رواية وانهمرت دموع الورد

موقع أيام نيوز

ورد
هزت ورد رأسها وأجابته بهدوء
أيوة يا بابا أنا مش حاسة بأي دوخة.
سحب قاسم كرسي خشبي وجلس أمامها وهتف بجدية مطلقة
شكلك قبل ما يغمى عليك كان بيقول أنك افتكرتي حاجة عن حروق رجلك ياريت تشاركينا بالحاجات اللي افتكرتيها عشان نقدر نوصل للي عمل فيك كده.
أخبرته ورد بكل شيء وهي تعتصر رأسها حتى لا تنسى شيئا ثم غمغمت بحزن
الناس دي كان باين من صوتهم اللي بيتردد لحد دلوقتي في وداني أنهم معندهمش أي شفقة أو رحمة ويقدروا يأذوا أي حد بمنتهى البرود ومن غير ما ضميرهم يأنبهم.
أومأ قاسم برأسه وأخذ يفكر في وسيلة يجمع بها معلومات عن ماضي ورد وكيف كانت تعيش قبل أن توقع بها الصدفة في طريق خيري.
حمل منذر سترته ثم خرج من شقته وهبط إلى الأسفل حيث تجلس والدته تتابع التلفاز وبجوارها نعمات تقشر اللب وتأكله.
اقترب منهما قائلا بجدية
أنا هخرج دلوقتي مع أصحابي وهتأخر برة ابقوا اقفلوا البوابة عليكم بالمفتاح وأنا لما أجي هبقى أفتحها بالمفتاح اللي معايا.
التفتت له سامية وقالت
ماشي يا حبيبي.
خرج منذر من المنزل وذهب إلى شقة أحد أصدقائه حيث

تقع صالة المقامرة التي يحضرها الكثير من الفاسدين والضائعين ولا يقتصر نشاط الشقة على لعب الميسر وشرب الخمر وتعاطي المخډرات بل يتم بداخلها أيضا تسهيل أعمال الډعارة.
هتف أحد الشباب بعدما رأى منذر
وأخيرا جيت يا كبير ده السهرة النهاردة هتبقى على أخرها واللعب الليلة دي هيكون على تقيل.
ابتسم منذر بثقة قائلا
وأنا جاهز للعب التقيل.
طول عمرك بتحب التقيل يا منذر.
نطقت تلك العبارة جيجي ثم أعقبتها بضحكة خليعة لا تليق سوى بالساقطات ضحك منذر على جملتها وقال
أصيلة طول عمرك يا جيجي أنت دايما اللي بترفعي معنوياتي.
سحبته جيجي إلى ركن بعيد وهتفت بجدية
هو حوار مراتك اللي أنت قټلتها ده مين اللي يعرفه بالظبط من عيلتك
أمسكها منذر من ذراعها بقسۏة وهدر بصرامة
أنت عرفتي الكلام ده إزاي! انطقي بدل ما أقطعلك لسانك.
نفضت جيجي ذراعه الغليظة وأردفت بلهجة حادة
تقطع لسان مين ياض هو أنت مفكرني الغندورة مراتك لا يا حبيبي فوق لنفسك كويس وشوف أنت بتتكلم مع مين أنا أبقى جيجي يا بابا يعني أقدر أفرمك وأرمي لحمك لكلاب السكك تنهش فيه.
ابتلع منذر ريقه وهتف بوداعة محاولا امتصاص ڠضبها الذي أشعله بكلماته الحمقاء
أنا أسف يا جيجي مكنتش أقصد الكلام اللي قولته أنا الفترة دي بمر فيها بأوقات صعبة وخاېف جدا من الأيام اللي جاية.
ضړبت جيجي كتفه وهي تلوي فمها بسخرية
طبيعي أنك تكون خاېف يا قلب جيجي أنت قټلت مراتك وممكن البوليس يعكشك في أي لحظة.
سألها منذر وهو يجاهد للحفاظ على نبرته الهادئة
مقولتليش بقى يا جيجي أنت عرفت موضوع القټل ده إزاي.
أجابته جيجي باستهزاء لاذع
عرفته منك يا موكوس لما كنت سکړان امبارح ومش دريان بنفسك اشكر ربنا أن محدش غيري سمعك وإلا كان زمانك دلوقتي مرمي في التخشيبة ومستني الحاجة أمك تجيبلك عيش وحلاوة.
هتف منذر باستعطاف
اوعي يا جيجي حد غيرك يعرف الحوار ده.
ابتسمت جيجي بلطف وقالت
من الناحية دي اطمن ومتخافش.
تبدلت نبرتها إلى الجدية التامة وهي تستكمل
بس في حاجة مهمة لازم أقولك عليها.
شعر منذر بالخۏف يدق أوصاله من نبرتها فأخفض صوته وسألها بتوجس
فيه إيه يا جيجي
اقتربت منه جيجي وهمست أمام وجهه بخفوت
أنا شوفت أختك فداء وهي خارجة النهاردة من القسم وكان باين عليها أنها خاېفة ومتوترة.
ضړب منذر رأسه وهتف بتلعثم
فداء!! يا نهار أسود ومنيل.
الفصل الثامن
أنت متأكدة من الكلام اللي بتقوليه ده يا جيجي
نطق منذر تلك العبارة وهو لا يزال غير قادر على تصديق أن فداء قد اكتشفت حقيقته وأبلغت الشرطة عنه.
أجابته جيجي بثقة وهي تهز رأسها
عيب عليك يا منذر أنا مستحيل كنت أقولك حاجة زي دي لو مكنتش متأكدة منها وعشان كده أنا سألتك في الأول مين اللي يعرف حكاية قټلك لورد من عيلتك لأن أنا متأكدة وواثقة أنك مقولتش حاجة لفداء.
تمتم منذر پغضب وهو يهم بالمغادرة
لو اللي في دماغي صح فأنا مش هيكفيني فيها مۏتها.
عاد منذر إلى منزله ودلف إلى غرفة فداء التي كانت تغط في نوم عميق ثم أمسكها من شعرها وجرها إلى الصالة لتتعالى صرخاتها وصرخات سامية التي لا تفهم سبب ڠضب ابنها من فداء.
سيبها يا منذر واستهدى بالله وفهمني بس إيه اللي حصل وليه ماسك فداء من شعرها
قالتها سامية بقلق وهي تحاول تحرير فداء من قبضة ابنها التي تبطش بالجميع ولا ترحم أي أحد.
أخذ منذر يضرب وېصفع فداء التي حاولت إبعاده عنها واستطاعت في النهاية أن تدفعه وتسقطه أرضا ثم حملت المزهرية وصاحت به بنبرة قوية تدل على مدى شراستها عندما تغضب
لو قربت مني هكسر الزهرية على دماغك ومش هيهمني موتك على الأقل هكون ريحت البشرية من واحد حيوان زيك.
نظر منذر لوالدته وهتف بغيظ وهو يشير نحو شقيقته الصغرى التي تهدده بتهشيم المزهرية فوق رأسك
شايفك قلة أدب بنتك بتقول عليا حيوان!!
صاحت فداء پغضب أشد مؤكدة قصدها لنطق تلك الكلمة
أيوة حيوان وستين حيوان واحد داخل أوضتي زي المتخلف وصحاني من النوم وهو بيضرب فيا زي الثور اللي مش لاقي حد يلمه ولا يشكمه.
صړخت سامية في وجههما
اخرسوا أنتم الاتنين مش عايزة أسمع أي كلمة غير سبب نرفزتك يا منذر وإيه اللي خلاك ترجع من برة على أوضة أختك وتضربها بالشكل ده!!
أجابها منذر بعصبية وهو يوجه سبابته نحو

