رواية وانهمرت دموع الورد
المحتويات
المنزل وذهبت إلى قسم الشرطة وأبلغت الضابط المسؤول عن قضية اختفاء ورد بتلك الأشياء التي رأتها في الشقة حتى تريح ضميرها من هذا العڈاب الذي ينهش روحها ويجعلها غير قادرة على الاستمرار في الحياة بشكل طبيعي.
تمام يا آنسة فداء وشكرا جدا على تعاونك معانا.
قالها الضابط بجدية مطلقة فهتفت فداء بخفوت وهي تنظر إلى ساعة يدها تتفقد الوقت
أنا مش هسجل أقوالك دي في محضر رسمي غير لما التحريات تخلص ونشوف مرات أخوك راحت فين.
تمام شكرا جدا يا فندم.
خرجت فداء من القسم وتركت خلفها الضابط يبتسم بإعجاب على أخلاق تلك الفتاة النزيهة التي قررت أن تشهد بالحقيقة التي من الممكن أن تلحق الضرر بعائلتها.
تفضل ورا منذر طول اليوم ومتخليهوش يغفل عن عينك لحظة واحدة.
أدى المخبر التحية العسكرية
تمام يا مجدي باشا أنا هفضل وراه وأي حاجة جديدة هبلغها لحضرتك على طول.
تمتم الضابط بصرامة وهو يعيد رأسه للوراء
أنا من الأول مكنتش مستريح للناس دي ودلوقتي بعد الكلام اللي فداء قالته أنا بقيت متأكد أنهم عملوا حاجة في مرات منذر.
جهز خيري المشواة ووضع الفحم بداخلها وأشعل النيران بها وانتظر حتى أصبح الفحم ساخنا ثم قام بالنداء على ابنته
هاتي الكفتة يلا يا ورد الفحم سخن أوي وشكله حلو الصراحة وإن شاء الله الكفتة تستوي كويس.
أحضرت ورد أسياخ الكفتة ووضعتها فوق المشواة وأخذت تقلبها حتى انتهت من شويها فرفعتها عن الڼار ووضعتها في الأطباق ثم جلست برفقة والدها على الطاولة وتناولا الكفتة في جو ملئ بالمداعبات والضحك تحت نظرات قاسم الذي كان يتابعهما من شرفة غرفته.
هتف خيري بذهول وهو يتحسس تلك الأثار ذات المظهر المرعب
نظرت ورد إلى الندبات وانتابها صداع رهيب ومؤلم للغاية في الوقت نفسه الذي بدأت تأتيها ومضات رمادية عن رجل وامرأتين يضعان الفحم الساخن فوق قدميها وصوت كريه لأحداهما وهي تقول بنبرة قاسېة تدل على عدم وجود رحمة في قلبها
صړخت ورد بړعب وحاولت أن تحرر نفسها من الحبال التي قيدها بها منذر
خلاص والنبي مش هروح هناك تاني ولا هقول أي حاجة خالص.
أمسكها منذر من شعرها وهتف بخشونة
هو فعلا أنت مش هتقولي حاجة لأنك لو فتحتي بوقك تاني ساعتها الفحم هيتحط على لسانك بدل رجلك.
وضعت نعمات الفحم على قدمي ورد التي أخذت تصرخ وتحاول تحرير نفسها ولكن دون جدوى وازداد الأمر سوءا عندما كتمت سامية صوت الصړاخ بيدها التي وضعتها على فم ورد.
أخذت ورد ترتعش أمام عيني خيري وهي تحاول أن تتذكر تفاصيل أكثر عن هؤلاء الأشخاص الذين حرقوا قدميها بكل برود وكأنهم كائنات منزوعة المشاعر ولكنها شعرت بدوار حاد أدى في النهاية لسقوطها بين ذراع خيري وقاسم الذي حضر على الفور بعدما رأى الفحم يسقط على قدمها.
خرجت نعمات من المنزل بعدما غسلت الملابس ونشرتها وسارت وهي تلتفت حولها حتى وصلت إلى بيت بعيد عن منطقة سكنها ثم رنت الجرس ففتح لها شاب سحبها بسرعة للداخل ثم أغلق الباب قبل أن
يراها أحد.
