رواية جوازة ابريل بقلم نورهان محسن
المحتويات
واخد منها العربية بكرا عشان هروح استقبل الفوج الايطالي الصبح وقبل ما اروح هتكوني اخدتي حاجتك
نفخت أبريل خديها بضجر لعدم موافقته على ما تريد قائلة بإنزعاج ممزوج بالعناد وهي تترجل من السيارة وتغلق الباب خلفها تحت أنظار يوسف المندهش من تقلب مزاجها السريع هذه الأيام يوووه .. خلاص روح نام .. انا هتصرف لوحدي .. وانا غلطانة اني طلبت منك حاجة اصلا
أنهى كلامه بغيظ ممزوج بنبرة شقاوة ووضع يديه في جيوب بنطاله الجينز ليشد جسده أكثر بوضعية غرور واعتزاز بالنفس فزجرته أبريل بعبوس مشاكس اهو انت
لوحت ابريل له بإستخفاف قائلة بنبرة أكثر مشاغبة دي هي سنة واحدة انت هتذلني بيها .. غير كدا انت طول علي الفاضي .. واخلص هتغور ولا اخليك تشيل بالعافية!
اختتمت أبريل حديثها محذرة إياه وعيونها غاضبة من بروده بينما حك يوسف فروة رأسه وقال بتثاؤب وصوت مسالم لا .. هاغور طبعا .. دا انا مش قادر اقف علي حيلي..
أدار لها ظهره وهو يضحك بهدوء ومشى عدة خطوات حتى وصل باب المنزل ثم فتحه ودلف إلى الداخل بينما نظرت ابريل إلي أثره بإغتياظ قبل أن تزفر بإحباط.
بعد مرور عدة دقائق
كانت أبريل لا تزال بجوار السيارة
تحدثت أبريل عبر الهاتف بابتسامة جميلة وهي تحمل مجموعة أكياس كبيرة في اليد الأخرى ايوه يا مصطفى .. يا حبوبي
مرت ثواني ثم ترددت أصوات ضحكتها المرحة حولها فى المكان وهي تضع الأكياس على رصيف الحديقة بجوار عدة صناديق أخرى
خاصة بها ثم أجابته بحماس لا خد من دا كتير بقي الفترة الجاية
تهللت أسارير وجهها بإبتهاج تجلى في صوتها المتحمس وهي تسأل في دهشة بينما كانت تعود إلى السيارة عرفت منين اني مبسوطة !!! الصراحة مبسوطة جدا جدا .. اشتريت شوية حاجات تجنن .. بجد جميلة اوي
ضحكت على لهجته المتلهفة وأخبرته بعناد ممزوج بالدلال انسي لا مش هتشوفه الا يوم الفرح
تركت باب السيارة مفتوحا لتعود إلى جانب الرصيف ووضعت ما في يدها لتعدل وقفتها وهي تعد الأكياس بسرعة في ذهنها فأضاء وجهها بابتسامة كبيرة عندما تأكدت من أنها أخرجتهم جميعا قبل أن ترد عليه بتذمر بسيط من إلحاحه والهاتف لا يزال على أذنها بس بقي يا مصطفي مش مخليني عارفة اركز
أدارت ابريل جسدها وكانت على وشك التحرك تنوي العودة إلى السيارة لتغلقها لكنها لم تتقدم إلا خطوتين ثم شهقت بصوت عال متفاجئة بمرور سيارة بسرعة قصوى كالبرق لتتراجع في حالة هول مفزع عندما رأتها تدفع الباب المفتوح بكل قوتها مما أدى إلى إنتزاعه من مكانه.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
فى فيلا صلاح الشندويلي
تحديدا داخل غرفة هالة
تقدمت لميس من السرير بخطوات بطيئة وهي تنظر إلى ظهر هالة التي كانت تجلس وظهرها عليها وهي تحتضن وجهها بين يديها وتبدو مفطورة من البكاء مم جعل الأخرى تبتلع لعابها باضطراب وبحذ وضعت كفها على كتف هالة وربتت عليه بخفة وهمست بندم صادق انا اسفة يا هالة .. عشان خاطري ما ټعيطي .. والله انا ماكنتش اقصد
أغمضت لميس عينيها وفتحتهما عدة مرات متتالية تحاول بصعوبة أن تمنع نفسها من البكاء لكن لم يفلح الأمر إذ انهمرت دمعة على طول خدها ندما على ما قالته بالأسفل ثم جلست خلفها على الفراش هامسة بما يشبه الابتسامة المليئة بالحزن شوفتي الغباء مسكت عصايا و اديتك بيها يمين وشمال واتنرفرت عليكي وانا موقفي مش احسن من موقفك خالص .. بالعكس اللي قلبي حابو هو اصلا ولا حاسس بيا .. ومع كدا فضل عندي امل فيه ومعرفتش انساه
سقطت دمعة تلو الأخرى على خديها الساخنين وتابعت بصوت متشبع بالعبرات مش قادرة اقنع نفسي ان باسم عمره ما هيشوفني غير اخته .. وكل العصبية اللي خرجت مني دي فيكي كانت عصبية علي نفسي اكتر ماهي عليكي .. عشان حتي لما طنط وسام قالتلي الصبح انه بيفكر يخطب .. انا برده لسه ملهوفة عشان هشوفه بكرا لما هيجي ودا ڠصب عني وياريتني قادرة اتحكم في قلبي .. ياريت
لاحظت هالة شهقات الأخرى دليلا على بكائها فالتفتت لمواجهتها وتمتمت بسرعة بصوت أبح وهي تضع يدها على ركبتها لميس!!
