رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
المحتويات
آيان الغرفة متلهفا وبدت معرفته بخبر حملها على معالم وجهه الفرحة ثم تقدم وهو يحدق ب زينة بشوشا فحدثته نور بمحبة
مبروك يا آيان الرابع في الطريق!
حاول آيان إخفاء ضحكته قال
الله يبارك فيك يا ماما
أعطاها الصغيرة لتحملها ثم جلس بجوار زينة ويده تلامس كفها بحنو قال
حبيبتي سامحيني!!
تابعت نور ما يفعله ابنها من أجلها ولمساته الحانية التي يطبعها عليها سواء بنظراته أو بحبه الظاهر الآن لها وكونها لم تستشف أي قبول من هذه الفتاة تجاه ابنها فطنت كراهيتها له لكن تعارض حملها الآن بمعتقداتها تلك فوجه آيان بصره لوالدته وقال
أحست نور بضعفه تجاهها وتوقه لأي حب ينبعث منها قالت
يا ريت تكون بتحبك بس باين الموضوع وراثة عندهم هي زي بنت عمها الدكتورة رسيل باين بيخلفوا كتير!
لم يقتنع آيان وقال معارضا
لا لا لو فيه ذرة عدم قبول بينا مكنتش تسمح تجيب مني عيال وكل ولادنا عن حب أنا عارف كويس بحس بأيه وهي معايا بتحبني!
إنتم حرين في حياتكم أنا بس مش عاوزة يكون فيه بينكم مشاكل!
ثم سارت نور بالصغيرة للخارج تاركة لهم مساحة خاصة وحين غادرت دنا من زينة يقبل جبينها ففتحت عينيها ببطء حين أفاقت تأملها بلهف وقال
حمد الله على السلامة يا حبيبتي!
سامحيني أنا غلطت حقك عليا
ثم قرب المسافة بينهما ليقبل ثغرها فمالت برأسها للجانب فاغتم من
نفورها منه قال
عاوزة تفهميني إنك مش طيقاني ومش هتسامحيني
ثم جعلها تنظر لعينيه وهو يردف
زينة إنت حامل أنا عاوز تفهميني معناه أيه ده!
لم تتفاجأ زينة كثيرا فقد أحست من أسبوع بأعراض الحمل لكن تجاهلتها وظنتها أوهام فنظر لها آيان بقوة وتابع
لمعت عيناها في حزن ورغبت في البكاء قالت بصوت أبح
اللي عملته مش هنساه لما تحاول تذلني بالشكل ده واللي بيعمله أخويا بسببك إنت عاوز ملجأش لحد غيرك وخلاص ابعد عني مش هسامحك!
لأول مرة يشعر من خلال كلامها بأنها سمحة طيبة القلب قد ظلمها باندفاعه المصاحب لتهورها هي الأخرى رغم رفضها مسامحته واعتزم تركها على حريتها فهو لا يريد أن يكون سبب في انزعاجها منه في الوقت الحالي بالأخص فقد رسخت العلاقة بينهما بوجود طفل جديد سيمنعها بالطبع من بعدها عنه لذا قال بجدية
قامت بنفسها بسحب عينة الډماء من ذراعه بعدما ألحت عليه بضرورة الحضور لعمل فحص شامل ليس ذلك فقط فجعلته يخضع لعملة أشعة على سائر جسده لتطمئن أن العقار لم يحدث ضرر به ورغم ملل أيهم من عنادها لتفعل ذلك وتعطيلها لأعماله المتراكمة أحب اهتمامها به وبعدما انتهى كليا من خطوات فحصه توجه ليرتدي ثيابه فجاءت رسيل لتعاونه ابتسمت له وهي تغلق أزرار قميصه وقالت
كان مستخبيلي دا كله فين معقول مۏتي على إيدك!!
رد أيهم عليها جاء مزحا على ما حدث بعكس رسيل التي حزنت لتقول في استنكار
أنا آه غلط بس أنا مكنش قصدي كل اللي حصل إنت اللي شربت من غير ما تقولي!
مسح على وجنتها بلطف وقال
أنا عارف إنك زعلانة من اللي حصل وخاېفة بسبب الاختراعات اللي ألحيتي تعمليها تأذيني أنا فاهم يا رسيل!
قالت بوجل
مش هسامح نفسي ممكن أموت فيها لو جرالك حاجة
ضمھا أيهم لصدره وأعرب عن عدم حمله للعتاب لها قال
على فكرة أنا كويس قوي ملحظتش عليا أي تعب من بعد ما خدت الدوا ده غير تاني يوم بس وأنا كنت بهزر لما قولت تعبان
استمعا لوقع أقدام أحدهم فابتعدا عن بعضهما حضرت راندا مبتسمة بحرج قالت
التحاليل هتطلع آخر النهار أو بكرة بالكتير!
