رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
مكانها لكن منعتها أصابعه التي إلتفت حول رسغها تسحبها نحوه بخفة هامسا بنبرة ذات مغزى لا تخلو من الاستمتاع بارتباكها غيرانة عليا!
غمغمت لميس باستنكار متوترة من قربه ولمسة يده وانا بصفتي ايه اغير عليك!
تأملها خالد بحاجب مرفوع وسألها بنبرة احتجاجية وهو سعيد بهذه المناغاة بينهما هنقضيها في الاستعباط دا كتير .. كنتي قلقانة عليا لما عملت الحاډثة
جعد خالد حاجبيه ولم يعجبه ردها فسألها مرة أخرى بصوت عميق يعني كنتي هتزعلي عليا لو كان جرالي حاجة
ظهر الترقب الشغوف جليا في عشبيته الساحرتين آملا منها إجابة واضحة فارتجفت شفتاها رغما عنها من هذه الفكرة لكنها لم تمنحه ما يريد إنحدرت بنظرها إلى يده التي قبضت على أطراف أصابعها وهي تجيبه شكل تأثير الدواء مش مخليك مركز في اللي بتقوله .. ممكن تسيبني!!
أنهى خالد حديثه وهو يتأملها بنظرته العاشقة المتوازية مع نبرته الصادقة التي أجبرت قلبها على الوقوع بين أحراش هذا الليث العاشق الذي بدأ عشقه يزحف بين نياط قلبها فخفضت عينيها وهي تهمس بخجل بس احنا مانعرفش عن بعض اي حاجه .. معرفش عنك اي معلومات خالص!!
تعاقبت فصول العواطف على وجهها المحمر خجلا وهي تتمتم بنعومة أذابته خالد
استطاعت أن تهتز كيانه بقوة مشاعر عميقة حالما نطقت حروف اسمه بصوتها الناعم وبدون إرادته ضغط على أصابعها المتشابكة مع بأصابعه وألح عليها بحب بالغ ليه حرب الاعصاب دا ارحمي قلبي المسكين .. ردي عليا قولتي ايه!!!
جاء إليهم صوت باسم المتلاعب من خلفهم فبادرت لميس على الفور بالنهوض من السرير وأزاحت شعرها خلف أذنها وتساءلت في حرج اومال بابا فين!
باسم بتخابث سبقته علي هنا قلبي كان حاسس .. حمدلله علي سلامتك يا بطل
رمقه خالد بإزدراء وحاحب مرفوع قبل أن يرمقها بضيق منزعجا منها لأنها انتزعت أصابعها عنه بغتة.
قالت ذلك قبل أن تهرب خارج الغرفة وهي تشعر بالخجل الشديد من هذا الموقف المحرج فيما جلس باسم على الكرسي بجوار خالد قائلا بطرافة ماكرة حراره الاوضه بتقول ان الحب كان مولع في الدرة علي الاخر .. طب استني لما تقوم علي حيلك الاول يا فان ديزل الشرق
أعقبت كلماته غمزة شقية من رماديتيه المتلألأة بتسلية
اردف باسم مازحا بتسلية بذمتك ما قلتلهاش انا مش محتاج لادويه انتي علاجي الوحيد .. تبقي کاړثة لو قلتلها كده بجد!!
حدجه خالد بنظرات ڼارية واڼفجر الآخر بالضحك عليه بمرح بعد أن إطمئن عليه.
في الخارج
لميس تمشي في الردهة ذاهبة إلى الكافيتريا لتحضر لوالدها فنجان قهوة منبسطة الأسارير ونبضات قلبها تتلاحق بزهو بينما لا تزال تشعر بلمسة يده التي أخضعت جوارحها له.
بقلم نورهان محسن
بعد مرور بعض الوقت
خرجت أبريل من الحمام مرتدية بيجامة صيفية وردية شاحبة نصف كم وسارت بخطوات هادئة وهي تمشط شعرها ذو الخصلات الذهبية.
وقعت نظرتها بغرابة على شيء ما وهي تتحرك نحو السرير ضيقت نظرتها على هاتفها ورفعته من أعلى الطاولة ارتفعت زاوية فمها بابتسامة ساخرة عندما أدركت أن زوجة أبيها دخلت ووضعته ثم غادرت لكن ما جعلها تقطب حاجبيها بدهشة هو هذا الكتاب الموجود بجانب الهاتف فالتقطته تقرأ العنوان بعينان جاحظة قبل أن تتهلل أسايرها بفرح وهي تتفحص أوراقه بعدم تصديق.