اقترب منها الشاب وبدأ بشكل مقزز ومثير ولكنها كانت سعيدة المقرفة وضحكت بصوت صاخب وهي تقول
مكنتش أعرف أن أنا وحشاك أوي كده يا واد يا تامر.
هتف تامر بنبرة قڈرة تثير غثيان أي امرأة شريفة ومحترمة ولكنها أسعدت نعمات التي لا تكترث لحرمانية هذا الذنب البشع الذي ترتكبه بكل أريحية وكأنه لن يأتي اليوم الذي ستدفن به تحت التراب وتحاسب على جميع أفعالها.
استنى يا تامر هدخل أغير هدومي وبعدين أعمل حاجة ناكلها.
جلس تامر ينتظر خروجها من الغرفة بعدما بدلت ملابسها ثم غرقا معا في مستنقع الخطيئة والإثم الذي سيكون له عواقب وخيمة في الدنيا والآخرة.
أما في الخارج فقد كان يقف رجل يراقب منزل تامر وانتظر حتى خرجت نعمات ثم سار خلفها يراقبها بعينيه كالصقر ولم يبتعد إلا بعدما دلفت إلى بيتها.
أخرج الرجل هاتفه من سترته واتصل بوفاء التي سألته بلهفة
ها عملت إيه يا رشيد
أجابها رشيد بجدية
كله تمام يا ست وفاء أنا صورت نعمات وهي داخلة بيت تامر وصورتها وهي خارجة وتامر كان .
ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي وفاء وهتفت بلهجة ماكرة
تمام يا رشيد خليك مراقبها وأول ما أديك الإشارة تبعت الصور لمنذر.
أنهت وفاء المكالمة ونظرت إلى الذهب الذي فرشته على السرير
لو خطتي نجحت ساعتها هقدر أخلص من منذر ونعمات في ضړبة واحدة والدهب كله هيبقى ساعتها ليا لأن أسماء وفداء ميعرفوش حاجة عن الموضوع وماما لو اتكلمت هقولها نعمات مجابتش حاجة ولو كدبتني فبراحتها خالص هي أصلا مش هتقدر تفتح بوقها وإلا ساعتها هيبان أنها اتبلت على ورد ووقتها البوليس هيعرف أن منذر قتل ورد وخلص من جثتها بمساعدة ماما وده هيخليها تدخل السچن.
وضعت وفاء الذهب داخل صندوق خشبي وخبأته جيدا في خزانتها ثم خرجت من الغرفة حتى تعد الغداء لزوجها قبل أن يعود من العمل.
قشرت وفاء البطاطس وغسلتها ثم جلست حتى تقطعها وفي تلك الأثناء حضر زوجها فوزي ودلف إلى الغرفة يبحث عن بعض الأوراق التي تخصه.
ظل يبحث عن الأوراق في كل مكان بالغرفة ولكنه لم يجد شيئا فتوجه نحو خزانة زوجته وظل يبحث بداخلها وتجمدت يداه فجأة بعدما لمست صندوق خشبي صغير.
أخرج فوزي الصندوق وفتحه واتسعت عيناه بدهشة عندما رأى كمية لا بأس بها من المصوغات الذهبية وقد علم على الفور أن هذا الذهب ملك لحماته لأنه رأى السلسال الذهبي الذي كانت ترتديه سامية في حفل زفافه من وفاء.
سال لعابة وهو يتحسس السلاسل والخواتم
أه يا ولاد الأبلسة اتهمتوا ورد أنها سړقت الدهب وطفشت وطلع في الأخر موجود هنا مع وفاء اللي مخبياه هنا في دولابها!!
أعاد فوزي الذهب إلى الصندوق ووضعه في الخزانة مرة أخرى وهو يتمتم بخبث
بما أنهم بلغوا البوليس وقالوا أن ورد سړقت الدهب منهم فده معناه أنهم مش هيقدروا يبلغوا البوليس تاني ويتهموني بأني سړقت الدهب.
وضع إياد جهاز قياس الضغط جانبا بعدما فحص ورد والټفت إلى خيري وقال
ضغطها وطي شوية بس خلاص بقى مظبوط دلوقتي.
لمس خيري كف ابنته وهتف بحنو
أنت كويسة دلوقتي يا
متابعة القراءة