفس الفستان باللون الزهري وعلي يمينه صغاره يزن و مازن ببذلتهم التي تماثل بذلة والدهم بحجم اصغر بالطبع لتهتف بحماس
ايه ده السلو اشتغل ! انا عايزة ارقص سلو اوي...
ابتسم علي تلك الطفلة التي يسمونها زوجته ليحذر أطفاله بنبرة حادة الا يبتعدوا عن نطاق الحفل ويسحبها ليرقصوا مع الثنائيات علي أنغام تلك الموسيقي الهادئة...
وقف جانبا يطالع سعادة شقيقته برضا ويتمني لو تكتمل سعادته برفقة جميلته النائمة في سبات عميق بعالم أخر فقط تعود ويقسم الا يجعل الدموع تعرف الطريق الي عينيها الجميلة مرة أخرى انتشله من شروده رنين هاتفه وما
ان اجاب حتي صدع صوت الطبيبة الصاړخة
يوسف بيه...تعالى بسرعة مدام ميرا بتولد وحالتها صعبة اوي وجالها حالة هياج عصبي ومش قادرين نسيطر عليها...ارجوك تعالى بسرعة الحالة بتضيع مني ...!
انتفض ليغلق الهاتف مسرعا ليجد سارة تقف امامه تسأله بقلق فقد رأته وهو يتحدث بالهاتف وكيف تغيرت تعابير وجهه الراضية الي اخرى قلقة
في ايه يوسف ميرا كويسة
اجابها مسرعا وهو يبتعد بخطوات راكضة!
ميرا بتولد !
خرج مسرعا لتهرع الي شقيقتها قائلة بلهفة
ليلي...ميرا بتولد انا لازم امشي !
والتفتت لزوجها قائلة وهي ترفع فستانها قليلا لتستطيع السير او الركض!
الياس خد انت العيال روحهم وابقي حصلني علي هناك !
لم يكد يتحدث حتي تركته وهي تهرع خلف شقيقها اشبه بالركض! التفتت لتزيد دهشته حين وجد ليلي العروس ترفع فستانها هي الأخري وتجري خلفهم ويلحقهم زوجها علي عجل وجميع الموجودين يطالعوهم بدهشة فقد هربت العروس وخلفها عريسها من الزفاف ! ليهتف في نفسه ساخرا
انا قلت دي عيلة كلها مجانين محدش صدقني !
وصل الجميع الي المشفى لتخرج الطبيبة قائلة بلهفة
يوسف بيه احنا محتاجينك...مش عارفين نسيطر عليها !
اومأ مسرعا ليرتدي ثياب المشفى المعقمة ودقاته تقرع كالطبول! دلف الي الغرفة ليجدهم يقيدوها من الجانبين وهي تنتفض بصړاخ عڼيف! هاله مظهرها فقد شحب وجهها بشده والتصقت بعض
متابعة القراءة