رواية عينيكي وطني وعنواني للكاتبة أمل نصر
المحتويات
تقربها بذراعيها نحوها وهي تقبلها من وجنتها
طب ولما انتي بتحبي اوي كدة.. ما تقولي اه يابت هو عيب
حدقت بها مندهشة قبل ان تلتفت نحو عمتها الواضعة كفها على جانب وجهها تتبسم بتسلية.. فقالت مشيرة بسبابتها نحوها
ماهي عمتي كانت عايزاني اسيبه عشان اثبت لها اني بحبك وانا كنت فاكراكي مېتة.. اشحال دلوقت لما اتأكدت انك صاحية وماموتيش
هو جزمة يابت ولا فستان عشان لما ارجع اخدهم من تاني دا جوزك يامنيلة على عينك يعني مش خطيبك وبس كمان
قطبت بحيرة تسألها
يعني إيه
قبلتها بشغف وهي ترد بابتسامة دافئة
يابت انا اتجوزت من زمان وعيشت حياتي مع راجل نساني الدنيا بحالها ..مش بس حب المراهقة والظروف الۏحشة معاه.. يعني عمتك كانت بتلاعبك ياعبيطة.
قالتها ببؤس وهي ترتمي بأحضانها باكية مما اثار ضحكة صاخبة من فاتن ووالدتها وهي تشدد عليها بذراعيها وتردف بحړقة
وحشتيني اوي يابنت اللذينة ووحشتني طيبتك وحنيتك دي.
خرجت من أحضانها وهي تمسح بأبهامها الدموع الساقطة منها على الوجنتين تهتف ساخطة
دي عيشتني ايام سودة وطب والنبي من ما انا مسمحاكي ياعمتي.
طب وانا اعملك ايه بقى ان كنتي صدقتي ودماغك لفت من اول ما شوفتيني لهو انتي فاكراني كنت هاقدر اعمل فيكي المقلب لولا اني شوفت ترددك ده وخۏفك مني طب ليه يابنتي دا حتى كل حاجة نصيب.
انا عارفة ياعمتي.. اهو لقيت نفسي متلخبطة ومكسوفة لما اتفاجئت بيكي في ليلة كتب كتابي واكنك ظبظتيني في تهمة متلبسة.
هونت عليكي يافاتن تسيبني السنين دي كلها من ماتشوفيني ولا اشوفك.. ولا مرة وحشتك فيها
قالت مبتسمة
مين قال كدة بقى انا كنت كل مااشتقالك اطل عليكي واراقبك من بعيد .
ازاي
همت لترد ولكن اوقفها صوت الهاتف الذي كان يصدح بورود مكالمة..
دا تليفونك يافجر
اومأت برأسها وهي تخرج الهاتف من حقيبتها فقطبت مندهشة وهي تجيب على الرقم الغريب
انهت المكالمة سريعا لتنهض عن كرسيها قائلة بقلق
طب عن اذنكم ياجماعة.. انا لازم اروح على بيتنا حالا ... علاء خرج من الصبح ڠضبان وماحدش عارف طريقه فين
تتلاعب بأصابع يده السليمة وهي تمازحه بدلال لعله يستجيب لها يبتسم
ياحسحس.. ياابو ډم تقيل انت مش ناوي بقى تفك كرمشة وشك دي.. مش لايق عليك ياعم .
رد بصوته الأجش
هو ايه اللي مش لايق عليا
قالت بدلال
التكشيرة.. بصراحة انا اول مرة اشوفك مدايق كدة .. في كل خناقتنا مع بعض مافيش مرة وشك اتقلب فيها بالشكل ده.
اعتلت زاوية فمه ابتسامة مستخفة وهو يرد
يمكن عشان ماكنتش موجوع قوي بالشكل ده.. ماهي خنقاتي معاكي مهما كانت اسبابها تيجي ايه في اللي انا حاسس بيه دلوقت!
حاسس بإيه ياحسين قول ياحبيبي على اللي مزعلك وخرج اللي جواك .
تجاهل سؤالها ليجيب بسؤال غيره
بقولك إيه انتي مش ملاحظة ان علاء اتاخر اوي هو راح فين دي اول مرة يغيب فيها عني كل ده.
اخفت ارتباركها وهي تحاول الإجابة ببعض الثبات
ما انا قولتلك ياحبيبي.. عمي ادهم اتصل بيا وبلغني ان علاء روح البيت عشان يرتاح شوية من تعب الايام اللي فاتت واكيد خدته نومه.