انخرطت لميس على الفور في بكاء مرير مصحوبا بالتنهدات الممزقة قال .. وانا اللي قاعدة انتقدك علي العشاء .. وعيني متبعاكي اول ما ياسر بيبصلك .. ويبتسم بتتغيري من فوقك لتحتك .. وبتتحولي لقطة وديعة قدامه .. وهو دا بالظبط اللي بيجري معايا لما بيكون قدامي
قامت هالة على الفور وفركت ظهرها بحنان محاولة التخفيف عنها ثم هتفت بصوت متحشرج مليئ بالتأثر بطلي عياط يا زفتة وجعتيلي قلبي اكتر
سألتها لميس بتردد يعني مش زعلانة مني!
تصدقى انتي فعلا غبية
همست هالة بضحكة خاڤتة وكانت قد هدأت قليلا من نوبة البكاء التي إنخرطت فيها منذ فترة قصيرة وهذا ما جعلها تشعر بالارتياح لأنها أفرغت شحنة التوتر والڠضب من داخلها لتحدق فيها بأنف محمر وردت بتوبيخ لطيف بعد أن تنحنحت لإزالة ما توقف في حلقها بسبب بكائها انا بعيط عشان كل اللي قولتيه مظبوط يا لميس .. بس انا بجد خاېفة ومش عارفة اعمل ايه!
تطلعت لميس إلى ملامح وجهها الحمراء بعينين متعاطفتين بينما خفضت الأخرى رموشها وهي تشعر بالدموع ټحرق عينيها من جديد لكنها تجاهلت ذلك وهى تستطرد تقول بصوت خاڤت ما كان يجول في أفكارها بصدق خاېفة اقوله ان كل اللي بيحصل مش عجبني ومضايقني .. بس معرفش هيكون رد فعله هيكون ايه .. انا لسه مش قادرة افهمو كويس .. و اذا واجهت هضطر اخد موقف انا مش جهزالو..
أخذت نفسا عميقا وهي تربت على كف لميس ثم أردفت بلطف بس انتي موضوعك غيري خالص يا لميس .. انتي مش عايزة تشوفي غيره بعينك من وانتي صغيرة .. ولما كبرتي بقيتي ترفضي العرسان اللي اتقدمولك .. وفضلتي متعشمة بحاجة انتي عارفة انها مفهاش أمل .. باسم فعلا شايفك اخته هو بيحبك زي اخته وانتي عارفة كدا..
كلامها كان بمثابة سيف الحق الذي اخترق منتصف قلب لميس دون رحمة فابتلعت تلك الغصة الحارة في جوفها
وفضلت الصمت وهي تخفض وجهها في خجل وتدرك في داخلها أن ما قالته صحيح فتذرف الدموع من جديد بجوى.
رفعت وجهها إليها وواجهت اليأس والحزن في نظرتها فهمست لها بجزع ممزوج بنبرة باكية انتي مش حيرانة حيرتي يا لميس .. انا مش واقفة علي أرض ثابتة .. معرفش ياسر عايز ايه مني بالظبط ! عايز يتجوزني .. وعايز صحبته تفضل في حياته .. وعايزني اتقبل دا بالبساطة دي .. ومعرفش صبري عليه هيكون لحد امتي حقيقي محتارة اوي!!!
