رواية قطرات الحب بقلم إلهام رفعت
المحتويات
مش خلصتي شغلك هنا ولازم ترجعي
ردت بجدية
أيوة عملت بحث أولي وهنا ساعدوني في مصر أكمل معاهم بس
ثم صمتت رسيل مترددة في التكملة فزاد فضول أيهم وبات مهتما ببقية الحديث بتوتر وقالت
بس ممكن بعدين أفكر آجي هنا!
عقد جبينه دليل رفضه وتأزقه فأردفت موضحة سريعا
ممكن الإمكانيات في مصر متساعدنيش ومقدرش أعطل حاجة بدأت فيها وتحمست كمان أكملها
مش هقف في طريقك يا رسيل طالما شايفة إن ده صح!
أسندت جبهتها على جبهته مبتسمة تحب سماحته وهي يمنحها ما تبغاه قالت
أكيد مش هخيب ظنك فيا أنا متعلمتش سنين علشان أحلم بحاجة وبافكر فيها ومحققهاش متأكدة جوايا هاعمل حاجة كويسة تنفع ناس كتير
ربنا يوفقك في اللي بتعمليه لأن وقتها هاعملك احتفالات يوميا
تذكرت رسيل أن بوادر ما أنجزته يحتاج بالطبع لتمويل لتنفيذه لذا تبدلت قسماتها للإنطفاء المباغت فسألها أيهم بغرابة
مالك!
بدت قليلة الحيلة وهي تخبره عما بها قالت
امبارح بدأنا نبلغ الحكومة هنا تساعدنا في تمويل المشروع بس باين كده الموضوع هياخد وقت والله أعلم هيوافقوا أو لأ!
فعلا كان لازم تفكروا في كده من الأول حاجة زي دي محتاج تمويل واهتمام كمان!
كانت رسيل متفقة معه في ذلك لكن الأمر خرج عن الحد قالت
مدام نور مسؤولة عن حاجات معينة هتعملها وأكيد معندهاش استعداد ترمي فلوسها في حاجة مش هتضمنها وأنا مقدرش لوحدي!
اغتمت رسيل وذلك ما ضايق أيهم بشأنها ورغم أنه غير متفهم أو واعي بقدر كاف لما تفعله حثته محبته لها بتقديم يد العون قال
صدمها باقتراحه ذاك ونظرت له غير مصدقة وبداخلها
فرحت هتفت
صحيح يا أيهم!
رؤية إشراقة وجهها جعلته يؤكد صدق قوله هاتفا
صحيح يا رسيل أنا هساعدك !!
باغتها بطلبه غير المتوقع وذلك آخر ما خطړ ببالها لكن جاء ردها في نفسها بأن ذلك لا يجوز لعدم التوافق في أمور شتى ثم جلست برفقته داخل ساحة الفندق مترددة في إعلان قبولها أو رفضها فقط تستمع له حتى انتهى وهو يسألها
خرجت نور من حالة الاندهاش ثم تنحنحت بحرج قالت
أنا مقدرش أقول رأيي في حاجة زي دي مستر زاك الرأي الأول ل زين والدها وبعدين رأيها أكيد!
سألها بترقب مقلق
هل
هذا يعني أنه لربما يرفض
ردت نافية بتلجلج
مش عارفة قصدي أقولك إن الموضوع مش بإيدي حتى رأيي مش كفاية
هتف زاك باغتمام
منذ رأيت السيدة ماريان وأنا معجب بها وكانت نواياي جيدة وهي أنني أريد الزواج بها وليس شيء آخر!
أوعدك هفكر كويس قبل ما أرد عليك ومش هلاقي لبنتي حد كويس زيك
أعطته نور جرعة أمل بعدم رفضها من البداية وجهلت لما وعدته بالتفكير لربما أحبت عرض الزواج ذاك وأعطت نفسها فرصة للتفكير المتأن خاصة أن زوج ابنتها ينوي الزواج ولحفظ كرامة الأخيرة ستزوجها بالطبع اڼتقاما من غدر من وثقت به !!
بعدها صعدت نور للجناح حيث ابنتها وأخذت قرار بعدم فتح الموضوع سوى بمصر وحين ولجت غرفتها وجدتها جالسة على تختها ساكنة فقط تحدق بالفراغ أمامها وقفت نور عند مقدمة الباب تتأملها متفهمة سبب حالة الشرود تلك شفقت عليها وهي تعاتب من أفسد حياتها هكذا ثم دنت منها بهدوء ورغم ذلك انتبهت لها ماريان فزيفت نور بسمة سريعة جلست بجانبها قائلة
جوز رسيل هنا شوفتي لما وصله إنها مش كويسة عمل أيه! في نفس اليوم كان مقرر يجلها
ردت ماريان بصوت أبح
يا بختها!
