نجمه ليلى بقلم سارة مجدي
المحتويات
سوا بالمال و الاڼتقام
فى نفس الوقت الذى كان فريد الابن الاكبر لخالد الذى لم يتعدى عمره السبع سنوات ينظر الى والده بشړ كبير ... خاصه مع نظره الحزن الساكنه دائما في عين امه
مرت سنوات كثيره للاسف لم تتحمل نجمه الالم و لم تعد قادره على اكمال العلاج و اختارها الله ان تذهب الى حبيبها و مصدر امانها و سعادتها فى الدنيا
اصبح فريد الان هو المسؤل عن كل املاك العائله بعد وفاه جده نجيب و لحقه جده عاصم و مرض والده الذى تسبب فى جلوسه على كرسى متحرك فقد اصابه مرض الرعاش و جلطه دماغيه اثرت على النطق و اصبح لا يستطيع التحكم فى جسده .... جزاء على كل الظلم الذى قام به فى حياته و لكل من كان تحت رحمته ....
فمنذ تركتها والدتها بالملجىء و شاهدت قسوه جدها و عمها و انها بمفردها فى الحياه دون والديها و بمكان لا تعرفه .... تحلت بالصمت امام كل شىء و منذ ذلك الوقت لم يسمع احد صوتها
علمت الحقيقه و فهمت كل شئ حين ذهب لها جدها اخر مره قبل ۏفاته و كان ذلك منذ سنه و اخبرها بكل شىء و لكنها ترفض ان تكون فرد من هذه العائله التى رفضتها ... و لولا خۏفها من العالم الخارجى ... و احساسها انها بمفردها و لا تعرف احد سوا اهل الملجئ لرحلت عن هذا المكان البغيض الذى يحمل اسم مشابهه لاسمها ... رغم انها اصبحت فى السن الذى يفرض عليها ترك الملجىء الا انها فضلت ان تعمل به و بدون آجر تكتفى فقط بتناول الطعام هناك
فهو لم يذهب الى الملجىء منذ اخر زياره لجده لكنه يعلم جميع اخبارها .... و يخبر جدته وفيه بكل شىء ... فهى لا تستطيع الخروج من المنزل بسبب المړض و لكنها دائما تبكى من اجل تلك الصغيره التى لم ترى من الحياه سوا القسۏه و الجحود ... و كم من مره تتوسل من اجل اخراجها من الملجئ ... لكن رد فريد دائما الصمت
خرج فريد من غرفته متوجهه الى غرفه والده بعد ان تأكد من مظهره فاليوم بالنسبه له هام جدا ... و مصيرى ... و ككل يوم يدلف الي والده قبل ان يغادر يجلس معه لعده دقائق بمفردهم ثم يغادر البيت كله و لا يعود الا ليلا و لا احد يعلم ماذا يفعل بالداخل او ماذا يقول لوالده . فهو لا يقبل دخول اى شخص عليهم .
ليغادر غرفه جدته و بداخله طاقه كبيره ... لتنفيذ ما عزم عليه
كان ينزل درجات السلم حين وصل صوت اخته الصغيره رباب تتوسل والدتها ان توافق على شئ ما ... وصل الى غرفه الطعام لتصمت رباب تماما ... اقترب يقبل راس والدته ثم وجنه اخته وهو يقول
نظرت اليه رباب باندهاش و صډمه ... ليبتسم وهو يجلس مكانه و اكمل دون ان ينظر اليها
بس السواق هيوصلك ... و يرجعك ... و مفيش تاخير
لتقول باندهاش لم يفارها
انت موافق اروح فرح صاحبتى يا آبيه
رفع عيونه اليها و قال بابتسامه حانيه
طبعا موافق زى ما كل اصحابك هيحضروا فرحك ان شاء الله
كانت والدته تنظر اليه بنظرات هادئه لكنها تتغلل الى روحه تقرأ ما بداخله ... كان يشعر بنظرات والدته و لكنه لم ينظر اليها ... بل وقف وهو يخرج من جيب بنطاله ... مبلغ لا بأس به من المال و اعطاه لاخته وهو يقول
اشترى احلى فستان لاحلى رباب
لتبتسم رباب بسعاده كبيره و ركضت اليه تضمه ليربت على ظهرها بحنان ... في تلك الحظه التقت عينيه بعيون والدته التى ابتسمت و هى ترى الحقيقه كامله داخل عينيه ... لتأخذ نفس عميق براحه
ليقترب يقبل راسها من جديد بعد ان ركضت رباب الى غرفتها ... لتقول هى بهدوء
ربنا يوفقك يا ابنى .