بقلم نورهان محسن
فى نفس الوقت
عند ابريل
تسمرت ابريل في مكانها كتمثال محنط في حالة من الصدمة ضامة قبضتيها إلى صدرها وهى ممسكة بالهاتف وعيناها متجمدتان على نقطة واهية كما لو أن أحدهم قد أمسك بدلو من الماء المثلج وسكبه فوق رأسها دفعة واحدة ولم يتمكن عقلها من استيعاب ما حدث للتو.
بعد بضعة ثوان أخرجت نفسها من قوقعة الصدمة بصعوبة بالغة وهي تجبر قدميها على الاقتراب من سيارة ريهام بخطوات بطيئة لتجحظ عيناها بقوة حتى كادت ان تخرج من محجريها بعد أن رأت الباب الخلفي للسيارة منزوع من مكانه وملقى بإهمال على بعد مسافة من السيارة فشعرت للحظة أنها فقدت القدرة على التفكير أو النطق حينما تخيلت أنها في مكان هذا الباب.
پغضب رفعت عينيها إلى الرجل الطويل الذي ترجل للتو من سيارته مترنحا وهو ينظر حوله في تيه.
تقدمت نحوه بخطوات سريعة قبل أن يتمكن من الهروب بهذا الفعل الشنيع ثم ركلت باب السيارة الذي سقط على الأرض بخفة وهي في طريقها إليه لتصرخ پغضب انت يا حضرت .. هو انت اعمي ولا ايه!!
قالت ذلك في ذهول حينما رأته يتجاهل النظر إليها كما إعتقدت موليا لها ظهره ورافعا رأسه لأعلى لتتهادى في خطواتها إتجاهه عندما أدار جسده نحوها فاهتزت فيروزيتيها ومقلتيها مفتوحتان على مصراعيهما من وقع دهشتها وهي تقف في مواجهة له.
تحدثت پصدمة إستباحت ملامحها لا تقل عن صډمتها عندما اصطدمت السيارة أمامها قبل دقيقة مش معقول .. انت ازاي تيجي ورايا لحد هنا!
حدق بها باسم وفاغرا فاهه محاولا التنفس بإستماته لكن شيئا ما يعرقل من حدوث ذلك وتلك القبضة القاسېة تعتصر صدره المنقبض بشدة.
لم يجبيها بأي شيء ووجه بصره إلى الأعلى مرة أخرى فواصلت حديثها بصوت حانق ايه دا انا بكلمك .. بتبص فين ! انت هتستهبل وتمثل عشان تداري علي عملتك!
خرج صوته ممزقا مش عارف اتنفس
ضيقت ابريل عينيها عليه بارتياب مما قاله لتنتبه إلى حالته المؤسفة أخيرا محدقة فى صدره الذى ينهج علوا وهبوطا بمجهود كبير فتغيرت تعابير وجهها على الفور ونسيت ڠضبها في ثوان وسألته بنبرة متوترة وصلت إليه مشوشة ايه مالك .. انت بتطلع في الروح بجد ولا ايه!
شعرت بثقل نبضات قلبها بطريقة غريبة من شكله المثير للشفقة وقطرات العرق التي كانت تتساقط من جبهته فإستفهمت پخوف حاسس بايه!! انت مش قادر تاخد نفسك صح
استدار باسم للجهة الأخرى ليمضي بخطوات غير منتظمة وكأنه لم يسمعها كما بدا لها وكأنه قد مغيب عن الواقع.
هرولت أبريل خلفه دون أن تفهم ما به فرأت جسده ينهار ببطء أمام مقدمة السيارة بعد أن فقد توازنه.
جلست ابريل مقابله على الأرض جاثية على ركبتيها فرأته يسند رأسه على سطح السيارة ويرفع وجهه للأعلى وما زال يكافح من أجل التنفس بصعوبة فنظرت حولها وهي تقول بنبرة مشتتة هو مفيش حد هنا يساعدنا الناس كلها نايمين!!
تحركت أصابعها الباردة لا إراديا ومسحت قطرات العرق من أعلى جبهته وناقوس القلق
متابعة القراءة