رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت

موقع أيام نيوز

ضراوته حتما هتف
موعدتش بحاجة وبمزاجي أغير كلامي إذا كان عاجبك
كما توقعت بالضبط بأنه سيخلف وعده معها ليتما تصبح زوجته تنهدت وقالت
طيب أنيمه فين دلوقتي 
أي أوضة حطيه فيها
صاح باحتقار وعدم قبول وجهه للصغير فنهضت لمى دون تعليق لتضع الولد في أي غرفة لتبعده عن أنظاره خوفا عليه من أن يتهور في لحظة طائشة كالمرة السابقة فجلس زين مستشاطا من وجوده وكلحت تعابيره فبالطبع لن يكون جاءت لمى من خلفه وقالت
نيمته!
أنصت إليها باهتمام ثم نهض فجأة الټفت إليها ثم سحبها من ذراعها ناحية الغرفة التي خصصها لهما ارتبكت وهي تتحرك من خلفه متخيلة حتما ما سيفعله معها وانتفض جسدها بتوتر ملحوظ وحين ولج الغرفة بها اقترب بها حد أن المسافة انعدمت علا صدرها وهبط برجفة غريبة وكان لقائه الأول بها يعاود المرور على ذهنها فلم تكن لأحد سوى له فقط ولم تجحف أنها اشتاقت له وكم تمنت أن يكون الود بينهما ثم نظرت لعينيه بتردد وجدته يحدق بها بجمود ولم تفسر صلابة نظراته عليها وتأهبت أن يخطو معها للحظات حميمية تجمعهما لكن لم يحدث ذلك فقد ذهلت حين ابتعد عنها وتأملته بغرابة وتأجج اندهاشها حين سألها
بتكرهيني قد أيه
انعقد لسانها ولم تجد الجواب فقد باغتها به ثم لاحظت كم استيائه من أنفاسه المتسارعة واستشفت عتابه لها حين سألها بضيق
كرهتيتي لدرجة فكرتي تكوني مع واحد تاني وتعيشي وتخلفي عادي وأنا هنا قاعد مستنيك!
جف حلقها فجأة وقد رهبت من تطاوله عليها أثناء لومه قالت
اللي عملته معايا كان صعب إنت أهانتني وكسرتني رغم إن محدش عجبني وقتها غيرك واتجوزتك برضايا
هتف بغيظ
أنا كنت وقتها جوزك يعني كنت لوميني ابعدي شوية وعاقبيني مش تروحي تتجوزي بكل بجاحة
متجوزتش! 
أحست لمى بعصبيته وأنه سيضربها فتراجعت للخلف وقالت
اتفقنا متمدش إيدك عليا وإنك تعاملني كويس
ابتسم پغضب وقال
تعرفي أنا فكرت أجيبك هنا وأقتلك إنت وابنك ده بس مش قادر اعملها
تناقض حديثه الآن مع رغبته في الزواج منها أصابها بالجهل استفهمت
رجعتني ليه يا زين طالما مش طايقني أيه يجبرك تعيش معايا
لم
يعلق على ذاك السؤال بل قال بنظرات استهجان ازعجتها
مش اتفقنا أعاملك كويس
ترقبت لمى ما ينتويه فاقترب منها بشدة وتيقنت حينها ثبوت ما يخالجها قال
هاعملك كويس قوي!
ثم شرع في ملامستها بطريقة احتقارية لكنها لطيفة مانعا عنفه تلك المرة من الحضور رغم غضبه منها واستعدت هي ظاهريا لمواجهة شحنة تمنيه الوافدة إليها وبداخلها توتر ثائر متزامن مع اشتياق عجيب تملك منها مع كل لمسة منه !!
ضبت أغراضها بنفسها في حقيبة سفرها وانتقت المطلوب أخذه فقط ثم تحركت ناحية أوراقها الموضوعة على المكتب الصغير في زاوية الغرفة وشرعت في جمع الأوراق اللازمة في حقيبة يد كبيرة وعملية كل ما تفعله تحت أنظار أيهم غير الراضية إلى الآن على تلك السفرة وحين انتهت وقفت مشغولة الفكر محاولة تذكر هل نست شيء أم لا خاطبها أيهم بضيق داخلي
مستعجلة كده ليه يا رسيل السفر لسه بكرة بليل!
انتبهت له رسيل ثم تحركت لتجلس بجانبه على الأريكة قالت
خاېفة أنسى حاجة إنت عارف إن سفري ده مرتبط بحاجات هاعملها هناك فأنا متوترة أول
مرة أسافر!
صمت أيهم مجبرا فإن تحدث سيرفض سفرها ذاك قالت رسيل بتحنن
الولاد هيوحشوني قوي
ثم وجهت بصرها إليه وأردفت
خلي بالك منهم وكل يوم تخليهم يكلموني
ثم تنهدت ولاح على وجهها بسمة فرحة مبتهجة من فكرة السفر عامة وزاغت في ذلك بينما نظر لها أيهم بوجوم مترقبا أن تخبره بأنها ستشتاق إليه أو تودعه بطريقة ودودة لكنها لم تفعل نظرت له رسيل ببسمة متسعة مبهورة بتلك الخطوة الرائعة التي ستخطوها في حياتها هتفت
أنا فرحانة قوي!