ليبتسم بسعاده و غادر سريعا ... و الامل و الشوق يسابقوه
توجهه فريد الى الارض الزراعيه يباشر كل ما يحدث بها ثم توجه الى المصنع الخاص بالنسيج كان يقوم بكل شىء سريعا ... هو اليوم عقله مشغول بما قرر فعله
اليوم سيذهب لرؤيتها بعد كل تلك السنين ... انهى كل شىء واجل البعض الاخر و ذهب مباشره الى الملجىء
حين وصل الى هناك وقف امام حارس الملجىء الذى وقف باحترام و قال
اهلا يا بيه نورت الدنيا
نظر اليه فريد بصمت لعده ثوان عيونه تنظر في كل مكان ثم قال
فى حد موجود فى الجنينه و لا الكل فرق
شعر الحارس بالاندهاش و لكنه اجابه قائلا
لا يا بيه كلهم فوج
اومىء فريد بنعم و توجه الى الداخل و مباشره الى غرفه المديره التى وقفت بأحترام ترحب به
ليجلس على كرسى المكتب و جلست هى امامه باحترام شديد
و قالت
نورت الدار كلها يا فريد بيه
اومىء برأسه فقط دون ان يجيب على كلماتها ليخيم الصمت عليهم لعده دقائق كانت هى ترتعش حرفيا من الخۏف
و انتفض جسدها حين وقف فجأه و توجه الى النافذه الكبيره التى تطل على حديقه الملجىء عينيه تبحث عنها هو يعلم جيدا مكان اختبائها عن العالم او بمعنى اخر مخبئها السرى الذى لم يعد سري ظل ينظر حول تلك الشجره الكبيره التى وجدوها بجوارها ... الشجره التى اصبحت تشبه البيت الخشبى الكبير ... و من بين اغصانها المتشابكه لمحها تجلس ارضا تستند الى سور الملجىء ... و تمدد قدميها امامها و بين يديها كتاب لم يتبين ما هو ابتسم ابتسامه صغيره و هو يرى ضفيرتها المستريحه بجانبها ارضا و عيونها التى تشبه البحر الهادىء رغم قسوه نظراتها المحاطه ببعض الانكسار
خرج من افكاره و هو يقول
اخبار نجمه ايه
زى ما هى يا فريد بيه ... ساكته طول الوقت بتقرا و بتساعد فى تنظيف الملجىء
اجابته سريعا لينظر اليها سريعا و عينيه تحمل الكثير من الشړ و ردد قائلا
تنظيف !
تراجعت المديره الى الخلف پخوف شديد و هى تتذكر ذلك اليوم الذى كان اخر يوم يروا فيه السيد خالد
خاصه وصوت السيد فريد كان سيحطم جدران الملجىء حين حضر على غير عادته حين علم ان والده هنآ و منعه من رؤيه نجمه او الاقتراب منها و من وقتها ولم يرى احد السيد خالد و لا يعلموا ماذا حدث له
اعاد كلمته بصوت عالى
بتنظف !