_كل سنة وانتي طيبة يا ابريل
اختفت الابتسامة من تدريجيا فور سماعها صوت أخيها يقول بهدوء فالتفتت إليه بتعبير غامض علي وجهها بعد أن إزدردت رمقها إذ لم تلتق به منذ الأمس وبصوت حاولت أن تجعله منخفض سألت باستنكار بمناسبة ايه .. عيد ميلادي لسه باقي كتير عليه
أشارت ابريل إلى الكتاب الذي تحمله بين يديها ليخبرها بنبرته الرجولية المرحة انا قولت لازم نحتفل بعد ما عرفت اعطرلك فيه اخيرا .. عشان كدا هنقدم عيد ميلادك .. ما انا بصراحة مش حمل اجيب هديتين في سنة واحدة
تركت الكتاب على السرير بإهمال مرئي قبل أن تحتضن إحدى الوسائد ضاغطة عليها بأظافرها بقوة وكأنها بذلك تقمع بركانا على وشك أن يعلن عن ثورانه قالت بصوت خاڤت تعبت نفسك علي الفاضي .. تقدر ترجعو من مطرح ماجبته
تساءل يوسف بحيرة ازاي دا !! انتي كنتي نفسك تقرأي الرواية دي جدا .. وبعدين هتكسفيني..
قاطعت ابريل جملته بهدوء ما قبل العاصفة ممكن تبطل تمثيل!!!
انفصلت شفتاه عن بعضهما البعض وابتلعته وحوش الصدمة نتيجة اتهامها مشيرا إلى نفسه وهو يجمجم مشدوها انتي شايفة اني بمثل يا ابريل
هبت ابريل على قدميها بعد أن ارتفعت عواصف الڠضب في فيروزيتها الغائمة بالدموع وهي تردد بسخرية مريرة ايوه بتمثل .. بطل تعمل نفسك مهتم بيا بالكدب
أنعقد لسانه عن الرد وهو يتطلع إليها بنظرة حزينة
ساد الصمت لثواني معدودة حتى استطاع أن يجد صوته قائلا في حرج انا عارف انك مضايقة وزعلانة مني وحقك .. بس انتي مش فاهمة ا...
قاطعته ابريل مجددا بإنفعال وهي تلكزه صدره لو مش فاهمة .. فهمني .. اشرحلي .. بس هتشرح تقول ايه!! انا اتخدعت فيك انت بالذات .. ازاي قدرت تغشني وتنافقني كدا!! ازاي قدرت تضحك في وشي وتطبطب عليا وتفرحلي وانت عارف اني مضحوك عليا ها ازاي!!!
هدرت ابريل بالكلمة الأخيرة پغضب وهي تنظر إلى عيون يوسف النادمتين فيما ينبس بصوت يملأه الألم والله العظيم يا ابريل انا ماكنت موافق واعترضت كتير علي اللي كان بيحصل .. وكنت عايز افهمك علي كل حاجة والله .. بس لو تفتكري انا كنت في سفرية تبع الشغل .. لما رجعت وعرفت ان فتحتك هتتقري علي مصطفي وشوفتك مبسوطة وبتتكلمي عنه بفرحة وانبهار .. معرفتش انطق .. دا غير ضغطهم عليا يا ابريل افهميني عشان خطړي انا ماكنتش..
أكملت ابريل بدلا عنه انا اللي معنديش ليك غير رد واحد دلوقتي علي كل اللي
حصل دا...
علقت ابريل كلماتها في الفضاء لأنها رفعت يدها لتهوى بها على جانب فكه.
لم تكن صڤعة قوية بقدر ما كانت قاسېة لن يترك أي علامة علي وجهه لكنها شممت روحه بنيران الخزى من نفسه.
انهمرت العبرات من عينيه متأثرا ببكائها المرير وهيئتها الضعيفة وأحس بإنقباض يشتد حول قلبه حزنا وندما وأخذ يردد باعتذار انا اسف والله العظيم .. اسف اوي يا ابريل اسف والله اسف سامحيني
تركها لبضع دقائق تبكي بحرية حتى بدأت شهقاتها تهدأ شيئا فشيئا وساعدها على ذلك ضمھ إليها بقوة وحنان.
كم كانت في حاجة إلى ذلك الحديث لتضمد بعض چراحها العميقة من طعنات الخذلان ظلت متشبثة به تستمد منه قوتها وصمودها من جديد.
