رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
المحتويات
يخفف من حدة بؤسه وألمه حين اكتشف أن ما يحبها ومال لها قلبه تكون بتلك الصفات التي أترعت قلبه بمآسي لم يقابلها في حياته سوى معها ثم تماسك ألا يظهر من حزنه شيء ودفع نفسه ليهتم فقط بأمره وأن كل ما حوله لا يستحق أن يتجشم من أجله
انصرم بعض الوقت لتخرج الممرضة وتستدعيه للدخول فنهض متوترا وقلبه ينبض بشدة نظر ل سمر وقال
جاءت بسمتها حقيقية فسيترك بغيابه وقت سوف تستطع من خلاله مهاتفة والدتها وحين ولج الغرفة نهضت فورا لتبحث عن هاتف قريب وأثناء انكتالها الموتر وجدت استقبال جانبي فتوجهت نحوها تسألها حتى دلتها الأخيرة عن مكان الاتصال فتوجهت سمر باضطراب ناحية المكان المنشود وحين وصلت دقت أرقام والدتها بأنامل ترجف وعدت الثواني والهاتف يرن قلقة من رؤية زين لها فجاء صوت والدتها أولا فهتفت سمر پخوف
بمجرد أن علمت بأنها ابنتها لم تعطيها المجال لتشرح ما بها بل خاطبتها في اكتراب
في مصېبة حصلت هنا يا سمر لمى مراته الأولى بتقول إن الولد ابنها من زين ومستنياه يعمل تحاليل
لم تصدق سمر لتقول باعتراض
دي كدابة إزاي ابنه مش ممكن!
نصحتها والدتها بتحذير شديد
خليك معاه عندك اعملي أي حاجة وعطليه أكتر على ما أشوف هتصرف إزاي وأهم حاجة متخلهوش يكلم حد هنا
طيب أعمل أيه هنا لو عرف إنه كويس ومفيهوش حاجة خاېفة يطلب وقتها يكشف عليا !!
الفصل التاسع عشر
قطرات الحب
فور دخول ابنتها من الباب أصيبت بحالة من الصدمة الممتزجة بالجنون وفطنت تعرضها لموقف من القسۏة الممتهنة التي يفتعلها فقط الحقراء ووقفت مستاءة تحدق بهذه الكدمات الزرقاء التي غطت وجهها إلى حد ما وظلت هكذا منفعلة حتى اقتربت ابنتها منها وتبدلت مشاعرها ليكسو الحزن تعابيرها قالت
بطلعة مبتئسة وجسد مرهق ارتمت لمى في أحضان والدتها فربتت السيدة إيمان على ظهرها لتواسيها ثم بهدوء جعلتها تجلس معها على الأريكة الجانبية في غرفة المحقق الذي بدوره ترك لهم بعض المجال للحديث وهنا انتبهت لمى لوجود أيهم أيضا حين خاطبها مستفهما
لمى احكي حصل أيه!
إهدي كده واحكيلي وغلاوتك عندي لهاخد حقك
بكت لمى في صمت وأحست بأن وجوده خلق بداخلها قوة قد افتقدتها كونها تحتاج للسند فوجودها وحيدة بعثر كيانها وأوهي شخصيتها وبعد وقت من طلب أيهم لها بالهدوء سكنت قليلا ثم جلس ثلاثتهم فقط يتحدثون استجمعت لمى كلماتها وأخبرتهما بما حدث وبما مرت عليه فقالت السيدة معلقة على ما حدث
عاتبتها لمى بعدم رضى
ليه يا ماما كده البني آدم ده مش عاوزاه يعرف بالولد!
تدخل أيهم وسأل باستنكار
ليه يا لمى المفروض الحقيقة تبان علشان تثبتي إنك أ منهم وإنك مش الكلام اللي بيقولوه دا حقك
ردت محتجة بۏجع
يحصلي أي حاجة إلا إنه يعرف ب يونس دا دمرني وبهدلني كتير يا أيهم
قالت السيدة بعدم اقتناع
أومال هتخرجي إزاي لازم براءتك الكل يعرفها كده بديني نفسك ودا مش في صالحك
حركت رأسها بعدم قبول لكل ما تسمعه منهما وأصرت على موقفها فهتف أيهم بضيق
لمى فكري كويس من شوية طلع قرار بالقبض على سيف پتهمة إنك اتجوزتيه على جوزك يعني عشيقك ولو مأثبتيش العكس هتفضلي معاه هنا!
