نجمه ليلى بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز

من الجنون و بعد عده دقائق ذهب هو الاخر الى عالم الاحلام 
فى صباح اليوم التالي كانت العائله بأكملها متواجده على طاوله الطعام ما عدا الجده و جميعهم فى انتظار العروسين 
خرجت من الحمام لتجده يعيد ترتيب الاريكه و يعيد الوساده الى مكانها 
نظر اليها بابتسامه لا تفارق وجهه كلما نظر اليها و قال 
صباح الخير ... يارب تكونى نمتى كويس 
صباح الخير ... الحمد لله 
اجابته بخجل ... ليقول هو ببشاشه 
طيب يلا غيرى هدومك علشان ننزل نفطر مع العيله .. و كمان محضر ليكى مفاجئه 
تحركت من فورها 
و بالاسفل كان الجميع ينتظرهم بسعاده الا ذلك الجالس على الكرسى ينظر اليها بشړ 
و عقله يدور و يدور لن يسمح لها بان تأخد شىء ملكه 
انتهوا من وجبه الافطار بين مزاح رباب و خجل نجمه ... و اظهار فريد لحبه لها 
حتى وقف فريد ينظر الى نجمه بابتسامه واسعه و هو يقول 
يلا بينا 
وقفت امامه ليمسك يدها و قال و هو ينظر الى والده لكنه يوجه حديثه الى امه 
انا هاخد نجمه يا امى و افرجها على البلد و كمان اوريها الاملاك كلها 
كانت سميره تعلم جيدا غرض ولدها و مقصده فقالت بابتسامه واسعه 
براحتكم يا حبيبى 
ليغادروا بعد ان قبل فريد راسها و اشار لرباب بالسلام 
و عند سيارته اشار لاثنان من الرجال ليتحركوا فورا الى داخل البيت 
ليشعر خالد ان الفرصه الان بين يديه و عليه ان يستغلها 
كانت تجلس داخل العربه الذى يسحبها حصان تستمع الى كلماته و شرحه لرسم الارض و كيف ان املاك العائله
تحيط البلده من جميع الجهات ... و رغم انها كانت سعيده جدا بوجودها جواره ... و بنظره اهل البلده لهم التى تحمل الكثير من الاحترام و التقدير نظره لم تراها يوما و احساس لم تشعر به من قبل الا ان هناك فى اعماق قلبها كان هناك الخۏف يختبىء خوف من ان يكون كل ما هى به الان حلم .. مجرد حلم من وحى خيالها و امانيها 
حركت راسها يمينا و يسارا فى محاوله لطرد كل تلك المخاۏف من راسها و الاستمتاع بما هى فيه حتى ولو اتضح انه حلم 
مرت ايام كثيره كانت نجمه تشعر بالارتباط بكل العائله خاصه رباب التى اصبحت صديقتها المقربه دائما يتحدثون و يلهون سويا 
ايضا سميره التى عوضتها عن حنان والدتها التى افتقدته منذ سنوات ... ايضا الحجه وفيه التى كانت تخصص لها نجمه ساعتان كل ليله تجلس معها فى غرفتها تضع راسها على قدميها و تظل الحجه وفيه تداعب خصلات شعرها و هى تقص عليها قصص قديمه عن طفوله والدها ... او ترقيها من عين الحاسدين و الحاقدين 
حتى انها الان تستطيع ان تجزم انها قد وقعت فى حب قلب فريد الكبير ... و حنانه و اهتمامه و صدق كلماته و وجوده الدائم حولها ... يحيطها بحمايه ... يحتويها و يربت على روحها المسيره 
و لكن اكثر ما يضايقها انها لا تعلم سبب تمسك فريد برؤيتها لوالده يوميا .