وجهت رسيل بصرها ل أيهم وقالت
طيب روح شغلك إنت وأنا هتابع الموضوع وأقولك على النتيجة لما تطلع!
ابتسم لها أيهم ثم غادر في هدوء وأثناء دلوفه خارج غرفة الأشعة تقابل صدفة مع عبد الرحمن فتقدم منه الأخير مرحبا فخاطبه أيهم بجدية
باباك بيبلغك إني مبسوط منك!
اومأ مبتسما في ود قال
إنت تؤمر يا أيهم بيه في أي حاجة واللي بعمله حاجة بسيطة
بدا أيهم غامضا وهو يذكره بقوله سابقا حين قال
عارف إن اللي هتعمله صعب بس أنا مقدرش اعتمد على حد غيرك أو أثق فيك وكمان دكتورة آلاء!
علق عبد الرحمن مكفهرا
اللي حصل ل آلاء كان مقصود بس من حظها الحلو إنها نجت الموضوع كان في الأول ماشي كويس دلوقت يخوف
قال أيهم بتحير وضيق
فيه حاجة مش مفهومة بتحصل ومش عارفين مين وراها
قلق عبد الرحمن من استماع أحدهم للحديث فوزع أنظاره لما حوله وقال
مش هينفع نتكلم هنا دا أكتر مكان يتخاف منه!
تفهم أيهم وقال بمعنى
عندك حق أي جديد هتبلغني بالطريقة اللي اتفقنا عليها !!
يعني أيه طلب مكونات العقار بتاعي!
رددت رسيل تلك العبارة باستنكار حين أخبرتها راندا برغبة السيد زاك في الحصول على الأوراق الخاصة
باختراعها فقالت راندا بضيق
أنا قلقت منه ومن طلبه المفروض يكون عارف إن الحاجات دي بتكون أسرار وخاصة بصاحب العمل نفسه
ملأ الوجل قلب رسيل ولم تطمئن لهذا زاك ثم شردت بعقلها تفكر حيث خشيت أن يستولي على مجهودها وتطايرت الظنون لتلعب في رأسها ولم تنتبه لنفسها إلا بحديث راندا الموجه لها
هتعملي أيه يا رسيل!
انتفضت رسيل لتجيب بامتعاض
لا هو ولا غيره مستحيل حد يعرف باللي باعمله ولو أصر اديله المكونات اللي كتبتها على تقرير القرد
هتفت راندا بمدح
كويس يا رسيل مع إنك جديدة في الموضوع ده بس مسمحتيش لحد يعرف باللي بتعمليه
تجذر القلق بداخل رسيل بعد معرفتها بذلك ورغبت في أخذ موقف حاسم بشأنه فقالت بتكليف ل راندا
كلميلي مستر هانك ضروري !!
وعدها بمفاجئة لم تتوقعها فوقفت أمامه مغمضة العينين منتظرة بميل كبير أن يخبرها وقد نفد صبرها فقال مبتسما
فتحي عينك!
فتحت عينيها بحماس لتقع نظراتها على يديه وهي ترفع أمامها اثنين من جواز السفر فتلاشت بسمتها وحل الجهل تعابيرها تساءلت
بتوع أيه دول!
هتف موضحا بمسرة وهو يسحبها لتجلس معه
كلمت حد اعرفه يخلصلي أوراق سفرنا لأمريكا بسرعة أصل خدت قرار إني مش هتابع مع دكاترة هنا خلينا نكشف برة علشان محدش يعرف وكده
من فرط صډمتها خرجت بسمتها بصعوبة لتوحي له بفرحتها لكن دب الهلع في قلبها قالت
خبر حلو قوي يا زين بس مش كنت تقولي علشان أحضر نفسي على الأقل!
قال بعقلانية
مكنتش عاوز حد يعرف
وقلت أخليها مفاجئة إني أسافر معاك ونكشف علشان أشوف علاج
انتبهت لكلامه جيدا وقالت باستنكار
هو إنت مش هتقول لحد على سفرنا!
من ضمن قراراتها كان ذلك السفر السري فيجب عدم معرفة أحد به فقد اتخذه كهروب أيضا ليترك لمى محپوسة فترة أطول اڼتقاما منها فرد عليها بتحذير
أيوة محدش هيعرف حتى أهلك كمان
اضطربت سمر بشدة فيجب أن تخبر والدتها خاصة أن سفرهما ذاك سيكشف حقيقة كذبها عليه وتحيرت كيف تخرج من ذاك المأزق ونوت إخبار والدتها لتعلمها ولربما ترشدها لكنه فاجأها حين تابع ليثبط تحقيق مبتغاها
يلا قومي البسي هنسافر دلوقتي!
