نجمه ليلى بقلم سارة مجدي

موقع أيام نيوز

حد انا محتاجه فى حياتى 
وقف امامها و نظر الى عيونها بحب حقيقى جعل قلبها يرجف داخل صدرها 
و انت يا نجمه نجمه ليلى اللى كنت بدور عليها تنور سمايا .. و تبدل سواد ليلى لنور النهار 
كانت تستمع الى كلماته غير مصدقه مندهشه و لكن ايضا تشعر بالسعاده فهذه المره الأولى التى تستمع لكلمات كتلك الكلمات او احد يهتم بها ذلك الاهتمام او يراها شىء مهم الى تلك الدرجه
اومئت بنعم ليبتسم بسعاده و ابتسمت هى الاخرى بسعاده رغم انها لا تعلم ما تخبئه لها الايام 
و فى خلال دقائق كانت تجمع كل ما لها فى تلك الغرفه الصغيره و توجها الى امام المسجد يطلب منه ان يحضر الشيخ لعقد القران و ان يكون هو وكيلها و بالفعل تم الامر و اصبحت زوجته اقترب منها يقبل جبينها بحب و هو يهمس بها بكلمات رقيقه و ناعمه ثم وضع فى اصبعها خاتم جدته و هو يقول 
دى شبكتك ... كمان ده مباركه جدتى لينا 
نظرت الى الخاتم بأنبهار و هى تتذكر الخاتم فى يد الحجه وفيه و كم كان يلفت نظرها و تحب النظر اليه .... هل حقا الحظ سيبتسم لها هى حقا لا تعلم 
اخدها و توجه بها الى العاصمه مباشره .... الى تلك الشقه الذى لا يعلم عنها احد من ماله الخاص الذى جمعه من عمله بالخارج بجوار دراسته و الذى لا يعلم ايضا عنه احد 
و هناك و تحت تلك البنايه الشاهقه التى تطل على النيل العظيم وقفت تنظر حولها بانبهار و صډمه و بداخلها تقارن بين ما تراه عيناها من جمال و رقى و ما هى عليه من هيئه بسيطه جدا و مضمون ابسط ... و بين من يقف بجانبها يتحدث الى حارس العقار الذى ظن انها احدى الخادمات التى احضرها من البلده لتقوم على خدمته 
حين صعدا الى شقته ظلت واقفه عند الباب تشعر بالصدمه من روعه الشقه و اثاثها الراقى المميز 
ادخل سليم الحقائب و الټفت ينظر اليها و قال باندهاش
واقفه كده ايه يا نجمه ادخلى 
ظلت صامته تنظر الى داخل الشقه بأنبهار ثم قالت 
ادخل هنا عادى 
اقترب منها و امسك يدها و جذبها برفق لتدخل الشقه ثم اغلق الباب و قال بابتسامه واسعه 
نورتى بيتك يا نجمه 
بيتى 
قالتها باندهاش و صډمه ... ثم دارت حول نفسها و هى تقول 
يا بيه انا كبروا اكون خدامه هنا .... مش يكون بيتى 
بيه و خدامه فى جمله واحده ليه كده يا نجمه حد مصلتك عليا عايزه تموتينى و لا ايه 
قالها ببعض المرح و تصنع الصدمه و خاصه و هو يضع يديه فوق خافقه بأداء كلاسيكى معروف 
لتقول هى سريعا
بعيد الشړ عنك يا بيه
اعتدل فى وقفته و ظهرت الجديه على ملامحه و هو يقول 
تانى يا بيه ... هو فى زوجه بتقول لجوزها يا بيه 
هزت راسها بلا .... ثم قالت ببعض السخريه 
بس يا بيه الموقف هنا مختلف ... و المقامات محفوظه 
اغمض عينيه بضيق شديد ثم قال 
مقامات ايه يا نجمه يا نجمه انا اتحديت اهلى و خسرتهم علشان اكسبك انت ... و انت تقوليلى مقامات ... انت مراتى و مبقاش بينا دلوقتى حاجه اسمها مقامات و لا كان فى من الاساس 
كانت تستمع الى كلماته باندهاش و عدم تصديق فصعب على من مثلها عاشت عمر كامل من الشقاء و المرار و التعب ان تصدق ان الحياه سوف تفتح لها ابوابها على اتساعها 