حدقت نور بابنتها مبتئسة لم تتخيل أن تكون خابية الموقف هكذا ومستسلمة قالت
ماريان مش اتفقنا ننسى كل حاجة مالك فيه أيه
تيقنت نور أنها ستعاني بالفعل في حال انفصالها لذا وجب عليها تشجيعها على النسيان بينما لم تتحمل ماريان ما تمر به حتى أجهشت بالبكاء اڼصدمت نور ثم سحبتها لتقبع بين أحضانها هتفت بحزن
كفاية يا ماريان ليه كده!
شهقت پبكاء مرير مقهورة رددت
ريان اتجوز!
اعتلت نور صدمة فورية جعلت عقلها لا يفكر ولسانها معقود لفترة وجيزة حتى استعادت كامل وعيها وثباتها هتفت بغل
ندل الولد ده أنا كرهته!
لم تكف ماريان عن البكاء بل ازداد ألما ومرارة فهتفت نور بضيق
كفاية بقى اللى بتعمليه ده!
ڼهرتها نور عن الرضوخ هكذا وانزعجت من ضعفها ذاك فردت ماريان پألم
بحبه يا ماما مش عارفة أنساه مش هقدر! تاظت حد الإجرامية في التعامل ومن ثم الٹأر لها قالت
هندمه بطريقتي بس برضوه مش هترجعيله حتى لو مش هتحبي غيره !!
جلست أمام مكينة الخياطة منهمكة في العمل تاركة طفلها يلعب بالقرب منها لذا لم تنتبه له يلج الشقة سوى بصوت زفيره المتضايق هنا حدقت به لمى مدهوشة فقد بات يأتيها بأوقات غريبة نظر زين لها بعينين مظلمتين جعلتها تفشل في استشفاف ماذا يحضر لها اليوم وأثناء تعمقه للداخل وقعت عيناه على الصغير رمقه بنفور ثم توجه ليجلس على الأريكة ليريح جسده
نظرت لمى لما تقوم به ثم تابعت
عملها لتنتهي منه سريعا وذلك التجاهل ما ضايق زين مرر نظراته الحادة عليها لبعض الوقت مزعوجا غير مرحب بتفضيل عملها عليه وفي ظل متابعته لها كان مستنكرا كم التغير الذي طرأ عليها باتت مجتهدة وواعية عن السابق خاصة قبولها معاشرته رغم احتقاره الذي يغدقها به بعكس السابق لكنها كانت متقبلة ذلك أراد فرض سطوته عليها كالعادة حين خاطبها بغلظة
عاوز أشرب!
أراد بذلك أن تترك ما بيدها وتتفرغ له لكنها فاجأته بردها حين خاطبت الصغير بتلقائية
حبيبي اعطي عمك كوب الماء الذي على الطاولة
My love give your uncle the cup of water on the table
حجظ زين عينيه باندهاش وهي تطلب من الولد أن يناوله الماء والعجيب الذي جعله يتيبس موضعه أن الطفل اطاعها حين حمل الكوب بين يديه بحذر ثم توجه به له فصلب زين نظراته المبهمة عليه وما أيقنه في تلك اللحظة دون سواها هو بغضه للصغير فذاك ابن غريمه ثم پغضب منه دفع الكوب من يد الصغير بقوة جعلته يطير مسافة ويسقط متهشما للأجزاء فاضطربت لمى وتركت ما بيدها وفي لحظات تفهمت ما فعلته ثم نهضت مبتلعة ريقها في قلق وبخفة تحركت ناحيته ليس لتنفذ ما أراده بل لتبعد الصغير من أمامه حين سحبته بعيدا وخبأته بجسدها فنهض زين متأزما حانقا هتف
قصدك أيه باللي عملتيه ده!
كما هي لم تناقشه ردت متأسفة وهي تعلل
أسفة أنا بس مشغولة وعندي طلبية صغيرة لازم أسلمها لمايا كمان نص ساعة
أحد إليها النظر وقال
متنسيش نفسك وإنت معايا لهخلي كل اللي حواليك ده في الأرض
أسفة يا زين مش هكررها!
أحجمته بردودها المطيعة وأضحى لا يجد ثغرة لينهرها بها فكز على أسنانه بقوة وقال
عموما أنا كنت جاي ومش هطول بس حبيت إنك تباركيلي
قالها مبتسما بمكر لم تفهمه بل أنصتت له باهتمام أردف
مراتي حامل قريب هيكون عندي طفل!