شهقت پصدمة كبيرة وهو يقرر لها قالت
ليه كده!
جعلها تنهض ومن هيئته بدا متأهبا للتنفيذ بعكسها فقد تملك منها خوف وتردد كبير أردف
نص ساعة تكوني جاهزة مش هناخد حاجات كتير هجبلك هناك كل اللي هتحتاجيه!
البكها بمفاجأته لها وبسفرها غير المتوقع حدوثه بهذه السرعة وبصعوبة تحركت سمر لتضب أغراضها وهي موترة الأعصاب ووجوده من حولها وهو يجمع أشيائه الهامة وتماشت مع رغبته ولم ترفض وضيق الفرص لديها في استلاب دقيقة واحدة لمهاتفة والدتها لم يمهلها الفرصة لتحدثها وتعلمها والمؤسف أنها ستواجه هذه المعضلة بنفسها لكن ماذا ستكون ردة فعلها إذا اكتشف الحقيقة!
احتجت بالافعال والأقوال على إتمام هذه الزيجة غير المقرظة والمستقبحة من قبل الكثير فآخر توقعاتها أن يفعل أخيها مثل تلك الأمور وجلست موضعها رافضة أن توثق هذه
جلس سيف بجانب أخته ليستمر في إقناعها قال
على فكرة حرام لو أنا ضحكت عليها ونكرت إننا متجوزين كل الحكاية إننا بنحب بعض وهنجبر أهلها يوافقوا
نظرت له باقتطاب وقالت
اللي متقبلوش على أختك متقبلوش على بنات الناس
نفخ سيف بضجر من تكرارها لنفس الهراء هتف
أنا هتجوزها وعندي ضمير إني أحافظ عليها يعني كلي ثقة في نفسي ومضمنش غيري يكون أمين زيي!
أشاحت بوجهها كأنها لم تقتنع فترجاها قائلا
لو سمحتي يا نيفين تعالي معايا علشان لين متترددش أنا بجد عاوزها جنبي وفي حياتي على طول!
تأملت أخيها بتمعن هو كبير بدرجة تكفي أن يكون مصيبا في اختياراته وعلى
معرفة جيدة بتعقله ولتيقنها بأخلاقه البرة أرغمت نفسها لتقبل الحضور قالت
هاعمل اللي تعوزوه بس يا رب الموضوع ميكبرش لحاجة ټندم عليها بعدين لأن شايفة إن كده غلط!
ابتسم ليقبل رأسها قال متحمسا
الجماعة مستنيين يلا!
توجهت نيفين معه للشقة المجاورة التي أجرها أخيها أمس والتي سيعقد بها زواجه العرفي على الأخيرة وحين ولجا وجدت لين جالسة بمفردها والتي انحرجت بشدة وارتبكت وعند تقدم نيفين منها كانت لا تقل توترا عنها وحين شاهدت الواقع بعينيها رفضت العلاقة بهذا الشكل غير المړضي ورفضت أن تشترك في حدوث ذاك الپغاء بينهما فجلست بجانب لين بهدوء ظاهري وحين وضع سيف الأوراق على الطاولة أحست بسخونة قد استفاضت على بشرتها ابتلعت ريقها وقالت
قبل كل ده فيه حاجة عاوزة أقولها!
نظرا لها بترقب فأردفت
لو عاوزين تجبروا أهلكم على الجواز يبقى بالكلام!
لم يتفهما مغزى كلامها إلا حين تابعت
هنكتب الورق وكل حاجة بس من ناحية وجود علاقة بينكم مش هيحصل لأن جوازكم كده حرام!
عادت تهذي من وجهة نظر أخيها فاغمض عينيه لوهلة بضيق من استمرار مهاتراتها قال
يا نيفين مش اتكلمنا
ردت بتردد
أيوة أنا معاك تتجوزوا بس على الورق
زاد ارتباك لين بينهما وشعرت بالخجل الشديد فهذا يعني أنها وضيعة تستغني عن شرفها وهذا البادي أمامهما وذلك ما دفعها لتوقف هذا فقالت
خلاص مش لازم كل ده وأنا ممكن اتحايل على بابا يوافق وكده!
أدرك سيف أنها تفعل ذلك لحفظ ماء وجهها بسبب حديث أخته واختنق كثيرا فأحد النظر لاخته ولامها كما أنه قد ندم على إعلامها بالزواج هتف
فيه أيه يا نيفين!
ظلت نفين غير راضية
متابعة القراءة