و الله يا بيه حاولنا معاها كتير لكن هى بترفض و لو منعناها بالعافيه من الشغل مش بترضا تاكل و لا تشرب
قالت الكلمات بسرعه كبيره و بصوت يرتعش خوفا ليعتدل فى وقفته و ظل ينظر اليها من اعلى الى اسفل ثم تحرك ليغادر المكتب ظلت هى واقفه فى مكانها لا تعلم هل تلحق به .... ام تنتظره و لكن الوقت قد فات على هذا حين لمحته عبر النافذه الكبيره يقترب من الشجره الكبيره
كانت هى غارقه حتى اذانها داخل احداث تلك القصه التى تقرها
معجبه بقوه البطل الذى استطاع اخذ حق حبيبته من اعدائها ... و ايضا عاشقه لصديقه صاحب الډم الخفيف و تشعر بتعاطف كبير مع البطله التى ظلمتها الحياه و لكن وجدت فى البطل العوض الكبير عن كل ما حدث معها
شعرت بان الشمس قد حجبت عنها و ان هناك شىء ضخم يقف امامها لترفع عيونها تنظر الى الحائط البشرى الذى يقف امامها بشموخ
خاصه مع جسده الرياضى المتناسق و تلك الملابس التى تظهر تقسيم عضلات جسده بوضوح
رفعت عيونها اكثر حتى وصلت الى عينيه .... حاده النظره رغم ان بداخلها حنان لم تراه يوم غير بعيون والدها التى لا تتذكر من ملامحه الا انها تشبه تلك العيون كثيرا
ملامح رجوليه
صاړخه وسامه حاده تقطع الانفاس و كأنها تشاهد احد ابطال الروايات قد تجسد امامها
و لكن لما قلبها ينبض بذلك الشكل المتسارع
كان هو ايضا يتأملها بل غرق فى بحور عينيها .... سمائها الصافيه من اى سحب
عاشق لتلك الملامح البريئه التى سكنت عينه و قلبه و عقله من اول مره شاهدها
اقترب منها اكثر ثم انحنى حتى يعبر من تحت ذاك الغصن الكبير لتشعر ان المكان الواسع بداخل تلك الشجره الكبيره اصبح ضيق بشده ولكنه يحفظ ذلك المكان .... فتوجه لذلك الغصن الكبير الذى يلتوى على شكل كرسى و جلس عليه بكبرياء و نظر اليها بثبات رغم تلك النظره الحانيه و قال
انت متعرفيش انا مين ... بس انا اعرفك كويس ... كويس اوووى
صوته الرخيم المليء بالقوه ... و الحنان و الامان جعل قلبها يكاد يغادر صدرها من قوه نبضاته
ليكمل هو كلماته قائلا
انا فريد خالد عاصم نجيب الزيني
صمت لثوان يلاحظ اتساع عينيها پصدمه ليكمل بصوت هامس لكن واضح
ابن عمك
كانت نظراتها ثابته لكنه لاحظ تلك الامواج العاتيه التى تثور داخل عينيها
و كانت هى تنظر اليه و تتذكر ذلك الطفل الذى كان يحضر مع جدها فى تلك الزيارات المتفرقة من وقت لاخر
اغلقت كتابها پعنف و تحولت تلك الأمواج العاتيه بداخل عيونها الى عاصفه تسونامى قويه جعلته يشعر من داخله بسعاده كبيره لا توصف خاصه و هو يشعر و لا يعلم سبب هذا الشعور ... انها ستخرج عن صمتها
ابتسم بسعاده ابتسامه ليست لها مبرر بالنسبه لها لكنه قال بهدوء
عارف بتفكرى فى ايه و عارف كمان كم الكره اللى جواكى لعيله الزيني ... بس لازم تعرفى حاجه كويس جدا .... صحيح انا ابن عمك لكن انا مليش اى دخل بكل اللى حصل ... و لو عايزه تعرفى الحكايه بشكل مختلف احكيهالك
ظلت نظراتها كما هى ليكمل هو كلماته بهدوء و بدء فى سرد كل تفاصيل القصه من اول لحظه حتى ذلك الوقت الذى يقفون فيه
جدك عاصم لقيناه مقتول فى مكان غريب و موصلناش ليه غير بعد ايام ... كان قتل عن عمد او صدفه محدش عارف ... و عمك قاعد دلوقتى على كرسى متحرك ...
متابعة القراءة