رواية كله بالحلال (الجزء الأول من الفصول) للكاتبة أمل نصر

موقع أيام نيوز


ما اضطر والدتهم الان لحسم هذه المرحلة بتزويجه رغم أنها تسمع دائما ان الانسان الهوائي لا يكتفي بمرأة مهما مر عليه من عمره.
استفاقت من شرودها على صوت منار وهي تستأذن 
طب انا هروح اجيب كام طبق حلو.
تبرعت بتلهف عارضة الدعم للهرب من هذه الجلسة الثقيلة 
اقوم انا يا ماما وخليكي انتي قاعدة.
خليكي مرزوعة مكانك انا جاية حالا.

هتفت بها بأمر جعل ليلى تنصاع على غير ارادتها وذهبت منار إلى المطبخ لتعود هي لتتكتف بيديها تنتظر انتهاء هذا الجلسة الثقيلة حتى تفاجأت بصوت ورود رسالة على هاتف شقيقها الذي ذوى ما بين حاجبيه باستغراب وهو يقرأ نصها حتى نهض بوجه متغير مستئذنا 
طب معلش يا سامح دقيقة بس وراجعلك
استنى هنا رايح فين
صاحت بها ليلى وقد نهضت عن مقعدها فتطلع إليها بحنق قبل ان يخطف نظرة نحو جهة المطبخ ليأمرها بحزم 
لازم اقولك زي ماما يعني ثواني وراجع مش هتأخر 
قالها وتحركت أقدامه بوجه متجهم وكأنه ذاهب على غير ارادته ليتركها مع هذا المتحذلق والذي التف لها بابتسامة واثقة يحدثها 
ايه يا ليلى هو انتي مكسوفة مني ولا ايه
برقت نحوه بنظرة عدائية لملمتها سريعا لتحجم نفسها عن ضربه تدمدم داخلها 
الصبر من عندك يارب
.....يتبع
الفصل الرابع
دلف الى داخل المطبخ على غير ارادته بعد الرسالة الغريبة التي أرسلتها أليه تطلبه في أمر هام على الفور حتى جاء معربا عن اعتراضه 
ايه يا ست ماما الجو الغريب ده والرسالة الاغرب وايه الأمر الضروي اوي دا اللي عايزاني فيه
ردت وهي ترص أطباق الحلوى الجاهزة على صنية فاخرة لا تخرج الا في المناسبات المهمة 
وايه الغريب يا سي عزيز دا انا قولت هتفهما لوحدك خلي ابن خالتك ياخد راحته مع المزغودة اختك خليها تفك شوية بقى بدل التقفيلة دي
عبست ملامحه بعد استنباطه لما ترنو إليه من خلف طلبها ليخرج صوته بحدة محتجا 
ايه اللي بتقوليه دا يا ماما انتي ازاي تفكري في كدة اصلا ليلى دي عيلة صغيرة بلاش تفتحي عينها على الحاجات دي
ضحكت تترك ما بيدها لتلتف إليه قائلة 
عيلة ايه يا عزيز يعني انت شايف كدة اختك اللي مقفلة العشرين من شهرين عيلة طب ما هي رانيا في سنها يا حبيبي مفتكرتش ليه انها عيلة هي كمان
تلجم لسانه بنظرة ساهمة كان يرمقها بها قبل أن يجد الرد المناسب 
اولا بقى رانيا انتي اللي اخترتيهالي ثم كمان هي تفرق كتير عن لولو دي قطتي الصغيرة مينفعش تتجوز لسة بدري اوي عليها.
استمرت بضحكاتها حتى اتجهت مرة أخرى للبراد لتتناول زجاجات المشروبات الباردة وخرج ردها وهي منشغلة في التنظيم 
انت بتقول كدة عشان مربيها ومش عايز تشوفها غير العيلة اللي كنت بتشيلها على ايدك مش قادر تستوعب ان الصغير بيكبر يا حبيبي وع العموم يا سيدي احنا مش هنجوزها بكرة انا بس عايزها تدي فرصة للولد عشان يقرب منها ابن خالتك لقطة وحرام بصراحة يضيع منها .
لم يعجبه الأمر وما تفعله والدته ولكنه اضطر راضخا أن يصمت حتى لا يفتعل مشكلة من الهواء ولكنه لم يمنع نفسه من السؤال 
على كدة بقى مجية الاستاذ سامح النهاردة تمت بناءا على اتفاق مسبق مع حضرتك
اومات برأسها دون أن تلتف اليه فقد بدا انها تفكر في شيء ما فتابع يسألها بنزق 
طب ما كفاية كدة بقى مستنية ايه تاني 
تحركت من جواره للناحية الأخرى تجيبه بخطوات متأنية وقد وجدت حجة أخرى للتأخير 
هجيبلي طبقين يكون شكلهم حلو ينفع يترص عليه قطع الفاكهة بمنظر جمالي
فاكهة كمان ولسة عايزة تقطعيها في ايه يا ماما
هتف بها عزيز بنزق لم يؤثر بها بل قابلته بقولها الحازم 
في كل خير يا ولد اصبر دقيقتين بس اكون مخلصة كل حاجة هي طارت يعني
على كرسيها الذي كانت تجلس عليه بتململ واضح وحركاتها العصبية في هز الأرجل أو الفرك بيدها على وجهها او الكفين ببعضهما عينيها نحو المطبخ وقد طال غياب الاثنان به شقيقها ووالدتها تستمع مجبرة لهذه الأحاديث التي تحفظها منه على ظهر قلب 
الفيلا اللي اشترناها جديد استلمناها من عشر تيام تقريبا مهندس الديكور بيقول انها محتاجة شهور على ما تجهز بس بقى المبلغ الخيالي اللي طالبه مش ممكن يا ليلى والجماعة الصناعية كمان دول مستغلين اوي فاكرينا عشان اغنيا هنبقى أغبيا بقى وندي من غير حساب ناس بيئة في معاملتهم بجد.
تقلصت ملامحها حتى اعتلى تعابيرها الحنق لترد بنفاذ صبر 
وافرض بيئة مدي عيشتهم واللي اتربوا عليه يعني مش هيجوا قصادك ويغيروا اسلوبهم انت بقى اللي اتقبل ان في مخاليق غيرك وليهم طريقتهم اللي انت لازم تحترمها ولا انت فاكر ان كل حاجة هتمشي على هواك
اجفل عائدا برأسه للخلف
 

تم نسخ الرابط