قال بتشكك
عمك ادهم برضوا اللي بلغك امال هو راح فين بقى مختفي هو كمان.. دا حتى عصام مرجعش يطل عليه من الصبح .
ردت ممازحة بتصنع
الله الله هو انت لحقت تزهق مني ياسي حسين ولا إيه بقى لما اتواضع انا النهاردة بجلالتي وقدري واتبرع بالأنفراد بيك .. تفتكرلي انت فلان وعلان واكني مش مالية عينك ولا سادة الفراغ اللي جواك .
فراغ إيه إللي انتي سداه
نعم !
كرر باستفهام
بسألك عن الجملة الاخيرة دي.. ايه معناها
اهتزت كتفاها بعدم اكتراث
انا عارفة انا بسمعها كدة وخلاص.
فلت كفه من يدها ليضغط بابهامه وسبابته على وجنتها بغيظ
ولما انتي مش فاهمة معنى الجملة بتكرري ليه زي البغبغان هي لماضة وبس .
صاحت ضاحكة وهي تدفع يده
بس ياعم الله .. هو انت شايفني عيلة صغيرة
بابتسامة مستترة هتف متصنعا الجدية
العن وامر.. العيلة هاتكبر .. لكن انتي بعقلك الهايف ده هاتجنني امي العمر كله.
ضحكت بمرح حتي جعلته يتخلى عن عبوسه ويشاركها الضحك وهي تردف بغرور
ربنا ما يحرمك مني يارب .
...................................
وفي الجهة الأخرى كان الوضع في شقة علاء على اشده.. أدهم الذي اتعبه البحث مع رجاله حتى استسلم مضطرا للأنتظار المر مع شاكر وزجته التي لم تستطع التخلي ولو لحظة عن زهيرة خوفا عليها لتنتكس وتعود للمرض مرة من الخۏف والقلق على ابنها الذي اختفى عن رؤيتها ولم يرد ولو على اتصال واحد منها في ظاهرة لم تحدث طوال حياته مهما مر عليه من أحداث.. عصام الذي ترك عمله في المشفى بعد معرفته بعدم عودة علاء من وقت ان غادر المشفى ولم يستطع اللحاق به .. كان واقفا بسيارته امام البناية مع فجر التي شرح لها مشهد الصباح وما فهمه من كلمات علاء معه.
انا قولت بس اشرحلك واقولك على اللي حصل بما انك شهدتي على الموضوع من اوله.
متكتفة الذراعين تهز برأسها وكأن كثرة الصدمات افقدتها حس الإجفال أو الإندهاش .
اردف عصام
يافجر انا قولت اشرحلك عشان تفهمي وتطمنيني عليه لما يوصل .. انا لولا بس ان بنتي الصغيرة النهاردة بايتة عندي ماكنت اتحركت من مكاني في انتظاره
تنهدت قائلة بتعب
روح ياعصام وانا هاتصل بيك واطمنك لما يوصل.. هو اكيد هايرجع.. مهما كانت الصدمة كبيرة عليه لكن اكيد هايرجع.. مش كدة برضوا
ان شاء الله يافجر يرجع.. حس المسؤلية عند علاء اكبر من أي چرح واي هموم .
بعد ذهاب عصام وتركها في انتظار حبيبها الذي لم تمل تكرار الاتصال عليه رغم عدم اجابته.. حتى اقتربت الساعة للحادية عشر مساءا وكاد الانتظار ان يعصف بقلوب الجميع .. دلف فجأة لداخل شقته مكفهر الوجه القى التحية من تحت اسنانه ذاهبا نحو غرفته ليغلق بابها عليه.. ولم يبالي بنداء والده وتوسلات والدته او حتى شاكر وزوجته .. حتى وصلهم صراخه من داخل الغرفة
انا تعبان ومش عايز اشوف ولا اكلم حد.. ممكن بقى تسيبوني في حالي .
خرج صوتها بارتجاف
حتى انا ياعلاء مش عايز تسمع صوتي
ساد الصمت فقالت بارتجاف أكثر
علاء.. انا مش هاتحرك من هنا غير لما تفتحلي.. ان شالله حتى ابات جمب باب الاوضة .
شهقت باكية
افتحلي ياعلاء عشان اطمن عليك..
متابعة القراءة