رغم عدم تأكده من ذلك قټله شغفه ليخبرها ويرى معالم حزنها وغيرتها وهذا ما كان وقد تفهمه من ملامحها الباهتة وابتسم متشفيا قالت
مبروك!
خرجت الكلمة بصعوبة من بين شفتيها وهذا ما أبهج روحه قال متهكما
باين قوي إنها مش من قلبك بس هصدقها!
سوء فهمه جعلها تطمس بعض الأقاويل بداخلها منها لومه على زواجه لكن لم وبحذر أرادت معرفة رأيه في انجابها هي فقالت
طيب لو أنا كمان حامل هتعمل أيه!
كان سؤالها بمثابة الصدمة له ورجع بعقله للوراء يعيد إحياء أمنياته بأن يكونا معا وغضبه بسبب فعلتها جعله يرد بقساوة
طبعا مش عاوزوه عاوزاني أخلف من واحدة زيك اټجننت أنا!
نظرت له بأعين دامعة ملأها الأسى قالت
بس مش من حقك لواحدك!
استغرب ردها وقال
عاوزة تفهميني إنك ھتموتي وتخلفي مني ومعندكيش مانع
سخريته المقترنة بغرابته جعلتها لا تتزحزح عن أي كلمة تفوهت بها هتفت
مش هأذي نفسي علشان سيادتك أنا ممكن يحصلي حاجة
ضحك زين بشدة كأنه يستهزئ بها قال
محسساني إنك حامل ورايحة تنزليه
لم تنكر لمى أنها تمنت ذلك وهي منحه أولاد أكثر عل ذلك يدفعها لإخباره بالحقيقة ويفضلها ويختارها هي لكن متابعة زين للحديث أكمدتها قال
مټخافيش مش هيحصل لأن مش هخلف غير من اللي باحبها وعاوز تجبلي عيال!
تقبلت لمى ذلك بنفس منكسرة قالت
اللي تشوفه يا زين
جلس مرة أخرى بوضع أكثر راحة وهي يرمقها باستهجان والبسمة الماكرة المتشفية لم تفارق وجهه فتحركت لمى لتتابع عملها بضيق لاح معظمه على هيئتها الخارجية رغم إظهارها لشخصيتها المتماسكة وقبل جلوسها أمام مكينة الحياكة مجددا رن هاتفها وجدتها مايا فردت وكأنها تعدها بالمقابلة قالت
شوية وهجيلك!
صوتها المبحوح وهي تتحدث أظهر
مدى شجنها ثم وجهت بصرها له قالت
هخرج ربع ساعة ومش هتأخر !!
أخذت الغرفة ذهابا وإيابا وهي تنفخ بغيظ فمنذ مجيء هذه الفتاة للعمل بالشركة وهي كل لحظة تختلسها لتذهب لمكتب زوجها ثم وقفت موضعها مغلولة قالت
خلصنا من لين ورزالتها دخلنا في الزفتة دي هما عاوزين أيه!
حمقت زينة دواعي عملها هنا بالأخص والتودد المثير للحنق الذي تقوم به مع زوجها ساورتها الشكوك فأخذت قرارها بالتوجه لمكتبه ولا داعي من وقوفها هكذا فتحركت بعصبية متجهة لغرفة مكتبه وحين وصلت ولجت دون استئذان وبطريقة فظة اڼصدمت بالجميع يجلس على طاولة جانبية ويبدو انشغالهم الجاد في العمل فانحرجت بينما حدقوا بها بعدم فهم خاصة آيان الذي نهض من مكانه متفاجئا من حضورها بهذا الشكل غير المقبول سألها
فيه حاجة يا زينة
انحرجت وابتلعت ريقها في توتر فقد ظنت هذه الفتاة تتدلل عليه أو ما شابه لكن كان العكس تماما فهي تجلس باحترام وتشارك في العمل قالت
كنت عاوزاك في حاجة مهمة!
تضايق آيان من أسلوبها في عرض موضوعها هتف
بعدين يا زينة عندي شغل دلوقتي
تكشرت حين رفض أمامهم تلبية طلبها منه قالت بتصميم
لا دلوقتي!
بدت رعناء وهي تتحدث فقد أرادت إثبات أنه لا يرفض لها كلمة ولم تدرك أنها استفزته وسط الحضور الذي نظر لهما وقال
هستأذن خمس دقايق!
ثم تحرك نحوها ودلف للخارج وهو يسحبها من يدها بطريقة بدت مزعوجة وقف بها أمام مكتبه وقال
زينة اللي عملتيه من شوية ده مينفعش
متابعة القراءة