عادت من افكارها على لمسه يده ليدها و هو يسير بها قائلا 
تعالى بقا افرجك على الشقه ... و لو فيها اى حاجه مش عجباكى قوليلى و هغيرها فورا 
كانت الصدمه ترتسم على وجهها و عدم التصديق ليبتسم لتعابيرها التى تجعله يشعر انه يفعل شىء بطولي خارق للطبيعه 
كانت مع كل ركن فى المنزل يزداد انبهارها و اعجابها و عدم تصديقها من انها نجمه ابراهيم الفتاه البسيطه التى لم تعلم من الحياه شىء سوا غرفتها الصغيره و عملها فى الحقل و احيانا فى بيت عائله الزيني 
الان اصبحت تسكن فى بيت لو ظلت تحلم طوال حياتها لن تحلم بشىء بسيط منه 
كانت تقف فى منتصف غرفه النوم ... اخر غرفه فى تلك الجوله الذى اخذها بها سليم تركها تتأمل كل مكان بها و خرج يحضر حقيبته و تلك الحقيبه القماشية الخاصه بها
حين دلف من الباب تحركت سريعا بشىء من الخجل و حملت بأجتها منه و هى تنظر ارضا 
ان ملابسها رثه و تخجل حقا من تبديلها لما ترتديه لتردتى ملابس اقل منها 
شعر بها حقا ... و يعلم بما تفكر ... و لكن كل ذلك لا يمثل له اى شىء يكفى انها اصبحت زوجته و هى ستعلم بنفسها انها اهم لديه من بعض ملابس لا قيمه لها 
انا هخرج بره لحد ما تغيرى هدومك براحتك ... و لو عايزه تخدى حمام فى حمام فى الاوضه 
ثم اخذ ملابسه البيتيه وغادر الغرفه لتظل هى واقفه مكانها ... تسال نفسها ماذا تفعل هنا .... و كيف طاوعته في كل ما حدث ... اين هى منه ... و كيف لها ان تصدق انها اصبحت زوجته و كل شىء يثبت لها ان ليس لها دور و لا مكان سوا خدمته فقط 
اقتربت من بأجتها و فتحتها تحاول البحث فيها عن اى شىء يناسب على الاقل جمال و بهاء تلك الغرفه 
وجدت تلك الملابس التى كانت أهدتها لها يوما الحجه وفيه و دلفت الى الحمام تنظر بداخله پصدمه فهى لا تعلم كيف تستخدمه و لكنها مؤكد لن تطلب منه المساعده ... لتحاول و ترى 
و بعد معاناه طويله خرجت من الحمام ترتدى تلك البيجامه التى لم ترتديها من قبل و كانها كانت تعلم انها لا تليق بغرفتها الصغير و ها هو مكانها المناسب 
كانت تجفف شعرها امام المرآه حين طرق سليم الباب و فتحه و ظل منتظر بابتسامته التى ټخطف الانفاس و قال 
ممكن ادخل 
ليتصلب جسدها بالكامل من الخجل ليقترب منها و هو يقول 
ايه الحلاوه و الجمال ده 
و كانت هى تنظر ارضا تذوب خجلا فذراعيها غير مغطيان و خصلاتها الطويله تنسدل على ظهرها بطولها المميز مما جعل قلبه يتقافز داخل صدره بسعاده و اعجاب .... و عينيه التى عشقتها من اول لحظه تعشقها من جديد 
لم يستطع منع نفسه من و يتمتع ببريق النجمه 
فى صباح اليوم التالى استيقظت نجمه بعد نوم عميق و مريح ... فبرغم خجلها و كل ما حدث بالامس الا انها و لاول مره تشعر انها حقا انسانه تستحق حياه كريمه و مريحه ... تستحق الحب و الاحترام ... و سيلم اعطاها ذلك الاحساس بكرم كبير ... كان يتعامل معها برقه شديده و كانها مصنوعه من زجاج 
نظرت بجانبها و لم تجده لتتذكر كم كانت خجله و بشده بسبب نومها بجانبه و كانت تأخذ طرف السرير و تضم قدميها اليها بشده ليجنبها هو بقوه لتصطدم بصدره و همس بجانب اذنها فى نفس اللحظه التى احتضنت ساقه ساقيها بقوه حانيه و يد تحاوط كتفها و اليد الاخرى وضعت فوق خصرها 