وضحت لمى وجهة نظرها حين خاطبتهما باطلاع
يونس مكتوب باسم بابا ممكن أقول إنه طفل يتيم تكفلت بيه وأصلا لو اتعمل تحليل ل سيف والولد مش هيطلع ابنه ومش هيبقى فيه أي دليل يدينا علشان نتحبس هنا!
تبادلت السيدة النظرات مع أيهم وبدا أنهما قد اقتنعا بكلامها فأردفت لمى بعزيمة
بسهولة من هنا هخرج وهكسب إنه معرفش بالولد لأنه إنسان ندل وممكن يعمل أي حاجة وياخد ابني مني
وافقتها السيدة الرأي ثم نظرت ل أيهم وقالت
خلاص يا أيهم خلي المحامي يمشي على الكلام ده ويسحب الكلام الأولاني أنا كمان مش عاوزاه يعرف ب يونس دا عذب بنتي كتير وأنا كرهته!
ثم تأملت السيدة من جديد وجهها اللاحب من كم القسۏة التي نالتها ابنتها بسببه وفكر أيهم جديا في ذلك وبالطبع لن يخالف اتهن وأبدى قبوله لها حين قال
هاعمل كل اللي يريحكم طالما حابين كده!
هبت السيدة لتقول في رجاء
أيهم إنت كمان وعدتني يخلوا سبيل لمى اوعى تنسى
ابتسم في ود ل لمى ورد بتأكيد
هيحصل هاعمل المستحيل وأخرجها !!
الت لتجلس على استحياء وهي تجمع شعرها للخلف مرتبكة لتلك اللحظة مما حدث بينهما ثم سحبت الغطاء قليلا عليها فال سيف وهو يطالعها بنظرات محبة كونه غير مصدق لتلك اللحظة أنه معها أيضا لاحظ قلقها ورهبتها مما حدث بينهما خاطبها بصدق
لين أنا كان عندي استعداد نتجوز شرعي بس المأذون مش هيوافق وهيطلب ولي ليك مكنش قدامي غير الجواز العرفي
مسحت وجهها في توتر ظاهر وقالت
مش عارفة اللي حصل بينا صح
ولا غلط بس أنا منكرش إني خاېفة كتير
مسد على شعرها وقد استنكر خۏفها منه قال
اوعى تكوني فاكرة إني ممكن اضحك عليك أنا بحبك ومعاك للنهاية!
نظرت له وهي لا تريد أن يخيب ظنها قالت
سيف أنا اقتنعت بكلامك ووافقت نكون مع بعض اوعى في يوم تقولي إني ة ومتقدرش ترتبط بيا!
رفع كفها لي حيث أعرب عن صدق نواياه هتف
مستحيل اعمل كده أنا بحبك ومبسوط إنك وافقتي ورجعتي في كلامك اللي قولتيه قدام نيفين
نبهت عليه وهي تعلق على كلامه قائلة
نيفين مش لازم تعرف إني رجعت في كلامي ممكن تحتقرني وتفكر إني مش كويسة!
ابتسم وهو يسحبها لتقبع بين أضلعه قال
كل كلامك هيتنفذ المهم مش عاوزك تقلقي وتنسي أي حاجة ممكن تنكد علينا وإحنا مع بعض!
شعرت بالخجل وهو يعيد لمساته عليها ويدفعها لتكرار ما حدث قبل قليل لكن استوقفهما طرقات عڼيفة على الباب جعلتهما في حالة من التوجس والاندهاش فارتعشت لين وهي تسأله
أكيد بابا عرف وجاي يبهدلنا!
هذا ما دهاها فكرها إليه من فرط خۏفها من تلك الة السرية بعكس سيف فقد تعجب وقال
ما افتكرش اللي بتقوليه ده ممكن تكون نيفين والموضوع مهم!
ثم نهض وهو يجذب ثيابه ليرتديها تابع
البسي هدومك واطمني مافيش حاجة!
بادرت لين بارتداء ملابسها في عجالة بينما انتهى سيف ثم دلف للخارج وهو يقصي خصلاته للخلف وكان ما زال مدهوشا من وقاحة القادم وطريقته الفظة في طرق الباب وحين فتح صدم من كم رجال الشرطة أمامه قال
خير عاوزين مين!
واربت لين باب الغرفة قليلا في حذر كي تسمع وترى ما يحدث ثم انتبهت للضابط يرد عليه ويقول
اتفضل معانا يا استاذ سيف عندنا أمر بالقبض عليك پتهمة ال
جف حلق لمى وتملك منها الړعب فقد ظنت الكلام عليها وعلى تها الآثمة به وحتما سيأخذونها معها لكن متابعة حديث الضابط بدل خۏفها لصدمة مدمرة حين قال
زين حسام القاضي بيتهمك إنك على ة بمراته الأولى لمى ومخلف منها ولد!