بعد مرور اربعه اشهر كان الحال كما هو يأخذها معه كل يوم الى الاراضى و المصنع و المشاغل 
لكن اليوم كانت تشعر ان قلبها يؤلمها بلا سبب .. و الخۏف يزداد و ينهش قلبها بلا رحمه خاصه و الصمت هو صديق فريد منذ استيقظ ... يبدوا عليه التفكير او الضيق 
و ككل يوم تخرج معه و لكن هذه المره ذهب مباشره الى المصنع و مباشره الى الارض الواسعه خلف المصنع 
و بين يديه بعض الاوراق و ظل الصمت سيد الموقف لعده دقائق حتى مد يده بهم لها و قال 
ده ورثك 
نظرت الى الاوراق و قالت بحيره 
ورث ايه يا فريد انا مليش ورث بابا ماټ قبل جدى عاصم و قبل جدى نجيب يبقا ورث ايه بقا اللى ليا 
اخذ نفس عميق ثم قال موضحا 
جدى نجيب كان كاتب وصيه و هتلاقى صوره منها فى الورق ... انك تاخدى حق ابوكى كامل و بدون نقصان و بأرباحه كمان ... و ده يعنى كنوع من التعويض عن كل اللى حصل زمان 
كانت عيونها ثابته على عينيه التى تنظر اليها بحب واضح الى عيونها الان الا ان هناك شىء اخر بهم لم تفهمه و لكنه جعل اوصالها ترتعش ړعبا ....و بعد عده لحظات اخفضت عيونها بخجل ... و مدت يدها اخذت الاوراق من يديه و فتحتها ببعض التوتر لتجد الورقه الاولى فيها تفنيد لكل املاك العائله و بجانب نصفهم تقريبا كتب اسمها لتنظر الى فريد باندهاش و قالت 
ايه كل ده ... ازاى نص الأملاك بأسمى .. و انت و رباب و تيته و طنط سميره
ابتسم ابتسامه صغيره و نظر الى الفراغ و قال 
تيته متنازله عن نصيبها ليكى ... و بابا ليه نص الاملاك بس و انا امى و اختى هنورث منه النص ده 
ايوه يا فريد بس كده مش صح انتوا المفروض تورثوا معايا فى ورث بابا و 
اشار لها بالصمت و اقترب منها خطوتان و قال بصدق 
كلنا راضين ... و محدش فينا هيقبل ياخد منك اى حاجه .. الا اذا قررتى تبيعى حاجه فأنا هشتريهم منك علشان املاك العيله متخرجش بره العيله 
كان عدم التصديق واضح على ملامحها ... ليقطع المسافه الفاصله بينهم و امسك يديها و قال بصوته الرخيم رغم ذلك التوتر الواضح عليه 
انا بحبك يا نجمه ... بحبك من كل قلبى ... كل ذره فى كيانى بتهمس بأسمك ... كل شراينى انت بتجرى فيها مع دمى . انا بحبك يا بنت عمى بحبك و اتمنى انك تقبلى تتجوزينى 
كانت ابتسامتها تتسع مع كل كلمه يقولها و بداخلها
 تهمس 
اخيرا قولتها يا فريد اخيرا 
ولكن دائما القدر يخبىء لنا مالا نحب .... وقبل ان تجيبه كان صوت دوى طلقات ناريه تكسر صمت خجلها واهتز جسده لثلاث مرات متتاليه قبل ان يتهاوى جسده أرضا اسفل قدميها لتصرخ بصوت عالى و چثت بجانبه تضع راسه على قدميها تربت على وجنته برفق و بيدها الاخرى تخرج هاتفها و بيد مرتعشه اتصلت باكثر الاشخاص ثقه لها و لفريد و حين وصلها صوت صادق صړخت قائله 
الحقنى فريد بېموت فريد بېموت 
وسقط الهاتف من يدها و هى تضم راس فريد الى صدرها بعد ان اغمض عينيه لتصرخ صرخه مدويه جعلت الطيور تغادر اغصان الشجر خوفا و فزعا 
بعد مرور عام كانت تقف فى وسط الورشه التى اصبحت مصنع ملابس كبير تشرف على اكبر طلبيه ملابس سوف ترسل الى احدى الدول الاوربيه 
كانت احدى الفتايات تريها بعض الملابس و لكنها رفعت عيونها تنظر الى باب الورشه حين شعرت بعيونه تحاوطها بحنانها المعهود 
كانت النظرات تحكى الكثير و كل منهم يتذكر ما حدث منذ عام 
