رواية خيوط العنكبوت كاملة بقلم فاطمة الألفي
المحتويات
زواجهم وما هالت إليه الأمور لتجعلها تنفر منه الآن ولن تتحمله ولا تتقبل مرضه ولا تريد أنجاب الأطفال منه ظل يتسأل داخله ماذا حدث وماذا فعل من أجل تبديل حياتهم لذلك الوضع
زفر أنفاسه بضيق وجلس بإحدى الحدائق على الأريكة الموضوعة وعاد بظهره للخلف ثم أغمض عيناه بشدة فقد انتابه نوبة صداع شديد وضغط بقوة على أسنانه يخشى أن تاتية نوبة الصرع بذلك المكان الذي لا يعرفه به أحد حاول السيطرة على ج سده ولكن ارتجفت مفاصله وقبض قبضة يده
يارب تعبت ريحني بقا
انسابت دمعة عالقة باهدابه وأسرعت فتاة جميلة تركض إليه عندما علمت من لكنته بأنه عربي وعندما أقتربت منه بلهفة وجدته يتألم ويتطلع للسماء
وقفت أمامه قائلة بكلنتها السورية
شو فيك أنت عربي
عاد بمقلتيه يتطلع لصاحبة الصوت ولاحت شبه إبتسامة بجانب ثغره ثم أؤمى برأسه قائلا
جلست بجواره أعلى الأريكة ثم مدت يدها تصافحة قائلة
ميلانا من سوريا
صافحها هو الآخر وهمس قائلا
أسر من مصر
بادلته الإبتسامة برقة وقالت
اهلين بيك هون ثم استرسلت حديثها قائلة
هون لأجل الدراسة ولا العمل
ضحك بخفة وقال
لا ده ولا ده أنا هنا لأجل العلاج
اختفت ابتسامتها
وقالت معتذرة
لا تواخذني الله يعطيك العافية
أخرجت تنهيدة عميقة ثم قالت بأسى
أنا هون من أجل العمل والدراسة بعمل لأجل مصاري الدراسة
أعجب بكفاحها وظل يسترسل معها بالحديث ونسى الالم الذي كان يشعر به وقرر أصحابها لتناول وجبة الإفطار معا ولكن رفضت بسبب جذهابها للجامعة الآن وتبادلون أرقام الهواتف وطلب منها أن تهاتفة إذا احتاجة لأي شيء وعدته أن تلتقى به ثانيا ريثما ينتهى دوام عملها ثم ودعته
وركضت مغادرة الحديقة لتستقل بسيارة أجرة تقلها إلى جامعتها
أما عنه فودعها بابتسامة عذبة فقد شعر بالالفة بالحديث معها وقرر أن يعود إلى سراج لتناول الإفطار معه بغرفة الفندق
عودة إلى القاهرة حيث شركة السعدني
انتهى دوام عملها ونهضت تهندم ملابسها ثم التقطت حقيبتها وغادرت مكتبها
في ذلك الوقت كان يغادر سليم مكتبه أيضا
أشار إليها لتسير أمامه وهتف بتسأل عن أول يوم عمل لها
أخبار الشغل إية
قالت بصوت خاڤت
كله تمام
استوقفها أمام المصعد الكهربائي وطلب منها أن تستقله ولكن عادت بخطواتها للخلف وهزت راسها بتوتر وقالت
لا لا شكرا
ظن بأنها مازالت تحت تأثير صډمتها عندما علمت بأنه قعيد ولكن هي ركضت إلى حيث الدرج لتهبط دراجاته ببطئ لا تريد أن تلتقى به ثانيا
ظل سليم يحدق في الفراغ حيث كانت تقف حياة ضيق حاجبيه بأستغراب ودلف هو لداخل المصعد ليهبط به بالطابق الأرضي ثم غادر مبنى الشركة ليجد السائق أمامه ساعده على الجلوس بالسيارة ثم أنطلق إلى حيث وجهته
هتف سليم قائلا
مجدي أطلع بينا على ڤيلة شاكر البدراوي
أوامر حضرتك يا باشا
أخرج سليم هاتفه من داخل سترته وظل يعبث بارقامة إلى أن وقعت عيناه على هدفه أرسل إليها رسالة عبر الواتساب محتواها لم يتعدى إلا كلمتين يطلب منها أنتظاره أمام باب الفيلا
كانت نور بغرفتها وعندما صدح رنين هاتفها معلن عن وجود رسالة عبر تطبيق الواتس اب التقطت الهاتف بضيق ولكن عندما وجدت المرسل سليم لمعت عيناها بالفرحة ثم فتحت الرسالة ليقرع قلبها بالطبول نهضت مسرعة من الفراش ووقفت أمام خزينة الملابس تنتقي ثوب يليق بمظهرها الجذاب لكي يراها سليم بهيئتها الجذابة
أنتقت ثوب زمردي بربع كم قصير يصل إلى ركبتيها ذات فتحة ص در واسعة وتركت شعرها الكستنائي ينساب بنعومة على كتفها الأيمن
ثم نظرت لهيئتها بالمرآة ووضعت القليل من مستحضرات التجميل ثم نثرت عطرها المميز وانتعلت الحذاء الزمردي وتبخطرت في مشيتها استعدادا لمقابلته ونبضات قلبها تعصف بها بقوة لم تصدق بأنه يريد مقابلتها الآن انتابتها حالة من السعادة والنشوة بأنها ستحصل على حبيبها يبدو بأنه فاق لنفسه ويريد أن يغدقها بحبه وحنانه ولم يعد أمامهم عائقا بعد الآن بعدما اتخذ شقيقه قرار الإنفصال
استردت حياة أنفاسها وهي تغادر مبنى الشركة ثم أستقلت بسيارة أجرة لتقلها إلى منزل عمتها سناء وأثناء الطريق كانت شاردة بحالة من الصدمة والذهول فلم تتوقع بأن رب عملها قعيد شعرت بالحزن والأسى على حاله ولكن لديه هيبة ووقار كما أنه جاد بعمله وشعرت أيضا بقسۏة في التعامل معها بأول لقاء ولكن نفضت تلك الفكرة وقالت داخلها يفعل بها ما يشاء فيبدو بأنه يتعامل بهذا الشكل بسبب عجزه ويريد أن يثبت لهم بأنه لا يستهان به
فاقت من شرودها عندما هتف السائق قائلا
وصلنا العنوان يا بنتي
ترجلا من السيارة ثم أعطته النقود وشكرته واكملت هي طريقها لمنزل عمتها دلفت لداخل البناية ثم صعدت إلى حيث الطابق الثالث وهي تزفر بقوة وتلهث بسبب ركضها ومن حين تقف قليلا تسترد أنفاسها وتهتف بضيق
اه يا ربي مش قادرة هنا والشركة كمان لا ده أنا لازم
متابعة القراءة