ده مكانك من النهارده ... و اوعى تفكرى تبعدى عن مكانك ده و الا هيكون فى عقاپ شديد جدا جدا
غادرت السرير و بدأت فى ترتيبه سريعا و لملمه كل الاغراض فى نفس اللحظه الذى فتح فيها باب الغرفه ودخول سليم بهدوء ظنا منه انها مازالت نائمه 
لتبتسم بخجل ليقول هو بضيق مصتنع 
ايه اللى صحاكى يا نجمه كان نفسى اعمل زى الافلام و اصحيكى بطريقتى 
لتنظر اليه باستفهام ... ليقترب منها بحنان و و لهفه و حب كبير 
كده 
ابتعد عنها حين شعر بحاجتها الى الهواء خاصه و هى لا تعلم و تكتم انفاسها بشده 
نظر اليها بابتسامه صغيره و قال و هو يغادر الغرفه 
خليكى واقفه مكانك ... ثوانى وراجع لك 
ظلت تنظر الى باب الغرفه الذى غادره منذ ثوان بترقب و اندهاش حين عاد و بين يديه الكثير من الحقائب و هو يقول 
صحيت من بدرى علشان اجبلك كل دول ... و يارب زوقى يعجبك 
كانت تنظر الى كل تلك الحقائب باندهاش و بدء هو يخرج ما بها مع ابتسامته التى تجعلها تشعر بالامان لا تعلم كيف تكون الابتسامه مصدر للأمان ... و رغم سعادتها بكل تلك الملابس الجديده الا انها لا تستطيع ان تحرك عينيها عن وجهه و ابتسامته الرائعه 
و كان هو يشرح لها كل ما اشتراه و يخبره اين ترتديه ثم رفع فستان منزلى بسيط ورقيق و قال 
عايز اشوف ده عليكى ... ادخلى خدى دش و تعاليلى على المطبخ 
حاضر 
ليقبل وجنتها بحب و غادر الغرفه ... لتنفذ هى ما قاله بعد ان رتبت كل الملابس و الحقائب 
غادرت الغرفه بعد ان تاكدت من مظهرها امام المرأه و توجهت الى المطبخ لتجده يقف هناك يعد الطعام اقتربت سريعا و هى تقول 
يا خبر ابيض يا بيه انت اللى بتطبخ اومال انا هنا بعمل ايه 
نظر اليها بحاجبان مرفوعان و قال 
بيه ... و انت هنا بتعملى ايه ايه يا نجمه اللى

انت بتقوليه ده 
نظرت اليه پخوف ليكمل قائلا 
مش عايز اسمع كلمه بيه دى تانى ... و وجودك هنا مش مربوط بسبب غير انك مراتى حبيبتي و ان ده بيتك من ساعه ما دخلتيه امبارح 
ثم اقترب منها قليلا و قال 
مفهوم 
اومئت بنعم و هى غارقه فى سواد عينيه و كأنها مغيبه 
جلس فى الشرفه بعد ان تناول الغداء التى اهدته نجمه بمهاره كبيره ... اعدت كوبى من الشاى و جلست بجانبه على تلك الاريكه المريحه الموضوعه فى احدى جوانب الشرفه المحاطة بالكثير من الزهور و النباتات اصحاب الرائحه المميزه 
كان شارد الذهن حتى انه لم يشعر بها ... ظلت هى ايضا صامته و دون ان يصدر عنها حركه بسيطه تنظر الى ذلك المنظر البديع الموجود امامها ... تفكر فى كل تلك السعاده و تشكر الله عليها
خرجت من افكارها على صوته و هو يقول 
عايز اخد رايك فى حاجه 
نظرت اليه باهتمام ليقول هو بابتسامه صغيره 
بفكر افتح مكتب هندسى 
كانت تنظر اليه بعدم فهم ثم قالت 
اللى انت شايفه صح اعمله انا معرفش 
ابتسم و بدء فى شرح كل شىء يخص المكتب و كانت هى تستمع اليه بتركيز شديد ثم قالت 
يعنى انت مهندس مش كده 
اومىء بنعم لتقول بابتسامه صغير و لكنها فخوره 
ان شاء الله تبقا احسن و اشطر و اشهر مهندس 
مرت الايام كان سليم يعمل بكل مالديه من قدره ... حتى فتح المكتب و استعان
تم نسخ الرابط