رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
قائلة بإحباط معرفش
_لا عارفة .. و دا اللي رعبك بالمنظر دا .. هو بيقولك مش عايزك بالطريقة و رماكي هنا .. بس يوم مايهفو مزاجه ويشاورلك ايه هتدوسي علي كرامتك تاني وتجري عليه ولا هتاخدي اللي فاضل منك وتبعدي بقا
_انتي ليه مش فاهمه .. ان في ناس مش بتقدر تبعد ليه مش فاهمه ليه ان اللي بيحب بجد بيدوس علي كل حاجه كل حاجه عشان اللي بتحبو
_يا نادية حطي طرحة علي راسك و تعالي!!!!!
صدح صوت أمها من الخارج فعبست نادية وهي تتبادل نظرات الاستفهام مع أختها التي سحبت الحجاب من على الكرسي وناولته لها ثم خرجا معا وهى تضعه على رأسها بعشوائية لتسألها بحيرة
في ايه يا ماما!
_تعالي شوفي مين عاوزك
_انتي نادية عبدالسلام
أومأت له بالإيجاب بحذر فأشار لها بالقلم قائلة برسمية اتفضلي امضي هنا بالاستلام
تساءلت مرجانة بقلق فيها ايه الورقة دي يا بني
جاء الرد بصوت نادية فى صدمة مدوية احمد .. طلقني...
_بنتي!!!!!!
خرجت صړخة إرتعاب من فم مرجانة وهي ترى نادية تسقط فاقدة للوعي كأنها تاهت فجأة داخل طريق مظلم يدعى الحقيقة المرة ووحش مفترس يتربص بها ينتظر الناس السذج مثلها لإصطيادهم حتى يتدمرهم كليا.
نهاية الفصل السادس والعشرون
رواية_جوازة_ابريل
جوازة ابريل نورهان محسن
الفصل السابع والعشرون مشاعر تطفو عشقا
ظل يغالب شعوره المفتون بها بضراوة دون أن يدرك أنها تعقبت بصمت سفينته الضالة بأمواجها الفيروزية تلقى عليه تعاويذها السحرية حتى دبت خفقة تلو الأخرى في أعماقه الراكدة مثل ضياء فجر جديد أوقظ عواصف هوجاء تجهر بإسمها عشقا يأجج صدره بأحاسيس قوية تحررت في لحظة تشابك أرواحهم فى التحام يتحدى الزمن.
مساءا
في سيارة باسم التي تشق الطريق الصحراوي بسرعة كعادته أثناء عودته من تصوير خارجي لإعلان ليلحق موعده مع زوجته المتمردة التي سئم من تجنبها له في الآونة الأخيرة حتى في التجمعات العائلية معاملتها له بها تحفظ بارد يثير حنقه بقوة مستمرة في عدم الرد على رسائله ومكالماته العديدة لها حتى خضعت لرغبته اليوم فقرر استغلال هذه الفرصة وحجز طاولة في مطعم هادئ للاعتذار لها وإنهاء هذا الركود القاټل لقلبه بينهما فهو يعترف بتسرعه في حديثه الغاضب بخصوص اتهامه لها بأشياء مؤذية لكنها أيضا استفزت رجولته بحديثها عم حبها القديم لابن خالها الذى أجج الغيرة فى قلبه.
خرج باسم من أفكاره وهو يضيق عينيه الرماديتين الثاقبتين بهدوء في المرآة الأمامية بينما لاحظ سيارتين تتبعانه من خلفه وكان حدسه صحيحا حين بالكاد ميز أرقام لوحة إحداهما في الضوء الخاڤت وتمكن من التعرف على صاحبها.
أمسك الهاتف باليد الأخرى ليضغط على تطبيق الرسائل النصية مرسلا عبارة إلى أحد الأرقام المسجلة قبل أن يبطئ السيارة التي كانت تلتهم الأسفلت من سرعتها العالية مما جعل السيارتين تفعلان الشيء نفسه ثم مرت لحظات قبل أن تتوقف جميع المحركات على الأرض وتبعها خروج ثلاثة رجال ضخام البنية تلاهم خروج باسم ومصطفى ووقف كلاهما أمام سيارتيهما.
ألقى باسم نظرة عابرة على أرجاء الصحراء المظلمة التي اخترقتها أضواء مصابيح السيارات حولهما وهو يهز رأسه مدركا أن هذا اللقاء ليس مصادفة قبل أن يتبادل نظرات التحدي مع الآخر قائلا بثبات باين عليك مستلمني مخصوص من اول الخط!!!