زيف بسمة صغيرة متجاوبا مع فرحتها وبعفوية وضعت رأسها على كتفه قالت
هتوحشني!
أراح وجهه العبوس وغطت عليه مسرة رائعة فطوقها بذراعيها وقال
إنت أكتر يا حبيبتي خلي بالك من نفسك!
بحركة لا إرادية مررت يديها على صدره ممتنة للطفه قالت
استاذ ممدوح برضوه هيكون معانا
أكيد لازم يروح معاكم على الأقل متبقوش لوحدكم أنا لو فاضي كنت جيت مسبتكيش بس عندي شغل كتير
قالت بتودد
دا أسبوع هيفوت بسرعة وهرجعلكم
قال بجدية
المهم تخليك في شغلك بس ويا ريت الحياة هناك متأثرش على اللي اتربيتي عليه يعني ابعدي عن أي حاجة وحشة
تفهمت رسيل سبب تنبيهاته تلك قالت
أنا رايحة علشان شغل وكمان حياتهم وطبيعتها مش ممكن تأثر عليا
مسد أيهم على شعرها فأنت بوله جعله يبتسم قالت
بجد هتوحشني قوي
تكرارها لنفس المشاعر جعله يوبخ نفسه فقد ظن أنها باتت تتجاهله لكن اتضح العكس قال
مش عارف الأسبوع ده هيعدي إزاي و
هتعيشي لوحدك دا اسمه كلام!
هتفت السيدة إيمان بتلك العبارة رافضة السماح لابنتها بتركها فردت لمى معللة
يا ماما الشقة دي هيكون فيها شغلي وهقضي أغلب وقتي فيها فقولت لو اتأخرت في يوم أبات وكده وكمان يونس معايا
ردت معترضة
مش موافقة لواحدك إزاي أنا كده أخاف عليك أكتر خصوصا من اللي اسمه زين ده
حافظت لمى على هدوئها أمامها كي لا ترتاب في أمرها وقالت
يعني هفضل خاېفة منه لازم أشوف حياتي واشغل وقتي
ظلت السيدة إيمان محتجة قالت
غلط يا لمى تقعدي لواحدك ومامتك موجودة برة كنت مطمنة علشان مع باباك إنما كده لأ!
من الآن وجدت لمى صعوبة في إقناع والدتها قالت مستاءة
يعني أفضل كده يا ماما محپوسة جنبك وأعطل شغلي
ثم زيفت لمى الحزن والضيق معا لتجعل والدتها توافق لا محالة بالفعل أذعنت السيدة وقالت
خلاص موافقة!
قبل أن ترتاح لمى كليا قيدت والدتها الموافقة بشرط صدمها قالت
بس مش لواحدك سيف معاك! 
سألت لمى باندهاش
وسيف ماله بيا علشان يقعد معايا في الشقة!
قالت السيدة بعقلانية
لازم يكون فيه راجل معاك وسيف شاب كويس وأنا موافقة ترتبطي بيه
تكشرت مايا حين استمعت لحديث زوجة أبيها بشأن ارتباط سيف بابنتها ثم أخذت تتحرك نحوهما كالحة فردت لمى بتلجلج
يا ماما والقواضي اللي مرفوعة عليا نسيتي مينفعش أرتبط بحد لأني في نظر القانون متجوزة
تدخلت مايا وقالت وهي تجلس
لمى كلامها صح بالعكس لازم تبعد عن سيف خالص وفكرة شغلها بعيد عنه هتخلي زين يشيلها من دماغه!
أنقذتها مايا بحديثها ذاك فلو تفهمت ماهية العلاقة بينها وبين زين لن يأتي ردها بذاك الإقناع وابتسمت ولم تخفي تهكمها بجملتها الأخيرة فقد رسخت علاقتها بالأخير واكتملت قالت السيدة باستسلام
اعملي اللي يريحك أنا هاعوز أيه غير راحتك يا لمي
تهللت لمى وقالت
ربنا ما يحرمني منك يا ماما مش عاوزاك تخافي عليا الشقة فيها أمن ويونس هيسليني
رضا السيدة وقبولها بقرار لمى كان له وقع غريب في نفس مايا فهي إلى الآن لم تتفهم تأزقها من وجود علاقة تجمع سيف ب لمى مدركة أنه شاب لطيف يستحق الزواج بفتاة لم يسبق لها الزواج مطلقا ثم انتبهت ل
لمى تخاطبها بجدية
القماش هيوصلني إمتى يا مايا! 
أعلن صډمته بل ودهشته من زواجه بها رغم ما فعلته معه فقد ظن انتقامه الشرس منها لكن حدث عكس ما توقع ظل آيان يستمع له عبر الهاتف بطلعة غير مصدقة حتى توقف الأخير عن الكلام فهتف متعجبا
أكيد بتهزر إزاي تسمح لنفسك تعيش مع واحدة لا وكمان مع ابنها من غيرك!