_اسهل كلمة اسف دي سهلة ممكن وانت بتنطقها يا يوسف .. بس للي عملته معناه انك جبان .. خونت ثقتي فيك
رفعت فيروزيتها الدامعة لتثبتها في عينيه البنيتين ثم تركت العنان للڠضب وخيبة الأمل التي استقرت في أغوار قلبها أن تخرج من صدرها المنقبض وتصعد إلى لسانها وهي تلفظ كلمات مليئة السخط والضيق الكامن في ذهنها بصوت مخټنق بالعبرات انا كنت خاېفة اوي من وجودي وسطو .. كنت خاېفة من حياتي معاكو .. وكنت خاېفة مالاقيش من نحيتكو قبول ليا .. فرحت اوي من جوايا لما طنط سلمي حضنتني اول مرة شافتني فيها .. ولما انت قربت مني
وعاملتني كأنك تعرفني من سنين اتعلقت بيك ودخلت قلبي .. عارف ان ماما ماسمحتليش اقرب من ولادها .. كانت دايما بتخليني اتعامل معاهم من بعيد .. وبطريقة سطحية اوي .. وانا كل اللي كان نفسي فيه احس ان ليا اخوات بجد افرح واضحك وابكي معاهم واشاركهم حياتهم واروح معاهم المدرسة و ننزل نلعب مع بعض في العيد .. كان نفسي يبقي ليا اخ عايش معايا احس انه سندي وضهري وامان ليا في وقت ازماتي وېخاف عليا
استوحشت برودة غريبة علي صوتها بعدما أفرغت ما بجعبتها بس اكتشفت في الاخر ان اخواتي دول عمرهم ماحبوني ولا كان يهمهم مصلحتي .. اخواتي اللي اعتبرتهم حياتي كلها وانا فضلت بالنسبالهم ضيفة وغريبة .. انت بسكوتك دا كنت هتتسبب في ظلم كبير اوي كان هيحصلي و دا انا مش هسامحك عليه
_مهما قولتي وعملتي فيا انا راضي عشان الحق عندك .. بس انتي اختي يا ابريل انا مش بمثل .. ربنا وحده اللي عالم قد ايه معزتك كبيرة عندي .. و انتي هتسامحيني ومش هتقدري تكرهيني .. اعتبريها غلطة ومش هتتكرر .. هتشوفي هقف معاكي من هنا ورايح في اي حاجة هتشوفي بعينك
حافظت على ادعاء التماسك أمام توسلاته ودموعه لكنها لا تستطيع أن تتجاهل ألم قلبها الضعيف تجاهه فهو الأخ الذي تمنت أن تحظى به لا يمكنها أن تقسو عليه لكن قلبها مجروح بشدة ولا تشعر بالأمان ويصعب عليها أن تسامحه على ما اقترفه بحقها ستدع الأيام ترمم ما حطمه سلبيته.
بقلم نورهان محسن
في وقت متأخر من الليل
_ اه معلش التليفون كان فاصل مني طول اليوم يا مراد .. انا لسه راجع البيت .. ها طمني ايه الاخبار!
صمت باسم للحظات يستمع الرد من الطرف الآخر ثم سأله باستغراب بسرعة كدا
تعالت ضحكاته المرحه في ارجاء غرفته نافيا بهدوء لا ماتعملش حاجة وانا هكلمك بعدين
شكره باسم بإمتنان تمام يا حبيبي متشكر جدا علي الخدمة دي .. اكيد في اقرب فرصة هشوفك .. مع السلامة
بقلم نورهان محسن
في صباح اليوم التالي
داخل منزل فهمي الشندويلي
في غرفة ريهام
_ الحقيني يا ريهام اللي كنت خاېفة منه حصل!!
هكذا صړخت سلمى بتوتر وهي ټقتحم غرفة ابنتها.
لوت ريهام بحيرة وهي ترتدي حذاءها باهظ الثمن ذو الكعب العالي خير علي الصبح في ايه!
جاورتها سلمي علي الفراش مغمغمة بصوت لاهث مافاتش يومين .. ومصطفي باعت بيطالبنا بالمتأخرات اللي علينا لشركته ..
عقدت ريهام حاجبيها باندهاش وقالت بعدم تصديق متوجس مش معقول مصطفي يعمل كدا .. اكيد من عصبيته واكيد هيهدا
متابعة القراءة