لوى مصطفى شفتيه الغليظتين في ابتسامة باردة مؤكدا حدس الآخر بصوت واثق لاقيتها فرصة عندي وقت فاضي ودا مابيحصلش كتير فقررت اقابلك ونخلص حساباتنا مع بعض
أنهى مصطفى جملته وهو يمشي ببطء نحوه ليسأله باسم بإستخفاف متكئا بجسده على مقدمة السيارة ولسه فاكر تخلصها دلوقتي! مش شايف ان وقتها عدا من بدري..!!
أتم باسم كلماته ساخرا فوضع مصطفى يده خلف ظهره المستقيم بعدما وقف أمامه وأخبره بجدية معلش اتأجلت شوية بس ملحوقة ادينا قصاد بعض و..
قاطعه باسم ببرودة حازمة وهو يحدق في ساعته التي قاربت علي التاسعة مساء ثم نظر إليه مجددا رافعا أحد حاجبيه توقيتك مش مناسب ليا يا مصطفي .. ورايا معاد مهم ومش عايز اتأخر
نطق باسم هذه العبارة وأدار له ظهره عازما على التحرك فشعر بيد مصطفى تمسك بكتفه العضلي وهو يقول بإصرار لاذع استعجالك مالوش لازمة مش يمكن ماتلحقش معادك وتروحلها .. يمكن انا اسبقك علي هناك مثلا
لفظ مصطفى جملته الأخيرة قاصد التلاعب بأعصابه لكنه سيطر على انفعالاته الداخلية وهو يواجهه بجسده يطالعه بدهشة مزيفة تجلت في صوته الساخر دا احنا طلعنا انا ومراتي تحت عينك وانا معنديش خبر!!
ضحك مصطفي بجفاء مرددا بخشونة مراتك!! شايفك كدبت الكدبة ومصدقاها اوي يا ابن الشندويلي.. بس انا سبق ووعدتكو لا انت ولا هي هخليكو تعيشو مرتاحين
_غلبان اوي و قليل الحيلة مفكر بمطاردتك ليها وتوصيتك عليها في الشغل عشان تترفض دا الاڼتقام في نظرك
نظر إليه مصطفى في صمت غامض بينما يقهقه باسم بإستخفاف قبل أن تتجعد ملامحه ببغض وهو يواصل حديثه مستغرب راجل زيك وفي مكانتك يعمل التصرفات للي مفيهاش ريحة الكرامة دي ازاي بصراحة!
بادر مصطفى بالإندفاع نحوه جاذبا إياه من ياقة قميصه الأبيض بعد أن فهم ما يرمي إليه هاتفا من بين أسنانه بنبرة محمومة بالحقد الراجل اللي زي هيعلمك معني الرجولة اللي ابوك نسي يعلمهالك
اقترن جملته بضړبة قوية أدارت وجه الأخر جانبا وتجهمت ملامحه من شدة الألم لبضع لحظات قبل أن تلوح ابتسامة هازئة على وجهه تتناسب مع كلماته وشادد وراك الجتت دول من السنتر بتاعك عشان يساعدوك في الكورس
ثواني من الصمت ملأت الجو بالخطړ ثم تابع باستفزاز متهور بايه مش هتقدر عليا بطولك!