ضجر زين وزادت عصبيته حين يفتح أحدهم الحديث عن ذاك الأمر اللعېن هتف
أنا خلاص مبقتش بطيقها بس وجودها معايا أكبر دليل إنها مذلولة ومن غير كرامة
تهكم آيان من تغابي عقله وانسياقه وراء شهوات أدركها وكل ذلك جعل فضوله يزداد بشأن حياته الجديدة فسأل
طيب ومراتك سمر هتعمل معاها أيه
التوى ثغره ببسمة ماكرة وهي يذيع ما خطط له قال
هي اللي هجيب منها ولادي وهتكون عندي أحسن منها وخليها تعرف إنها بقت ولا حاجة
غضن آيان وجهه وإلى الآن ظل مستنكرا معايشته لامرأة قال
مش مستوعب اللي عملته أنا لو منك مطقش أبص في وشها وأوديها في داهية كفاية قعدتك سنين كده وفي الآخر كانت مع غيرك ومخلفة قادر تعيش إزاي ببرودك ده!! 
استمرار آيان في نهره عن فعلته وسكبه البنزين على الڼار الموقدة بداخله لم يؤثر به وكان بالأمر عادي وتسعر شغف زين في إذلالها بطريقة أكثر إهانة ولو كانت هينة في نظر الأخيرة قال
هتفضل عمرها كله متعلقة معايا ولازم أعرفها إنها ولا حاجة أنا معنديش غير كده أعمله إلا لو قټلتها! 
فورا حثه آيان على التخلي عن هذه الفكرة الضارية هتف
متبقاش مچنون خلاص أعمل اللي يشفي غليلك منها المهم متوديش نفسك في داهية
قال زين بتأفف
أنا دلوقتي في العربية هاطلع شقتي علشان سمر متشكش في حاجة وحد يعرف !!
شفقت على حالة ابنتها من معاملة زوجها غير الودية وعوضت ضيقها بفرحة مؤقتة حين اقترحت
طيب اطلعوا ليلة في أي فندق على البحر اتفسحوا وأخرجوا طالما بدأ ينزل شغله
حنقت سمر وبدت بائسة قالت
أنا مش فاهمة ليه بيعمل كده أي اتنين دلوقتي بيتجوزوا بيروحوا هني مون وهو حتى مش بيخرجني ونزل شغله عادي
هونت عليها والدتها محنتها قائلة
زين شاب حلو وأخلاقه كويسة بعيدا عن إنه ملوش في حركات شباب اليومين دول
لوت سمر فمها فهي تريد أن تتدلل كسائر الفتيات فأردفت والدتها بتعقل
وكمان من وهو صغير بيعتمد على نفسه وبيشتغل مع خاله فدا اللي تعتمدي عليه إنت بس اقترحي تخرجوا ليلة أو يوم قاعد فيه من الشغل
هتفت سمر باكفهرار
مش عارفة ليه يا ماما جوزتيني ليه وهو أصلا مش ستايلي أنا بأحب السفر والخروج
علقت والدتها بطريقة غليظة على كلامها قالت
وخدنا أيه من خروجك والسفر غير اللي حصلك من وراه نسيتي العملية اللي اتعملتلك علشان تكوني معاه دلوقت! 
شهقت سمر وتخضب وجهها حين ذكرتها والدتها بتلك اللحظة الأليمة التي وقعت فيها ثم منعت بأهدابها الدموع أحست والدتها بأنها تمادت في جرحها فتابعت بندم
مش قصدي بس كنت عاوزة أقولك إن زين ميعرفش عنك حاجة وهتقدري تنفذي اللي اتفقنا عليه معاه لأن مامته صحبتي ومش هتفكر إننا كذبنا عليه
شجنت سمر ولم تخفي ألمها قالت
أنا هاعمل اللي هتقوليلي عليه يا ماما
ثم انتبهت له يفتح باب الشقة فسريعا أنهت مكالمتها مع والدتها متهيئة لمقابلته بطلعة مشرقة فمسحت وجهها بكفيها وتقوس فمها ببسمة مزيفة 
وقعت عينا زين عليها وهو يلج فابتسم بضعف أوصد الباب فقابلته بتودد كبير وهي تطوق عنقه فقبل وجنتها قائلا
وحشتيني! 
تهللت أساريرها وهو يطربها بكلماته الوالهة تلك قالت
اتأخرت ليه أنا طول اليوم قاعدة
لوحدي مش باعمل حاجة
تبسم وقال
علشان كده هنطلع يومين نتفسح فيهم وأعوضك عن شهر العسل 
قصر عليها الطريق في إخباره باقتراح والدتها فقفزت موضعها مسرورة هتفت
أيوة كده أنا بأحبك قوي
ضمھا زين بألفة فقد اعتبرها من الآن زوجته المفضلة ومن سيمنحها كامل احترامه خاصة حين تنجب له ما
تم نسخ الرابط