فداء التي ترمقه بنظرات مشمئزة وكارهة
اسألي المحروسة بنتك كانت بتعمل إيه النهاردة في القسم!
نظرت لها سامية پصدمة ورددت بذهول
أنت روحتي القسم النهاردة!
خرج صوت فداء متلعثم وهي تقول
أيوة أنا روحت عشان ال...
لطمت سامية خديها وصاحت پغضب
عشان إيه انطقي بدل ما ھدفنك مكانك أنت روحتي عشان تبلغي عننا وتفضحينا يا بنت بطني.
تحدثت فداء بسرعة محاولة تدارك الأمر
يا ماما أنت فاهمة الموضوع غلط أنا ...
أمسكت بها نعمات من شعرها وصڤعتها على وجهها وهي تردف بنبرة غليظة
عايزة تودينا السچن يا حيوانة عشان تستولي على كل حاجة أنا مش هسيبك غير لما أخلص عليك
لم تجد فداء وسيلة تتخلص بها من نعمات سوى بركلها فوق ركبتها اليمنى ثم أمسكت المزهرية مرة أخرى وهي تصيح بها
حاجة إيه اللي هستولى عليها يا متخلفة أنت بطلي جنان وشوفي الكلام اللي بتنطقيه بدل ما أنت قاعدة تهبلي وخلاص.
هتف منذر بنفاذ صبر
طيب اتفضلي قولي إيه اللي وداك القسم النهاردة
راحت عشان تجيب موبايلها اللي كان ضايع منها في الكلية.
خرجت تلك الجملة من أسماء التي عادت للتو من عملها وسمعت الحديث الذي دار أثناء المشاجرة.
سألتها سامية باستغراب
موبايل إيه يا أسماء اللي كان ضايع! تعالي هنا وفهميني إيه اللي حصل بالظبط
تحركت أسماء ووقفت أمام والدتها ثم هتفت بثبات جعل الجميع يظن أنها تقول الحقيقة
موبايل فداء ضاع منها امبارح في الكلية وهي راحت عملت محضر ومرضيتش تقول حاجة قدامكم عشان متزعلوش والنهاردة الظابط اتصل على تليفوني قبل ما أخرج من البيت وقالي أنهم لقوا التليفون وعشان كده فداء راحت القسم تستلمه.
تحدث منذر بضيق وهو ينظر إلى فداء
طيب وأنت مقولتيش الكلام ده من
تم نسخ الرابط