ظلت تضم راسه الى صدرها و هى تهمس له الا يتركها .. ان يفتح عينيه ينظر اليها بحنانه التى اعتادت عليه ... ان يقف على قدميه حتى يحميها ... ان ينظر اليها حتى تخبره انها تحبه و تريد ان تظل بجانبه ... ان يظل يعاملها كطفلته المدلله ... ان لا يتركها ابدا 
و بعد عده دقائق كان صوت سياره الاسعاف و رجالها يتحدثو جوارها لكنها لا تسمعهم و لا تفهمهم هى فقط وضعت تركيزها كله على يد فريد التى تمسك باصبعها بقوه ... حين وضع على الحامل حاول احد رجال الاسعاف ابعادها لكنها تمسكت بذراع فريد و صړخت بهم انها ستظل جواره 
و فى السياره كانت تجلس ارضا بجوار سريره تمد يدها بأقصى ما تستطيع حتى يستطيعوا الاهتمام به دون ان تكون هى عائق لهم 
و حين وصلوا اللى المستشفى .. تركت يده ڠصب عنها حين دلفوا به الى غرفه العمليات بعد ان سمعتهم يقولون انه قد فقد الكثير من الډماء جلست ارضا تبكى الان عاد اليها نفس الشعور التى كانت تشعر به و هى داخل الملجىء الخۏف و الوحده و الضياع 
لا تعلم كم من الوقت قد مر عليها حتى وجدت والدته و اخته و بعض رجاله و اصبحت المستشفى و كانها خليه نحل لا تهدىء 
و لكن ما حفر داخل قلبها هو موقف سميره حين اقتربت منها و اوقفتها على قدميها و ضمتها بقوه و هى تقول 
متقلقيش فريد قوى... و طيب و اكيد ربنا هيرجعه لينا بالف سلامه ... عايزاكى تبقى قويه ... لازم مراته تكون قويه زيه فاهمه يا نجمه ... فاهمه 
اومئت نجمه بنعم و جلست بجوارها على احدى الكراسى و كانت رباب تجلس بالجهه الاخرى لتحاوطهم سميره بحنان وقوه و لسانها لم يتوقف عن الدعاء لحظه واحده 
بعد مرور ساعه كان صادق يقترب منهم بخطوات سريعه و القلق و الخۏف واضحين على ملامحه ليضم نجمه بحنان ابوى و قال موجها حديثه لسميره 
ان شاء الله هيكون بخير 
لتومىء له بنعم دون رد و لسانها يدعوا الله بكل ما تعرفه من دعاء 
بعد مرور ساعه خرجت الممرضه تقول سريعا 
محتاجين حد ينقله ډم 
اقتربت منها نجمه وقالت 
فصيلته ايه 
مش مهم الفصيله احنى اخدنا له ډم من بنك الډم بس لازم نحط مكان الاكياس اللى اخذناها و محتاجين خمس اكياس ډم 
اجابتها الممرضه موضحه لتقول لها سريعا 
انا هتبرع 
و اقتربت رباب و قالت هى الاخرى 
و انا كمان 
كذلك صادق و رجلين من رجال فريد و بالفعل دلفوا جميعا مع الممرضه لتعود سميره تجلس على الكرسى و هى ترفع يدها تضرعا الى الله تدعوه بقلب ام ان يحفظ ولدها بحفظه و يعيده اليها بخير 
انتهى الجميع من التبرع و عادوا اليها لتحاوط ابنتيها بحنان و نظرت الى الرجال بشكر 
و بعد مرور ساعه اخرى خرج الطبيب الذى يبدوا على وجهه الارهاق الشديد ليقفوا جميعا امامه ينظرون اليه برجاء ليقول بهدوء 
احنى الحمد لله قدرنا نخرج الړصاص من ظهره بس نتيجه دخول وخروج الړصاص و تأثيره على الجسم ده هنقدر نعرفه لما يفوق ان شاء الله 
قاطع حديثه سؤال صادق 
هو كان فى كام ړصاصه 
ثلاثه 
اجابه الطبيب سريعا لتعلوا الشهقات پصدمه ليكمل الطبيب قائلا 
هو هيفضل نايم ال ٤٨ ساعه الجايين ... يعنى وجودكم حاليا ملهوش لزمه 
و غادر سريعا بعد ان قال 
متقلقوش احنى هنهتم بأستاذ فريد و هنعمل كل اللى نقدر عليه 
ظل الجميع على وقفته حتى قال صادق 
تعالوا اوصلكم البيت و انا هرجع استنى هنا معاه و لو فى جديد هتصل بيكم 
و لكن نجمه تراجعت الى الخلف و جلست على الكرسى و هى تقول 
انا مش همشى من هنا و اسيبه ... مش همشى 
لتقول سميره موجهه حديثها الى صادق 
انا و نجمه هنفضل هنا و رباب هتروح علشان
تم نسخ الرابط