رواية خيوط العنكبوت كاملة بقلم فاطمة الألفي

موقع أيام نيوز

أسر في آخر يوم ألتقت به هنا داخل المشفى وكل ما مر عليهم بذلك اليوم العصيب..
لم يستعب سليم ما فعلته نور ولكن طالع حياة بنظرات واثقة يعانقها بمقلتيه الدامعة لعله يجد بهما اتهاما متوجها إليه او تفسيزا لما أتهمة به نور ولكن لم يجد داخل خضرويتها إلا الاحتواء والأمان فهي تصدقه ولن تنتظر منه تبريرا على ما قيل.
تنفس حينها سليم الصعداء ويود الآن ولم يعود لذلك الطريق رجوع دار وجهه غاضبا وقرر أن يختلي بشقيقه يرأه ويتحدث معه لعله يصدقه ويستمد منه القوة فيما هو مقبل عليه.
بعدئذ ارتدا زي المشفى المعقم وولج لغرفة العناية يتفقد شقيقه الممدد بجسده أعلى الفراش الأبيض دون حراك وأسلاك الأجهزة الطبية محاطة به من كل جانب دنا منه بخطوات حذره وجلس على ركبتيه بجانب الفراش ثم وضع كفه تلامس بكف صغيره فهو لم يكن له مجرد شقيق وحسب انما هو طفله البكري وصديقة الحنون ورفيقه الصبور على عناده هو وحده الذي يستطيع امتصاص الڠضب من داخله عندما يطالعه ببسمته البشوشة القادر على تبديل حاله من العبس إلى السعادة.
نكس براسه خجلا وهو يقول بصوت واهن ودموع تنهمر بغزارة دون توقف فهو بحاجة للبكاء والصړاخ داخله حمم بركانية يجاهدا في التحامل والتغاضي عن كل شيء واي شيء من أجل رؤية عيناه تطالعه بحب كما كان تمنى لو كانت الړصاصة تصيبه هو وليس شقيقه الساكن لا حولة له ولا قوة.
خرج صوته معتذرا وكأنه يجلد نفسه بالسياط على ذنب لم يفعله وچريمة لم يقترفها وكل ما قالته نور ليس إلا مجرد وهما وڼار أرادت أن ټحرق العائلة بها ولكنه يتوعد بأن النيران ستحرقها هي أولا ولكنه شاردا بما هو أخطر من ذلك وهو كيفية التعامل مع الماڤيا وكيف سيسدد لهم ضړبته القادمة ردا على فعلتهم الحمقاء في حق شقيقه ودنا من أذنه يقص عليه ما وضعه أمام أعينه في وضع خطة محكمة ستجعله ينتقم منهما أشد الاڼتقام وكل من له يد بما حدث سينال عقابه الذي يستحقه.
ثم أستقام واقفا مودعا شقيقه بقبلة حانية بمنتصف جبينه وغادر غرفة الرعاية بخطوات واسعة بعدما نجح في أخفاء دموعه وعودة الجمود على محياه ثانيا..
خان الخليلي
بعدما ذهب ألبرت مع الرجل الوقور الذي يسكنه منزله وتركه يستريح فهو يبدو عليه الإرهاق صعد عبدالله درج السلم ليصل حيث شقته التي بطابق الثاني دس المفتاح في المزلاج وولج لداخل صائحا لزوجته عقيلة أن تترك ما تفعله بالمطبخ وتاتي إليه في حال
اتاها صوت زوجها الجمهوري وهو ينادي بأسمها فتركت طشة الملكوية وأغلقت الابور ثم سارت بخطواتها السريعة تجيبه بودية 
انت شرفت يا معلم
تعالي اقعدي يا عقيلة أسمعي اللي

هقولك عليه وتنفذية بالحرف
من العين دي قبل العين دي أومرني يا معلم
المطرح اللي تحت أنا أجرته لخواجة ألماني جاي البلد في زيارة
لوت شفتيها في غيظ وقالت
وهي البلد ناقصه كمان ألمان
قال عبدالله بأمل
سعد باشا زغلول لا يمكن يسكت وكفاية ثورة 19 ومش هتكون أخر ثورة تعملها المصرين
تنهدت بحزن ثم قالت 
والمطلوب يا معلم
نكرم الضيف يا عقيلة أحنا ولاد بلد ونفهم في الأصول
حاضر يا معلم هخلص طشة الملوخية وهبعت له الاكل مع بنتك
دار وجهه داخل المنزل بحثا عنها ثم قال
ألا هي فين زمردة مش شايفها 
هتكون فين غير في أوضتها بتقيس التوب الجديد اللي جابته من عند الخياطة تريز 
عادت عقيلة المطبخ لإكمال طبختها بينما غادر عبدالله المنزل بأكمله ليقف في دكان البقالة خاصته وبعدئذ انهت اعداد الطعام وضع الصينية النحاسي المدورة وسكبت صحن من الملوكية بجانبه وضعت صحن اخر من الباذنجان المخلل وصحن به حبتين من البنادورة ورغفين من الخبز الطازج التي أعددته هي بنفسها ثم هتفت منادية لابنتها لكي تأتي إليها مهرولة في ثوبها الجديد الذي ينسدل على جسدها الصغير بنعومة والابتسامة تعلو ثغرها وهي تصيح وتدور حول نفسها أمام والدتها قائلة
أيه رأيك يا نينه حلو مش كده
طالعتها والدتها بنظرات فاحصة ثم قالت
تنهدت في أستسلام وقالت 
تاخدي صينية الاكل دي تنزليها تحت المطرح سكن بخواجة ألماني خبطي عليه ياخد الاكل وتعودي طوالي بلاش لكاعة
أزدادت أشراقا واتسعت أبتسامتها ثم سحبت خصلة من شعرها الأسود اللامع لتجعلها تتطاير على وجنتها ثم امسكت بالصينية بين كفيها وسارت بخطوات متهادئة ونظرات براقه تريد أن ترا هذا الشخص الأجنبي الذي سكن منزلهم لم تستطع طرق الباب بكفيها وقفت لحظات أمام باب الشقة ثم اتتها فكرتها بأن تطرق الباب بقدمها منما جعلتها ترفع ساقها اليمنى وتميل بها للأمام تقرع باب الشقة مرتين متتاليتين.
كان ألبرت يضع ثيابه داخل خزانة الملابس في ذلك الوقت وعندما استرق السمع لدقات أعلى باب الشقه ترك ما كان يفعله وذهب لفتح الباب ليتفاجئ بفتاة شابه جميلة في مقتبل العمر طالعها بدهشة لتدلف ذات الغمازتين وساحرتيها السوداء التي تطالعه من رأسه إلى اخمص قدمه وابتسامة رقيقة تزين ثغرها
تم نسخ الرابط