سماعها لاسم أخيها جعلها تتسمر مكانها وفورا ت الأسئلة على عقلها وأولها ما
ة سيف بأخيها ثم انتبهت لهم يأخذونه معهم فحاولت الهدوء واطمئنت برحيلهم وظل فقط تحيرها مما حدث للتو فتحركت لردهة الشقة ترجف وما جاء على ذهنها واستشفته أن ته ب لمى أكيدة فقد رأتهما من قبل وبدأ القلق والظنون تساورها وخشيت أنه جاء ليستغلها ويخدعها لأمر ما تجهله بالطبع ثم جلست على المقعد منكبة لاعنة تهورها وجهوليتها في إتمام هذا الزواج ثم شرعت في البكاء تعبيرا عن ندمها ولاح خۏفها على جسدها المرتعش فقد ألقت بنفسها إلى التهلكة !!
أخذها لغرفتهما بالفندق بعد إجرائه للتحاليل اللازمة ونتيجته ستأخذ بعض الوقت لذا اعتزم زين أن يأتي ب سمر للفندق على موعد بعودته للمشفى بمفرده ليواجه الخبر الذي تأكد سابقا منه بنفسه وأثناء جلوسهما بالغرفة لاحظ زين حالة التيه والشرود التي بدت فيها حدثها بترقب
بتفكري في حاجة يا سمر!
نظرت له بانتباه وقد توترت داخليا ردت برباطة جأش مزيفة
لا يا حبيبي أنا بس مشغولة بنتيجة التحليل ليه مخلتنيش استنى معاك!
جملتها كانت تنافي قبولها لقراره فهي لم ت في المواجهة حين تظهر الحقيقة وبالطبع ستزيف الفرحة حينها وعليها التهيئ جيدا لهذه المناسبة التي جهلت نهايتها رد عليها بهدوء حزين
أنا هفهم منهم حالتي وأيه الإجراءات اللي ممكن اتبعها معاهم وبعدين في العلاج أكيد طبعا يا حبيبتي هتكوني معايا
ودت سمر الضحك لتسخر من كلامه كذلك تحسرت على نفسها وزاد قلقها حين يعلم حقا هي رتبت كلامها
جيدا لكن ذلك لم يمنع قلقها من السيطرة عليها وحين ضمھا بذراعه إليه اضطرب قلبها بشدة هتف
إنت أصيلة يا سمر عاوزك تسامحيني لو كنت غلطت فيك أنا باعترف إني كنت أناني معاك بس أنا اتغيرت!
حديثه معها أراحها قليلا وفكرة تركه لها عادت تراودها من جديد وطرأ عليها سؤال أرادت أن تطرحه عليه وهو عن تبدل الأوضاع وتحمست لتسأله ثم ابتعدت لتنظر لعينيه قالت
زين لو كنت أنا اللي مبخلفش كنت هتعمل زي اللي عملته معاك كنت هتقولي هنفضل سوا ومش هتسيبني!
بدت تنتظر بلهف وشغف رده عليها وكانت تعلم بداخلها أنه لا لكن حين قدمت ولائها سترغمه بالطبع على فعل المثل معها فتوتر زين من سؤالها المفاجئ فقد أراد أن يتركها وهو المصاپ فماذا عن إذا كانت هي تهكم من نفسه ومن ذبذبة أفكاره وقراراته السابقة بعكس الآن فقد أصبح متعقلا ومنتبها وكي يرضيها ويثنيها عن اصالتها معه قال
بعد الشړ عنك ووقفتك جنبي مش هنساها وأنا هاعمل كل اللي اقدر عليه علشان نخلف إن شاء الله!
رده لم يكن هو من تنتظره وتأكدت أنه إذا وجد الفرصة لتركها خاصة ادعاء الكاذبة زوجته الأولى لربما يكون حقيقيا فسوف يربط قدرته على الإنجاب بأنها مصېبة وكل الخۏف سيقبل عليها حين يثبت صحة ذلك
انتبها لرنين هاتف الغرفة فنهض زين ليجيب قال
Yes!
كانت المكالمة محولة إليه من المشفى فتعجب زين من مهاتفتهم له وعدم انتظارهم لحضوره قال الطبيب بعملية
Mr Zain welcome I am pleased to inform you and assure you that your examination is correct and there is nothing to prevent your conception!
سيد زين أهلا بك يسرني أن أبلغك واطمئنك بأن فحصك سليم ولا يوجد
متابعة القراءة