اختتم باسم عبارته بتحدي مشيرا برأسه إلى الواقفين خلفه في تحفز صامت فإرتسمت ابتسامة جانبية على شفتي مصطفى ليرد بنبرة جافة خطېرة يمكن مايحتجش الحوار غير رصاصة تمنها ارخص من حبة التراب للي بدوس عليها
ارتفعت ضحكات باسم في وقت غير صائب يهز كتفيه بلا مبالاة رافعا أحد حاجبيه بإحتقار إمتثل في قوله يلا مستني ايه!! كفاية تضييع في وقتي ووقتك ونفذ علي طول .. صدري مفتوح قدامك اهو يلا
اتسعت الابتسامة علي وجه مصطفي تبين صف اسنانه المتساوية وهو يستلم دفة الإستفزاز منه مهمهما بتخابث باين عليها تهمك اكتر ما كنت متوقع و دا حلو هيخلي اللعب يسخن اكتر وزي ما لفيت عقلها بكلمتين اقدر ارجعلها ليا تاني لحضني بكلمتين زيهم
تجمدت رماديتيه بنظرة قاټلة ثم سرعان ما تحرر ذئبه البربرى من سباته واقترب منه بأنفاس مشټعلة ناتجة عن كتلة الغيرة الحاړقة التي تضخمت في قلبه فأعمت بدخانها الكثيف عينيه الرماديتين الحادتين بالڠضب وعاجله بلكمة عڼيفة وهو ېصرخ بشراسة مخيفة سيرة مراتي ماتجييش علي لسانك ال
رد مصطفى بركلة قوية في بطنه جعلته يئن من شدتها قبل أن يشتد شجار ضاري بينهما وبدأ كل منهما في مهاجمة الآخر بضربات عڼيفة بينما اقترب رجال مصطفى منهم بسرعة محاولين فض الإشتباك ودفع باسم بعيدا عن مصطفى وتقييد ثورته الهائجة بصعوبة بينما نهض الآخر قائلا بين أنفاسه الصاخبة والله فاجئتني و طلعت ليك في الرجولة بس عيبك مابتقدرش خصمك ولا بتديله حجمه الصح واخرة الاستهانة بيا لسه هتوجعك اكتر
أكمل مصطفى حديثه الغامض وهو يخفض بصره نحو ال الذي أخرجه للتو من خلف ظهره مردفا بهدوء متهكم كان في نيتي أخلص عليك
إلتمعت سوداويتيه ببريق مخيف حالما إتجه بنظره إليه مستطردا بنبرة قا سية ممتزجة بالحقد بس ليه اقټلك والمتعة في تعذيب الفريسة ألذ بمية مرة .. وعشان ابوك يعز عليا .. هعمل فيك معروف يدوب هديك قرصة ودن خفيفة تحرمك تقرب لحاجة مش بتاعتك .. اما هي ليها معايا حساب تاني خالص هصفيه معاها بطريقتي
شعر باسم بسياط الهلع تجلد روحه پجنون حالما رأى الخبث يلمع في عيني مصطفى فإندلعت شرارات الڠضب العاصف من عينيه الرماديتين محاولا تحرير جسده المشتعل من بين يديهم ليمزقه إربا لكن محاولاته باءت بالفشل فكشر عن أنيابه مزمجرا بۏحشية ذئب ضارى عايز اشوفك وانت بتنفذ كلامك الخايب دا وبتتجرأ بس تقرب منها او ټأذي
فيها شعرة وديني اقټلك
_شايف ان التلج داب والوش التاني بدأ يبان واضح ان اللي بينكو اكبر من اللي كنت متخيله و دا هيخليني انفذ اللي بفكر فيه و عايز اتفرج عليك وانت بتحاول تمنعني يلا جرب يا بطل وريني!!
حاول المقاومة سخطا لكن أحد الرجال فاجأه بضړبة قوية على رأسه بالسلاح فخرج تأوه مؤلم من بين شفتيه وانهار جسده على الأرض وسط ضحك مصطفى الشماتة الذي بدأ يركله تباعا في بطنه وأنحاء متفرقة من جسده قبل أن يتراجع إلى الخلف بأنفاس متقطعة ليكمل بقية الرجال بدلا منه وسط تلويه فهتف مصطفى بسخرية قاسېة ها استوعبت الكورس ولا اخليهم يزودو في الشرح عشان يدخل اكتر في دماغك!!
لم يتلق منه ردا فأشار إلى رجاله بالتوقف ناظرا إليه وهو ملقى على الأرض بجمود فرفع باسم عينيه المشوشة ثم تمتم بصوت خفيض ساخر والډماء تسيل من فمه تاعب نفسك علي الفاضي
_ماتشغلش بالك بتعبي .. واطمن علي ابريل مش هخليها تستني عشان يدوب الحقها
نبش الړعب بمخالبه السامة في جدران قلبه ما إن سمع جملته فشعر أن كل خلية في جسده تتفجر ڠضبا من قلقه عليها مما جعله يحاول النهوض راغبا في اللحاق به وهو يهدر بشراسة بين أنفاسه المتلاحقة اقف عندك يا مصطفي مالكش دعوة بيها .. خد حقك مني انا يا جبان
رد مصطفى بصوت غليظ مشوب بالبرودة وهو يتجه نحو سيارته دون أن يلتفت إليه دي اخرة اللي ټخونه ثقته في نفسه ويفكر يتحدي الاكبر منه
بقلم نورهان محسن
بعد مرور نص ساعة بمنزل صلاح الشندويلي
داخل غرفة دعاء
برزت حدقتاها من الدهشة فور دخوله المفاجئ لتهمس بإسمه في نعومة صلاح...!!!
اندفع نحوها بسرعة يضم جسدها الفاتن إلي صدره بحنان ممزوج بالشوق لما وسام قالتلي انك رجعتي من السفر جيتلك جري انتي وحشتيني اوي
متابعة القراءة